الاثنين

!! كامل الاوصاف ..اللي يخّوف و لا يخاف



سمعت صوتا يناديني من خلفي و أنا بمعرض الصيد و الفروسية اليوم في أبوظبي، " بن كريشان..بن كريشان! " أنا لست من هواة الصيد بل ضده تماما، و لكني اردت ان اتفرج على مزاد الجمال و رؤية بعض الاشياء الغريبه التي تعرض عادة فيه .. مثلا هذه السنه حضر طرزان ! و هو شخص اوروبي اسمه مايكل دياندا يعيش في الغابات الامازونيه في البرازيل منقطعا عن المدنيه و الحضاره يأكل مما يصيده و يلتقطه


لم يكن الذي يناديني طرزان، لحسن الحظ،! بل كان شابا مألوف الملامح، و بعد حب الخشوم.. و سلومه عالزمان* مازلت لم اتعرف عليه، فقلت له: من الريّال اسمح لي ترى ماعرفتك؟ فاجاب انه فلان العامري..قبائل العوامر في رمال الامارات تتميز بأسمائها المرعبه و الغريبه فقد يتسمى الشخص منهم ب شليويح و رمّاح و ركّاظ ..لذا تذكرته بسرعه بسبب اسمه المميز..و لكنني كنت أتذكره ملتحيا خفيف الشنب و من المتشددين المقصرى الاثواب مكفرى البشر ،و لكنه اليوم بدا وسيما و قد أشرق محيّاه و كما يبدو من قصة شعره و سوالفه،أنه يذهب لنفس صالون الحلاقه الذي يرتاده عيظه المنهالي

لا أدري مالامر الذي غير العامري، و لم أشأ ان اسأله حتى لا احرجه، ربما حب جديد! او ضاقت نفسه نكدا مما يفعله بنفسه. هؤلاء المتشددون الذين يلتحون ولا يحلقون و لا حتى يشذبون لحاهم مشوهين خلقتهم .. يفعلون ذلك تشبها بالرسول الكريم ، ولكن هل كان رسول الرمال و الصحاري بشعا؟ أبدا.. فكتب المفسرين تصفه بكامل الاوصاف، و لكن كيف ان تقليده في الشكل و اللبس ، مثل ما يفعله هؤلاء، يؤدي الي زيادة في القباحة ..لا الحسن ؟

عنوان المقال هو اسم شخصيه للممثل الكويتي الكوميدي غانم الصالح في مسلسل قديم لا اتذكر اسمه، و هي شخصية رجل شرير يكرر دائما اسمه في المسلسل و يقول " أنا كامل الاوصاف..اللي يخوف و لا يخاف" و الان فلنرى كيف و صفت كتب السيره النبي صلعم

عن أنس رضي الله عنه انه قال: كان رسول الله صلعم أزهر اللون ليس بالأدهم و لا بالابيض الامهق يتلألأ نورا
و هذا يعني انه كان حنطي البشره مشربا بقليل من الحمره

عن عمار بن ياسر رضي الله عنه انه قال: كان رسول الله يسلم عن يمينه و عن يساره حتى يرى بياض خده
و هذا يعني انه لم يكن حنطاويا بل كان ابيض البشره

و في البخاري قال ابي جحيفه رضي الله عنه: و خرج رسول الله صلعم و كأنني انظر الي بيض ساقيه
يؤكد هذا الحديث على انه كان أبيض البشره

و قال ابن خيثمه : كان رسول الله صلعم أجلي الجبين، اذا طلع جبينه بين الشعراو طلع من فلق الشعر تراءى جبينه كأنه السراج المتوقد يتلألأ

وهذا يعني ان جبينه مستوي بدون انبعاج يغطيه بشعر القذله* دائما فيما يبدو و لكن ان فرق شعره و بدا جبينه فأنه يعكس النور كالمصباح يتلألأ، و قد يكون هذا سبب تغطيته حتي لا يسبب انعكاس النور من على الجبين حوادث للبعران اثناء القيادة ليلا

كان بعض الاحناف في جزيرة الرمال يطيلون شعورهم لأنها من علامات النبوه على أمل ان يتمكن احدهم من ان يكون نبى بلاد الرمال من هؤلاء كان أميه بن الصلت الذي كان يأمل ان يكون هو نبى العرب المنتظر.. سيكون لنا موضوع خاص عنهم في المستقبل

و قيل فيه شعرا قد يكون لأبن الفارض:

بلغ العلى بكماله ** كشف الدجى بجماله
حسنت جميع خصاله ** صلوا عليه و آله



و قد وصفه انس بن مالك فقال: كان رسول الله صلعم ربعة من القوم ، لا بالطويل البائن و لا بالقصير،وكان الي الطول اقرب
و في حديث لهند بنت ابي هاله كان رسول الله صلعم دقيق المسربه موصول ما بين اللبة و السره بشعر يجرى كالخط عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك

وشرح الحديثين ان الرسول مربوع القامه و و هناك خط من الشعر يوصل النقطة من اسفل رقبته الي سرته و غير ذلك كان امرد.. كيف عرفت هند ذلك؟

و يقال انه ايضا كان أشعر المنكبين، واسع ما بينهما و كان احسن العباد عنقا فكان عنقه كأنه ابريق فضة يتلألأ!! مرة أخري!

أما عيناه فكانتا واسعتين جميلتين شديدتي سواد الحدقه ذات اهداب طويله- يعنى رمش عينه- ناصعتى البياض و قال القسطلاني انه كان اشكل العين و هي الحمرة في البياض و كان أكحل بدون كحل

أما في الاسنان:
و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه انه قال:" كان رسول الله ضليع الفم، جميله، وكان من احسن العباد شفتين و الطفهم ختم فم،و كان أشنب افلج الثنيتين اذا تكلم رئى كالنور يخرج من بين ثناياه"

يعني انه كان وسع الفم جميل الشفتين اسنانه متباعده غير متلاصقه

و قد يتسائل بعضنا من كان الاجمل نبي الله يوسف أم نبي بلاد الرمال محمد؟ و قد و جدت الاجابة على هذا التسائل في احد المنتديات و كان كالاتي: صحيح ان يوسف اعطى الحسن الذي قطعت النسوة آياديهن لرؤياه و لكن مع ذلك ما فاق جمال نبينا محمد صلعم فقد نال سيدنا محمد صفات كمال و جمال البشر اما لماذا لم يحصل الامر نفسه معه و المقصود هنا لم تقطع النسوة أياديهن عندما يرينه؟ فالسبب انه الي جانب الحسن، فقد اعطي الهيبه ايضا و قيل ان الصحابة الكبار لم يكونوا يستطيعون النظر الي وجهه الكريم لما كلله من النور و المهابه و انما وصفه صغار الصحابه فقط..الصحابة البيبيّات

و هكذا عرفنا عنه امرين شدة الجمال و الهيبة ، و الهيبة تاتي من الشجاعه، و قيل في كتب التفسير بأن الرسول كان أشجع الانبياء و بالتالي فهو اشجع الخلق جميعا و قد تعوذ من الجبن و له دعاء في ذلك يقول فيه صلعم

اللهم أعوذ بك من الهم و الحزن والعجز و الكسل و الجبن و البخل و ضلع الدين وغلبة الرجال- رواه الشيخان عن أنس

و قال على ابن ابي طالب : كنا اذا اشتد بنا البأس اتقينا برسول الله صلعم فما يكون احد أقرب الي العدو منه و قد رأيتني يوم بدر و نحن نلوذ برسول الله صلعم و هو اقربنا للعدو. رواه أحمد و الطبراني و النسائي

و معروف انه عندما هدده كفار مكة قال لعمه ابو طالب و الله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله او اهلك دونه- وهو دليل على شجاعته الفذه

وزيادة في ذلك فقد قال أنس في وصف قوته الجنسيه: كنا نتحدث انه اعطي قوة ثلاثين رجلا في الجماع – أخرجه النسائي

و هكذا فأن نبينا، الذي اخرجته بلاد الرمال القفراء المباركة هذه كان الاجمل و الاشجع و الاقوى بدنيا و جنسيا، لقد كان سوبر نبي! و من حقنا أن نفاخرو نزامط* أهل الاديان الاخرى به

و عودة للسؤال الذي طرحته في البدايه، فعندما يقلد الشباب احد الممثلين من ترافولتا الي توم كروز فهناك ستايل معين او موضه جديده، أما ان نقلد أجمل الخلق فنتحول نتيجة ذلك الي مسخ قبيح، مثل صاحبنا العامري ، فقد كان كريه الشكل بلحيته المنفوشه ، حاف الشارب و قصير الثوب، اما عندما غير هواه و أتبع ستايل عيظه..عادت اليه بعض وسامته..فكيف ان تقليد أجمل انسان شكلا يؤدي الي الخسافة و القبح؟

! و في النهايه الم تكن تلك مواصفات كامل الاوصاف..اللي يخوف و لا يخاف

بن كريشان
***
سلومه عالزمان يعني ماشفتك من زمان
القذله ناصية الشعر او جزئه الامامي
المزامط هو التباهي على الغير بما لديك- لهجه اماراتيه

ليست هناك تعليقات: