الاثنين

الشنطه النسائيه.. والحاجه الروحانيه

هل نحن بحاجة للإيمان والروحانيه؟


اليوم في المكتب وعلى أخر الدوام ، جاءت العنود الى ساره وزعّقت عليها وأتهمتها بأنها كذابه، فأجابتها ساره بأنها هي التي لسانها طويل..فلوّحت العنود بشنطتها اللوي ڤاتون وخبطت بها على دُرج ساره والتي بدورها ، أسرعت فسحبت هي الأخرى حقيبتها التي تحمل ماركة ڤرساتشي، لتحتمي بها..ثم فتحت كل منهما شنطتيهما بسرعه وصارتا تبحثان عن شيء بداخلهما، فخُيل الىّ أنهما ربما تخرجان مُسدس أو سلاح ابيض أو أر.بي.جي لتقتل به الأخرى ، حتى إنني كدت أن أخذ الأرض تفادياً لرصاص طائش أو قذيفة عشواء، ولكن جت العواقب سليمه، فقد أخرجت العنود مفاتيح سيارتها من شنطتها..وإندفعت مغادرة وهي مازالت تصرخ وتولول، بينما أخرجت ساره بعض المناديل الورقيه من شنطتها لتمسح بها دموعها.

مهما كان سبب الخناقه فهو لايهم، بقدر أهمية الشنطه للمرأه. هل تستطيع إمرأة أن تخرج بدون أن تحمل شنطه بيدها؟ قد يقول قائل أن هذا رابع المُستحيلات، فالشنطه النسائيه جزء لايتجزء من المرأه، وقد كاد رب الرمال أن يخلق حواء و الشنطه معها. تقول الأحصائيات أن عدد الشنط التي تمتلكها المرأه الواحده في المتوسط يبلغ عشرين على الأقل. كنت مرة جالساً مع شلة لطيفه في الحانه ، فرنّ موبايل شابّة كانت برفقة أحد أصحابي فصارت تبحث عنه داخل الشنطه ..وهو يرن ويرن حتى تمكنت من إقتناصه بعد الرنه ال٤٦.





حذار أن تتجادل مع أمرأه وشنطتها بيدها خشية تخبط بها على رأسك، نعم و شنطة المرأه أكثر من مجرد سلاح، فهي كنز يحوى أشياء وأشياء. مع هذه الأزمه العالميه صُرت أفكر ماذا أفعل لو خسرت وظيفتي؟ أين سأشتغل فمن المشاريع التي أفكر بها سرقة شنط النساء، فكل شنطه على الأقل لابد أن تحتوي على مالايقل عن٧٠٠ درهم في المتوسط إضافة الى أشياء أخرى. أختى حصه مثلاً وجدت في شنطتها الأسبوع الماضي مبلغاً لابأس به من الرنجات الماليزيه، قد تبقي منذ رحلتهم السياحيه الى هناك... قبل ثلاث سنوات. حكى لي أحد أصدقائي أن زوجته ضيعت ،ولمدة شهرين خاتم الزواج ثم عثرت عليه داخل شنطتها. لاتستغربوا كذلك إن كان أسامه بن لادن نفسه مختبئاً في شنطه حريمي، وإلا فماهو السر في عدم عثور السي اي إيه عليه حتى الأن؟

لو حظيت لك الفرصه أن تفتش شنطة نسائيه فستغرب الأشياء التي تضعها المرأه بداخلها، مثلاً ستجد شنطة أخرى في الداخل لأدوات المكياج وستجد علبة كلينيكس و نظارتان شمسيتان على الأقل و مفاتيح و موبايل و أيپود وعلكه وسكاكر نعناع، وقد تجد بعض الثياب للتبديل وسجائر وأمشاط ومشابك شعر ومسحل اظافر وفواتير محلات متجمعه من خمسة عشر سنه وألبومات صور وكتب قصص عاطفيه بالإضافه الى أخر نسخه من مجلة سيدتي..وقد تجد بقايا من رُفات الأمام الصادق أو الشيخ عبدالعزيز بن باز... في بريطانيا رأيت سيدة تضع كلباً داخل شنطتها وهي تتسوق...لابل هناك أم أحمد عندنا بالمكتب وهي عندها صيدليه كامله في شنطتها، لو أحتجت اى بنادول، دواء للسعال أو حبوب مص للحلقوم ولزقات جروح وديتول وضمادات ستجده كله متوفراً في شنطتها..حتى حفاظات الأطفال ، مع ان اطفالها بلغوا المرحله الثانويه..وربما وأنت تفتش في الشنطه .. ستجد الجيب السري الذي يختبيء بداخله بن لادن!




فإذا سلّمنا بأن هناك حاجات مهمه للإنسان لايستغني عنها مثل حاجة المرأه لشنطتها ،فهل الحاجه للإيمان والروحانيه مثلها أو أحدها. هذا كان ماكتبته لي أم عبدالله:

أنا لا اتدخل في إيمانك من عدمه هذا راجع لك ولكنك تكتب للناس الذين بحاجة الى الأيمان اكثر منك، الحياة ليست مجرد متع حسيه فقط ، الأنسان يحتاج الى الطمأنينه الروحانيه والتي يحصل عليها من الإيمان بالله هذه الروحانيات هي التي ساعدت كثير من الناس على التغلب على الأمراض وأنقذتهم من اليأس والأنتحار فلماذا تظل هكذا تشكك الناس في ايمانهم؟ مالذي ستستفيده أنت؟

وهنا ما أردته من الكلام عن الشنطه النسائيه، التي لعبت دوراً خطيراً في حماية المرأه كسلاح ضد المعاكسين و هي مكان للتخزين عندما تنفذ الأمكنه في الدواليب بالبيت إضافة الى كونها اكسيسواراً مهما يتماشى مع أناقتها ، فشنطة الصباح غير شنطة المساء ..الشنطه الصيفيه غير شنطة الشتاء..ولكن لنضع المزاح جانباً ونتكلم بصراحه ..بالطبع تستطيع المرأه الأستغناء عن شنطتها، ولن تموت بدونها. فإن كان الأيمان بالدين والروحانيه قد ساعدت الناس على التماسك والتحمل والصبر على المرض و هذا إن كان يعطي بعض الناس المؤمنين بعض العزاء ..أيجعله هذا حاجة ضروريه لابد منها للناس؟







أنه صحيح أيضاً أن الدين يُبرر كثير من العُنف ويُسبب المآسي والمجازر والقتل الطائفي والأنتحار وإختطاف الطائرات والأصطدام بالمباني والتفجيرات الأنتحاريه بالأبرياء. إذا كانت هناك أداة تقوم بغرض معين ولكن هذا الغرض من الممكن أن يتحقق أيضاً بوسائل أخرى، فهل هذه الأداه ضرورة ؟

الأيمان يرتب عليه الشر ايضاً، فذلك الذي نؤمن به يحُضنا على الخير و لكنه وفي نفس الوقت يطلب منا أن نقتل الكفار، إنه يُعطي المرأه بعض الحقوق ثم يطلب منا أن نرجمها حتى الموت ..أنه يطلب منا أن نحب للغير مانُحب لأنفسنا،ثم أن نقتل الغير من المُنافقين والمُلحدين. الأيمان الديني يخلط الشر بالخير، فيفسد الخير الذي فيه. انه كماء مُلوث لاتستطيع تنقيته. الأيمان والروحانيه لايوفران أي وسيله للتمييز بين الأفكار التي هي اصح وأكثر رجاحة من تلك التي هي شريره وغير معقوله، الأنسان المؤمن نفسه ليس لديه أي وسيله يقدر بها أن يُناقش فيها إنسانا مؤمنا أخر بدين أو مذهب مختلف، لأن كل منهما يعتبر الأيمان فرضية مطلقه.

الأيمان لايزود الأنسان بأية آلية صادقه للتفريق بين الشر والخير. الأيمان لايعطي الإنسان أية فرصة ليختار بين الأفكار.. أيها أكثر أخلاقية. الأيمان لايستطيع فصل الملح عن الماء أو القمح من القش، كله مخلوط ببعضه البعض ، والمؤمن به ممنوع عليه ان يُغير في معتقده
وإيمانه لأن ذلك ذنب مُحرم .







لهذا السبب لاتحتاج الناس الى الروحانيه ولا الى الأيمان و لا الى العقيده ..إنها تحتاج الى العقل والعلم والمنطق فهذه التي بأمكانها تنقية الأفكار من التلوث والخلط. لقد أعتمدت البشريه على الدين لآلاف السنين فلم تتقدم ابدا ، ثم لجأت الى العلم والعقل ..فأنظر التقدم الذي حصل فقط خلال المائتي سنة الماضيتين. الأيمان يا إخواني وأخواتي لايزودنا بأية معلومات أو معارف مفيده عن العالم الذي نعيش فيه- أنه وسيلة رديئه جداً لتحسين أوضاعنا، وفي أحسن الأحوال قد يخدعك الأيمان ببعض الثقه المزيفه لتحس بالراحه ، ولكنه لايوفر لك أبداً أية وسيلة للتمييز ماهو مناسب وماهو غير مناسب، بين ماهو اخلاقي وما هو غير أخلاقي. الشنطه النسائيه تمتليء بما هو مفيد للمرأه إلا إنها عكس الأيمان الديني الذي هو أشبه بشنطة كبيره، بها أدوية من المفروض أن تكون مُفيده..إلا أنها وللأسف مُلوثة بالسُموم.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: