الاثنين

عيد سعيد و رسالة محبة

على ضوء التعليقات في المقال السابق. آنست رغبة من الكثيرين أن يكون النقاش مثريا لأفكارنا وأن يبتعد عن الأسفاف والمسبات الشخصيه .إن كانت لنا هناك أمنية في هذا العيد فالتكون أن يتعلم العرب ثقافة الحوار وأدابه وأن يختفي النموذج المتشنج لنقاشات قناة الجزيره أو قناة المستقله ، وقد لا يغير كلامي هذا من شيء الا أنها أمنية، يتمناها الواحد منا في أول يوم للعيد ، لذا كتبت رسالة محبة للجميع..حتى لمن يسبني.
لايوجد سبب يدعو للأعتقاد بأن الأسلام وغيره من المذاهب والأديان ستختفي قريبا. ممايعني إننا نحن الكفره والملحدين يجب أن نتعايش مع هذا الوجود وأن نتقبل الفوارق والأختلافات بيننا ، وبين هذه المعتقدات كذلك وبين الأديان والمذاهب المختلفه عنها. أن قبولنا لهذه الأختلافات لايعنى تغاضينا عن مظاهر الكراهيه والعنف والمُقت التي يبديها المؤمنون بالأسلام خاصة، وغيرهم من الأديان. يجب أن لانسكت على أستخدامهم إيمانهم بالأسلام كعذر لمهاجمتنا في أشخاصنا أو التدخل في أسلوب حياتنا.



ماذا يعني أحترام الأختلافات الدينيه بين الناس؟ هذا يعني أشياء كثيرة حسب أختلاف الأشخاص. إلا أن ملاحظتي الشخصيه للمؤمنين بالأسلام بالذات لايعني كمانظن أنه تقبل وأحترام وجودهم، بل يعني الأصرار على أن يصدق الغيربما يقولون أو على الأقل الأعجاب بألأسلام كدين ليس مثله مثيل. أن هذا ينطلق في أعتقادي من تصورهم بأن الأسلام هو أهم شيء في هذه الدنيا كما أنه أهم شيء في حياتهم ، وهو الذي من أجله يعيشون.

من الممكن أن نتقبل بأن الأسلام هو كل شيء في حياة المسلم. من الممكن أن نقبل أنه الوسيله الوحيده التي لديه ليرى العالم من خلالها، ولكن هذا ليس كافيا ليتوقع حدوث " الأعجاب" ولا حتى " الأحترام" لهذا الدين ، ولا يعنى أن الأخرين سيغبطونه على الحالة المزريه التي هم فيها.



أن أبداء الأحترام أو الأعجاب بأي دين أو لأي رأي أو معتقد ديني ماهو إلا الأستسلام والخضوع له. وليس هو ماقصدت بأحترام الأختلافات الدينيه بين الناس.

و قد يسأل أحدكم هنا: ماذا تقصد يابن كريشان؟ تقول نحترم الأختلافات الدينيه ولكن لانحترم الأديان! صحيح ، وذلك لأن أحترام الأختلافات الدينيه لايعني الدين نفسه . البشر سيختلفون في أرائهم بخصوص الأديان والمذاهب والمعتقدات مهما كان. هذه الأختلافات يجب أن لاتفرق بيننا أو تفصل الأنسان عن أخيه الأنسان. أننا نحترم حق الأنسان في الأختلاف معنا. ولكن ذلك لايعني أن نحترم الأسلام. فالأسلام فكره..ومثل اي فكره يجب ان لا تقدس وأن تتعرض للفحص و حتى الأنتقادات القاسيه والسخريه كلما دعت الحاجة الى ذلك. أن أحترام الأختلافات الدينيه ليس أحترام الدين..بل هو أحترام البشر وحقهم في الأختلاف.

صحيح ان كثير من معتنقي الأديان وخاصة المسلمين هذه الأيام صاروا يبررون الغباء و أقتراف الشرور. صاروا عنصريين ضد أخوانهم في الأنسانيه والعروبه وصاروا لايتقبلون أنسانا بينهم إلا على أسُس دينيه ومذهبيه وطائفيه. ولكن صدقوني ليس كلهم كذلك. أنني أكن أحتراما لرجل قال لي مره أنه توقف عن الذهاب الى مسجد الحي ومنع أولاده عنه لأن إمام الجمعه كان يلعن المسيحيين واليهود والملحدين في ختام كل خطبه، فغيّر مسجده.


عندما يؤمن الأنسان المسلم بأشياء لا اساس لها بالنسبة لنا، لايعنى ذلك بالضروره انه أحد هؤلاء الأشرار العنصريين.

نحن نهاجم الأفكار وليس الأشخاص، ننتقد تناقضها وعدم توافقها مع العلم والتاريخ ومع العقل، ننتقد أخطائها و إنعدام إتساقها مع المنطق..ولكن لانجرّح بأصحابها وبشخوصهم.. إلا أن كانوا من هؤلاء الأشرار ومن أولئك الكهنه ومن المدعوذين الذين يبثون السم في الدسم ، ويروجون للعنف والأرهاب ، ويضرمون نار التفرقه والعنصريه والكراهيه بين البشر.




أن أطفال هؤلاء الملحدين والكفار بالأديان سينشؤا ويكبروا في بلاد الرمال في وسط عالم غارق في التدين. أن أقل مانزودهم به هو قدرتهم على التعامل والحياة في هذه البيئه. فكلما قل أحترامهم لهذه البيئه كلما اصبحت حياتهم اصعب. يجب أن تكون لهم علاقات ومعارف مع أقرانهم، ويجب أن يكون هناك أحترام للبشر والأنسانيه وحق الناس في الأختلاف..سواء

كان هؤلاء الناس ملحدين أو مؤمنين.




عيدا سعيدا لكل العرب، مسلمين ومسيحيين ..وملحدين.


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: