إستغلال الأطفال.. في بلاد الرمال


الحب... على ضفاف البسفور



صيف إسطنبول هذه السنة مفعم بالحب. كنت في باص المطار الذي يأخذني مباشرة من مطار أتتاورك الدولي الى ساحة تقسيم ، بأربعة يورو ونصف ، بدل التاكسي الذي كان سيكلفني ستين يورو ، وعلى طول الطريق البحري المطل على البسفور ، كنت أشاهد من نافذة الباص وفي المنتزه الممتد الى أطراف المدينة القديمه ، شيء لم أره في اسطنبول من قبل.

كان أغلب المتنزهين من الشباب والشابات ، العاشقين والعاشقات والذين كانوا منهمكين في أوضاع حب ، وعشق و همس وغزل وتسامر..فهذان أثنان تحت شجرة يتبادلان القبلات، وهناك أخران جالسان على مقعد وقد وضعت الفتاة رأسها على كتف صديقها..وليس ببعيد عنهما ، كان شاب وشابة يتهامسان على بساط صغير فرشاه على العشب الأخضر تكاد شفتاهما تتلامسان..وكان من بين العاشقات كثير من الفتيات المحجبات لم يستطيع حجابهن ان يمنعهن من تبادل الحب ، و إختلاس بعض القبُل هنا وهناك





كأن شيء في الهواء..ربما إنها تلك الرائحة التي تجعلني أعود الى إسطنبول دائما، رائحة البسفور الساحره.. والذي لولاه لم تكن إسطنبول ، إسطنبول

البسفور، ذلك الممر المائي الذي يشق مدينة إسطنبول من الشمال الى الجنوب و يربط البحر الأسود ببحر مرمره ، الذي يفضي بدوره الى البحر الأيجي ومن ثم الى المتوسط..تقع إسطنبول الأوروبيه على غالبه من ناحية الغرب ، بينما تكون إسطنبول الأسيويه الى الشرق منه..إسطنبول الأوروبيه نفسها كذلك تنشطر الى نصفين بممر مائي يسمى القرن الذهبي..الا أن الأسطنبوليون يسمونه (خليچ) ويقع الجزء القديم منها جنوبه حيث قصر الباب العالي وآيا صوفيا وجامع السلطان أحمد وأسوار المدينه البيزنطيه القديمه وهناك الى شماله الجزء الحديث ، يربطهما ببعض جسر غالاطا . في الجزء الحديث ساحة تقسيم الشهيره، وشارع إستقلال، وشارع جمهوريت ، ويسمي هذا الجزء ايضا بايوغلو ، حيث تنتشر المبان الحديثه -وعندما أقول حديثه فأقصد أنها مقارنة بقديم اسطنبول - فهي مباني تعود الى الثلاثينيات والخمسينيات من القرن المنصرم ، وفي هذا الجزء تنتشر المطاعم والفنادق..الا ان الناس تنسى أن البسفور هو حياة إسطنبول الحقيقيه

في هذه الرحلة القصيره أردت أن أستكشف أسطنبول حول البسفور ومن البسفور . هذه قد تكون زيارتي الثامنه عشر لهذه المدينه الا أنها تفاجئني دائما، فمدينة إسطنبول لها روح تسكنها.

بأمكانك وبسهوله أن تشاهد كل معالم أسطنبول التاريخيه بالأبحار في البسفورعن طريق شراء تذكرة " باس " من أي أتوغارا وتقفز من محطة لأخرى ومن قارب لأخر..فجميع معالم أسطنبول على مسافة مشي قصيره من ضفافه




قليل يعرف أن أسطنبول أمتدت وكبرت وأحتضنت القرى البوسفوريه كلها تقريبا، الا أن هذه القرى من الداخل ماتزال تحمل نفس خصائصها ولم تنصهر بالمدينه لذا ، مازال الناس هنا يسمونها قوي أو كوي..أي قريه ، فهذه بيلرباي قوي وتلك أرتاقوي..وهكذا. كنت قد رأيت جميع معالم أسطنبول التاريخيه في زياراتي السابقه ولكن هذه المره كان هدفي هو إستكشاف أسرار البسفور و إستكشاف قراه الصغيره وتلك الجواهر النادره من البيوت العثمانيه الصغيره ، وتلك الأزقه الضيقه والميخانات " مطاعم لبيع الشراب والطعام " وليس هناك أحلى من أن تجلس تتبرد بهواء البسفور القادم من البحر الأسود وأنت تتمتع بكأس بيرة إيفيس في مطعم الفضليه، وهو إسم احد يخوت السلطان عبدالحميد ، ويقع هذا المطعم مباشرة على ضفاف البسفور في مبني السفاره الألمانيه سابقا أيام العثمانيين

ومع هذا السمك المشوي..


الناس في أسطنبول قد يبدون للوهلة الأولى جافين..الا أنهم ليسوا كذلك أبدا.. رجل في منتصف عمره شاهدني جالس لوحدي في العبّاره فجائني بكأس شاي تركي..فأعتذرت ظانا أنه يبيعه لي أو أنه يشتغل هناك..ثم فهمت مقصده عندما قال لي " إكراميه" ثم جلسنا نتحدث بلغة الإشاره..وسألني أن كنت من جزايير" الجزائر" ، فقد فهمت منه ان أصول عائلته من هناك وهذا أمر طبيعي فلو تأملت الناس من حولك لرأيت بقايا الأمبراطوريه..البنات التركيات لايتجاوبن بسهولة معك في الشارع..أحدى الفتيات كالقمر رأيتها بشارع في قرية أسمها عمرانيه على الجانب الأسيوي، تسمرت من جمالها فوقفت وتبسمت لها وقلت: ميرحبا بالتركي، فظلت تنظر الى الأرض حتى حاذتني ، وفجأة -وفي تلك اللحظه ألتفت الىّ ..ونظرت بعينيّ ولمدة بدت وكأنها عشر دقائق أو أن الزمن توقف تلك اللحظه ..أبتسمت لي إبتسامة كانت هي الشمس مشرقه ..حاولت أن استوقفها ، أن أكلمها، جربت كل كلمات الغزل التي أعرفها بكل اللغات ولكنها تابعت سيرها وهي مازالت تبتسم بحياء تنظر الى الأرض وتحث في خطاها اسرع مني، حتى ذهبت بعيدا..مازالت صورتها تلك في خيالي حتى الأن..آه إسطنبول ما اقساك أحيانا


وقفت أصّور سيدة تخبز أمام أمام مطعم في زقاق متفرع من مسجد الحَمام قرب سوق المصريين..فناولتني رغيفا " إكراميه"، قولوا ميرحبا لفتحيه





الملحوظ عند الأتراك هو شغفهم الشديد بالأطفال، لايستطيع التركي أو التركيه رؤية طفل صغير بدون أن تتحرك مشاعرهما. تجدهم يلاعبون الأطفال عند رؤيتهم و يلاطفونهم ويحاولون جذب أنتباههم. في المطار كانت هناك أم يابانيه واقفة في طابور قريب من التفتيش الأمني، فترك جميع الشرطه والشرطيات أماكنهم ليداعبوا صغيرها الذي كان في العربه

المدهش أنني أتذكر أسطنبول في التسعينيات حيث كانت ظاهرة أستغلال الأطفال الصغار في العمل منتشره بها. لم تكن تستطيع أن تمشي قرب المعالم السياحيه الا وصادفك الكثير من الأطفال الذين يبيعون الهدايا التذكاريه وصور البوسترات في الشوارع وتجدهم يعملون في الدكاكين والمحلات ويخدمون في المقاهي والبؤس يبدو عليهم وبراءة الطفولة قد سلبت منهم الى الأبد




كانت الليره التركيه أيامها ضعيفة جدا في التسعينيات ، كنت أحمل الملايين منها في جيبي، ولم تكن تسوى اكثر من بضعة دولارات. كنت اسير عند تقاطع شارع في حي بشكتاش عندما رق قلبي لرؤية مجموعة من الأطفال من الأولاد والبنات بثيابهم الرثه..فأخرجت ربطة من النقود من جيبي لا أعلم كم كانت ولكنها من تلك الملايين الغير منتهيه ورميتها عليهم وتابعت المشي ،انا أرمقهم يجمعونها ويتقاسمونها..الا أن طفلا واحدا منهم ربما كان في الخامسه من عمره ..جرى خلفي وتعلق بي ، فصرت أقول له : لا..ليس معي مزيدا من النقود..فقام يجر معطفي الى اسفل ويشير الى أنه يريد أن يقول شيئا بأذني ، فنزلت على ركبتي، فقبّلني على خدى بسرعه.. و هرب يجرى فرحا الى رفاقه

اليوم إسطنبول بالتأكيد أغني من قبل وأختفت فيها ظاهرة إستغلال الأطفال وإضطهادهم..ونتمنى أن نراها تختفي من شوارع مدن بلاد الرمال للأبد فهو تصرف لا أخلاقي وغير حضاري..صحيح أن هذه الظاهره قد تكون غير موجوده في دول الخليج وقلة من الدول العربيه كتونس ..الا ان هناك إضطهادا وإستغلالا يُمارس على أوسع نطاق على الأطفال في جميع بلاد الرمال وبلا إستثناء..أتعرفون ماهو؟ أقرأ الفقره التاليه لتعرف




أن أجبار الأطفال منذ نعومة أظافرهم على التلقين الديني الأسلامي وإرعابهم من مخلوقات خياليه وتهديدهم بالتعذيب الإلهي السادي لهو إنتهاك صارخ للطفوله .. وهو أشد تأثيرا على نفسية الطفل وأكثر خطرا عليه ، حتى من الضرب الجسدي المبرح

أنا معتاد على إنكار الأسلاميين بالطبع لما أقوله وسيعارضون كلامي بشده ويعتبرونه قول خاطيء، وغير دقيق الا أنهم كالعاده ..لايستطيعون أن يقدموا ولا حتى دليلا واحدا على هذا الخطأ..وعندها - وكما عودونا- سيقومون بمهاجمتي شخصيا وبسبي، ومهاجمة القراء الأخرين المؤيدين للفكره بالتعرض لشخصهم..أردت أن أوثق هذا هنا ، أن المسبات والشتيمه لاتؤثر فيّ ..بل هي لا تخيف حتى أي ملحد عاقل كما يتهيأ لهؤلاء، فالملحد شجاع عقل ، لايخشى الأوهام والدجل والأشباح والملائكه ، كما هو حال الأنسان المتديّن المؤمن بالله

الأسلام يبني ولاء أتباعه على لعبة نفسيه قديمه مكشوفه يقوم بموجبها بتحطيم شخصية الطفل وثقته بنفسه وإلغاء حرية تفكيره وإبداعه ، وجعله يغرق بإحساسه بتقصيره وخطأه..ثم يقوم بعد ذلك ببناء ثقته بنفسه مجددا ولكن هذه المره أعتمادا على الدين الأسلامي..أتعرفون لماذا يعتبر هذا أنتهاك لبراءة الطفولة ؟ تابعوني بعد القصه التاليه




أخبرني صديق مره انه لا حظ في وقت متأخر من الليل أن غرفة ابنته ماتزال مضاءه، فذهب ليطفيء النور بها فصاحت به ابنته التي كانت يقظة في ذلك الوقت المتأخر: بابا أنا خائفه أرجوك أترك الأنوار مضاءه! فقال لها صديقي : أنت كبيره يابنيتي فعمرك الأن ثمانية سنوات، ويجب ان لاتخافي من الظلام. فأجابته بأن معلمة الأسلاميات قالت لهن في درس الأمس بأن الله سيصب الحديد المصهور في آذانهن لأنهن أستمعن لأغاني بريتني سبيرز ، وهي خائفة أن تنام ..فتحلم بذلك المنظر

أن مايفعله الأسلام ومدعوذيه بالأطفال يتلخص بالخطوتين التاليتين:

١- حطمّ ثقتهم بأنفسهم وأعلمهم بأنهم أشرار صغار وأنهم مخطئون لو فكروا بأن الله لن يغضب منهم ولن يعذبهم لمجرد كونهم أطفال ..أنهم أطفال شياطين لا يسمعون كلام بابا الله ويحملون ذنب البشريه .. وعندما يزعل عليهم ، فسيعذبهم ويفعل بهم اشياء مخيفه جدا

٢- عندما يفعل الطفل مايريد الله منه فيصلى ويتحفظ كلام قرءان مبهم وحديث خراريف صلعم ، يفتخر به الجميع ، البابا و الماما و المدرسين ويصبح طفل شاطر واثق من نفسه.. لأن الله يحبه

عندما يضطرب الطفل يمص أصابعه فنعطيه مصاصه..وعندما يفقد الأنسان ثقته بنفسه.. نعطيه مصّاصة الأمان- الأسلام. هذا هو الفرق بين الملحد الشجاع الواثق بنفسه ، والمؤمن الذي يعتمد على مصاصة الأمان فلو سحبتها منه..سيبكي و يسبك ويشتمك، الا أنه لايعرف لماذا يفعل ذلك؟

هناك كارتون قديم من ديزني اسمه دامبو عن فيل صغير في السيرك ضعيف الشخصيه يستعر من أذنيه الكبيرتان والتي أصبحت مصدر سخرية بقية حيوانات السيرك. يظل الفيل دامبو مهزوزا غير واثق من نفسه ، حتى يحصل على الريشه السحريه..فيتغير حاله بعدها ويتمكن من الطيران بآذنيه، وينقذ الأخرين و يصبح محبوبا جدا من حيوانات السيرك




إنها قصة شمشون الجبارالذي فقد قوته عندما قصت دليله شعره..مثل علاء الدين عندما ضاع مصباحه السحري ..الأن عرفتم لماذا يعطي الدين للمؤمن الثقه بالنفس؟

يكون الواحد منا محظوظا أن يتبقى شيء من شخصيته أو أحترامه لذاته ..بعد مرور عقدين من حياته هكذا في بلاد الرمال. وعندما تفكر بالأمر مليا، ستجد أن الذي تولى تنفيذ خطة رجال الدين السريه هذه، هم والديك ومدرسوك وحكومتك والأعلام الموجه للأطفال من حولك وكل صاحب سلطه ونفوذ..كلهم جعلوك تحس انك لاتسوى شيئا بدون رب الرمال

هو الله أذاً ..الذي يقوي شخصيتك وبس، وأنت بدونه ماتسواش

أذن حطم ثقتهم بنفسهم أولا..ثم أعطهم الريشه السحريه، أو المصاصه..أو رب الرمال. ألم تستمع الى كيفية دعاء المؤمن الى ربه؟ أنه يتضرع بأنه لاشيء من دونه وانه العبد الفقير الى رحمته، الحقير مقابل عظمته..الظالم نفسه الذي يرجو رحمته..الطامع في مكافأته المسترجي أن يبعد عنه عذاب جهنمه..شفتوا ؟ هكذا تعمل السيكولوجيه الدينيه

جميع الأديان تقوم بذلك و لكن بطرق مختلفه ، الا ان هذه هي الخصائص الرئيسيه بالذات في الأسلام و في المسيحيه ، جعل الناس يعتقدون أنهم حقراء ناقصين الشخصيه.. وأنهم بحاجة الى الدين الى الله ويسوع وإمام مختفي..ليصبحوا شيئا له قيمه في هذه الحياة

أنه الأسلوب الذي يتم فيه بيع الدين على الناس بنجاح. فلو ألغيت هذه الفكره منهم ..فلن ُيقنع الأسلام أحدا. تخيل لو أنك بلغت الأربعين بدون ان تعرف اي شيء عن الأسلام..ثم يأتيك أحد لحيته أطول من ثوبه ، يجتر غصن شجرة مسواك ..ويقول لك أن هناك شبحا يتكلم مع محمد بالنيابة عن رجل صغير يعيش في السماء خلف النجوم .هو من أعطاه قرءانا.. وأرسله يقص على الناس قصص نمل وهدهد سليمان، وناقة صالح ، وحوت يونس، وبقرات يوسف، وكلب أهل الكهف وحيوانات حديقة نوح التي تسير مثل طابور المدرسه أثنين اثنين..وعصاة موسي وحيته التي تسعى..وكبش إبراهيم ، و حمار جحا، أقصد بغلة صلعم وُبراقه الفضائي النفاث المدهش..فماذا ستفعل؟ أغلب الظن ، وبعد أن تنفجر ضاحكا..ستعطيه شلوّت محترم بالجزمه في مؤخرته

هؤلاء المدمنون..عفوا المؤمنون ماهم الا معاقون نفسيا، إنهم ضحايا إستغلال بشع لطفولتهم ، ضحايا لمن سرق تلك الطفولة منهم وحطم ثقتهم بنفسهم فأصبح الواحد منهم لايستطيع أتخاذ أي قرار مصيري بدون أن يصلى إستخارة أو يسأل كهنة الصحاري يستفتيهم..فكيف نتوقع منهم أن يفكروا بعقلانيه؟



منذ ان خَرجتُ من عباءة الخرافه وكذب الأديان ، حتى صِرتُ أقوم بأشياء عكس ما قررها أو ما يتوقعها مني رب الرمال، فصارت حياتي أحلى وأسعد وأفضل وأكثر نجاحا. إقهر الخوف فيك ..تخلص من هذه العقده النفسيه التي زرعت فيك منذ الطفوله، أنطلق وعش حياتك

أن تأثير التلقين الديني على الطفل يظهر أثره بعد أن يكبر ، حينها ستكون ملكاته العقليه قد شلت تماما ، فيظن أنه غير قادر على التفكير بنفسه، فلا أحد شجعه على التساؤل والشك للوصول الى معان الأشياء.. عندها سيعتمد كلية على نظام ديني ليفكر بدلا منه، من فتاوى جهله، وآراء أناس أموات منذ غابر الزمن لم يحظوا مثلنا بالمعرفة والعلم

يقوم الأسلام بأستغلال الطفوله وغسل وتشويه طبيعة عقل الطفل الصغير الفطريه بطريقتين الأولى كما شرحت نفسيه ، يقوم بها الأباء والأمهات والمدرسين والمجتمع..أما الثانيه فجسديه ..وتنتشر بين المجموعات المتعصبه والمتشدده الغارقه في الخرافه و هذه بعض الأمثله لكم:

١- يقوم المتشددون بمنع الأطفال من مشاهدة التلفزيون ويحصرون قرائتهم على كتب الدين

٢- يجبر المتشددون الأسلاميون ألأطفال على حضور المعسكرات والمخيمات الأسلاميه الدعوذيه حيث تعرض عليهم افلام كيفية غسل الموتي ، وطريقة غسل أشلاء الأنتحاريين الشهداء

٣- أجبار الأطفال على لباس الزي الأسلامي منذ نعومة أظافرهم - وهو زي حديث مبتكر فليست هناك تصاوير محرمه أو رسم لصلعم ترينا موضة عصره - فمنظر طفلة بعمر الثلاث سنوات محجبة تتعثر بثوبها وعباءتها لشيء يفطر القلب، ولكنه منظر متقبل و معتاد في بلاد الرمال

٤- ضرب الطفل الذي لايصلى بعد سبع سنوات واخافته من العقوبات الألهيه التي تتهدده
في الجحيم. أخبرني أحد الأصدقاء أنه يتذكر كيف كان أبوه - رجل مريض متوحش مطوع من عائلة شديدة التدين والدعوذه عندنا في العين- يربط أخوه الأكبر ذو الأثني عشر سنه و الذي كان يتهرب من الصلاة بالمسجد على شجره بفناء البيت في الحر الشديد ويتركه هناك طوال اليوم .. وكلما أذن للصلاه يذهب الأب فيصلى بالمسجد ثم يعود ويضربه بالخيزرانه وهكذا بعد كل فرض ولا يطلقه حتى تنتهي صلاة العشاء..ولا يلين قلبه لرجاء إبنه ولا ألمه


٥- حرمان الأطفال من عمر خمسة سنوات من الطعام بحجة الصوم وتعويدهم عليه مما يعرض أجسادهم الى نقص غذائي وأضرار تؤثر في نموهم الطبيعي

٦- يصر بعض المتشددون على الحديث باللغة العربية الدينيه المقعره مع أولادهم

٧- الزج بالأطفال في مسابقات حفظ القرءان وحرمانهم من اللعب والتسليه حيث يتعلمون بالأستكشاف الطبيعي

٨- حرمان الأطفال من الأختلاط بالأطفال الطبيعيين و المختلفين عنهم وأجبارهم على العيش في المجموعه الدينيه فقط



ليس هناك شيء يستطيع الأسلاميون قوله ليبرروا هذه التصرفات الوحشيه اللا-إنسانيه في أستغلال الأطفال..بل يجب عليهم أن يخرسوا و يخجلوا من أنفسهم ..فلايمكن لنظام قائم على تحطيم شخصية الطفل وتلقينه وغسل دماغه ، الا أن يكون مرفوضا. الطفل ذو السنوات الأربع أو الخمس لم ينضج عقله بعد ، ولا يستطيع الحكم على الأمور وتقيمها لأن ملكاته العقليه والتحليليه لم تبدأ بالتطور بعد

أن النظام الذي يعتمد على أن الأنسان يجب أن ينجى بنفسه من العذاب و من غضب إله.. هو نظام مبنى على قبول الأنسان بالدونيه والأحتقار للنفس ..وهذا بحد ذاته يكفي سببا لرفضه

الحقيقه أنه ليس كافيا أن تعيش فقط بدون رب الرمال، بل يجب ان تعيش بدونه و بكل سعاده وراحة ضمير. أن وجود الملحدين هو أكبر دليل على كذب هذا النظام، فهم سعيدين واثقين من أنفسهم يحترمون ذاتهم وعقلهم لا تضربهم الصواعق ولا الرياح ولا يصيبهم الله بالزلزال ولا بحجارة الأبابيل

المؤمنون والمتدينون كانوا أنفسهم ضحايا في طفولتهم لنفس الشيء..وهم يكررون جريمة جلاديهم اليوم ..بالعبث بعقول أطفالهم الصغار




فدعهم يقولون عنا إننا مغررون ، دعهم يقولون اننا مخدوعون، دعهم يسموننا بالصليبيون بالصهيوشيوعيون والكفرة من بني علمانيون..ودعهم كذلك يقولون ان إسرائيل و ماما امريكا والشياطين غرروا بنا ، ودفعوا لنا الفلوس والموني..سيقولون ويقولون وعندما يعجزون، سيهاجمون شخصياتنا وذاتنا، وسيسبون ويلعنون..ولكن من الذي قال أن المصداقيه تتأثر بالمسبه؟

أننا أقوى وأكثر ثقة بأنفسنا من شخصياتهم المحطمة المعاد تركيبها بناء على الحاجة الى الريشه السحريه ..والمصّاصه الدينيه


بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات