الاثنين

اسلام..عنف..و مشمش


كنت في السياره في هذا الصباح في طريقي الي بيوت خالاتي و أخواتي للتهنئة بالعيد عندما رن الموبايل. كان ظافر ! قال لي : بن كريشان اسمع امارات إف إم بسرعه.. المذيعه الحلوه ستقرأ النشره الجويه اليوم.. ستبدأ الان..اسمعها عندما تقول مشمش

بن كريشان: اي مشمش ياظافر؟ مافي عيدك مبارك؟

ظافر : عيدك مبارك بن ، بس دخيلك أسمع ..افتح الراديو بسرعه

وفعلا بدأت المذيعه ذات الصوت المغري بقراءة النشره الجويه، حتى قالت : الطقس اليوم في العاصمه..مُشمش

لسبب ما كانت كلمة مشمس تطلع و كأنها تقول مُشمش

ظافر، و الله صحيح قالت مشمش ، قلت لظافر الذي كان مازال على الجهة الاخرى من الخط

شفت يابن كريشان قلت لك..اجاب ظافر و هو يتنهد أموت في صوتها..أمووت في المشمش

قلت له: بس ياظافر هناك نظريه تقول البنت ذات الصوت الجميل لا تكون جميلة الشكل كذلك

ظافر: لا و الله جميله و نص، أنا متأكد مئه بالمئه و الأذن تعشق قبل العين احيانا..دخيلك عندك أحد يدّخلني استوديو الامارات للأعلام

بن كريشان : نعم ..هناك صاحبنا و زميل دراستنا، أحمد البلوشي وهو مدير كبير هناك..و يمون عليك و لن يقصر

ظافر : كلا ارجوك، كله و لا أحمد ..فهو في هذه الامور بخيل و شحف و لا استبعد ان يضع عينه على مشمشتي

بن كريشان: يارجل البنات كثيرات..يمكن هذه المذيعه تكون متزوجه اصلا












ظافر : لا ابدا ..مستحيل فال الله و لا فالك..والله . مشمشه لي أنا وحدي و الله سأقتله و اقتلها لوطلعت خائنه

بن كريشان: ظافر هذا اول اليوم الفطر هل بدأت بالشرب من الصبح؟

ظافر : أبدا و الله و لكن يجب ان الاقيك في الحانه الايرلنديه الليله، لدي فكره جهنميه تقوم انت بتعطيل محطتهم ثم تذهب متظاهرا بتصليحها؟..و سأذهب معك لابسا ملابس عمال التصليح التي ستجلبها لي من الشركه عندكم..و

بن كريشان: ظافر.. بّطل احلام..عيدك مبارك و اشوفك الليله.. باي

*****


لم استطع الا ان ابتسم من كلام ظافر عن القتل وهو الذي يخاف ان يذبح دجاجه ولكن الندره في الشيء تؤدي للعنف ، و لا استبعد حربا ضروسا بين الرجال تسيل فيها الدماء للركب في موقف سيارات مؤسسة الامارات للإعلام خاصة لو كانت المذيعه مشمشه مختلفه و ليس لها مثيل













تذكرت مادة الاقتصاد التى اخذتها في الجامعه من ضمن المقرر الاختياري و كانت تتكلم عن الوفره و الندره و تأثير ذلك في العرض و الطلب، و موضوعي اليوم ليس في الاقتصاد بل هو عن خاطرة جديده

كانت العربان في بلاد الرمال تغزو بعضها و تتحارب في سبيل الماء و الكلاء، بسبب الجفاف و ندرتهما في الصحارى

الدول و الشعوب تخوض حروبا ضاريه بسبب ندرة بعض المصادر مثل المياه و الارض و الغذاء. الحركه الاستعماريه بدأت للتوسع في الاراضي و الحصول على مصادر رخيصه للانتاج او بدأت بالبحث عن التوابل و السكر. الاهتمام الامريكي بالمنطقه و العراق من اسبابه كذلك ضمان وصول النفط الى الاسواق الامريكيه ومنع وقوعه في ايدي معاديه

و هذا يقودني الي طرح خاطرتي و هي ان ندرة الشيء هي التي تسبب العنف، فأينما
وجد العنف لا بد ان يكون بسبب شيء ذو قيمه غير متوفرلأحد الاطراف. فلا يمكن ان يتقاتل الناس على شيء متوفر بكثره و مجانا..كالهواء مثلا

و لكن الاسلام ينتج كثيرا من العنف و الكراهيه حوله، فهل هناك ندره في جانب ما فيه يشجع على العنف و على الاقتتال؟

*****
أعتقد ان هناك ندرة في جوانب الاسلام و لو انها ليست ندره حقيقيه، هي في الواقع ندره وهميه، و لكن ليس في اذهان المؤمنين

مثلا فالننظر كيف يتدافع المسلمون لتحمل العذاب و السهر في العشر الاوائل و يملئوا المساجد، ذلك ان الاجر في العشر الاخيره اكبر و قيمته الروحيه اكبر من بقية ايام السنه، كما ان احدهم قد يفوز في يناصيب ليلة القدر و يفوز بجائزة المليون حسنه..العشر ايام اواخر و ليلة القدر ندره..لا تحدث الا مره في السنه فقط

يتدافع الحجيج في ايام معلومه لرمي الاصنام الثلاثه المعروفه بالحجاره في منى و هو امر لا يحدث الا في فترة محددة زمانيا و وقتيا ليتقبل رب الرمال حجّهم و توبتهم..فيتدافعون و يقتلون بعضهم دعسا. إنه عنف و قسوه تسببها الندره الوقتيه و الندره المكانيه


يخلق الاسلام ندرة في المرأه فيحجبها و يعزلها حتى يتحول الرجل الي هذا ..و يخلق لديه شخصيه غير متوازنه في التعامل مع الانثى. المرأه في هذا المثال هي ندره وهميه و قد تسبب الاقتتال و العنف بين الرجال

الحصول على المغفره من رب الرمال يتطلب كثيرا من الالم و المشقه، فالغفران لا يتوفر بالمجان. فيجب على الانسان ان يعمل لجمع العمله النقديه الاخرويه وهي الحسنات ليزيد رصيد حسابه في بنك السماء المركزي، فهناك صيام رمضان و الزكاه و ذبح القرابين للتقرب و الشكر بعد الحج و بعد و لادة المواليد













الاماكن المقدسه نادره و غير متوفره بكثره فهناك قدس واحده يريدها المسلمون و يريدها اليهود و المسيحيون فهي مثل مشمشه ليس منها الا واحده نادره جدا، فالنضحي بأعز ما لدينا.. من اجلها















يضع الاسلام عبئا اخر على المؤمن بشكل ندرة اخرى و هي ان عليه ذنبا ان لم يبادر بأصلاح مجتمعه و اجباره على اتباع الطقوسيات الاسلاميه الفارغه ، فيقوم بأعمال عنف كثيره مثلا هيئة البوليس الديني السعوديه و ممارساتها العنفيه ضد مواطنيهم و المقيمين ببلدهم . هناك قوانين تجريم الافطار في رمضان و التي الي عهد قريب كانت الشرطه في الامارات تقوم بأعتقال بعض المساكين و حبسهم لأسبوع و تغريمهم لأنهم ظبطوا غير صائمين، هناك ارهاب اغتيال الحلاقين و مصففات الشعر في العراق لا لذنب سوى ان هناك من يرى ندرة تتطلب تطهير المجتمع من هؤلاء الابرياء المساكين بما فيه ارضاء لرب العالمين

ثم نصل اخيرا الي امكانية الغفران التام، فأن كنت مذنبا و اسرفت في معاصيك، فالباب مازال مفتوحا للمغفره..ولكن الثمن الان اصبح غالي جدا..انه جوهرة نادره.. لا يقدر عليها الا من اتي الله بقلب شجاع..انه الاستشهاد، ستجد معظم الانتحاريين الاسلاميين لا يصّلون و يشربون الخمر في حياتهم و يأتون كل الاثام الاسلاميه ولكن تحت ضغط نفسي بالشعور بالذنب يبحثون عن التوبه و الخلاص. كمؤمنين هم لا يقنتون من رحمة الله ..فالغفران موجود ، و لكنه عمله نادره ..تتمثل في ..حزام ناسف..و كاااابوووم















عندما يجعلك احدهم تتوهم ان هناك ندره ستغلق عقلك و تصبح انانيا، يفكر في ذاته فقط و في مصلحته، يقول القرءان الكريم تصديقا لذلك: يوم يفر المرء من اخيه و صاحبته و بنيه لكل امريء منهم شأن يغنيه..وستفعل اي شيء..اي شيء ممكن.. لإرضاء رب الرمال..ولتفوز بمشمشتك الموعوده

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: