الاثنين

فداك روحي!




شئت اليوم بمناسبة حلول عيد الڤالنتين ٭ عيد الحب٭ أن أدون موضوعا رومانسيا وكانت مجرد صدفة ،أن بعض القراء تساءلوا من اين أتيت بكلمة الزبردجيه في مقالي السابق؟.. ومع انني لا أعرف معناها، الا أنها بالتأكيد كلمة في منتهى الرومانسيه .. فبعد عودتي من السفر تفاجأت بوجود ثلاثة قصص من روايات عبير عندنا بالبيت.. ظننت أولا أن أمي تقرأ روايات عبير بالسر ..وانها ربما تعاني من فورة في مشاعرها الرومانسيه مؤخرا

ولكن إتضح ولله الحمد بعد التحقيق بأن أمي بريئة..فهي أصلا لا تستطيع أن تقرأ ولا تكتب، ولكن يبدو أن أحد بنات أخواتي كانت قد نسيت هذه الروايات بالبيت..فتناولت أحدها وعنوانها حبيبي المجهول..وقرأت فيها : تكورت شفتا أليكس عن إبتسامة صغيرة غير واضحة الملامح. خلع بنطلونه القصير ببساطه وكان يرتدي تحته ثوبا للسباحه. حدقت انيتا مندهشة بعضلاته الصلبه، واطرافه المنسقه،بينما أخذت بشرته البرونزية تلمع بشده.وشعرت على الفور بحرارة تجتاحها

قال لها: أنا أود السباحة لفترة طويله، ثم مال برأسه نحو المحيط الهاديء الزبرجدي الذي يداعب برفق رمال الشاطيء..

أرأيتم كان ذلك هو مصدر إلهامي بما يتعلق بمصطلح الزبردجيه..وهذا مقطع من الرواية الثانيه وأسمها آنين الحب: لقد كانت آليس مترددة ولاتستطيع التوفيق بينهما. من هو الرجل المناسب لها. إعتقدت أنها تحب ڀول أولا وكانت على وشك القبول بالزواج منه عندما تعرفت على شقيقه رالف الذي قلب حياتها رأسا على عقب..فهو عنيد وقاسي القلب، لايحب أحدا ولايثق بالمرأه، ولكن الحب يبدد كل هذه المشاعر ..ولا احد يستطيع أن يهرب من الحب

لم أكن أتمالك نفسي من الضحك وأنا اقرأ في هذه الراويات..حتى أن أمي قالت مستغربة لم تضحك لوحدك كالمهبول ؟ أضحكنا معاك.. هذه فقرة من نفس الروايه الأخيره:

أندفعت آليس بعد خروجه وأوصدت الباب خلفه. وأسندت رأسها عليه لتسمع وقع خطواته هابطا الدرج. أخذت أنفاسها تتقطع في نشيج يلف جسدها كله. وبعد فترة تمكنت من جمع شتات نفسها وسارت الى غرفة نومها والقت بنفسها فوق السرير..والدموع تنهمر من عينيها

هل صحيح أن الرجال يحبون الوقائع والنساء يحببن المشاعر؟ لذا نرى الرجال يقرأون في قصص المغامرات والحروب ، والنساء يقرأن روايات عبير..لا أدري ولكن ماذا لو دمجنا الأثنين معا في رواية واحده ؟ ولكن ولأنه في بلاد الرمال تعتبر رويات عبير غير متوافقه مع الشريعه الإسلاميه السمحاء.. وخاصة إذا وردت فيها كلمة ههههه ،الا أنها لاتشكل عائقا خاصة إن قمنا بأسلمتها بالطبع ، وهذه محاولة مني بدمج قصص المغامره بالرومانسيه ..بطريقة متوافقة مع الشريعه الأسلاميه



مقطع من رواية: الا أنت ياحبيبي









بقلم: بن كريشان




عندما أنضمت أم سلمه الى تنظيم جيش محمد الجهادي، كان أخر شيء يخطر ببالها أن تقع في الحب مرة أخرى. كانت مكلفة بتعذيب المختطفين الأبرياء قبل أن ُتقطع رؤسهم أثناء تصوريهم بالفيديو، الا انه كان شيء غير معتاد بالنسبة للشاب الذي أحضروه لها اليوم. لقد كان فخورا بنفسه لايقبل المهانة ولا يخشى التعذيب. نظرت في عيناه فدب بجسدها شعور دافيء غريب وأحست بأن ركبتاها لاتقوان على حملها، فقد كان رغم غروره يحمل آلما من الماضي، لابد و أن سببته له أمرأه، فكلما جلدته أم سلمه بشنطتها من ماركة لويس ڤتون..كلما إزداد تصلبه وعناده، واخيرا عرفت سر مشاعرها

وهنا أنفلتت دموعها من بين أهداب عيونها راسمة خطوطا على جفنات خدها الزبردجي وصاحت به: أبا قثامه! أنت ابا قثامه حبيبي اليس كذلك؟ وأطبق الصمت على المكان بينما غاصت أم سلمه عميقا في سلسلة الذكريات عندما أنضمت للجهاد الإسلامي لتنسي تحطم حبها له على صخور اليأس

أبو قثامه: حبيبتي..أأنت حبيبتي أم سلمه ؟
كم أكرهك يا أبا قثامه ، و ما أن قالت له ذلك حتى تلاقت شفتاهما في عناق محموم..نسيا معه آلام الماضي وتبخرت سنوات الأنتظار..وفجأة دفعته بعيدا عنها بعد أن تذكرت كيف تركها من أجل أم ُحنين ، تلك الفتاة المحجبة التي خطفته منها، فصاحت به: إذهب من هنا فأنت لست حبيبي..لاشيء في قلبي اليوم الا حبي لرسول الله..الا رسول الله .. واندفعت هاربة منه خارج زنزانة التعذيب الى الهواء الطلق ، ونقابها الأسود الجميل يرفرف من خلفها

من يعلم فربما لدي مستقبل واعد، وسوق رائجه بكتابة قصص الرومانسيه الأسلاميه بدل الأجابه على الأسئلة التي تأتيني من المؤمنين

هذه ليست بالمرة الأولى التي أستلم مثل هذا السؤال بالبريد. كتبت الأخت الكريمه حفصه محمد الشايف من جده تقول : أذا لم يكن هناك خالق، فأين تذهب ارواحنا بعد الموت؟ تقريبا كل نقاش مع المتدينين ينتهي بشيء مثل هذا، وهو حقيقة وجود هذا الشيء الخالد السامي اللامادي الزبردجي الخارق للطبيعه..الذي يسمونه الروح. يصر جميع المتدينين ومن مختلف الأديان على وجود هذه الروح وأنها هي نفسنا الحقيقيه. المسيحيه تأمل من أتباعها أن ينقذوا هذه الروح من عذابها الأبدي على يد الرب يسوع الرحيم، بينما يعتقد المسلمون بأن الروح تذهب عند رب الرمال بعد الموت فهو " يقبضها" مثل مايقبض الموظف الماهيه اخر الشهر، ويعيدها الى الجسد يوم القيامه والبعث والحشر والنشور..الى اخر مسميات الرعب الفقهي

ومع هذا كله فلا يستطيع أي أحد منهم إطلاقا تقديم أدنى دليل على وجود هذه الروح.. فلاعجب أن تعبنا من ترديدهم هذا الشيء مرارا وتكرارا..كمن يعيد قراءة احد رويات عبير بأستمرار وبدون توقف




إذا كان رب الرمال نفسه غير موجود، فكيف بإمكانه ان يقبض أرواحا غير موجوده ويعذبها في جحيم غير موجودة هي الأخرى. ولنفترض أن هذه الأرواح فعلا موجوده فهناك أحتمالان لهذا الوجود، الأول هو أنها حقيقتنا فنحن لسنا أجسادا..وأنما أرواح تحرك هذه الأجساد من الدخل كما تسوق أنت السياره. أما الأحتمال الثاني فأن تكون هذه عباره عن طاقه تحمل كل القدرات الفكريه والحسيه لدينا. للعقلاء يعتبر الأحتمال الأول في منتهى السخافه فهو يعود الى إعتقاد في الأديان القديمه يسمى أنيمزيم، وهو أن الأجسام تتحرك لأن بداخلها من يحركها، وعندما يغادر هذا الشيء يسقط الجسد ميتا. ولكن أن كنا نحن مجرد أرواح تسكن في الأجساد فكيف لا نستطيع ان نراها أو نحس بها، ولاتقل لي ان الروح تخرج من قدمي عند الموت وتذهب الى مكان عند رب الرمال يخبئها في صندوق إسمه برزخ لتعود الى جسدي في المستقبل..لو كان هذا صحيحا فلماذا عندما يصاب الأنسان بأرتجاج دماغي يفقد القدره التفكيريه والأحساس؟ ..أليس من المفروض ان تبقي الروح متحكمة بتفكير الإنسان؟ المخ مادي وهذا دليل على ألماده هي مصدر الإحساس والتفكير..وليس روحا خياليه؟






الأحتمال الثاني أكثر غباء، فليس هناك طاقة لديها تفكير وأحاسيس. هذا مستحيل أيضا لأن الطاقه هي نتيجة كيميائيه وليست تمثيلا لأي وجود ذكي قادر على التفكير والأحساس. كل الطاقه التي لدى الأنسان لاتستطيع ان تخترق المسافات ولا الوقت الكوني، ولم تستشعر أية أجهزة من التي اخترعها الأنسان اية طاقة في جسد ميت.. ورغم أنف مدعوا الأعجاز العلمي ، فليس هناك شيء إسمه علم ألأرواح والجن والعفاريت كما يدعي هذا المفتري



وبما أنه لا توجد طاقه خارج الماده اذا فهذا الأحتمال خاطيء كذلك . وبما أن الأحتمالين مستحيلين، فوجود هذه الروح مستحيل أيضا







ألأعتقاد بالروح في الأسلام مثل كثير من الأشياء أصله ميراث يهودي، فنلاحظ أن فقهاء الأسلام يقسمونها الى قسمين النفس والروح، وهي تسميات من تقسيم الروح عند اليهوديه وهي رواخ ونافيش. وتعنيان نفس الشيء. أما البقيه فهي تاثيرات دخلت كتب الفقه من الأديان الهنديه عن طريق فارس







الروح مهمة جدا للأديان فهي القاعدة التي ُيبنى عليها الأيمان بوجود حياة أخرى بعد الموت. بدون وجود الروح..لن يكون هناك وجود للرب الذي خلقها ونفخها في الأجساد..أحيانا لا ينفخ بنفسه ويكتفي بإرسال ملاكا يقوم بالنفخ نيابة عنه كما في قصة مريم..الروح مثل كثير من التهيؤات الدينيه الأخرى كالجن والعفاريت والشياطين والملائكه..ماهي الا خزعبلات رومانسيه ، تبدو روايات عبير مقارنة بها ..أكثر جديه

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: