ياربنا الذي في السماوات... مافي عندك نظر؟





عملت فحص النظر لتجديد رخصة السواقه، فإكتشفت ضعف نظري بدرجة ناقص واحد في كل عين. طبيب العيون قال لي قد لا تكون هناك حاجة الى لبس نظارات ، ولكن يستحسن ان تستعمل واحدة اثناء قيادة السياره

الناس ينقسمون الى نوعين ، نوع يلبس نظارات..ونوع يتظاهر بانه لا يحتاج الى نظارات؟ ومن السهوله أن تعرفوا الفرق بينهما فالنوع الأول ، طبعا يلبسون نظارات..أما النوع الثاني فهو الذي يمر عليك في السوق ولا يسلم ..فتصيح فيه الله بالخير يافلان..فيقول إسمح لي ماشفتك! أو ذاك الذي تقول له : أترى تلك البنايه ذات العشرين طابق.. فيرصّ عينيه و يقول أين؟

فذهبت لأشترى نظاره، وبصراحه كانت عملية صعبه وخاصة الحصول على الإطار الذي يناسب شكل وجهك وبالذات عندما تغطي تلك الكارتونه المعلقة التي عليها السعر عينيك فلا ترى شكلك بالمرآه. النظارات نوعان، نوع يستخدم للقراءه..ونوع تحتاجه لتبحث عن نظارة القراءه عندما تضيعها. الحمدالله انني لا أحتاجها الا للسواقه

وإياكم ايها الأخوان والأخوات ان تستعملوا العدسات اللاصقه، فقد جربت أحدها، قال لي فني البصريات بأن ألبسها واتمشى في مول العين وستتعود عيني عليها..رجعت اجرى اليه بعد عدة خطوات فقط، بعد أن شعرت وكأن عاصفة رمليه هوجاء هبت داخل عيني ..ثم لم أعرف كيف أنزعها من عيني، حتى فني البصريات لاقى صعوبة جمه في أقناعي بالأسترخاء ليخرجها



تجنبوا كذلك عدسات النظارات البايفوكال ، فهناك خط مخفي في وسطها يجعلك تحس وكأن راسك كأس مليء للنصف بالماء. وعندما تلبسها لن تستطيع ان تقرأ اي شيء أعلى من صدرك، وقد تصطدم بأي شخص أو طاوله إن كانا أقصر كذلك من مستوى صدرك. قال لي البائع في محل النظارات انهم اخترعوا ايضا الأن عدسات يسمونها ڤاريفوكال وهي مقسمه بعدة خطوط بحيث تستطيع ان تقرأ وترى سواء من اعلى او من اسفل..فتخيلت نفسي البسها وأحرك رأسي في كل إتجاه، وكأنني دليب كومار في أغنية كتناه هسين هاين هو في الفيلم الهندي آبنا آبناه

المتدينون كذلك يعانون من قصر نظر، ففي معرض هجومهم في البلوڠ، نلاحظ أنهم يقومون بالهجوم على العلم ايضا. مع انه في كثير من الأحيان يكون مقالي لاعلاقة له بنظرية داروين للنشوء والأرتقاء ومع هذا يقولون أنتم الملاحده عبدة داروين ، أنتم أحفاد القرده

هجوم الأسلاميون على العلم ليس بجديد وغير مستغرب فزيادة مستوى التعليم ، وخاصة في المجال العلمي مثل البيولوجيا والفيزياء يؤدي دائما الى تخفيف نسبة التدين في المجتمع، وقد لايؤدي مباشرة الى الألحاد..ولكن تدريس العلوم بصورتها الصحيحه مع مرور الوقت، سيجعل التمسك بالموروث الديني الإسلامي التقليدي صعبا جدا




وهذه نتيجه حتمية جدا لتدريس العلوم، لأن الأسلام محمل بإدعاءات خرافيه و معتقدات غير متناسقه مع العلم الحديث. الدفاع عن هذه المعتقدات اليوم اصبح مستحيلا ،الا إذا لعبنا شوي ..بالعلم نفسه، ولوينا عنقه ليتأقلم مع الأسلام

ولكن هذا يستدعي ان يخرجوا بعلم معدل ومنقح حسب النسخه الأسلاميه وإيجاد كذلك علماء اصدقاء للدين..يُستخدمون لإستهداف العلم و نظرياته التي تفضح تلك التناقضات

وهذا مستحيل علميا بالطبع، فقد كان غيركم اشطر،عندما بائت محاولات المسيحيين المتدينين المماثله في امريكا لسنين طويله كلها بالفشل..الجامعات الأمريكيه الكبرى مازالت تدرس تلك النظريه وأهم العلوم التي نتجت عنها ..الطب والبيولوجيا

أما في بلاد الرمال بأمكان المسلمين ان يفعلوا ذلك، في بلاد الرمال الكل يقوّد على الأسلام لتزداد شعبيته ومصالحه الشخصيه فمن سياسيين وحكومات ورؤساء واحزاب وصحفيين الى رجال اعمال و مصنعين وبنوك..فما بالك بالعلماء وأساتذة الجامعات ..ولم لا فغالبية شعوبنا عديمة النظر، يسهل التغرير بها

ليس هناك شرف مهنة هنا يمنع العبث بأصول العلم ومناهج البحث والإفتراء عليها، مع أن الأمر كان سيكون اسهل لو قاموا بدلا من ذلك بتحديث الدين الإسلامي وتطويعه وعصرنته

لماذا ظهر هارون يحي ، وزغلول افندي النجار وأمثالهم متطفلين على ابواب العلم؟ السبب هو لأن العلم يناقض قصص خلق الكون ، ولايعترف بتخاريف صلعم وحواديت الملائكه والخيول الطائره وبيبي المسيح الذي يكلم الناس في مهده بالبامبر، ثم يتمشي على الماء بعدها بنزهه فوق بحيرة طبريا ..ولايصدق أن موسى يشق قناة السويس قبل وصول نابليون الى مصر ولابكابتن نوح او النبي يونس كاليپسو الذي نام في بطن الحوت

ولماذا يريدون ان يفعلوا ذلك؟ ببساطه جدا ..لأن أساسيات المعتقدات الإسلاميه تتناقض مع العلم




هل نجح الأسلاميون في تغيير العلم؟ هنا، نعم نجحوا في تلويث مناهج التدريس وتعليم الأطفال الخطأ والتوقف عن تدريس نظرية داروين وتاريخ إنسان الكهف حتى الديناصورات لا تدرس اليوم في مناهجنا..ولكنهم لم ينجحوا في تغيير العلم الحقيقي لا بل جعلوا منا إضحوكة لعلماء العالم ومفكريه

حقنوا الناس بجرعات إسلاميه معادية لداروين يستثارون بمجرد ذكر إسمه أوالإشارة لنظريته ، جرعات مخدره ومهدئه تؤكد لهم سلامة دينهم من الخرافات وتوافقه مع العلم

هؤلاء ليسوا باغبياء، فهجومهم ينصب على داروين ويستخدمون مسبة عبدة داروين لغرض في نفس يعقوب، ليجعلوا الأمر يظهر للبسطاء بأن الداروينيه ليست بعلم معترف به، وبالتالي عودوا ياناس لتصديق قصة خلقناكم من عجن الماء بالطين ، ثم نفخنا فيه من روحنا ..وأنزلنا عليكم الأنعام من الأبل و الكباش والماعز من السماء لتأكلوها ، أفلا تشكرون وتقلون ثانكيو ، مرسي بكوو.. يارب الرمال


إن تدريس العلم بالطريقه الإسلاميه المحافظه، نظيفا نقيا طاهرا ، سيؤدي الى تخريج علماء أميين ولن يؤدي الى إخفاء الحقيقه أو تغيير الواقع

كيف يسمح للمتدينون بالتدخل في أساسيات مناهج العلوم و مايجب أن يدرس وما يجب أن يلغي؟

المعضله الكبرى التي يخاف منها الأسلاميون هو ان تدريس العلم على اصوله يعني تدريس الحقيقه..وتدريس الحقيقه سيؤدي الى عدم الإيمان.. وعدم الأيمان سيؤدي طبعا الى الإلحاد. وعموما فهو إطراء وثناء، أن يقارن الملحد بالعالم وفي هذه أعترف بأن..عندهم نظر



بن كريشان

إرسال تعليق

1 تعليقات

‏قال Unknown
يا له من مقال .. رائع بن كريشان كلك نظر.