معركة الوصاية على العقل الصحراوي


العقل العربي الصحراوي ليس حرا..فهو عقل مبرمج ليكون خاضعا للسلاطين و الخلفاء، خانعا لأولي الامر

حتي اوخر القرن التاسع عشر وبداية القرن المنصرم الذان شهدا حركة ادبية و ترجمات تمثل ربما كل ما انتجته ادبيات بلاد الرمال الجاده في العصر الحديث..كانت البدايه هي احتلال نابليون لمصر..هذا الاحتلال كان مفيدا لأنه تسبب في انفتاح الشرق لاول مره ولو قليلا.. على العالم الغربي و فيه تمت عمليات ترجمه واكتشافات اثريه مهمه وفيه اخترع الفرنسيون..للعرب اول مطبعه باللغة العربيه..وتكونت نخب مثقفه داخل المجتمعات العربيه

أعقب ذلك الفتره الاستعماريه.. ثم جاء طاعون الدكتاتوريات الفاشيه الذي كرس كل موارده و اجهزته الاعلاميه ليخلق عدوا خارجيا وهميا كان هو الغرب بصفته المستعمر السابق



قامت الدكتاتوريات بتوظيف الادب والفن و العمليه التعليميه والصحافه والشعارات لتغذية هذا المفهوم للذهنيه العربيه، حتى ان بعض دول رمال الخليج بعد استقلالها ارادت ان تطور مناهجها التعليميه ، فانتهت بنفس الخطاب القومي الذي يعلق كل فشل...على شماعة الاستعمار ويبرر كل احداث التاريخ بمؤامرات استعماريه

نشأ العربان كلهم على تقييم الامور بهذا المنظور..ففي اعماقهم كراهية لايعرفون مصدرها للغرب، وكانت هناك قضيه اسمها فلسطين لاكها القوميون و العسكر و تاجروا بها وسجنوا واتهموا الاحرار بالخيانه سواء لهم علاقة بها ام لا.. و طبقوا انظمة تعسفيه متجاوزة حقوق الانسان والقانون ، انظمة طوارئ عسكريه مازالت قائمة في مصر وسوريا حتى الان وجندوا اجهزتهم البوليسيه للحفاظ على هذا التفكير، اما شعوب الرمال فتحولت الي قطعان سلمت عقلها للدكتاتوريه، فهي بديل السلطان والخليفه

تغير العالم ودخل في مرحلة الحرب البارده، فتحورت النظم الدكتاتوريه الي موضة الاشتراكيه ، كحليف يشترك معهم في الاستبداد والعداء للعالم الحر..انعدم وجود النخب الحره، واجبروا على السكوت او مغادرة اوطانهم والهجره وصار كل شيء يقيم من وجهة نظر القضيه الفلسطينيه والاستعمار والامبرياليه..والغي العقل او فرضت عليه الوصايه

طبعا الارهاب كان مستخدما من قبل هذه الدكتاتوريات ولكن بأدب، فهم يخطفون طائرات كل باستخدام القضيه الفلسطينيه و كل باستخدام الفصيل الفلسطيني الذي يموله، وكانوا يغتالون المعارضه في اوروبا ويبتزون بعضهم ويفجرون سفارات بعضهم وهكذا اضافة الي التعذيب والاغتيالات للمفكرين واي من تسوله نفسه ان ينتقد فهو خائن وعميل تجوز تصفيته..قضت القوميه العربيه على كل النخب المفكره وحولت العربان الي مايشبه القطعان

حين تمخضت الوهابيه بخطها الضيق المتشدد عن ولادة مسخ القاعده..الذي سخرت له الاموال الامريكيه والعربيه لمحاربة الاتحاد السوفييتي ، بدأت الدكتاتوريات تحس بالخطر.فهناك حركة جديده ناجحه في التأثير على الشعوب و صاروا يرون شبابهم يهرب الي افغانستان ويحارب من اجل افغانستان بدلا من فلسطين، و يستعمل اسلحة امريكيه لمحاربة الحليف التقليدي للدكتاتوريات العربيه، الاتحاد السوفيتي...بدأو يفقدون الوصايه على العقل العربي لمارد جديد..اكثر قدره على غسل الادمغه بالرغم من عدم وجود صحافه واعلام له، مارد استطاع تغيير المناهج بدون ان يكون في الحكم..هذا المارد يريد فرض الوصايه على الذهنيه العربيه وخطفها من الدكتاتوريه الفاشيه

بعد ان تمكن طالبان من الاستيلاء على افغانستان اسسوا امارتهم الاسلاميه التي تكللت بالمصاهره بين قطب الارهاب بن لادن والاعور الدجال..لم تنجح هذه الدوله في التنظير للانطلاق لتأسيس الدوله الاسلاميه، القضيه المحركه لقطعان الرمال انتهت، تم اخراج الملحدين الشيوعين من افغانستان..القضيه الفلسطينيه انتهت موضتها والقائمين عليها يريدون السلام

تفتق ذهن المنظر الكبير للقاعده الظواهري الي انه يجب ان يخلق صراع يجذب الجماهير العربيه ويعيد لها حماسها الخرفاني السابق..كيف يتحرك القطيع باتجاه فكر القاعده؟

الحل ببساطه هو نفس اسلوب الناصريه والصداميه، افتعل حربا مع عدو خارجي، وليس افضل من امريكا فهي القوه المهيمنه على العالم، وان كانت حليف المجاهدين السابق، فجرعات كراهية امريكا التي تخدرت بها جماهير العربان..مازالت فعاله

كان الهجوم على امريكا هو المحرك والبدايه..فالذهنيه العربيه غذت بسنوات من الكراهيه لأمريكا لأنها هي التي تحمي اسرائيل ..فمثل واحد يكفي ليرى قطعان الرمال ان هناك سلطان جديد يستطيع ان يذل امريكا ويضربها بعد ان فشلت شوارب الدكتاتوريات في ذلك..سيولد التعاطف مع القاعده، ليبدأ تأسيس الدوله الاسلاميه ، على انقاض القوميه

ارهاب جديد ولكن اشد و اقسي من ارهاب الفاشيه..فهل سينجح ذلك ؟

قطعان الرمال بدأت بالفرح، فمن يوزع الحلوى فرحا بضرب امريكا، ومن يوزع الشربات، وتهللت قناة الجزيره وظهر التعاطف من خلال مجموعات جديده تحاول ان تبيع التشفي بدماء ابرياء من المدنيين، فمن يقول تستاهل امريكا هذا جزائها، او يبرر ماحدث بسبب وجود ارهاب اسرائيلي الي اخر خرافات العقل العربي

ثم تابعوا الخطه بتحويل مشاعر الكراهيه التي زرعتها الدكتاتوريات العربيه في اذهان سكان الرمال الي عداء ليس ضد امريكا فحسب ..بل البشريه والانسانيه جمعاء، وهللت القطعان وكبرت..نعم نجح الظواهري في مخططه فهاهم يسيرون باتجاه تكفير الكل ومعاداة الحضاره والبشريه، وبدأت خرفان و تيوس الرمال تسير حسب الخطه المرسومه لها فهاهم يتدفقون للانتحار في العراق واي مكان و الانتحار هو احد آليات القاعده لمحو اي دليل يقود الي خلاياها

ثلاثة الاف مدني يقتلون في نيويورك
مئتى استرالي يذبحون بتفجيرات بالي
ذبح وتفجير الاجانب المدنين في الرياض وينبع والخبر
تفجيرات تقتل مدنين في المغرب
مئة مدني اسباني يموت في تفجير قطارات مدريد اثناء ذهابهم لأعمالهم
خمسن مدنيا يموتون بتفجيرات منتحرين في لندن
سبعه وعشرين طفلا عراقيا يغتالهم انتحارى اثناء تجمعه حول دوريه امريكيه توزع الحلوى على الاطفال

رغم كل شيء الذهنيه العربيه مازالت متعاطفه..مدنين واطفال وابرياء و اقوام لم تعادينا اصلا..لافائده فمن الصعب فهم مايدور في عقلية الرمال..فاللعب بالثوابت الدينيه و ثوابت القضيه تساعد على تثبيت الفكر المعادي للسلام و المؤيد للعنف و الدمويه..فالفتاوي المؤيده للعنف والارهاب و اقلام مسمومه متعاطفه في الصحافه


أن العالم يتطلع الينا بذهول، ويتسآل لماذا يتعاطفون مع الارهاب ؟
انهم لا يدركون ان العقل العربي الصحراوي غير صالح للتفكير هو ضائع لا يفهم المنطق..هو ينتظر فقط من يتسلم الوصاية عليه


تطور العالم وخرج من دائرة القريه والقوميه الي العالميه والانسانيه...اما القطعان الصحراويه مازالت على فكر القبيله الضيق

الصراع على اشده لوضع الوصايه على العقل العربي، فمن يفوز؟ هل ستتمكن دكتاتوريات الفاشيه و ملكيات الصحارى القديمه من عمل شيء للخروج من المأزق، ام تقف محايدة ترى عناصر التشدد الديني تسحب البساط من تحتها..ام تفعل مثل فلول الفاشيه البعثيه بأن تتحول بالتدريج الي فاشيه اسلاميه..من يفوز بالقطيع، ليقوده الي مذبح الانتحار..انتحار العقل العربي


بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات