قبلات پاريسيه حاره


الإسلام هو المشكله..وليس الحل




أتذكر أحلى قبله في حياتي، كانت في الجامعه..في منتزه بين كليتي و بين مكتبة الجامعه، كانت ذاهبة للمكتبه، فطلبت مرافقتها ، لم تمانع.. توقفنا نتحدث في منتصف المنتزه، كنت مرتبكا..لاأدري من أين أبدأ؟

لا يسقط المطر كثيرا في كاليفورنيا، ولكن يومها تلبدت غيوم السماء وأكفهرت..وسقط علينا المطر فجأء ولم يك هناك من مكان نلجأ إليه ، جرت هي بإتجاه المكتبه .. وهممت أنا بالعدو نحو مبنى الكليه..و نسينا يدينا المتشابكتين..لا أدري من سحب الأخر لنلتقي في قبلة حميمة تحت المطر ..لم نأبه أثنائها بالبلل

من منا لم يمر بذكرى كهذه . عندما أمسكت يدها أو قبلتها....أو عندما إستيقظت على وجهها الذي يفوق شروق الشمس بهاء..لا تتسآلون مالذي دهى بن كريشان ليكتب برومانسه اليوم؟ فأنا في پاريس مدينة الحب والأنوار..وأحاول أن أضع نفسي في جو رومانسيتها

البوس والتقبيل عادي وقانوني جدا في پاريس و في كل بلاد العالم ماعدا بلاد الرمال، حيث أنه من صلاحية أجهزة الأمن والشرطه والمباحث والمطافيء وحتى إدارة رقابة الأغذيه بالبلديه أن تلقي القبض عليك بسبب بوسه..زارني صديق من مملكة الرمال الكبرى ومن الرياض بالتحديد، فأخذته الى جبل حفيت ليتفرج على منظر الغروب الرائع فوق الصحراء المتراميه..وكان هناك سائح و زوجته اُخذا برومانسية المنظر..فصارا يتبادلان القبل وعيناهما مسمرتان ببعض لايحسان بالعالم من حولهما ..فقال لي المسكين ولا ألومه: كيف تسمحون لهم أن يفعلوا ذلك في بلادكم؟

على الطائرة التي جائت بي الى پاريس ، والتي يجب أن يفرض على كل إنسان في بلاد الرمال أن يحج إليها كلما إستطاع سبيلا.. قبل يجردنا الأسلام من كل رومانسيه و يحولنا الى غيلان و وحوش، ..تناولت صحيفة الحياه، وكان الأحرى أن تسمى الموت..فأخبارها لم تكن عن الحياه بل عن الذبح والقتل ..وهذا قليل منه




قتل ١٣ عراقيا في هجمات وعمليات في أنحاء العراق بينهم طفله



أرتفعت حصيلة المواجهات في الكوت الى ١٧ قتيلا بينهم خمسة أطفال وفتاه
مصدر في وزارة الداخليه العراقيه يقول عشرة أشخاص قتلوا في منطقة الأمين في إنفجار إنتحارى معظم القتلى من عمال النظافه الذين كانوا هناك في وقت مبكر

عثرت الشرطه العراقيه على خمس جثث خلال الساعات الأربع والعشرين الماضيه لأشخاص أطلق النار عليهم بعد تقييدهم وعصب عيونهم

في بعقوبه أعلن العميد راغب العميري أن طفلة عمرها تسع سنوات قتلت أثناء تبادل أطلاق نار بين قوات الجيش ومسلحين أسلاميين

في سامراء ثلاث سائقي شاحنات عراقيين قتلوا بعد أنفجار عبوة ناسفه في الطريق
في الكوت المستشفى الأميري يستلم جثث ١٩ شخصا قتلوا أثناء مواجهات مسلحه بينهم أطفال

مصادر أمنيه تحذر من حريم القاعده في العراق اللواتي يجندن النساء والفتيات للإنتحار وكان الشيخ ثائر غضبان قد أغتيل بواسطة إمرأة إنتحاريه فجرت نفسها فيه بينما كان يحمل في يده طفلا رضيع وأختلطت أشلاء أجساد المنتحره بأشلاء الشيخ والرضيع الذين مزقهم الأنفجار


الا يستحق العراقيون أن يتمتعوا بالحب مثل بقية شعوب العالم.. ألم يحن الوقت ليدفنوا صلعم وأبن عمه وأحفاده ودينه..ويعيشوا الحب والحياة ..ربما ! وقبل أن تظنوا أن العراق إنتهى ودمر بأسم الأسلام..هناك دلائل على وجود أمل

يظن البعض أن التوجه العام في بلاد الرمال هو التزايد المضطرد في عودة الناس للدين، أو الصحوة الدينيه كما يسمونها. ولكن الواقع ليس كذلك تماما، على الأقل ليس كذلك في العراق

الأسلام يدق مسامير تابوته في العراق

بعد خمس سنوات تنافس فيها الأسلام بشقيه السني والشيعي في العراق لأثبات من منهما يمثل الإسلام الحقيقي، و من أجل ذلك قامت كلا الطائفتين بعمل كل ماتستطيعانه لتحطيم الطائفة الأخرى. تفجيرات، قتل، إختطاف تهجير، حجر على الحريات ،التسلط ، الأبتزاز، والتهديد والبلطجه..أعمال تستحى حتى إسرائيل من إقترافها -لسبب ما كانت أعلام إسرائيل اليوم منشورة في الشانزيليزيه وحتى قصر الأليزيه


أدى ذلك الى دفع العراقيين الى التشكك في قيمة الدين الأسلامي وفاعليته ومصداقية رجال الدين والمؤسسات والمنظمات الأسلاميه من خلفهم

الأرهابيون الجهاديون و الذين ينظر إليهم كأبطال في كثير من بلاد الرمال..هم السبب في حالة الفوضى بالعراق ، مما جعل الشباب العراقي يرى الأسلام هو المتسبب الرئيسي في المآسي و دوائر العنف .. والقتل العشوائي للأبرياء

في سلسلة مقالات في مجلة النيويورك تايمز لظاهرة التدين في العالم الأسلامي، كانت هناك صدمة بما يتعلق بالعوده للدين في العراق بعد عديد من المقابلات للشباب العراقي من البصره وحتى بغداد -بأمكانك أن تقرأ ترجمه عربيه من موقع المجله في الرابط

تقول ساره، وهي طالبة ثانويه عامه بالبصره: أنا أكره الأسلام، وجميع شيوخ الدين إنهم يحدون من حريتنا بأوامرهم وفتاويهم السخيفه الثقيلة، معظم البنات في مدرستي يكرهن رجال الدين ولا يريدون أن يروهم في زمام السلطه..إنهم لايستحقون أن يحكمونا

أثير ، فتاة أخرى عمرها ١٩سنه من منطقة شيعيه فقيره بجنوب بغداد تقول كذلك: رجال الدين كذابون ومنافقون، أنا وجميع من بعمري لايعيرون لهم ولا لدينهم الأسلامي أي إهتمام

هذه المقابلات التي إعتمدت على عينات إحصائيه شملت كثيرا من الشباب العراقي من جنوبه الى وسطه، تشير نتائجها الى أن خيارات العراقيين في المستقبل ..لن تشمل العودة للتدين مرة أخرى



أعترف كثير من الأكاديميين العراقيين في هذه الدراسه بأن هناك تناقصا في الأقبال على دراسة التخصاصات الدينيه، كما أن عدد الحضور في صلاة الجمعه أو صلاة الجماعه يشهد كذلك تراجعا كبيرا في عدد المصلين كما صرح أئمة المساجد الذين شملهم البحث و حتى في المناطق التي شهدت تحسنا في الناحيه الأمنيه. قامت المجله كذلك بزيارتين في بغداد حيث يصلى أتباع مقتدى الصدر وكان العدد أقل بكثير مما كان عليه في سنة ٢٠٠٤

ذكرت دكتوره بكلية الحقوق في جامعة بغداد والتي عرّفت نفسها بأسم د.بشرى أن طلبتها صاروا يكرهون الأسلام ويتندرون على المتدينين وأصحاب اللحى والأنقبه و كثيرا من هذه النكات تكون على رجال الدين والشيوخ أنفسهم ولايفرقون بين الشيعي والسنى منهم..إنهم محتقرين بشده بين صفوف الطلبه

ولأن رجال الدين يقدمون أنفسهم كممثلين للإسلام ورب الرمال مسيو الله، صار الأسلام نفسه بسببهم محل كراهية ونفور..إنهم يرون في الأسلام كل الفشل . يقول أبو محمود، رجل دين سني معتدل من بغداد: من الصعب علينا أن نقول ذلك ولكن الواقع هو أن الشباب أولا سلموا عقولهم لرجال الدين،و كانوا يثقون بهم تماما..أما اليوم فقد تغير الوضع كثيرا . إنهم يتهمون رجال الدين والأحزاب الأسلاميه بالتسبب في خراب العراق



قال شيخ شيعي أثناء المقابله إنهم يصيحون الله أكبر عندما يحزون رقبة مختطف أمام كاميرات الڤيديو- يقصد ما يفعله الجهاديون الإسلاميون- فتصبح هذه الصوره ماثلة في أذهان الشباب والأطفال و الناس للأبد..يظنون أنهم أرسلوا رسالة للغرب، الا أن رسالتهم ضربت إيمان الشباب في الصميم ، صار هذا هو الأسلام في نظر أبنائنا

حتى في زمان صدام حسين لم يكن الدين مكروها الى هذه الدرجه. لم يكن صدام حسين نفسه متدينا ،لا يغرنكم حمله المصحف خلال محاكمته. فقد كان يشجع الدين والتدين بما يخدم مصلحته فقط، أما عندما يصبح الدين تهديدا لسلطته فأنه يقمعه، ومع هذا إحتفظ الأسلام بأحترام عند العراقيين خلال عهده

كان الناس في العراق ينظرون برومانسيه تجاه محاربة الولايات المتحده كرمز للإمبرياليه، ودعمها لأسرائيل ، وكان أسامه بن لادن بطلا في أعين العراقيين بعد الحادى عشر من سبتمبر

وفاء طالبة جامعيه عمرها ٢٤ قابلتها المجله في بيتها وقالت هذا الكلام بحضور عائلتها : كنت أحب أسامه بن لادن، وخاصة فكرة ضربه للإستعلاء الأمريكي، ولكن عندما جاءت الحرب الى مدينتنا، أنظروا ماذا حدث؟ هناك نقطيتين تفتيش بالجامعه واحده للطلبه وأخرى للطالبات، الحراس يأمروني أن لا ألبس تنوره، على أن أتحجب لسلامتي فقط..الأن نحن لانكره الأسلام فقط، بل نبغضه. القاعده وجيش المهدي ينشرون الكراهية ولايتوانون عن قتل العراقيين في سبيل أتفه الأسباب

لا يذكر المقال أن الشباب العراقي صار يتجه للإلحاد، أو رفض فكرة إلله ولكنه يتكلم عن تزايد كراهيتهم للدين الأسلامي ..إن تزايد قبضة هؤلاء الشيوخ والملالوه والمنظمات على رقاب الناس وعبثهم بالقانون والحريات يزيد من إضعاف الدين، وكلما إستمروا هكذا ، كلما سقط الدين في فخ نفسه..ودفع الكثيرين الى الألحاد

على المدى الطويل سيكون الألحاد هو الخيار الأسهل للعراقيين. سيكون صعبا على المجتمع أن يفرض التدين في وجود الكثيرين ممن يرفضون الدين. في وجود كل هذه العنف والمماراسات اللاأخلاقيه التي تتم بأسم الاسلام، كيف سيكون له مصداقيه أخلاقيه لدى الناس التي عانت منه في العراق. حتى لو بقي الجيل الحالي مؤمنا بالدين..فالجيل القادم سيشهد إنتشارا للألحاد في العراق

صوره إلتقطتها لفتاة شابة تستجدي بالحجاب في الشانزيلزيه



ما يجعل نتائج هذه الدراسه مهمه هو المقارنه بينها..مع ماجرى في المجتمعات الأوروبيه هناك تشابه للتجربه العراقيه مع ماحدث وأدى الى نشوء العلمانيه في أوروپا بعد ونتيجة للحروب الدينيه التي جرت بين الكاثوليك والپروتيستانت والتي جعلت كثيرين من فلاسفة ومفكرى ذلك العصر، لا بل وحتى بعض رجال الدين، يرون ضرورة فصل الدين عن السياسه


أن مايجرى في العراق يثبت بشكل قاطع ألخطوره والتهديد الذي ينتظر المجتمع عندما يخلط الدين بالسياسه. أنه أضعف أساس لقيام الدوله ومصيره الفشل المحتوم و كلما طال أمده..كلما خرجت الشعوب منه منهارة إقتصاديا وفكريا

في جمهوري إسلامي أيران ، يتسائل ألأيرانيون اليوم أين المائة والسبعين مليون دولار التي تجنيها إيران يوميا من إرتفاع أسعار البترول؟ والشعب الأيراني جائع يبحث عن خبزه..إنها في جيب حزب الله ومليشيات العراق الشيعيه ومصاريف مخابرات الرئيس البنتشرجي والطموح الذري، وجيب رفسنجاني وصحبه من اهل العمائم

الا يحق للعراقيون الحصول على بعض الحب، بعض القبل..أن يكونون رومانسيون يحبون ويعشقون بدل آفة الأسلام السني الشيعي التي تنخر في جثث شبابهم وفتياتهم..أليست القبلة أحلى من تفجير الجسد بقنبله..في سبيل رب لا يستطيع أن ينزل من عليائه فيقول هو مع مين..أو وين؟




كم يثور الأسلاميين عندنا عندما تذكر كلمة العلمانيه، وكم يصرون على أن تكون الشريعه الأسلاميه المصدر الأوحد للتشريع في بلاد الرمال..أن العار علينا هو إننا نفجر أهلنا بهذه الأعداد..ونقتل أنفسنا بهذه العشوائيه الأنتقاميه في سبيل كذبه..ومن أجل خرافه ! وفي النهايه سننتهى الى نفس النتيجه التي إنتهت إليها الشعوب من قبلنا بأن..الإلحاد والعلمانيه هما الحل..وليس الأسلام

قبلات پاريسيه حاره

بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات