خطيئة أبن ادم

في موقع المنبر حيث يتم نشر بعض الخطب الدينيه، وجدت هذا الكلام من خطبة للمدعو الشيخ محمد مشهداني ألقاها بمسجد الريان الكبير بقطر. يقول فيها الشيخ عن الجنه بأنها: فهي أرض أخرى غير أرضنا لم تطأها قدم من قبل، ولم تعمل عليها خطيئة، ولم يسفك عليها دم، أرض طاهرة من ذنوب بني آدم وظلمهم. وهنا توقفت لأتساءل كم هؤلاء متناقضين..حقا ان الكذب يعرف من خلال تناقضات الحكي. أليست الجنه هي المكان الذي حدثت به الخطيئه الأولى؟ والتي عاقب الله أدم وذريته بإنزالهم على الأرض و طلب منهم الأعتذرا عن جريمة أبوهم وامهم بعبادته وغلا فسيحرقهم في تنوره الجهنمي؟

كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون كما يقول الحديث الذي يرويه التزمذي يجعلنا نعي بأن نظرة الإسلام لمفهوم الخطيئه الأولي و معاناة الأنسان بسبب ذنب ابيه لايختلف عن المفهوم المسيحي، وإن قال لاتزر وازرة وزر اخرى ، فهو من باب تناقض كلام الكذاب الذي ينسي نفسه.

إن مفهوم الخطيئه الأولى أو ماتسميه المسيحيه بالخطيئه الأصليه، والتي تتمثل في حكاية غواية بابا أدم بواسطة ماما حواء والشيطان ثالثهما، هو في الواقع من أخبث العقائد في الأديان الكتابيه الثلاث. أنها تبني فرضية خطيره تعتبر الإنسان فيها فاسدا وشريرا منذ ولادته. هذه العقيده الفاسده هي التي تنظر الى جسد الأنسان كرجس ونجاسه يحتاج الى التطهر منه بالطقوس والأدعيه والصلوات والإستغفارات.






أن مفهوم ان الأنسان المخطيء يتجلى في تلك الحكايه الساذجه التي ترمز بالأكل من الشجرة المحرمه الى الجنس وإلا لما قال القرءان: فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة.. من موقع إسلام أون لاين نقلت هذا:

ويجب أن تعلم كل فتاة أن حجابها كرامة وشرف لها، وهو عامل مساعد على انتشار العفة والفضيلة، والأمم التي تنتكس في قيمها فتدعو الى عري نسائها إنما هي عودة الى الهمجية، فالإنسان عندما تعلم وتحضر ستر جسده وتميز عن الحيوانات، بل إن العري كان عقوبة الله لآدم الذي عصاه في الجنة فنزع عنه وعن زوجه لباسهما، فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة.







مما يدل على جذور إحتقار الإسلام والمسيحيه للأنسان وكرامته وإنسانيته بإعتباره مخطيء و إعتبار جسده عورة ونجاسه يجدر به أن يخجل منه. فالجسم البشري هو الخطيئه الحقيقيه.. أتعرفون مالإشكال في هذا؟

هذه الفكره تخلق طبقية تلقائيه وفروقا بين الناس. فكونك بلا خطيئه يعني انك أصبحت بمثابة الأنبياء أو الملائكه أو رب الرمال او بمستوى المدعوذين على الأقل. ملوك بريطانيا في الماضي اعتبروا انفسهم مختلفين عن الناس في الشارع و الذين أطلقوا عليهم إسم كومونرز اي العوام وهم الناس العاديين ( مازال في بريطانيا يسمى مجلس العموم) مقابل النبلاء والملوك واللوردات لخلق طبقيه جاهزه لإستغلال الناس. في أحكام فقه العبيد والإماء الاسلاميه تظهر هذه الطبقيه واضحة بين الحر و المملوك فحتى الله يعترف بالطبقيه والتفرقه بين الناس وهو من يسمى نفسه العادل.







أنظر الى هذا المفهوم الذي يفرق بين من يجمع أكبر عدد من النقاط البيضاء (الحسنات) فيفوز على غيره الذي لم يحصل على نفس النتيجه وزادت عنده النقاط السوداء (السيئات).هذا يعني بأن هناك ناس احسن من ناس..نحن المؤمنون، احسن منكم يالملحدون وهكذا، وبالتالي يفترض هذا ان هناك إستثناءات تفضيليه للبعض، يفتقدها الأخر المذنب.

وهكذا يصبح الإنسان في سباق مستمر يفني به حياته لتخفيف مستوى الذنوب التي لديه حتى يحصل على الجائزة الكبرى بعد ان يموت.

هذا المبدأ مضاد لمبدأ المساواه بين البشر والمواطنين. إذا كان الجميع مذنبين اصلا فكيف يصبحون خلفاء وأئمه في الأسلام؟..وهنا بيت القصيد فالفائده تعود من هذا على أصحاب السلطه..فالنبي خالى من الذنوب يقود الجماعة أولا..ثم يعقبه الصحابي ( او الحواري والقديس في المسيحيه) ثم ياتي التابعي وتابع التابعي..ثم يظهر لك من يحمل نقطة من دماء آل البيت وهذا الهاشمي وذاك العلوي وهذا من الساده.






كل اللعبه انهم أطهر منك فبالتالي هم اولى بالسلطه السياسيه. هذا النظام مقصود منه خلق نخب تستأثر بالحكم ..لأنها لاتعاني كما يبدو من ذنب خطيئة ادم مثلك أنت.

بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات