الاثنين

جهاز كشف الكذب

أرسلت لي الأخت سونيا مقالاً نشر فيما يبدوا في احد المنتديات وإن لم اعرف اي منتدي ولا من هو الكاتب. إلا ان المُحتوى شدني لبساطته ومعانيه.أرجو من الأخوان الذين يعرفون إسم الكاتب او المصدر ان يزودونا به. سبق لي ان كتبت شيئا مماثلاً. إلا أن هذا الكاتب يعرضها بطريقة سلسه سهلة الفهم وكأنه پوليغراف أو جهاز كشف الكذب. كذب من؟ الإسلاميين بالطبع والمتدينين عموماً، فهلم نقرأ معه. قمت بإعادة ترتيب المقال لإنني استلمته مشقلب مع قليل من التصرف فعذراً من الكاتب الذي يقول:

يرتكب المتدينين أخطاء فادحه في طروحهم ونقاشاتهم وقد أحببت ان اقدمها واشرحها لكم مع أمثله. ولنبدأ بأخطائهم العلميه:

١- يجب أن يكون هناك تأكيد مستقل "للوقائع". فكل مايعتبره المتدينون " وقائع تاريخيه" هي من مصدر واحد وهو الكتب الدينيه (القرءان الأنجيل كتب السنه والفقه وكتب الشيعه). ليس هناك سند تاريخي يدعم الأخبار التي وردت في هذه الكتب. كتب الأديان لاتعد مصدراً أكاديمياً فهي مشكوك بصحتها لأنها تخالف كل الحقائق والأكتشافات الأركيولوجيه والأثريه. مثال على عدم ورود ذكر لموسى ولايوسف في المصريات القديمه وعدم الإشاره حتى الى العبرانيين والقصص التي اوردوها مما يدل على أنها أمنيات وفلكلور شعبي وليست بتاريخ. إسرائيل مازالت تحفر منذ ستين سنه لتثبت وجود هيكل سليمان ولم يجدوا حتى الأن غير آثار نبطيه وبيزنطيه وليس ليهودا القديمه من اثر. يجب على المتدينين الأتيان بأمثلة محايده تثبت أن موسى شق البحر بإستخدام عصاة، وان إبراهيم لم تحرقه النار، وقصة كابتن نوح ، وحكايات سپايدرمان.






٢- يجب أن تشجع مناقشة كافة الحجج والبراهين من كافة الأطراف. فالمتدينين دائماً يسعون للمنع والمقاطعه للكتب والمنشورات وحظرها. وكثراً ما يناقشون انفسهم. مثل قصة الأمام ابن حنبل والملحد وهي قصة مفبركه تدور في السپام ميل بين الإسلاميين. هم يؤلفون ويخترعون شخصية الخصم ثم يتغلبون عليها بكل سهوله. مثل مايفحم مصطفى محمود صديقه الملحد الأفتراضي بعد أن وضع هو كلام الملحد وأجاب عليه بنفسه ولم يعط أحد فرصة التعقيب.

٣- هناك مايسمى "إستخدام حجة السلطه أو المرجع"، وماتعنيه هو أي شخص أو جهه لها اهميه. مثال يكثر المسلمين من قول قال العالم الفلاني وأكد الدكتور العلاني إذاً فهو صحيح. أو طالما أعتنق الأسلام شخص مشهور إذاً فالإسلام صحيح. وطالما قال القرءان ان اكل لحم الخنزير حرام فذلك صحيح لأنه مضر بالبشر.

لتكون لهذه السلطه حجة أو قيمه يجب توافر بعض الشروط بها. فيجب ان يكون الشخص الحجة هذا متخصصا بالموضوع، او تكون الهيئه من ذات الخبرة في هذا المجال. لايكفي ان يكون الشخص السلطه مشهوراً أو ذو شعبيه. فلايجب الاستشهاد برأي شخص جيولوجي في الكيمياء ولا العكس. يجب ان يتم تفسير كلام الحجه في نفس السياق وبدقة شديده. وهذا يذكرنا بالإسلاميين أصحاب الإعجاز العلمي وهم فرسان وابطال إخراج الموضوع والنص من سياقه لإثبات إدعائهم. يجب ان يكون هناك دليل مادي وملموس على الحجه بغض النظر عن قوة السلطه وتخصصها فكل إنسان يخطيء. يجب أن توجد طريقة محايده للحكم على هذه حجج هذه السُلطات أو المرجعيات وملائمة أقوالها لموضوع النقاش.

٤- يجب أن تطرح أكثر من فرضية واحده لتفسير اي ظاهره. هذه الفرضيات تعكس الإحتمالات المختلفه التي قد تكون أحدها هي المسببة لها. ثم العمل على إنتقاد كل منها واحدة واحده وشطبها . الفرضيه التي ستنجو من كل هذا التدقيق والفحص تكون هي الصحيحه.
ولتوضيح الصوره ، دعونا نطرح أمثلة مستقاة من كلام الدينيين:

يزعم الأعجازيون أن القرءان كان قد تنبأ بكروية الأرض قبل أن يكتشف العلم ذلك بآلاف السنين، وبالتالي فلايوجد تفسير سوى ان الله قد أنزل تلك المعلومة على محمد، فبالتالي سنتنتج أن محمد هو نبي وهو رسول من عند الله. هذا إستنتاج وتفسير تعسفي وتؤويل للكلام. فلماذا تكون صحة نبوة محمد هو الإستنتاج الوحيد لهذه الظاهره مثلا فهناك إراتوسثانوس الذي عاش بمصر في القرن الثالث ق.م أي كان سابقاً لصلعم ب١٠٠٠عام وقد اثبت كروية الأرض بل زاد على محمد بأنه تمكن من قياس قطرها بدقة تبعث على الدهشه نظراً لبدائية الوسائل المتاحة له في ذلك الزمان. وهذا يفتح المجال على فرضيات أخرى:

أ- صلعم عرف ذلك عن طريق اسفاره التجاريه وربما اخبره احد ذلك أثناء إحدى رحلاته في الشام البيزنطيه .
ب- زائر فضائي من عالم أخر أخبر صلعم أن الأرض كرويه.
ت- صلعم ذكر هذا في قرءانه من قبيل الصدفه- ضربة حظ.
ث- محمد جاء من المستقبل بمركبة الزمن وكتب لنا ذلك.
ح- محمد هو رسول من عند الله.
خ- محمد مندوب الشيطان الذي اخبره بكروية الأرض ليغوي البشر عن دين الحق الذي هو البوذيه.
ج- محمد هو عالم فلكي بعد ان أكتشف كروية الأرض أراد ان يستغل ذلك ليثبت نبوته

نكتفي بهذا القدر من الإفتراضات الأن مع العلم بأننا نستطيع أن نبنى فرضيات أكثر بكثير. وبعد ذلك يجب ان نقوم بفحص هذه الفرضيات واحداً واحدً ونستبعدها واحداً واحداً كلما أكتشفنا خطأه ونعتمد الأخير المتبقي على أنه الصحيح.

٥- يتعلق المسلمون المتدينون بصورة عاطفيه بأحد هذه الإفتراضات لأنه يروق لهم ويوافق هواهم وقد يفعلون ذلك لاشعورياً أو من باب الواجب الإيماني. وقد يتحيز لهذا الإفتراض الذي يميل له عاطفياً فيحاول اثباته بشتى الطرق متجاهلاً مكمن الخطأ فيه ومحسناً من نقاط عيوبه وضعفه. أن الخطأ في هذا هو أن أنت لم تفكر في مكامن ضعف نظريتك، فسيفكر بها غيرك وسيسقطونها بالنيابة عنك.

٦- إستخدام الأرقام والإحصائيات والإنتباه الى الدقه فيها عند إعطاء امثلة تدعم نقاشك. المسلمين المتدينين يرمون الأرقام جزافاً وبدون تحرى المصادر الصحيحه لها. فمثلاً يتحدث المسلمين دائماً عن زيادة عدد معتنقي اللإسلام في العالم وفي أمريكا وقد يكون ذلك صحيحاً وقد لايكون. فالأرقام يجب ان تأتي في سياق ذو معنى. فعندما يتكلم أحدهم عن زيادة عدد المسلمين يجب ان يوضح:


- عدد سكان العالم
- نسبة المنتمين لكل دين ونسبة الملحدين
- نسبة التوالد أي الزياده الطبيعيه لمعتنقي كل دين
- نسبة الهجره القادمه للدوله بالنسبة لعدد السكان ونسبة كل معتقد فيها
- نسبة تاركي الإسلام برغم وولادتهم مسلمين
-نسبة المسلمين الذين ولدوا مسلمين ولكنهم لايهتمون بالدين مثل الغربيين
- الخلفيه الأثنيه لمعتقدي الإسلام فكثير من السود في الولايات المتحده يعتنقون الإسلام نكاية بالرجل الأبيض وليس إقتناعاً.
- من يتحول الى دين أخر كي يرث أو يتزوج او يحصل على الجنسيه
- نقصان عدد المسلمين في البلاد التي هاجر منها المسلمين، فإذا هاجر ١٠٠٫٠٠٠ مصري مسلم الى الولايات المتحده، فسينقص عدد المسلمين بمصر بهذا العدد.




موضوع إنتشار الإسلام في الغرب موضوع يثيره الإسلاميون دائماً ويستدلون منه على صحة دينهم" لو لم يكن الإسلام ديناً حقيقياً فلماذا يتحول إليه الناس" هؤلاء لايجهدون أنفسهم في التفاصيل الدقيقه والجزئيات الصغيره فيقولون مثلاً: كان عدد المسلمين في أمريكا سنة١٩٥٠ بضعة الاف وهم الأن قد اصبحوا أربعة عشر مليونا. بدون الاخذ في الاعتبار كم كان عدد سكان الولايات المتحده آنذاك وكم زاد.

٧-إذا كان هناك سلسلة اثباتات لقضية محددة فيجب أن تكون جميع حلقات هذه السلسلة مثبتة (ضمنا الفرض الأول منها) وليس معظمها فقط. فالننظر الى مايسمى الغيبيات الإسلاميه مثل الجن، الجحيم، الجنه الملائكه الخ، لكي نصدق هذه الاثباتات يجب أن يثبت المسلم لنا اولاً بأن:
- هناك علة وسبب لوجود الكون
- هذه العله هي الله
- الله هذا لاعلة ولاسبب لوجوده
- أن الله يهمه ان تقوم الناس بعبادته
- ان الله صادق ولايخدعنا
- ان الله اختار ان يعلن عن وجوده بطريقة مثيرة للشك هي إرسال انبياء ومراسلين.
- إن صلعم هو فعلاً أحد هؤلاء المراسلين
- أن محمد صادق في كل ماقاله وأنه لم يخطيء أو يسيء فهم كلام الله
- أن ما وصلنا عن محمد هو صحيح ولم يتم تغييره او تحريفه
ولا يمكن إثبات وجود أي من الغيبيات إلا بعد إثبات جميع حلقات السلسلة وليس أحدها فقط. أعتقد أن مثالي هنا ظالم بعض الشيء لأن معظم، إن لم يكن كل حلقات هذه السلسلة ضعيف للغاية.

٨- إذا كانت هناك أكثر من نظرية تقدم تفسير لمسألة ما بشكل جيد، فمن الأفضل أتباع اعقلها ، أي اقربها الى الواقع النظريه التي تقدم معطيات أقل من الممكن بحثها فإذا رأيت أحدا يتدحرج على الأرض ويصرخ وأنا لا أعرف الكثير عن الطب بحيث لا يمكنني التمييز بدقة أكثر وتحري أصل المشكلة بالضبط، يمكن أن أفترض نظريتان:

الأولى : إن الرجال مصاب أو مريض يحتاج الى علاج طبي
الثانيه: إن الجن الكافر قد تلبسه

إذا أخذت بالشق الثاني وهي بنظرية الجن الكافر فيجب أن أفترض أنه يوجد جن وأن الجن شقين كافر ومؤمن وأن الجن الكافر يتلبس البشر وأن علامات التلبس هي الدحرجة والصراخ إلخ ... وكل هذا بالطبع غير مثبت.

بينما في النظريه الثانية الأمر أسهل بكثير وفيها فرض واحد فقط ، لاحظوا أن النظريتان تقدمان تفسيرا معقولا حسب المعلومات القليلة المتاحة وقد تم اختيار الأولى نظرا لقلة الافتراضات غير المثبتة فقط.

٩- كل فكره او نظريه الا يمكن إختبارها ونقضها لاقيمة لها. وهذا ينطبق على الله فالإنسان لايستطيع إثبات وجود الله مثلما لايستطيع إثبات عدم وجوده فمثله مثل التنين الوردي الذي لانستطيع أثبات وجوده ولا نستطيع اثبات عدم وجوده.

يقول أخ لأخيه: يوجد في غرفة النوم تنين وردي ينفث النار ينظر الأخ ليتحقق فلا يرى شيئا، يسأل أخاه : اين هو؟
فيقول له :هذا بسبب أن التنين الوردي خفي
فيسأله: ولكن أليس له علامات أقدام على الأرض؟
فيجيب: لا فهو يطير في الهواء
فيسأل الأخ مرة اخرى: مع ذلك، كيف دخل علينا وباب الغرفة مغلق ؟
فأجابه: التنين يستطيع اختراق الأبواب لأن ليس له كيان مادي
فقال: طيب، طالما أنه ينفث النيران لماذا لم يحترق البيت ؟ فيجيب: لأن نيرانه خفية أيضا ولا تحرق الأشياء المادية


ويستمر الحوار ..من الواضح أن هذا ليس حوارا بل مهزلة، لأنه لا توجد أي طريقة يمكن للأخ الثاني بها اختبار وجود هذا التنين المزعوم وبالتالي نقض كلام أخيه وبإمكان الأول أن يقول أنه يوجد تنين أو فيل أو وحيد قرن أو أي شيء ما دام الكلام لا يمكن نفيه
هذا يطرح للاذهان اهمية التجربه العلميه المسيطر عليها "كونترولد إكسپيرمينت" فهي اساس العلم فالمحاججه العقليه ليست بحد ذاتها دليلاً علمياً لأن تعقيد الطبيعه والماده أكبر من تعقيد الحجج الكلاميه.

هذا ينهي متطلبات المناقشة العلمية السليمة وسأبدأ بطرح الخدع والمغالطات المنطقية التي يرتكبها البعض بانتظام مع أمثلة ما أمكن.

أولا: مهاجمة شخص المحاور عوضا عن حجته: لا حاجة لإجهاد النفس في البحث والتحري والأمثله كثيرة في مدونتنا هنا. وهو تعبير عن الأفلاس الفكري والهزيمه. المؤسف أن هذه الطريقة في "النقاش" ليست مقصورة على المتدينين فقط بل استخدمت وتستخدم بانتظام من كل أطياف الفكر العربي من أقصى اليمين إلى أقص اليسار، ولعلها من أوضح تجليات الانهيار الفكري والحضاري الذي نعيشه

ثانيا: حجة السلطة: أو المطالبة بالثقة في شخص ما بدون دليل مثلا:

يقول احدهم إذا سلمنا الحكم للمشايخ ولرجال الدين فستعم البركه ويقضى على الفقر وتسود العداله فنسأله ولكن كيف ذلك؟ فيقول: لأنهم مشايخ أطهار ويجب أن نثق بهم فعندهم الحلول لكل شيء. فنقول له: سايرونا واشرحوا لنا كيف سيقضي حكمهم على الفقر، ما هو برنامجهم؟ فيقولون: يجب أن نثق بهم لأنهم يطبقون الشرع وبتطبيق الشرع سيُحل كل شيء معليش تحملوا غبائنا وبينوا لنا كيف سيؤدي تطبيق الشرع إلى حل مشاكل الإسكان والبطالة والفساد والتخلف العلمي والانفجار السكاني ونقص المياه والتلوث وحقوق الإنسان إلخ؟ وهنا يقولون: ألا تفهم ؟ الشرع عنده حل لكل شيء، انتظر وسترى.

ويابخت من جربهم في مملكة الرمال الكبرى أيران وباكستان و افغانستان وفي السودان وفي غزه. هذه الحلول السحريه تأتي بنتائج وخيبه على الشعوب.

ثالثاً: الحجة بالجهل: أي المحاججة بأن كل ما لا يمكن إثبات خطأه فهو صحيح، أو بالعكس كل ما لا يمكن إثبات صحته فهو خطأ. مثال على ذلك:

١- لا يوجد دليل مادي على عدم وجود النبي موسى وبالتالي فهو موجود
٢- لا يوجد دليل مادي أن الله موجود وبالتالي فهو غير موجود
يمكن دحض هذه الطريقة في المغالطة بالعبارة التالية:
غياب الدليل ليس دليلا على الغياب

رابعا: التحذير من العواقب الوخيمة بلا دليل،أمثلة:


إذا لم يعتقد الناس بالجنة والنار فسيفقد كل رادع وتعم الفوضى المجتمع
إذا لم تطبق الحدود الإسلامية فلن يتم ردع اللصوص والعابثين وستعم الجريمة
إذا لم نمنع الفكر "الكافر" فسيغوى الناس عن دينهم ويعم الفساد
إذا خلعت النساء الحجاب سيعم الفساد والدعارة وتتفكك الأسرة وينتشر النغول

تكرار هذه المغالطات باستمرار يصل إلى حد الملل في هذا المنتدى وغيره، طبعا لا تستند هذه التحذيرات إلى أي دراسة من أي نوع وإنما هي الرأي الشخصي لصاحب القول فعلى سبيل المثال:

المجتمعات الأوروبية التي تحوي أعلى نسب ملحدين في العالم (تتجاوز ٥٠٪ في دول غرب وشمال أوروپا) هي أرقى مجتمعات العالم وأكثرها تنظيما وإنسانية وحضارة.

لم يستطيع أحد الربط بين تطبيق حكم الإعدام وانخفاض معدلات الجريمة، فأمريكا التي تطبقه فيها معدلات جريمة أضعاف مضاعفة عن أوروبا التي لا تطبقه. الجريمة في أمريكا لها عواملها وشدة العقوبة ليست هي الحل وإنما هي فقط إشباع الرغبة البدائية في الانتقام. وتطبيق قطع الرأس تعزيرا في السعودية عقابا على تهريب المخدرات لم يوقف التهريب بأي شكل من الأشكال.

أمريكا التي تسمح بكل انواع الفكر والحريات بها أكبر نسبة من المؤمنين فكيف لم يؤثر عليهم توفر الفكر "الكافر"؟

تفكك الأسرة مثلاً لا علاقة له بالحجاب من قريب أو بعيد، فالأسرة لم تتفكك كما يبدو في الصين واليابان والهند بالرغم من عدم وجود الحجاب هناك. ما يجمع الأسرة حقيقة في مجتمعنا هو القهر القانوني الممارس بانتظام على المرأة وعدم استقلاليتها المادية والحجاب هو مظهر جانبي لهذا القهر فقط.



خامسا: تبرير التناقضات الأخلاقيه في الدين، مثلا:



س : كيف يعرف الله مسبقا قبل أن أولد أني لن أكون مؤمنا ومع ذلك خلقني ليعذبني؟
ج : أنت لا تستوعب موضوع الإرادة الحرة في الإسلام.
س: كيف يمكن أ يصاب طفل صغير بالسرطان، أليس هذا قسوة من الله ؟
ج : هذا ابتلاء وأنت لا يمكنك أن تناقش إرادة الله.
س: كيف يعاقب الله الصالح مع الطالح والأطفال مع الكبار ويغرق الجميع في طوفان نوح ؟ ج : الله حر في عباده.. ومن أنت حتى تناقشه وتفهم حكمته؟
س: كيف يرسل الله زلزالاً يدمر حياة الناس بلا تمييز بين الصغير والكبير الصالح والطالح؟

سادساً: وضع إستنتاجات بناء على فرضيات تحتاج الى اثبات


أمثله:
الله موجود لأن تصميم الكون البديع لا بد له من مصمم، هنا تم تقديم فرضية أن للكون" تصميما" على أنها حقيقة للاستدلال على وجود المصمم.

محمد رسول الله لأن البلاغة لإعجازية للقرآن لا يمكن أن تأتي من بشر، هنا تم تقديم "الإعجاز البلاغي" القرآني كحقيقة ثابتة والبناء عليها.

لابد من تطبيق حكم الإعدام لردع المجرمين وتخفيف نسبة الجريمة، هنا تم تقديم فرضية أن "حكم الإعدام" سيؤدي إلى ردع المجرمين وتخفيف نسبة الجريمة كحقيقة ثابتة.

لابد من إعلان الجهاد لوقف المؤامرة العالمية الرامية للقضاء على الإسلام، هنا تم تقديم "وجود مؤامره عالميه" كحقيقه بنيت عليها الدعوه للعنف.
وغالباً ما تأتي هذه الفرضيات الغير مُثبته مسبوقة بجمل من مثل: الكل يعلم- من الواضح- إنه مما لايشك به إنسان- من المعروف- لاينكر إلا كل مكابر الخ.

سابعاً: الإنتقائيه بأبراز الأيجابيات وتجاهل السلبيات.

أمثله:
الشيوعيون يبرزون عدم وجود البطالة في مجتمعاتهم ويتجاهلون البطالة المقنعة وانخفاض الإنتاج .


الإسلاميون يبرزون تماسك مجتمعاتهم ويتجاهلون الظلم والقهر الذي ادى لهذا التماسك.
تتفاخر الحكومات العربية بعدد الجامعات وتنسى ذكر مستوى التعليم المتدني والأميه.


ثامناً: تعميم الخاص والمحدود على الكل والعام.
مثال:

برهنت إحدى الزميلات في هذا المنتدى على تفكك المجتمع الأمريكي وتعاسة الناس فيه بأنها تعيش هناك ورأت ذلك بعينها، النقطة هنا أن تعداد سكان أمريكا يعادل كل الدول الناطقة بالعربية مجتمعة، فكم شخصا رأت الزميلة لتعمم ذلك ؟

واجهتني هذه المغالطة كثيرا في حياتي وهذا أمثلة واجهتني شخصيا أحد الأصدقاء يقول أنه ليس عنصريا لكنه لا يحب الفلسطينيين كون كل تجاربه معهم كانت سلبية، كم من الفلسطينيين يعرف ؟ وكيف انطلق من ذلك للتعميم ؟



النساء في الغرب عاهرات ويكفي أن ترى الأفلام الخلاعية لتعرف ذلك، كيف تم تعميم العهر على الجميع ؟ (هذه الخرافة بشكل خاص مغروسة في ذهن الرجال العرب الذين يسافرون لأول مرة إلى الغرب حيث يتوقعون أن النساء هناك مستلقيات على الطرقات بانتظار فحولتهم العربية).

أطرف ما يمثل هذه المغالطة هو نكتة يشنع بها على الأطباء :عالج مرة طبيبا مريضا مصابا بالسرطان بحساء البصل، وقد شفي هذا المريض فكتب الطبيب بحثا علميا عن فوائد حساء البصل في شفاء السرطان قال فيه أن حساء البصل يشفي من السرطان بنسبة ١٠٠٪ وبعد فترة عالج مريضا ثانيا به فمات هذا المريض فعدل بحثه بحيث قال: أن حساء البصل يشفي من السرطان بنسبة٥٠٪.

تاسعا: الجهل بإستخدام الأحصائيات .


- اعتبار البرهان الإحصائي ينطبق على الجميع بلا إستثناء مثلا،
بما أن الرجال أكثر عدائية وعنفا من النساء إحصائيا فهذا يعني أن أي رجل عدائي أكثر من أي امرأة.

المسلمين الذين يرفضون التطور يقولون أن احتمال تكون جزيئة الحياة الأولى ضعيف جدا، يتجاهلون حجم الكون الهائل واتساع الفترة الزمنية التي حدث فيها التطور. فالإنسان الذي يعيش عشرات السنوات ويتحرك في حيز مئات أو آلاف الكيلومترات لا يستطيع بسهولة تصور فترة آلاف ملايين السنين وآلاف ملايين السنوات الضوئية.

أغلب الناس لا تستطيع تصور النسب المئوية الصغيرة جدا أو الأرقام الكبيرة جدا وبالتالي يصبح مجال التلاعب في إحصائياتها سهلا، فمثلا لا يتصور الإنسان العادي أن احتمال ربحه اليانصيب أقل بكثير من احتمال مقتله بحادث سير وهذا يفسر غباء الناس الذي تثرى بموجبه الجهات المنظمة لليانصيب، والإنسان الذي تبلغ ديونه الشخصية آلاف الدولارات يبدو له دين الدولة الذي يبلغ مئات الملايين رقما أسطوريا رغم انه قد يكون كسرا ضئيلا من ميزانية تلك الدولة.





عاشرا: التناقض أو عدم الثبات على مبدأ.

لا يوجد مثال أوضح من ذلك أكثر من موضوع "الإعجاز العلمي"، فإذا طابق اكتشاف علمي ما تفسيرا ملتويا لجملة ما من القرآن يصبح حقيقة دامغة بينما يتم تجاهل أو تأويل ما هو واضح تماما بأنه تفسير غير دقيق أو مجاز.



اختار الإسلاميون أن كلمة "دحاها" أنه جعلها بشكل البيضة، أما أن الشمس تغرب في "عين حمئة" و"تسجد لربها" فهو تعبير مجازي..


اختار الإسلاميون أن تعبير "وإنا لموسّعون" تدل على تمدد الكون وهذا قمة الإعجاز بينما الذكر الواضح أن الشهب التي تدور في مسارات محددة حول الشمس هي لرجم الشياطين التي تسترق السمع هو مجاز ويجب ألا يفسر بحرفيته.


والطريف هنا أن نظرية الانفجار الأعظم أصبح مقبولة لديهم ولا غبار عليها إطلاقا كونهم وجدوا نصا يمكن لوي عنقه لينطبق عليها بينما التطور وكل ما نتج عنه من أبحاث وراثية واستنساخ وتحسين نسل النباتات والحيوانات والأمثلة التي نراها كيف تطور الحشرات والجراثيم مناعتها تدريجيا ضد الأدوية والمبيدات الحشرية، كل هذا يتم تجاهله بكل بساطة لكونه "نظرية غير مثبتة.


والتناقض ليس في الإعجاز العلمي فقط بل هو راسخ رسوخ الجبال في التفكير الإسلامي والأمثلة كثيرة:


السّنة يرون أن زواج المتعة الشيعي هو نوع من الدعارة (وهذا صحيح برأيي) ولكن التسري بغير حساب وإعارة الجواري والاستمتاع بأكثر من جارية معا لا غبار عليه من الناحية الشرعية.


الغرب مطالب باحترام الشريعة الإسلامية والمسلمين المهاجرين وعدم ممانعة الدعوة الإسلامية بينما نحن غير مطالبون حتى باحترام مسيحيي الشرق الذين هم أصحاب الأرض مثلنا تماما من فجر التاريخ، ناهيك عن التبشير والعياذ بالله.

يضحكون من تقديس الهندوس للأبقار والبوذيين للتماثيل بينما تقبيل الحجر الاسود ورمي الحجاره على نصب الشيطان هو قمة المنطقية.

يقولون لاكهانة في الإسلام ويشنعون على المسيحيين كهانتهم بينما يتدخل المشايخ في الكبيرة والصغيرة ، لايتنفس مسلم إلا وطلب فتوى ويظهر المُفتون يرددون في التلفزيونات الاذاعات كل يوم كيف يغتسل الناس وكيف يبلع ريقه ولماذا اليد اليمني قبل الاذن اليسرى.

إحدى عشر: إثبات نتيجه ليس لها علاقه او إرتباط بالإفتراض.
أمثله:


لو كنت تحبني لاشتريت لي هذه الهدية، ولكن ليست كل الأمثلة واضحة بهذا الشكل خذ هذه: الإسلام دين إرهاب، يكفي أن تنظر للإرهاب في العالم حاليا حتى تعرف ذلك( لاتحاكم الفكره من تصرفات الشخاص). وهذه اخرى: المسيحية هي دين الحق، ألا ترى أنها أكثر الأديان انتشارا في الأرض؟ ( عدد الأتباع والمصدقين لايعنى انه صحيح فليس هناك إرتباط بين الاثنين).

إثنى عشر: إذا حدث شيء بعد شيء قبله..فليس من الضرورة ان يكون قد تسبب به.
إستدلال الإسلاميين على أن العوده للإسلام والتدين سيعيد أمجاد الحضاره الإسلاميه القديمه. وهنا نقول:


هل يرجع الفضل في حضارة اليونان القدماء إلى سمو معتقداتهم الدينية وكون زيوس هو إله الحق ؟


هل يرجع سبب حضارة الفراعنة الرائعة إلى عقلانية دينهم وكون الفراعنة آلهة ؟


هل ترجع حضارة بابل وبقية حضارات بلاد الرافدين إلى أنهم كانوا يتبعون دين الحق الذي أتى به تموز وعشتار ؟


وماذا عن الصينيين ؟ واليابانيين والكوريين والغربيين اليوم ؟كل هذه الحضارات - وضمنها "الحضارة الإسلامية" - نتجت عن عدة عوامل الدولة المستقرة نسبيا، التحضر (عكس البداوة)، الرخاء الاقتصادي النسبي، قدر معين من حرية التفكير، وهذا السبب الأخير هو برأيي سبب الإنطلاق الصاروخية للحضارة الغربية الحالية كما نعرفها وليس العوده للتدين. الحضاره العباسيه إزدهرت لفتره لنفس العوامل ولكنها إندثرت بسبب طغيان التدين والعوده الى النقل بدل العقل(اليس هذا ما يريده الاسلاميون اليوم).




ثلاثة عشر: التطرف في الرأي وإنعدام الوسطيه. وهذه المغالطة منتشرة بشكل فظيع في الفكر الديني وهي ما يسمونه الدوغما او الدوغماتيه. وتنتشر في اوساط العربان في بلاد الرمال وغيرهم فمثلاً:



العالم دارين، دار كفر ودار ايمان. قال هذا الحديث مولانا اسامه بن لادن صلى الله عليه وسلم ثم شن إرهابه الخسيس يذبح الابرياء بما فيهم المسلمون. من ليس معنا، فهو ضدنا. قال هذا الحديث مولانا جورج دبليو بوش عليه السلام وشن حربه على العراق.انت طيب او شرير، انت إما تحب بلادك أم تكرهها. أنت ملحد إذاً فأنت خائن عميل لإسرائيل.

ان عدم وجود الحلول الوسط هي واحدة من أفظع مشكلات الفكر الديني عموما والإسلامي خصوصا إما أن تقبل الإسلام كما هو بدون أي اعتراض أو تعديل (حسب المذهب طبعا، فإسلام السنة غير إسلام الشيعة) وإما تكون كافرا أو مرتدا حلت عليك لعنة الله والناس أجمعين.

أربعة عشر: المنحدر الزلق " الزحلاقيه او الزحلوقه.


بناء سلسلة من الأحداث المتواليه الغير مثبت علاقتها ببعض بناء على تصرف معين مفترض وتقديمها كحقيقة.مثلا:

يجب الا تسحب يانصيب لأن اليانصيب نوع من القمار، فإذا قامرت فستتعود على القمار وتفقد كل مالك ثم ستستدين من المرابين ثم تلجأ للجريمة كي تسد ديونك ثم ستنتهي في السجن وتتفكك عائلتك ويتشرد أولادك

إذا انتشر الإلحاد فسيفقد الرادع الديني للناس وبالتالي فستزول الأخلاق وتعم الجرائم وتفقد الثقة بين الناس.


التعامل مع البنوك يؤدي الى إنتشار الربا الذي هو سبب رئيسي لأمراض القلب.
وهو يذكرني بهذه النكته: أرادت امرأة أن تستعير مكواة من جارتها، وهي في الطريق فكرت أن جارتها ستمانع في الإعارة أولا ثم تتبع ذلك بالمنة ثم ستقول للجيران أنها استعارت منها المكواة نظرا لبخلها كي لا تشتري واحدة وهكذا، عندما رنت الجرس وفتحت لها الجارة وقبل أن تفتح الجارة فمها صرخت فيها: لا حاجة لي بمكواتك اللعينة، رديها عليك.

خمسة عشر: الخلط بين العلاقة والسببية.


أي أنه إذا كانت توجد علاقة ما بين ظاهرتين فلا يعني ان أحدهما تسببت بالاخرى مثلا: أكتشفت الأحصائيات أن نسبة المصابين بسرطان الرئه من قاطني البنايات العاليه أكبر بكثير من نسبته بين قاطني الأبنيه المنخفضه –نستنتج من ذلك ان علو البناء يسبب السرطان. هذه مغالطة مضحكه مع ان العلاقه موجوده بين الاثنين. المغالطه هنا إغفال عامل أن الأبنيه العاليه توجد في مراكز المدن حيث يكثر التلوث والدخان.

يقول المسلم: عقل الرجل أرجح من عقل المرأة، انظر حولك وأخبرني، كم يوجد من العلماء الذكور وكم من الإناث ؟ كم يوجد من القادة الذكو وكم من الإناث ؟ والقضاة ؟ والأدباء ؟ ألا ترى بعينيك ؟؟ أتماري في الحق ؟ وهذا على صعيد العالم كله وليس فقط في الشرق الأوسط؟




الظاهرة موجودة بلا شك ولا جدال فيها والإثبات الإحصائي لا نقاش فيه لكن هذه الحجة تتناسى العوامل المسببة لذلك: تفضيل الأولاد الذكور في التعليم والتوظيف وفتح الفرص أمامهم، توجيه الإناث نحو الزواج من الصغر وإبعادهن عن الحياة العملية، الذكورية المتأصلة في الرجال والتي لا ترضى أن تتفوق عليها النساء، كل هذه العوامل لا تتعلق من قريب أو بعيد برجاحة عقل المرأة.أنا هنا أتحدث عن العالم كله وليس الإسلام تحديدا الذي أكرم المرأة بجمعها مع الحمار والكلب في حديث واحد. الخلط بين العلاقة والسببية كانت المغالطة المفضلة أيضا لدى العنصريين في امريكا لإثبات تفوقهم على السود في الذكاء.

ستة عشر: الفزاعه/ خيال المآته او رجل القش:

السخريه من خصمك لتظهر حجته بصورة سلبيه مثلا يقول المسلم عندما يناقش احداً في نظرية التطور: هل تريدني أن أناقش من يقول أن جده قرد؟ او لتحقير الغربيين : أنهم يهتمون بكلابهم أكثر من اولادهم.

سبعة عشر: إخفاء الحقائق أو تقديم الحقيقه من ناحية واحد فقط يفيد وجهة نظر المحاور. تصادفنا هذه المغالطة أكثر ما يمكن في الدعايات التي تتغنى بمزايا منتج معين بدون ذكر أن المنتجات المنافسة تقدم نفس الميزات وربما بسعر اقل.

في الشرق الأوسط تنتشر هذه المغالطه في حماس إظهار عيوب وسلبيات الغرب لتأجيج كراهيتهم أو التنفيس عنها وتقديمه كأنه الشيطان الأكبر. فنجد الاسلاميين ومن قبلهم كان الثورجيون والقومجيون يقدمون الدراسات المعمقه والتحليلات الفذه عن الفقر والجريمه في الغرب والتفكك الاسرى في بلاد التمييز العنصري والتفرقه وتنقل الأحصائيات تلو الاحصائيات ولكن يكفيك ان ترى طوابير العرب المصطفة امام سفاراتهم يحلمون بالفيزه والهجره والهروب إلى نعيمهم.

النظام البعثي العراقي كان متخصصا بهذا الى درجة تثير الضحك في تحويل اعدائه الى شياطين ومجوس وخونه حتى انه بعد غزو الكويت كانت إذاعة العراق تقول ان اصل عائلة الصباح كانوا يهوداً. وكان اخر بواقيه محمد سعيد الصحاف الوحيد الذي صمد ليقدم لنا الفاصل الاخير من تلك الكوميديا.



في نهاية الموضوع أحب أن أنوه أنه ببحث بسيط على الإنترنت يمكن لأي شخص يعرف الإنكليزية الاستزادة كثيرا في موضوع المُحاججة المنطقية وطرائقها وتقنياتها وكيفية إدارة الحوار. لا أعرف مدى انتشار كتابات من هذا النوع باللغة العربية ولكني لا أتوقع الكثير فقاعدة "من تمنطق تزندق" صحيحة وكتابات من هذا النوع قد لا تكون محبذة لدى المشايخ من حماة الأخلاق والقيم المتسلطين فوق رؤوسنا.



-إنتهى-

بن كريشان

هناك تعليقان (2):

essam286 يقول...

ماعندك علاقة لا بالاسلام ولا بالعلم كلام مش راكب

Unknown يقول...

كلام عين العقل..."دحاها" معناها"بسطها" وليش كورها