الاثنين

يا ترى من الخائن؟

من هو العدو رقم واحد؟





الهجوم الذي يشّنه المسلمون المؤمنون على الملحدين العرب ، يتعمد تشويه صورتهم ويظهرهم كذبا وبهتانا وكأنهم أشرارٌ مُنخرطون اليوم في مُؤامرة ضد أوطانهم وأمتهم العربيه بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل.. و كذلك مع الملك ريتشارد قلب الأسد قائد الحمله الصليبيه الثالثه.




الملحدون حسب مايدعيه المسلمون ، لايعيرون اية قيمة أو أحترام للقيم العربيه، ولا للتراث العربي و لا للتاريخ. هذا الأدعاء لايأتي جزافا بل يبدو منظما ومتسقا في كل مكان وكل موقع إسلامي ويتلفظ به وكل مدعوذ متخلف خارج من وراء الزمن. ولكن هل هذا الكلام صحيح؟

في ثقافة المؤمرات ونفسيتها يجب ان يكون هناك عدو خبيث وقوي وشرير. هناك إزدياد في أعداد الملحدين واللادينيين العرب خلال السنوات الماضيه وبشكل ملحوظ، وإن كانوا لايفصحون عن آرائهم خوفا من الأنتقام والتنكيل بهم. و هذا الأمر صار يقض مضاجع المؤمنين والمشايخ والكهنه ، ولكي يكرهه الناس لابد من تصوير الملحد العربي بكل الشرور والخبث والقوه والمنعه. لذا لابد من ربطه بعدو كبير قوي مثل أمريكا واسرائيل ليشكل جزء من المؤامره الصهيونيه الصليبيه العلمانيه السنفوريه المستمره.






في البدايه يجب ان نفرق بين كلمة وطني وقومي، فأحيانا كثيره نستعملهما بدون تفرقة. فالوطنيه هي حب بلادك والذود عنها. أما القوميه فهي إنتمائك الثقافي واللغوي الى مجموعة أكبر من البشر قد يكونون في دولة واحده او في عدة دول ولكنهم يشتركون في اهدافهم وآمالهم.




في الدول العربيه التي تحتوى على الأقل على دساتير واضحه مثل مصر والكويت وتونس، تجد ان الملحدين يتمسكون بدستور بلادهم ويعارضون تعطيله أو يطالبون بتفعيله. وعلى العكس من ذلك تماما تجد أن المسلمين يريدون تدمير الدستور وأستبداله بالمصحف المتعدد الأغراض الذي يصلح دليلا لتغيير إطار سيارتك ، مثلما هو كتاب طب و دستور ودليل جنسي. فمن هو الوطني إذا؟







الملحدون في بلاد الرمال، كلهم مؤيدون للخط الديموقراطي ومطالبون بالعلمانيه لتحقيق المساواه بين مواطنين الدوله بدون تفرقة بين جنس او دين او مذهب أو لون. المسلمون المتدينون يريدون ديموقراطية ظالمه تجحف حقوق المرأه والطفل وتفرق بين المواطن وأخيه على حسب الدين والمذهبيه ( مازال لديهم أحكام الرق والعبيد والجواري في قانون شريعتهم المسخاء ليومنا هذا ). تقوم الجماعات الأسلاميه السياسيه بالحصول والحفاظ على إمتيازات قانونيه خاصة بها وحدها من دون الأخرين. الدين يتعارض مع الديموقراطيه الحره، فمن هو اكثر حبا لبلاده ومواطنيه.. الملحد ام المسلم؟





من كان الدين وطنه...فلا وطن له



بن كريشان




هل يمتنع الملحد عن الدفاع عن وطنه او الأنخراط في جيش بلاده الوطني؟ لقد قام كثير من العلمانيين العرب والشيوعيين واللادينيين بالدفاع عن بلادهم ومقاومة الأستعمار في تاريخنا المعاصر،كما قام كذلك مسيحيون عرب بالدفاع عن بلادهم ..أما في المملكه المغربيه فقد ظهر أبطال قوميون عرب من اليهود ، قاوموا مع مواطنيهم المغاربه الإحتلال الفرنسي .



لديّ اصدقاء ملحدين هم اليوم ضباط في جيش الإمارات، فلماذا يحتكر المسلم الوطنيه لنفسه؟ وعلى عكس الملحدون ، يكون إنتماء المسلم المؤمن الى رب الرمال والجماعات الجهاديه والأسلاميه السياسيه اولا و أخيرا...ليس لبلاده، ويؤدي هذا الى عدم التواني عن التعامل مع جهات خارجيه والقبض منها، حماس و حزب الله والجماعات الدينيه في العراق والجزائر وغيرها من تعيث في الأرض فسادا في بلادنا. تكره أوطانها وتعمل لخدمة الجهات الخارجيه، عندنا في الخليج الجماعات السلفيه والأخوانجيه كلهم عميله للخارج ..فمن هو الخائن لوطنه، المؤمن المسلم.. ام الملحد؟





من المهم ان يتمتع جميع المواطنين بأساسيات الحريات المدنيه- ليس نظريا بل فعلا. ولكن المسلمون يظنون أن حرية الأنسان يحددها شبح وهمي يعيش في السماء. وهم بذلك لايحترمون الحقوق المدنيه لمواطنيهم ويعملون على تقويض الحريات و تقييدها. لدينا امثلة كثيرة على هذا وبالخصوص من مطالب الإسلاميين في السعوديه والكويت والبحرين وحتى في الأمارات. الملحدون من أهم المدافعين عن حريات المواطنين المدنيه، لأنه عندما يفعل ذلك فهو يدافع عن حقه كأنسان في الإعتقاد بما يشاء بدون فرض طقوس شعوذة الأسلام عليه. فمن هو أكثر حبا لبلاده ومواطنيه؟..الملحد طبعا.

ولأن الفرق كما ذكرت، بين القوميه والوطنيه غير واضح، ولأن الإسلاميين أكبر كًذبه على حقائق التاريخ ..يعمد الاسلاميين الى إدعاء أن فشل الحركات القوميه العربيه كان سببه إنها كانت إلحاديه وهي كذبة كبيره لا تبتلع ولا تصدق. فجميع الدول العربيه حتى القوميه المتطرفه منها مثل ليبيا القذافي او عراق صدام كانت تستغل الدين كأداة قمع لشعوبها ، وكان الدين دائما جزء من منظومة السيطره على الشعوب ..مثلما هو اليوم يستغل من قبلهم لنفس الغرض.




معارضة الملحدين للإرهاب والعنف في بلاد الرمال شيء لايختلف عليه، وبما ان الحركات الأسلاميه السياسيه هي حركات عنفيه بطبعها الفاشي، لذا تحاول إسقاط تهمة الخيانه على الملحد العربي الذي لايقبل ان يقتل إنسانا مثله مهما كان. هذا نوع من العنجهيه والعجرفه وهي الخصائص المتكرسه في الحركات الدكتاتوريه وأتباعها. الدكتاتوريه ليست وطنيه لأنها توظف مصادر الدوله في خدمة شخص او حزب واحد، مثل الإسلاميين. إقرأ هنا بعض البروباجندا الإسلاميه ضد حبنا لإوطاننا، تتردد وتنقل من موقع الى أخر..لتعرف من هو اكثر وطنية من الأخر؟ نحن أم هم.




حب العربي الأصيل لوطنه يتجلي في قول أمير شعرائنا:


وطني لو شغلت بالخلد عنه *****نازعتني إليه بالخلد نفسي

هذه البيت يصف بحق عشق الملحد لوطنه وتفانيه من اجلها..فمن لايريد جنة الخلد في سبيل وطنه، ليس السيد مؤمن..فالمؤمن معتوه غبي أحمق، يرى حب وطنه وامته ذنوبا وعبئا وأمرا مرفوضا، فهو حالم بولاء لرب رمال خيالي إسطوري.. رؤيته هذه قد توصف بأي شيء،بالشيزوفرانيا وبالخوف وبالإمراض النفسيه وعقد النقص.. إلا حُب الوطن.. أن المؤمن السلفيّ والأخوانجي والشيعي المتعصب كلهم خائن لوطنه ، مثلما يجوّز لنفسه خيانة زوجته بالزواج عليها بالتعدد..فمن كان الدين وطنه، فهو خائن لاوطن له..ولايؤتمن له جانب ، لأنه خالي من قيمه الذاتيه، ولارأي له ، ولا عقل يفكر به لنفسه، ولا حتى مبدأ..فهو ليس أكثر من مجرد ناقل ومُقلد لمرجعيه تخلفيه مبنيه على جهاله ، أوتابع للسلف والتابعين، وتابعي التابعين ومن تبع بتاعتهم الى يوم الطحين.



يقولون إن الوطن عزيز! وذاك صحيح.. فأوطاننا يا أعزائي جميله، تستحق ان نحبها ونعشقها.. فكيف يشكو من الظمأ من عنده كل هذا الجمال؟







ولاء الملحد لوطنه و امته لاغبار عليه. فهو وطني حر أبيّ بالدرجة الأولى وهو قومي يحب أمته العربيه ويعشق ترابها. أما المتدين فهو ليس أكثر من قبليّ حزبيّ.. ينتمي الى حزبه وقبيله ومذهبه وسلفيته وتشيعه و الى أفقه الضيق ..هذا الإنسان لا يستحق ابدا أن يكون مواطنا ، ولا تتشرف به القوميه العربيه..فهو عدو الشعب والوطن رقم واحد.


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: