الاثنين

ماذا كان يأكل الرسول ؟





طلب مني العوده للجزائر بعد اسبوعين من الزيارة الاولي و بعد التقرير المبدئي الذي قدمته ، استجد امر اخر خلال المفاوضات يستدعي فحص منشأة اخرى قيد الانشاء في منطقة اسمها شنوه خارج العاصمه قليلا، سافرت عن طريق لندن هذه المره واعدا نفسي بأجازة قصيره بها ثم العودة للعمل في بداية الاسبوع المقبل، قبل المدير على مضض بعد ان وعدت بأرسال التقرير بالبريد الالكتروني من لندن

الجزائريون شعب مضياف و من عاداتهم انهم يستقبلون ضيوفهم بتقديم الحليب و التمر و هي عادة مستوحاه من سنة النبي صلعم و حبه للبن و التمر..في منشأة شنوه حيث ذهبت عصر اليوم الاول لوصولي استقبلني مدراء المنشأه بتلك العاده..ويجب ان اعترف ان طعم حليب البقر البارد مع التمر لم يكن مستساغا تماما، عدت الي فندق نزل الجزائر بعد العشاء الذي كان الطبق الجزائري التقليدي من لحم الضأن و الكوسكوس..ذهبت للنوم مباشرة..ثم استيقظت متضايقا، لأكتشف انني مصاب بحكة غريبه في مناطق معينه من جسمي اسفل البطن و خلف الركبتين، ظننت انها ربما حساسية ضد فرش الصوف فرميته بعيدا و عاودت النوم..استيقظت مرة اخرى بسبب الحكاك الذي اصبح غير محتمل، ذهبت الي الحمام لأرى في النور مكان الحكاك..و لدهشتي رأيت جلدي قد تحول الي مايشبه الخارطه الجغرافيه..حيث امتلأ بهذه الجزر الحمراء المنتفخه، ذعرت لذلك و اتصلت بسليم ان يأتيني بسرعه ليأخذني لطبيب

الساعه قاربت الثانيه صباحا و في المشفاه و هو الاسم الذي يطلقونه على المستوصف، لم يعر الدكتور المناوب الامر اهمية كبيره و طلب الانتظار حتى الصباح..متعذرا انه لا يستطيع ان يقوم بأية تحاليل في هذا الوقت..طلبت من سليم ان يعيدني للفندق لأخذ حقيبتي و منه للمطار لأجد اية طائرة تعيديني للأمارات او لندن..وجدت رحلة للخطوط الجزائريه الي برشلونه.. لحسن الحظ فيزة الشنجن ماتزال صالحه في جواز سفري فاشتريت التذكره و وصلت بعد رحلة قصيره الي مطار مدينة برشلونه ، ربما لم تأخذ الرحله كلها اكثر من نصف ساعه

وأنا في منطقة الترانزيت لم يكن الحكاك يحتمل الأنتظار اكثر، ذهبت لكاونتر المعلومات و سألت ان كانت هناك عياده او طبيب في المطار؟ كان الدكتور يفحص جلدى و انا اقول لنفسي ارجو ان يكون يعلم ما يفعل خاصة بعد ان قرأت اسمه المعلق على معطفه الابيض ..د. خوان بوزو

قال الطبيب بوزو انه يعتقد انها حالة تسمم غذائي لا يستطيع ان يعرف مالذي تسبب بها..قال لا داعي للقلق لأن جسمي كان يقاوم بفعاليه و قام باعطائي حقنة قال ان من شأنها ان توقف هذه الحكه خلال ثلاث ساعات و اعطاني اسم عياده اذهب اليها ان استمر الالتهاب لليوم الثاني...لاحظت و انا في التاكسي الي الفندق ان الحكاك توقف تماما خلال اقل من عشرين دقيقه..و في فندق السناتور الذي حجزت به من معلومات الفنادق بالمطار..فحصت جلدى و كان من الواضح ان جزء كبيرا من الالتهاب كان قد اختفي...شكرا د. بوزو، لم اكن قد نمت طوال الليل، فوضعت لافتة عدم الازعاج و نمت حتى الساعة الثالثه ظهرا

استيقظت على ازعاج ابواق السيارات، فنظرت من النافذة لأرى مواكب سيارات تحمل اعلاما مخططة بالأحمر و الأزرق عرفت في مابعد ان المدينه تحتفل بفوزها ببطولة كأس اسبانيا و ان الناس ينتظرون عودة فريقهم من مدريد..لا اعرف عنكم ان كنتم من مشجعي ريال مدريد ام من مشجعي نادي برشلونه..انا اشجع هذا الفريق فقط
سحرتني برشلونه فهؤلاء الناس يشبهوننا بتصرفاتهم تغلق المحلات عندهم بين الواحدة ظهرا و حتى الرابعة بعد الظهر حيث يأخذ البرشلونيون قيلولتهم ليبدأوا السهر الذي يستمر حتى الثالثة صباحا..سأبقى هنا حتى نهاية الاسبوع..باي باي لندن



و بينما انا هنا تذكرت هذه القصاصه التي قطعتها من صحيفة الاتحاد حول محاضرة تقام بدبي عن الشيفره القرأنيه للنظام الغذائي في الاسلام..بوزو اخر يبيع دجله على المؤمنين في بلاد الرمال


انا متأكد ان ماحدث لي كان له علاقة ربما بهذه التركيبة الغذائيه الخاطئه من الموروث الصحراوي حيث كان الطعام شحيحا جدا و لم تكن هناك خيارات متاحة لما يأكل الانسان..ثم ما علاقة الاديان بما نريد ان نأكل؟

عادات الاكل التي وردت في التأريخ اللفظي للاسلام منافية لقواعد الصحه الحديثه و مباديء التغذيه الاساسيه و من الممكن ان تنتهي بالمرء ان يصاب بجلطة او سكته قلبيه ...فمثلا وجدت هذا الحديث



ثبت في المسند عن أنس ، ان يهودياً أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم له خبز شعير وإهالة سنخة ، والإهالة الشحم المذاب ، والألية ، والسنخة المتغيرة .


و للعلم فالأليه هي مؤخرة الخروف او الشاه و هي مكونه من تركيز الشحم



وثبت في الصحيح عن عبد الله بن مغفل ، قال دلي جراب من شحم يوم خيبر ، فالتزمته وقلت والله لا أعطي أحداً منه شيئاً فالتفت ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، ولم يقل شيئاً

هل كان صلعم يضحك لأن عبدالله... كان مغفلا فعلا ؟

نحن نعلم اليوم خطر الشحم الحيواني و تسببه في انسداد الشرايين و البدانه..ولكن هناك هوس بما كان يأكل الرسول و شريعتنا تقتضي ان نتبع سنته و لو ادى ذلك الي حالة مرضيه خطيره


هل كان الرسول خبير تغذيه..هل كان يحمل مؤهلات او شهادات تجعل هذه الاقوال و الاحاديث صحيحه..ام نصدق أصحاب الدجل و المبررين من أهل الاعجاز العلمي و الغذائي.... اننا نحب ان نصدق ما يقال لنا فقط طالما..تماشى مع معتقدنا الديني..ولو تناقض مع منطق العقل؟

و على العكس من ذلك فأن هناك الغذاء الذي ثبت طبيا فائدته للجسم و خاصة الخضر و البقول و البصل و الثوم فهو مكروه و من السنة تجنبه..لأن محمد لم يكن يستسيغه..مثل هذا

من أكل الكراث ثم نام عليه نام آمناً من ريح البواسير واعتزله الملائكه لنتن نكهته حتى يصبح

فما هو الافضل ان تتخلص من ريح البواسير التي لا اعلم ماهي؟..ام ان يهجرك الملاك الحسيب

كان يؤثر عن الرسول حبه أكل البطيخ مع العسل..ومهما قرأتم في المواقع من افضال ذلك.. فالأسهال الذي يسببه مزج الاثنين معا..لن يكون شيئا جميلا ابدا..وفي قول اخر


: بطيخ بالخبز!....يخ.. يقال بالأنجليزيه

Tell me what you eat...I tell you what you are?

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " . والثريد : الخبز واللحم و هذه الاكله تنتشر في رمضان ليومنا هذا في بلاد الرمال وخاصة في الخليج
: و في الثريد يقول الشاعر

ما الخبز تأدمه بلحم *** فذاك أمانة الله الثريد


وقال الزهري : أكل اللحم يزيد سبعين قوة . وقال محمد بن واسع : اللحم يزيد في البصر ؟
ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كلوا اللحم فإنة يصفي اللون ويخمص البطن ، ويحسن الخلق وقال نافع : كان ابن عمر إذا كان رمضان لم يفته اللحم ، وإذا سافر لم يفته اللحم ، ويذكر عن علي : من تركه أربعين ليلة ساء خلقه .
نرجو من الاخوة و الاخوات عدم ترك أكل اللحم لمدة طويله حتى لا تخترب اخلاقكم


وأما حديث عائشة رضي الله عنها ، الذي رواه أبو دواد مرفوعاً : " لا تقطعوا اللحم بالسكين ، فإنه من صنيع الأعاجم ، وانهشوه ، فإنه أهنأ وأمرأ " .. السيده عائشه تفضل ان ننهش اللحم بيدينا و اسناننا، لاداعي للشوك و السكاكين

اما بالنسبة للبن وهو مانسميه في مشرق بلاد الرمال بالحليب فقد كان مهما جدا كغذاء في الصحراء القافره لذا و رغم ماحدث لي فهو الشراب الوحيد الذي يجزيك الله حسنات ان انت شربته

وفي السنن مرفوعاً : " من أطعمه الله طعاماً فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وارزقنا خيراً منه ، ومن سقاه الله لبناً فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وزدنا منه ، فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن

روى محمد بن جرير الطبري بإسناده ، من حديث صهيب يرفعه " عليكم بألبان البقر ، فإنها شفاء ، وسمنها دواء ، ولحومها داء " رواه عن أحمد بن الحسن الترمذي

كيف يكون السمن دواء و هو من العلل ومن أمراض ذا العصر

وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي الدرداء ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيد طعام أهل الدنيا ، وأهل الجنة اللحم " . ومن حديث بريدة يرفعه : " خير الإدام في الدنيا والآخرة اللحم " .

في مركز مدينة برشلونه ممشي طويل اسمه لا رامبلا تمر فيه على باعة الزهور و هو يربط منطقة الميناء على البحر الي ساحة كاتلونيا..في منتصف الممشي و اول ماتخرج من محطة الميترو هناك سوق للخضرة و الفاكهة و اللحوم اسمه ميركات. وهو سوق مسقوف يذكرك بالاسواق الشرقيه في بلاد الرمال..لا حظت شغف هذا الشعب بأفخاذ الخنازير..فهناك العديد من المحلات في هذا السوق تبيع هذه الالفخاذ الضخمه المدخنه و المجففه ، لقد وجدتهم يبيعونه في السوق الحره بالمطار ايضا ، و لا ادري كيف يحمل احدهم فخذ خنزير بحجم فخذ حمار داخل الطائره، لو عرف عن هذا بن لادن و صحبه لأختطفوا الطائرات من مطار برشلونه مستخدمين افخاذ الخنازير كهروات يهشمون بها رؤوس النصارى ليعيدوا لنا مجد الاندلس..حسنا انا لا احب شكل هذه الافخاذ..و مره جلست في احد بارات التاباس الاسبانيه في قلب المدينه في الحي القوطي ..كانت هذه الافخاذ معلقة فوق منضدة البار..فغيرت مكاني خوفا من يسقط فخذ على رأسي فأموت بسبب فخذ خنزير مجفف


ولكن ان احب البرشلونين ان يأكلوا هذه الافخاذ..فما شأني انا، فاليأكل كل واحد مايشتهي..الفرنسيين يأكلون أرجل الضفادع و لم يحدث لهم شيء بينما لم يحب الرسول صلعم اكلها و قال فيها اهل الحديث
من أكل من دم الضفدع أو جرمه ، ورم بدنه ، وكمد لونه ، وقذف المني حتى يموت..و لنحمد الله ان الرسول لم يرى السوشي فقد يحرمه علينا ان لم يستسيغ طعمه ..لا حرمكم الله منه

و لكن هناك اكلات وصفها الحديث وذكرت في كتب السيره و من كتاب زاد المعاد لأبن القيم جئت لكم بهذه الخضره.. لم استطيع ان اجد لها معنى في هذا الزمان و اسمها المرزنجوش ..و حسب ادعاء ابن القيم فالرسول قال

عليكم بالمرزنجوش ، فإنه جيد للخشام " . والخشام : الزكام

فهيا أخواني و اخواتي ابحثوا عن هذا المرزنجوش فأنه علاج الزكام الذي لم يتوصل اليه العلم بعد

معظم الطبيخ الذي ورد ذكره في الاحاديث القديمه مازال موجودا فمثل ماذكرت لكم عن الثريد هناك القديد و هو اللحم المالح المجفف و هو يعمل في السودان ليومنا هذا و هناك الحريره وهي شوربة اللحم المقطع والمذاب والحريره معروفه في المطبخ المغربي وهناك السخينه و هي شوربه مضره بالصحه تصنع من شحم الخراف ،وهناك الاقط ايضا و الذي نسميه اليوم اليقط وهي كرات متصلبه من اللبن المجفف الشديدة الملوحه ، ستقضي عليك حتما ان كنت مصابا بضغط الدم ومازالت امي تطبخ الخبيص وهو موجود في الامارات حتى اليوم وهو الطحين المحمص مع السكر و السمنه..و اكله يسبب البدانه و يزيد ضغط الدم ارتفاعا و يعرض مرضى السكر لأخطار جسيمه


حسنا لم يكن لدى الناس في ذلك الزمان اختيارات في الاكل بطبيعة الصحراء و شح الانتاج ومعظم الاكل الذي وصفته لا يمكن ان ينصح به اي طبيب او خبير تغذيه لضرره على البدن و وظائف الجسم الحيويه

في هذا اليوم الذي تتوفر فيه التغذيه الصحيحه و المطاعم الفرنسيه و الايطاليه

أو الصينيه

والمكسيكيه فأننا نأكل مانحب و نشتهي..قد احب الاكل الصيني و تحب انت الفرنسي، قد لايحب صديقي السوشي ولكن قد يأكل الهبره النيه التي قد لا احبها و افضل عليها محار البحر او الجبن المعتق...كل يأكل على كيفه ويشرب على مزاجه ..كل و ما تشتهيه نفسه

: و اذا كان الرسول صلعم يحب ان يأكل بطريقة ما ..فنحن نقول

Who Cares ?

بن كريشان

****


بنك الروح القدس في برشلونه هو رد الكاثوليك النصارى على البنوك الاسلاميه
بن كريشان في الطائره عائدا لبلاد الرمال..تشيييرز
أما الصوره مع الطائره الجزائريه كانت من عيادة المطار في برشلونه و المطله على بوابه ثمانيه و اربعين حيث كانت أير الجيرز التي اقلتني واقفه ..طلب مني د.بوزو ان انتظر لثلث ساعه بعد الحقنه عندما اخذت تلك الصوره

هناك 3 تعليقات:

aras111 يقول...

وَنِعمّ التفكير والتحليل المنطقي.
احسنت يا بن كريشان العظيم

Unknown يقول...

تباَ لك

Unknown يقول...

بن كريشان انا ملحد يمكن اكثر منك واكره الله والاسلام ومحمد كره العمى,وانا معجب بكاباتك وثقافتك,لكن احيانا لحس انك تحب تحكي عن نفسك كثير وعن فلوسك وتفرجينا ان النسوان ميتين عليك وانك تسافر بالبزنس كلاس,بالنتيجة انت حر لكن هذا يعطي فكرة انه عندك عقدة نقص,وشكرا