الاثنين

مستقبل الإسلام


قبل أن يتأخر الوقت ويثور بوجوهنا.



في البدايه ، كنت فرحاً بفوز فريقي بالشركه بأفضل جائزة إنجاز- رغم أنف شوقي مدير قسم المخاطر- وقد نلنا الجائزه الأولى بتفوق لعدد المهمات، وإنضباط برامج الصيانه الوقائيه ، وتسجيل أقل حوادث وأقل نسبة خطأ بين فرق الشركه العامله كلهاعلى مستوى الدوله- باركولي- . وعندما خرج مديري عادل الرميثي على المسرح بفندق بين الجسرين ، فنادوا بإسم فريق إدارة العين ..فصعدنا كلنا على منصة المسرح.. إلا أن المدير الأقليمي لمنطقة العين تقدمنا، ليتلقي الجائزه بنفسه، وهو الذي لايعرف الفرق بين الفرجار.. وقدر الهريس ، و أخرج ورقة من جيبه وألقى الخطاب التالي:

وفي هذه المناسبة السعيدة – ونحن نتلقى هذا التكريم لا يسعنا أولا إلا أن نحمد الله سبحانه وتعالى الذي وفقنا لما يرضي وجهه الكريم. ... ومن أولانا هذا النجاح ونحمد الله الذي لا يوجد إنسان إلا وهو معترف بفضله تعالى ومُقر بنعمته، فيجب علينا أولا شكر النعمة، بالإخلاص في عبادته..ثم ثانياً دعم الإدارة العليا متمثلة بالمدير العام وثالثا بمجهود الفريق الهندسي الذي...الخ.

نظرت الى الحضور بعد أن أنهى خطابه..ولدهشتي وإستغرابي الشديد - لم يتقيأ أحد منهم.
.لماذا نقدم الشكر والعرفان لخيال ليس له يد في اي شيء في إنجازنا ومجهودنا؟ لا أعرف. أنها عادات متأصلة قديمه ورثناها ونرددها بدون وعي، بمعيار دارون ، نحن نحتاج الى إصلاح فنحن لم نتطور بعد مقارنة بشعوب الدنيا.




يُقال بأن واحدة من أكبر مشاكل العالم الإسلامي إنه لم يشهد أو لم يمُر بمرحلة إصلاحيه أو تنويريه من شأنها تحجيم أوتقليل الأنحراف و الإنجذاب الى التطرف الديني.

هذا الكلام ليس صحيح تماماً فقد كانت هناك حركات إصلاحيه في العالم الإسلامي إلاّ أنها حدثت حينما كان الإسلام ضعيفاً فلم يكن لها ذلك التأثير الكبير. في الواقع أنه فعلاً عندما تكون الأيدولويجيه ضعيفة جداً والثقافه القائمه عليها مكبوته أو مضطهده قلما تُحدث تأثيراً أو يلتفت إليها أحد. و مهما جرى وصار في محاولات الأمام محمد عبده أو جمال الدين الأفغاني وغيرهم التي تحولت محاولاتهم اليوم الى موضوع سخرية وإزدراء من قبل الإسلاميين أنفسهم الذين يكتبون نهاية تاريخم قبل غيرهم.

إن جوهر ذلك يكمن في ان الإسلام ولمدة طويله بقي بدون منافسة من الداخل. على عكس المسيحيه التي أجبرت على التكيف بسبب الضغوط العلمانيه والأفكار المطالبه بالحداثه والتغيير من الداخل. اليهوديه مرت بنفس الأزمه وأضطرت هي الأخرى الى التطور. هذا يعني أن سبب تحديث هؤلاء كان ناجماً عن ضغوط أفرزتها البيئه الداخليه وليست الخارجيه.



الأسلام في بلاد الرمال يعيش في جو حلم رومانسي فهو لم يتعرض لنفس هذه الضغوط التي كانت ستجبره على التكيف. الضغوط التي تعرض لها الأسلام كانت تأتي من الخارج مما يزيد من تمترس الناس حول نفس الأفكار القديمه في محاولة للدفاع عنها ضد الغريب المُهاجم. لذا يحسُ الأنسان عندنا دائماً وليومنا هذا ، أنه مُستهدف من الخارج بمؤامرات ويعتبر كل من يحاول التغيير من الداخل "عميلاً متواطأً" مع ذلك الأجنبي.

وكلما حدث هذا ، كلما زاد الناس إمعاناً في غيّهم وتعصبهم وتطرفهم. وهذا مايُفسر بقاء مُعتقدات أصولية تكاد تكون سخيفة في يومنا هذا، مثل بقاء السُلحفاة من عصر الديناصورات.



إن ذلك يحدث لنا بسبب إنعدام الضغوط البيئيه والمنافسه الداخليه، ولو إستخدمنا نظرية التطور الداروينيه كطريقة لفهم تصرف المُسلمين ، فسيكون أقرب مثال هو كائن أو حيوان لم يتطور خلال التاريخ بسبب إنعدام المنافسه والتهديد في بيئته من الحيوانات الأخرى أو عدم وجود ضغوط بيئيه تفرض عليه ذلك.

أقسم بالعرب أن أكبر مشكلة تواجه الإسلام من الخارج هو ضعف الإسلام من ناحية قدرته على التأقلم والتعبير.. مما يجعل من نقده ومهاجمته سهلاً جداً.

لايمكن أن يتحقق الأصلاح للإسلام من الخارج، لايمكن أن نعتمد على غيرنا في ذلك. نحن أهل بلاد الرمال الوحيدين القادرين على ذلك. أي إصلاح يأتي من الخارج يرفض ويتم محاربته و تجريمه و
تخوينه ونسبه الى الأستعمار والشر والصليبيه وأبرهه الحبشي والماسونيه واي شيء خرافي.. لأنه لن يكن مشروعاً أبداً بنظرتهم المريضه.

التغيير من الداخل مُمكن أن يكون مشروعاً بشرط أن تكون لديه القدره على جمع الزخم المطلوب. الوسيله هي إقتناع اكبر قدر من الناس بالحاجة الى الإصلاح والتغيير والتطوير. إن إزدياد الأصوات الساخره والمُعارضه من الداخل ستُجبر الإسلام على التغيير من الداخل وهو الأمل الوحيد لشعوب بلاد الرمال.




هناك كثير من الأحتيال والكذب في بلادنا حيث يتصنع الناس الثورات والتغيير والأصلاح ولكن الواقع يلخصه الكاتب المصري الشجاع
سيد القمني. في تسجيل في يوتيوب وضع وصلته أحد القراء حيث يصف كيف ان شعوبنا هي مجرد ضحية لتيارين لاثالث لهما. كلاهما دموي تسلطي دكتاتوري. الأول النظم السياسيه الثورجيه العسكريتاتيه والملكيات العربيه ، والثاني هو الجماعات الأسلاميه السياسيه، وكلاهما يتصارعان على إستعبادنا.

أن الحصول على قاعدة كبيره للتغيير من الداخل سيكسر التطرف والكراهيه والعنجهيه التي تدفع الناس للعنف والأرهاب. وسيجعل لنا فرصة للحاق بركب العالم المتقدم.

خلك معي لتفهم ما احاول ان اقوله، أن وجود التعصب للإسلام اليوم هو ضمانة أكيده على أن شعوبنا ستبقى متخلفة عن شعوب العالم في المجال العلمي والتكنولوجي والأقتصادي والعسكري. تركيا وأندونيسيا نجحتا في إعطاء مثال على إمكانية النجاح لأمة مسلمة دينيا أن تكون قوة إقليميه في الستينيات مثلا ولكن..هل ألتفت أحد الى هذه الإمكانيه؟ أبداً.




التحرك للأمام..أمر مرفوض،إنه خيانه للشعب والوطن ولصلعم وللحيه الإسلاميه..أنه يعني أن مزيداً من الفشل ينتظرنا...سيستمر المُسلمون بالشعور بالنقص تجاه العالم الغربي أو الأسيوي المتقدم عليهم..مما سيدفعهم أكثر نحو الشعور بالتقصير و من ثم الوقوع في براثن الأصوليه الإسلاميه الخبيثه..التي تكذب عليهم مدّعية بأن كل مصائبهم هي لأنهم لم يُطيلوا اللحى بما فيه الكفايه ، لأنهم لم يقصوروا الثياب كما هو مطلوب.. لأنهم لم يُسدلوا ستائر وجلابيب على نسائهم ..لأنهم لم يضطهدوهن بما فيه الكفايه..وسيغرقوا في التقوى والشكرلله والحمد لله والحوقله والدعوذه والبسمله والتفلله.. بدل العمل الحقيقي لتغيير حالهم ، فسُبحان مُغير الأحوال..الى الأسوء.


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: