! الحقيقه و الافتراء..و الاستاذه نمله







متأسفين يافندم ..مفيش عندنا معسّل كورونا الليله ! قالها النادل الذي كان يخدم بار الشاطيء.. كنت متكأ تحت خيمة على شاطيء فندق الظفره في جبل الظنه أكتب هذا المقال.. طلبت بيرة كورونا منذ اكثر من عشرين دقيقه من هذا النادل الذي كما يبدو.. كان يشتغل في مقهي للشيشه سابقا

أجبته : كورونا بيره ياحبيبي، مب معسّل ...خلي احد من البار يجيني و انا اشرحه له طلبي

كان لدى اجتماع في مقسم المفرق الرئيسي يوم الخميس ذهبت بعده مع مجموعه من المتعهدين لتفحص مقسم بينونه بأتجاه مدينة الرويس و هي مسافه تزيد على الاربعمائة كيلومتر..فاخترت ان لا اعود اربع ساعات اخرى الي مدينة العين و ان أقض الويك اند على شاطيء جبل الظنه القريب، و ربما استأجرت قاربا غدا الي جزيرة صير بنى ياس القريبه













هل أصبح المنطق اعوجا الى درجة ان عدم التصديق بالألهة الخالقه و ملائكتها المحلقه هو الغير منطقي و اللاعقلاني؟

للأسف نعم ،هذا هو الحال في بلاد الرمال. فإن لم تكن مؤمنا بأساطير خلق أدم من تراب و حواء من ضلعه الايسر و خدعة الشيطان ، ومغامرات الكابتن نوح و حكايات الأنبياء الذين يعيشون في بطون الحيتان و روايات الذين يشقون البحار و حواديث الذي يتكلم و هو نونو في المهد و رحلات ساعي البريد سيدنا جبريل، مرسال المراسيل...فأنت إذا الغيرعقلاني ...و ليسوا هم

لقد حاولت بكل جهدي أن اتفهم الموقف الفكري الداعم لهذا الاعتقاد..فلم اجد به اي جوهر او اي محتوى يستحق ان يذكر. إن كل ما مالديهم هو اطلاق افتراء كاذب، يبتدئون به كمسلمه..ثم ينطلقون في استماته لأثباته تارة بقصص الكتب الدينيه و تارة بطراطيش يعتقدون انهم يفهمونها عن العلم

الحقيقه و الافتراء مختلفان عن بعضهما كأختلاف البيره عن المعّسل

كان تعليق الصديقه" رساله" على المقال السابق مثالا حيا يساعد على تفهم انماط التفكير السائده هنا، عندما اضحى العقلاء في بلاد الرمال فصيلة نادره في طريقها للانقراض

اجهزة الاعلام و مناهج التعليم و كثير من مدعى العلم او مستغليه يعملون جاهدين لدعم الثقافه الخرافيه الشعبيه و الموروث الديني ، لا بل حتى القانون، فنحن نعيش في دول دينيه تختلف عن بعضها فقط بدرجة تشددها. اسمعوا هذه القصه
ارسلتني امي الجمعه الماضيه لسوبرماركت الجمعيه لأشترى بعض الحاجيات ظهرا و من بينها كزبره ، و أنا للعلم و حتى بعد ان نلت شهادة في هندسه الانشاءات الفنيه و بعد دراسة استغرقت ستة سنوات في الولايات المتحده، ما زالت لا افرق بين البقدونس و الكزبره.. مما جعلني اضيّع بعض الوقت في البحث ، فجاء رجل الامن بالسوبر ماركت و طلب مني الخروج لأنهم سيغلقون لصلاة الجمعه، فقلت له: شكرا جزيلا فأنا لا اريد ان اصلى معكم اليوم ! حاول المسكين بدون جدوى ان يشرح لي انه قانون من البلديه و لزام عليهم ان يغلقوا الي ان تنتهي الصلاه..فحلفت يمينا ان لا اخرج حتى اجد الكزبره، او يقضي الله امرا كان مفعولا.. و في النهايه اضطروا ان يغلقوا الجمعيه و انا بالداخل، فقضيت نصف ساعه من التسوق الهاديء حيث كان السوبرماركت كله بتصرفي وحدى

هذه دول بأكملها تغذي هذا الغباء و ترضعه لأبناءها منذ الصغر..فلا تستغربوا أن غسلت ادمغتهم و صار فكرهم يسير بالاتجاه المعاكس

كيف يبدأ الافتراء؟ و لنا في اسلوب نقاش الصديقه رساله عبره و مثال

أهم اساليب الافتراء هو طرح افتراض ساذج يقوم على ربط الطبيعه و العلم بأثبات و جود رب الرمال و كائناته الخرافيه

في تعليق رساله على ملاحظات الصديقه آيا قالت لها: انظري من حولك و حول عظمة الخالق الذي خلق بلابلا بلابلا- و انطلقت خبر خير، تعدد قائمة باعضاء الجسم التي خلقها رب الرمال الخ ...متناسية ان عليها اولا ان تقدم دعما على افتراضها بأن الله هو الذي خلق كل هذا فلم لا يكون مثلا خالق الصديقه آيا، هو ربنا كريشنا عليه السلام او بوذا سبحانه و تعالى ،او حتى الاله الباريء المصور، وانجادوونجا اله قبائل البوبو الافريقيه في غرب بوركينا فاسو؟













الرد الطبيعي من هؤلاء على هذا يبدء كالمعتاد برمي أية من القرءان في وجهنا من مثل: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده،متبوعة بافتراض مبهم بان رب الرمال هو الخالق ، ثم يقفزون بسرعه الي دائرة الاسئلة المعروفه من مثل كيف لا تؤمن و هو الذي خلق لك الجهاز الهضمي أو أمسك الغباء..اقصد السماء، من تقع على نافوخنا الخ الخ؟ فهل نحن فعلا الغير منطقيون واللاعقلانيون ام هم ؟
هذا شبيه بجدل هاشم في قصة بوس **** لطفي. فهو خلقنا لأنه قال ذلك في قرءانه، و قرءانه صحيح لأنه هو الذي أنزله، و نحن نعرف ان الله هو الذي انزله، لأنه هو الذي قال ذلك في قرءانه..ودقي يامزيكا و رقصني كمان مره.. ياجدع

فالنأخذ مثالا اخر و هو منقول من احد المواقع

في يوم جميل و قد قاربت الشمس على الغروب، في منظر رائع و كنت امشي بين الشجيرات في الغابة الواقعة عند اقدام الجبل .. امتلأت احاسيسي بملكوت الخالق و هناك فجأة تحت الشجرة رأيت نملة تحمل رزقها من الغابة و تذهب به الي بيوتها التي حفرتها في صخور الجبل..فقلت هذه النملة هي استاذتي و هي علامة على عظمة ربي و اعجازه ، فتوضئت و صليت المغرب و شكرت الله و حمدته و اثنيت عليه

كم هو لا منطقي هذا الكلام لأنه يحمل افتراضا إفترائيا و ربطا غير عقلاني بالمره

أوكي، دعوني احاكي منطق كاتب الفقرة اعلاه من هنا على شاطيء جبل الظنه الجميل















في صباح مبكر بديع و انا امشي على شاطيء جبل الظنه و قد اشرقت الشمس في الافق البديع و سطعت أنوارها على صفحة مياه الخليج اللازورديه..سمعت صوتا حرك سكون البحر، فالتفت لأري دلافينا تقفز من المياه بصورة منتظمه و كأنهن راقصات مسرح البولشوي للباليه..فقلت في نفسي ان هذا الدلفين هو استاذي و علامة على عظمة خالقي و اعجازه..فسجدت على رمال الشاطيء و شكرت سيدون اله البحار الاغريقي العظيم و حمدته و اثنيت عليه ..وما أن رفعت راسي حتى رأيت انه ارسل لي حسناء بالبكيني مع اكبر زجاجة بيره كورونا في العالم
















ماهو المنطق الذي يجعلنا نربط جمال الطبيعه او الاستاذه نمله..بوجود خالق خارق للطبيعه لديه ملائكة تطرفش بحمده

ان هذه الفرضيات و المسلمات ما هي الا إفتراءات ليس لها قيمه منطقيه و لا وزن ، لايمكن ان نقفز من افتراض : الورد جميل ..الي استنتاج ان رب الرمال، من دون بقية الربع الارباب، من بوذا او رام كريشنا او وانجادوونجا هو الخالق له

إن الافتراء الاكبر ان نتجاهل العقل و المنطق و طرق التفكير الصحيح لنستميت في اثبات ادعاءات كاذبه..نتظاهر بها










ان الجاهل هو وحده الذي لديه اجابات جاهزه معلبه لتفسير كل شيء غامض و بتفسير واحد فقط..هذا الاسلوب يشبه تسالي اوصل النقاط ، ابتدء من النقطه واحد..وستكتشف الصوره بعد ان تشبك النقاط جميعا ، وعندما تصل الي النقطه الاخيره .. ستجد نفسك تنظر الي أستاذتنا نمله..فاسجد و اقترب

بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات