الاثنين

حنة بدو..وهوامش حول عيد الفطر



تجّهز امي الحناء بنفسها قبل يوم العيد و تخمره في الثلاجه..و في ليلة العيد تجلس و تتحنى بنفسها، امي لاتعترف بالنقشات الهنديه و السودانيه و المغربيه و التى تقدمها الصالونات ، فالحنه لديها هي حنه غمسه ، او قصه و ترسم أحيانا شكلا يشبه الشراع في باطن يديها، و احيانا اخرى ترسم نجمة تتوسطها نقطه! اما هذا العيد فالستايل بالنسبة لها، كان حنة بدو..و هي ليست اكثر من لطعه، بوسط الكف

ذهب رمضان بأواخر ايامه العشر، و حاول من حاول ان يعتق نفسه من النار بتقديم طاعاته بصلوات القيام و حرمان النفس من النوام، و ظل من ظل يتابع مقاهي رمضان وشيشاته و جلساته ، و مما افعله كعادتي في عيد الفطر هو البقاء في البيت صباحا حتى يصل اخوتي و اخواتي ليعّيدوا على امنا ثم أعايدهم و بعد ذلك انطلق في جولة بين بيوت الاقارب في العين، بعدها اذهب لأكمل المشوار في أبوظبي فأزور بيوت عماتي هناك، و لكنني لا اعود للعين في نفس اليوم، فأبقي لأحتفل بأنقضاء الغمه ، في المدينه مع بعض الاصحاب و الاحباب ، و لكن هذه المره سيختلف الامر قليلا، فسأقضي الليله بأستوديو في فندق دانه. وهذه المره مع فتاة ستأتي من دبي الي أبوظبي حيث سأريها معالم العاصمه…الليليه، تعرفت على هذه البنت واسمها ياسمين خلال رمضان المبارك في دبي ،عندما فلت احد الشياطين المكبله من أغلاله قبل ليلة القدر، و أغواني انا و هي، قبل ان تلقي القبض عليه، الشرطه الملائكيه و تعيده الي النظاره السماويه

يرى بعض محللي الانثروبولوجيا ان رمضان و عيد الفطر يحملان دلالات من عبادة القمر القديمه والتي وجدت في المنطقه. و اله القمر عند المصريين هو الاله ياه الذي يعتقد انه غادر مصر برفقة موسي يمشي امام بنى اسرائيل و كأنه لوح من الغبار و سموه يهوه، و كان كذلك معبودا رئيسيا في جزيرة بلاد الرمال قبل الاسلام و كان رمزا لأكبر الالهه، و لم تكن اللات و هي الشمس ، و هي تأنيث كلمة الله .. الا... زوجته

لاحظ اننا في الاسلام نستخدم كلمة التهليل و التكبير، و التهليل، كلمة جاءت من أعزاز هذا القمر لظهوره بشكل الهلال و تشجيعه ان يكبر و يعود كما كان ، وورد في الاثر ان الرسول صلعم و صحبه يخرجون عند ظهور هلال العيد يقودهم الرسول و هو يكبر و يهلل متجها الي الارض الفضاء خارج المدينه ليصلى في الصحراء، هذا الطقس مازال متبعا في الامارات حتى اليوم ففي كل مدن الامارات مصلى يسمى مصلى العيد و هو على شكل فناء واسع غير مبلط ينظف ترابه قبل صلاة العيد كل سنه و به محراب و منبر، وكان للرسول صلعم سنة خاصه بظهور الهلال فقبل ان يخرج من البيت يأكل ثلاث تمرات او خمسه او اي عدد بشرط ان لا يكون عددا زوجيا و هو مايسمى في لغة التعقيد الدينى الاسلامي الوتر

عن أنس رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدوا يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، ويأكلهن وتراً أخرجه البخاري

و عند الحديث عن القمر فأن هناك طقسا يسن قراءة سورة القمر في صلاة العيد يوم الفطرعن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي : ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر ؟ فقال : كان يقرأ فيهما ق والقرآن المجيد و اقتربت الساعة وانشق القمر أخرجه مسلم



أما عن التكبير الجماعي بصوت واحد فيعتبره السلفيون بدعة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و لا عن أحد من أصحابه . والصواب عندهم أن يكبر كل واحد بصوت منفرد و كما تعرفون كرههم للموسيقي و الجمال و تفضيلهم للتكبير و التهليل المتبلبل الغير متناسق حتى لا يخاف رب الرمال ويخفي عنهم هلاله

يسن كذلك إذا ذهب المسلم إلى الصلاة في عيد الفطر من طريق فعليه أن يرجع من طريق آخر ؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد الفطر خالف الطريق اخرجه البخاري

و اتباعا لسنة النبى صلعم بتغيير الطريق سأضطر ان اعود الي العين عن طريق دبي حيث ان سلوك نفس الطريق.. لا يثاب عليه.. وعلى كل حال لازم ارجّع البنت الي بيتها

يتزامن مع عيد الفطر هذه السنه واحد من أهم أعياد الهندوس و هو عيد الديوالي، قد لا تلاحظ ذلك بوضوح في مدينة العين او حتى أبوظبي، و لكن في دبي التي تقطنها بعض العوائل الهنديه القديمه جدا مثل عائلة بوجيوالا و بهاتيا و جاشنمال و التي سكنت دبي منذ أكثر من مئه و خمسين سنه، تلاحظ مظاهر الاحتفال بهذا العيد. ليس غريبا هذا التزامن فالهندوس يستعملون التقويم القمري مثل المسلمين تماما، و حين ينتهي هلال شهرهم و بينما هم ينتظرون ظهور القمر مرة أخري في ليلة دامسه بدون قمر، يقومون بأضاءة فوانيس تسمي البوجاه ، حتى يعود القمر و يظهر، و يستمر الاحتفال بهذا العيد لخمسة أيام و يصلون لخمسة من اهم الهة الهندوس و هم رام و سيتا و موهانان و جانيشا و بالطبع اهم الهة هذا العيد و هي الالهه لاكشمي و هي الهة الثروه و الفلوس

و لكن مقابل طقوس الهندوس و حلوياتهم و انوار فوانيسهم يمنعنا المتشددون الاسلاميون من الاحتفال و ابداء مظاهر الفرحه بعيد الفطر فهم يعتقدون ان رب الرمال لا يضحك و لا يبتسم و يطلقون تحذيراتهم من احتفالاتنا و فرحتنا، و هذا واحد منها و الذي يتكرر ظهوره على السن هذه الجماعات قبل كل عيد

احذر أخي المسلم الوقوع في المخالفات الشرعية التي يقع فيها بعض الناس من أخذ الزينة المحرمة كالإسبال ، وحلق اللحية ، والاحتفال المحرم من سماع الغناء ، والنظر المحرم ، وتبرج النساء واختلاطهن بالرجال . و احذر أيها الأب الغيور من الذهاب بأسرتك إلى الملاهي المختلطة ، والشواطئ والمنتزهات التي تظهر فيها المنكرات

و من الظواهر الجديده في مجتمعنا و من نجاحات الفكر التفكيري في أختراق كل عقل و ادراك في بلاد الرمال وسكانها الذين يعانون من مرض مزمن في تصديق اي كذب بأسم اله الرمال هو ما نشروه مؤخرا بتحريم تهانينا و طريقتنا في الخليج في تهنئة بعضنا البعض بالعيد، و الفكره التكفيريه المستجده او الكذبه الجديده بعبارة اخري و التي وقع فيها الكثيرون، كعادة شعوبنا الصحراويه في تصديق وتقديس الخرافه ، هي كراهية ان تقول عيدكم مبارك او كل عام و انت بخير و عساكم من عواده، و لو لاحظت مثلي فالكثير في هذا العيد صار يقول تقبل الله طاعاتكم، بدل ذلك ، و يجيبونك بقول تقبل الله منا و منكم... و هكذا

هذا ما دأب عليه اهل هذه الجماعات في ارعاب النفوس الخائفه من غوغاء و سذج المسلمين وحجتهم العظمي فيه و كالعاده هي اعتبار ان النصوص القديمه هي اهم من الواقع المتغير، و ان تقليد و تأليه السلف الذين عاشوا مع الرسول و من بعده الي ثلاثة قرون، هم من يعرف الحقيقه فقط و ليس آينشتاين والطريق الوحيد لرضاء رب الرمال عنا و عنهم هو تقليد تصرفات متخلفي القرن الثاني الهجري و بذلك .. يتحول كل شيء لدينا و لديهم ولدي الدبش من مصديقين كذبهم.. الي محظورات و أوامر و نواهي..وطقوس، و لنا لقاء قريب عن هذا الموضوع

اعزائي ... دعوني أهنئكم بتهانينا المتعارفه في أعيادنا و بتقاليدنا العريقه من مئات السنين في بلاد الرمال..رغم انوفهم

عيدكم مبارك و كل عام و انتم بخير و جعلكم من السالمين الغانمين و عساكم من عواده

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: