الاثنين

ويسألونك..مرة أخرى عن الروح؟

هل يوجد فعلا شيء بداخلنا إسمه الروح؟






ومازلت أتلقى أسئلة من البعض تتحداني بتفسير الروح يظن أصحابها أنهم مثل يهود المدينه يتحدون صلعم بسؤال صعب . في رأيي الشخصي بأن جواب صلعم على سؤال اليهود كان جواباً غبياً على سؤال أغبي. هذا السؤال يتكرر عندي ويسألنى سائله" مرة اخرى" إن لم يكن الله قد خلقنا فأين تذهب أرواحنا بعد أن نموت؟

لماذا لم يقدم العلم لنا شرحاً وافياً عن طريقة تكون الأرواح وأين تذهب من بعد موتنا؟ لماذا ياترى؟ هل لأن العلم يتعامل مع الأمور التي نراها ونختبرها مباشرة أو بطريقه غير مباشره فقط، فكون العلماء لايستطيعون رؤية هذه الأرواح، فلايستطيعون إختبارها؟ أم أن هؤلاء العلماء ببساطه لايريدون أن يجرحوا شعور المتدينين، فيجاملونهم ولايقولون رأيهم صراحة في الأرواح؟

بداية ، ففكرة الروح في جسم الإنسان هي فكرة بدائية قديمه، فكرة أن الشبح داخل الأله يحركها. في الستينات عندما جاء جهاز التلفزيون الى مدينة العين ، كانت النساء يتغشين ويتغطين خشية أن ينظر إليهن الرجل المحرم الظاهر على الشاشه .كثيرات من أولئك النسوه كن يظنن أن هناك رجلا فعلا داخل التلفزيون. كثير من الأطفال الصغار أيضا يعتقدون بإنهم لو فتحوا اللعبة أو التلفزيون فسيجدون هذه الشخصيات تعيش داخلها. الأنسان البدائي كان أيضا كذلك.




كان الأنسان يعتقد بأن الأشياء التي تتحرك مثله ومثل الحيوانات بها شبح أو روح داخلها تحركها. كل الشعوب البدائيه تعرف ذلك. كثير الأديان القديمه كانت تمارس طقوساً تتعلق بكيفية تحريك أو مراقبة تصرفات هذا الشيء السحري الذي يحرك الكائنات من الداخل. الهنود إعتقدوا بتناسخ هذه الأرواح أي بإنتقالها الى السكن داخل أجساد الحيوانات والنمل والبقر. المسلمين الأوائل وفي أيام صلعم كانوا يعتقدون أن الأمراض تسببها كائنات شبحيه أخرى هي الجن والعفاريت تدخل الجسم مثل الروح تماما إلا أنها تغير من تصرفات الأنسان وتصيبه بالمرض. لهذا أوجد الإسلام طقوسية كامله تسمى "الرقيه الشرعيه" ماهي إلا علاجات بدائيه للإمراض لاتختلف عن معتقدات القبائل الأفريقيه أو الهنود الحمر.

أحتاجت الأديان الكتابيه ( التي تُسقط كتبا من السماء) مثل اليهوديه والمسيحيه والإسلام، الى وجود الروح. فكيف تقنع الأنسان بالعوده الى الحياة بعد الممات بدون وجود هذه الفكره المفيده..عودة الروح الى الجسد؟ لذا نرى بعث المسيح من بعد الصلب وإحياء الموتى والعوده للحياه يوم البعث والنشور كما يقول الإسلام ..وكلها مبنيه على فكرة الروح. لذا لم تمت فكرة الروح في هذه الأديان وأستمرت فكرة مكرسة في عقائد وظنون المؤمنين.




لم يكن أهل أرض الرمال في الماضي وحتى بعد إنتشار الإسلام ضليعين بماهية الجسم الإنساني ووظائفه. لذا أختلطت عليهم وظائف كثير من أعضائه. فالعرب كانت تظن بأن العاطفة والحب تسكن في الفؤاد أو القلب وأن الحزن يسكن الكبد فيقولون لوعة الكبد وحرقته. ويظنون بأن العين تطلق أشعة تنقل الحسد والحظ السيء الى الأخرين..وربما كان سبب خفقان القلب المتسارع المرتبك في أول حب للإنسان هو ماجعله يظن أن المحبة تخرج من القلب.

اليوم نحن نعرف كيف يعمل جسم الإنسان. نحن نعرف أنه عبارة عن أله. نعرف أن أفكارنا في الدماغ هي عمليه ألكتروكيميائيه. مازلنا لم نكتشف كيف نقوم بتراكيب لهذه الأفكار فنحس بوجودنا وكياننا الكلي. أنه أمر لاشك سنكتشفه في يوم ما. أفكارنا ومشاعرنا وأحاسيسنا وذاكرتنا كلها مرتبطه بالأجزاء الفسيولوجيه والكيماويه من دماغنا.

عندما يتعرض الإنسان لمرض يصيب دماغه، أو حادث يتسبب في تدمير جزء أو كل دماغه، يفقد الأنسان ذاكرته أو جزء منها..تتغير أحاسيسه ومشاعره وقد يفقد القدره على تحريك أعضاء الجسم الأخرى. نحن نعرف الأجزاء التي تتسبب في تغير رؤية الإنسان الخارجيه فإذا تعطلت يرى الشخص أشياء يصورها له دماغه المعطوب..مع أنها ليست حقيقيه.




لو كانت شخصياتنا هي هذه الأرواح،فلماذا يتغير الإنسان الذي يصاب بحادث، لماذا لاتحتفظ هذه الروح بالذاكره أو بالعواطف والمشاعر؟ أليست هي النفس الأمارة بالسوء أم أنه الجسد نفسه. من سيحاسب الله الجسد، أم الروح؟ حالة الموت السريري هي حاله تموت فيها جميع وظائف الدماغ التي تخرج الإحاسيس والمشاعر والتعبير والذاكره..ولكن يبقى الجسد حيا. أهذا الجسد مازالت به الروح؟ إذا فهذه الروح ليست لها أية قدره أو فائده كونها معتمدة تماما على الجسد؟ هل تستطيع هذه الروح التفكير أو التقرير أو الإحساس؟ الواقع أن مانراه يعتمد على حالة الجسم فقط وكل مشاعرنا تتأثر بما يحدث له فقط.

عندما يقول المرء أن العلم لم يستطيع أن يفسر الروح..فإنه يخدع نفسه فقط. العلم لايجد أي دليل يؤخذ به على وجود شيء بهذا المسمى. الروح فكرة ساذجه..تحمل سذاجة وبدائية الإنسان الأول. الناس المتدينون يعيشون حياتهم يحملون هذه الفكرة وفرحانين بها، هو أن العلم لم يحطم بعد فكرة الروح ويعللون النفس بأن هناك سببا يبقيهم مؤمنين و مصدقين.







هل السياره تسير لأن بداخلها "روح- السياره". فعندما تتوقف و تتعطل تكون " روح –السياره طلعت؟ هل الغساله عندما تطفيء عنها الكهرباء تكون روحها الغسّاليه قد خرجت فماتت؟ بما أن أحدا لم يستطيع أن يفسر روح الغساله أو الثلاجه أو السياره..أيعني ذلك بأنها موجوده؟ طبعا لا.. وطبعا لاتوجد روح تعيش بداخلك.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: