الخوف..نبض الأصوليه الإسلاميه



الخوف من المرأه، الخوف من المعرفه العلميه،الخوف من التغيير











لقد ساهم السفر بالطائره في تحقيق السلام العالمي أكثر من منظمة الأمم المتحده أو جائزة نوبل للسلام والتي يجب أن تقدم لأكثر طيار نقل مسافرين بين دول العالم. فكلما زُرت بلاداً جديده ، كلما تعرفت على شعبها وعرفت أنهم بشر مثلك لايفترسون الأطفال وليس لديهم نيه بغزو بلادك وتخريب قيمها، وعرفت كذلك أن عائلاتهم غير مفككه بسبب إنتشار الزنى ، وأنهم لم يسمعوا حتى عن الحروب الصليبيه..وغيره من كلام الإسلاميين الفارغ.

كمُسلم عند زيارتك لأي بلد ستفهم طبيعة شعبها وعاداتهم وتقاليدهم وستتعرف على ثقافاتهم- وكمسلم أيضاً - ستتخلص من تلك الرغبه التي تدفع بك لقتلهم و مص دمائهم، إلا لاسمح الله يطلعون من الشيعه الروافض، فعندها لاحرج عليك أن فتحت نيران الكلاشنيكوف عليهم وأرديتهم قتلى. لقد توقفت أوروبا- الغربيه - عن الحروب في الستين سنة الماضيه ليس بسبب حلف الناتو ولا بسبب قيام الأتحاد الأوروبي، ولا بسبب فرقة مودرن تاكنغ ولا بوب غيلدوف ولا حتى بوي جورج أو عبدالله بالخير..إنه بسبب توفر السفر الرخيص بين دولها مما شجع السياحه والتعرف فأدرك الفرنسيون أن الأنكليز ليسوا من أكلة الروز بيف فقط بل بأمكانهم أن يأكلوا البيتزا الأيطاليه ولايتسمّمون، كما أدرك الطليان بأن أكل أرجل الضفادع لايعيب الفرنسيين بعد أن جربوها هم مع الباستا..لقد عرف الألمان كذلك بأن النمساويين يتكلمون بلغة ألمانيه كريهه ..فعدلوا عن ضمهم الى دوتشلاند مرة أخرى.. أما الإسبان فقد عرفوا أن تخلفهم عن الثورة الصناعيه في أوروبا لم يكن بسبب ترك الصلاة أو حلق اللحى، بل بسبب السيستا.

قلت لنفسي مره لو حصلت على السُلطه ، وصرت
رئيس دولة أمارات الرمال العربيه فسأعلن الحرب على جيبوتي فوراً. أنا متأكد أنكم تتسائلون لماذا جيبوتي بالذات؟ بالطبع لأنني لا أعرفها ولم اسافر إليها من قبل ، والأنسان كما تعرفون عدو مايجهل.. وبما إنني من خلفيه مسلمه فهذا يعنى أنهم لابد أن يكونوا من الكفار الصهيونيين أو من الخونة الصليبيين عبدة البقر..ومن يعلم فقد يكونوا ايضاً من الروافض الذين يعبدون النار أو من أصحاب البدع..إضافة الى كونها بلدا صغيرا جداً أستطيع أن أهدده كما تفعل أيران العظيمه ضد البحرين..مع إن إيران لاتتجرأ على تهديد باكستان أو روسيا في الشمال لأنها تخشى ان ينكحوها بقنبلة ذريه. كانت تلك نظرتي السابقه عن جيبوتي ، حتى الإسبوع الماضي عندما إتصلوا بي من مكتب الرئيس التنفيذي للشركه وقالوا لي إنني سأسافر في مُهمة معه الى جيبوتي.. وكيف؟ في طائرة خاصه.




طرت في حياتي على جميع أنواع الطائرات، سواء النفاثات في العُقد ، المروحيات، ام بنكه ..طائرات من صنع برازيلي وحتى طائرات منتهية الصلاحيه من أيام السوفييت، ولكن هذه أول مره أركب في طائره خاصه..هييييه. ياجماعه السفر بالطائره الخاصه لذيذ وممتع في ماعدا أنه لايمكنك أن تشرب نبيذ أو بيره إذا كنت برفقة الرئيس التنفيذي لشركتك ، ومن معه من عُصبة المسلمين ولا الضالين أمين ..كانت طائرة مُستأجرة من رويال جيت في ابوظبي بها سبعة مقاعد فقط ، ولكنها مقاعد كبيره تلف وتدور مثل كرسي المدير العام، وبها طيّاران و مُضيّفه واحده من لبنان وياعيني عليها ..تقول للقمر قوم وأنا أقعد مطرحك..كل ما كلمتها نظر الىّ الرئيس التنفيذي شزراً..أقصد جزراً عفواً شذراً.. اللى هوّه..يذكرك وجهها بالمأسوف على جمالها حنان الترك، التي ضاعت في غياهب الحُجب. أحلى شيء عندما تسافر بالطائره الخاصه إنك لاتحتاج أن تذهب الى مبنى المواشي في المطار، أقصد مبنى المسافرين.. فهناك مبنى مُنفصل للطيران الخاص ، ولاتحتاج حتى أن تحمل تذكره ولايحزنون ، وبأمكانك أن تتأخر ، فالطيار سينتظرك لأنه هو ، والطياره واللي خلفوه تحت أمرك. أنا كعادتي عند السفر وصلت قبل الوقت بساعتين ..بينما جاء الرئيس التنفيذي صلى الله عليه وسلم وبقية الصحابه قبل دقيقتين فقط من موعد الأقلاع.

أحلى شيء في هذه الطائرات عند الإقلاع أنها تأخذ زاوية شديدة الإنحناء عند الصعود الى أعلى وترتفع بسرعة كبيره جداً الى أكثر من ألف متر ..بينما مدرج المطار مايزال تحتك..بعد خمس ساعات طيران هبطت بنا الطائره هذه من نوع
غلف ستريم في "مطار أمبولي الدولي" بالله عليكم أهذا أسم يُطلق على مطار..أمبولي! تخيلت انه ماركه لأحد انواع الواقي الذكري. يذكرك مطار أمبولي بمطارات الخليج في السبعينيات عندما كان المطار يستخدم من قبل الطيران العسكري كذلك ..وياويلك ياسواد ليلك لو ألتقطت به صورة فوتوغرافيه فسيلقى بك في غياهب السجون مثل النبي يوسف.

كان في إستقبالنا إمرأة جيبوتيه إسمها جامع، رحبت بنا وأخذتنا الى السياره التي كان يقودها شوفير.. أتضح أن إسمه جامع أيضاً. جامع السائق لم يكن يتحدث الأنكليزيه ولكنه يعرف كلمتين بالعربي " دقيقه واحد". سألته إن كان الفندق بعيداً فقال لي دقيقه واحد. حتى أوصلنا الى فندق الشيراتون وقال لنا "دقيقه واحد" ثم دخل الى الفندق فجاءنا جيبوتي أخر يلبس بدله غليظه في الحر ويبتسم والعرق يتصبب من جبهته السمراء ،وعرّف بنفسه بأنه مسؤول كبار الشخصيات..فقرأت أسمه المُعلق على معطفه، وكان أسمه جامع أيضاً.




اليوم الأول كان لأجتماع الرئيس التنفيذي وصحبه وليس على الأجنده شيء فني أو هندسي فقالوا لي أنتظر في الفندق أو إذهب للتسوق، فلن نحتاجك اليوم..حسناً سألت السائق إن كان يستطيع أن يأخذني الى السوق أو الشوبنغ مول كما نقول بالعيناوي ، فأجابني " دقيقه واحد" وجرى الى الخارج يُحضر السياره والتي كانت بالصدفه لاندكروزر مثل سيارتي القصواء.

التسوق في مدينة جيبوتي والتي يسميها أهلها جابوتي لايختلف عن التسوق في سوق الجمال بالعين قبل أربعين سنه. ولكن البضائع كلها مستورده هنا وتباع إما في دكاكين وكأنك في البازار حيث تختلط الأجهزه الألكترونيه بالعطور وإحرامات الحج ..أو في بسطات على الأرض حيث تجد الخضر والفواكه وكلها أيضا مستورده، فجيبوتي قاحله جبليه والمطر بها شحيح جداً عقابٌ من ربي رب الرمال ..ربما لأن بها قلة من النساء اللاتي يكشفن عن شعرهن.. ولايضربن بخمرهن على نحورهن. .ولاينشدن طلع البدر علينا.




سكان جيبوتي هم خليط من الصوماليون من عشيرة العيساويين وقبيلة يسمونها العفر، وهي مدينة صغيرة لا يتجاوز سكانها النصف مليون.. ولكنها على شواطيء جميله جداً وبإمكانك هنا أن تستأجر سفينة لتتمتع بهواية الغوص السكوبا في البحر الأحمر ..هذا بالطبع إن أردت أن يختطفك القراصنه الصوماليون ويطالبون بفدية مقابلك. وبينما أنا أمشي في السوق شاهدت رجلاً فارشاً على الارض، يبيع الطاقيات الجيبوتيه، فأردت شراء واحده كتذكار فقلت له كم هذه؟ رغم أن اللغه الرسميه لجيبوتي هي العربيه والفرنسيه إلا أن لا أحد هنا يتكلم العربيه، فلجأت الى السائق ليترجم لي فقال لي: دقيقه واحد.

لم تكن معي فلوس جيبوتيه، أنا أصلاً لم أتصور أن يكون في هذا البلد عمله..أقرب شيء في ذهني هو أن تكون المقايضه أو عمله من الملح أو الأصداف أو من الأغنام، المُهم دفعت بالدولار.. الذي حوله البائع بسعر الصرف الرسمي الى عنزتان من العمله الجيبوتيه ، وأشتريت الطاقيه البنفسجية اللون. سألني البائع ─ من خلال سائقي ─ عن إسمي ومن أين أتيت؟ فقلت له: انا إسمي بن كريشان من الإمارات ..وأنت؟ فقال أن إسمه جامع.







قالوا لي بالفندق بأنني كنت على خطأ و أن عملتهم هي الفرنك الجيبوتي الذي عليه صورة رجل يلبس وزار " مئزر" حول وسطه وهو اللبس الوطني كما تنتشر هنا الجلابيات العربيه ، وخاصة التي نستخدمها كبيجامات ، والناس هنا تمشي بها في الشوارع..كما أن النقاب دارج بين النساء في درجة حراره تقارب الأربعين. تمنوا لي في الفندق إنني تمتعت بجولة التسوق في بازار جيبوتي ..وقالوا أنهم إختاروا جامع السائق لنا خصيصاً لإجادته اللغة العربيه ، و ذلك لأنه درس القرءان وعلوم الفقه الإسلامي في الكتاتيب.

أكتشفت أن الشواطيء اليمينه تبعد عن مدينة جيبوتي عشرين كيلومتر فقط، إلا أن تجارة هذا البلد تعتمد بصورة كبيره على أثيوبيا التي خسرت موانئها في أسمره ومصوع بعد إنفصال أرتيريا عنها وإعلانها دولة مستقله. أثيوبيا لديها حدود طويله مع جيبوتي و للعلم فقد دعم العربان إستقلال أرتيريا وكان المقاومون الأرتيريون لاجئين في اليمن والسعوديه والعراق وسوريا، وقد دعمناهم لأنهم عرب ومسلمون مثلنا..وعندما أنتصر الأرتيريون المسلمون على الأثيوبيون النصارى وقامت الجمهوريه الأرتيريه الأبيه..أقامت أرتيريا علاقات دبلوماسيه مع إسرائيل ، وألغت تدريس اللغة العربيه.. وأحتلت جزراً يمينه.






أكتشفت كذلك بأن مطار أمبولا يدار من شركه إماراتيه لأدارة المطارات وأن السوق الحره تديره شركة من دبي وأن الميناء تديره شركة

دي بي ورلد المملوكه من حكومة دبي ، وان أعمال البلديه والمجارى تديرها شركات إماراتيه..بعباره أخرى البلد كلها واقعه تحت الأحتلال الأماراتي ..وأحنا في الأمارات ماعندنا فكره أبداً ، حتى اليوم كانت شركتنا تتفاوض على أدارة محطات الأتصال للبلد كلها ، وربطها بشبكة إتصالات الأمارات وقمرها الصناعي...وهذا ماجعلني أعدل عن فكرتي بضرورة غزو وإحتلال جيبوتي.


من قرائتي المُستمره في أدبيات المسلمين وبخاصة المتعصبين والسلفيين، ومن لف لفهم من المُلتحين والمدعوذين الى يوم الدين، فقد وصلت الى إستنتاج ورأي يُفسر ظاهرة البغض والكراهيه للأقوام والشعوب الأخرى. لو لاحظت وأستمعت بتمعن ستجد أن الخطاب الإسلامي به نبرة خوف واضحه لايخطأها المراقب. فأنت لاتجد في كلامهم أي تعبير عن ثقة بدينهم أوبرامجهم السياسيه المبنيه على الإعتقاد الديني. إنك لاتجد حتى أي عرضٍ لللإيجابيات الموجوده في هذا الدين ، والتي لو أخذنا بها فسيتحقق لنا الغنى والتقدم والحياة الرغيده. أن ماتجده في كتاباتهم لايتعدى التحذير والتنبيه من مخاطر تهددهنا هنا..و كوارث ستحدث لنا هناك..واشرار بين هذا وذاك يتربصون بنا و بأمتنا. فهل التعصب الديني الإسلامي مبني فعلاً على عامل الخوف.




لم يُحاول الإسلاميون البحث عن إجابات مُبسّطه الى درجة ساذجه؟ لماذا تحتويهم رغبة جامحة في إصدار أحكام مُطلقه على الأمور و على من يختلف معهم؟ أن الأجابة على هذه التساؤلات تكمن في فهم العقليه الأصوليه الدينيه على حقيقتها وبدون نقاب ولاحجاب. كلنا نعرف أنه في الماضي مارست الأديان إحتكار المعرفه، كان الكاهن والشيخ هو العالم والطبيب والخبير ..لقد كان الواحد فيهم بتاع كله. فكيف يقبلون اليوم أن يكون للناس مصدر مختلف عن الدين و عن ما يقوله لهم هؤلاء المشايخ والمدعوذين في تفسير الحياة وضبط السلوكيات والأحكام. كيف ينازعهم في تسلطهم و كارهم أحد؟ الحال كان ماشي ايامها وأعتقد الناس ان كاهنهم ومدعوذهم هو صاحب العلم والمعرفة وسيدها ، ومعرفته المقدسه تتأتي من قدرته على فهم الكلام المُنزل على صلعم بواسطة عفريت الوحيّ..آيييه لقد كان الحال جيداً والأشيا معدن ، حتى حدث ما عكر صفوهم وأفسد كيفهم وزلزل حياتهم.

إنه ظهور العلوم الحديثه والتغيير الذي اصاب العالم كله بسبب الأتصال وتقارب الشعوب وتبادل المعرفه . لقد كسر هذا الطوق الديني والحصار الذي يفرضُه الكهنة والمشايخ والقساوسه والمُدعوذين على إحتكار المعرفة والعلم . لقد شكل ذلك تهديداً خطيراً لمكانة هؤلاء في مجتمعهم وأفقدهم إحترامهم وأضاع هيبتهم.







أنه يا إخواني وأخواتي عامل الخوف بالتأكيد الذي يغذي هذه الأصوليه المتعصبه، الخوف من المعرفة البديله، الخوف من العلم الجديد الذي إستبدل علوم القرءان والحديث بمعارف أرقى وأكثر تأثيراً وفائدة للناس. أنه الخوف من الحداثه التي نشأت جرّاء التعليم والثقافه والأطلاع على علوم ومنجزات الشعوب الأخرى وبالذات الغربيه منها. أصبح التحدي الذي يواجهونه هو كيف سيتحكمون في الناس بعد اليوم؟..كيف سيقودونهم كالبقر كما إعتادوا بدون سحر علوم الدجل الإسلاميه الإلهيه الزبرجديه ..اشتوت اشتوت..اللي مايسمع كلام الله يموت؟

الخوف إذاً ، هو القلب النابض للأصوليه الإسلاميه. وليس هناك خوف ورعب كخوف الحركة السلفية الوهابيه من هذا التغيير. أن مايسمى اللباس الشرعي من ثوب الرجل القصير واللحيه الشعثاء ماهي إلا رمزية لاواعيه عن هذا الهروب الى الخلف خوفا من التغيير.

عندما تتعقد الحياة ويصاب الناس بالفشل وبالهزيمه، عندما لاتتحقق الأماني وتزداد البطاله يبحث الناس عمّن يعطيهم حلولاً مبسطه، عن قيم وأخلاقيات بألاسود والأبيض..أشياء واضحه تماماً، فيكون الجواب في الدين الذي هو أفضل من يقدم لك إجابات بسيطه فالمطر لايسقط ، لأنه عقاب للتقصير في حق رب الرمال..وعندما يسقط فهو يسقط فقط رحمة بالأطفال والشيوخ الركع السُجد والبهائم..أو أن الإيدز عقاب الزنى.. وإن إنقطاع الكهرباء يحدث بسبب النجاسه. أن هاجس الدين في البحث عن إجابات سهلة بسيطه وحلول مُطلقه هو اساس هذا التعصب العقائدي.


خلف التمسك بإجابات بسيطه ومطلقه تأتي الرغبة الجارفه بإحتكار المعرفه، الرغبه بأن تعود هذه المعرفه كما كانت مُحتكرة من قبل الإسلام. انه ليس فقط الأصرار على أنه لامعرفة ممكن أن توجد خارج نطاق الدين، بل يجب أن تقيّد في الحدود المقبوله إسلامياً وشرعياً. لو أدرك الناس بأن هناك معرفة خارج مجال السلطه الدينيه، فسيقود ذلك الى إضعافها وإكتشاف حقيقة الكذبه.

أن وراء الرغبه الشديده في التدخل في العلم و وهلوسات الإعجاز العلمي المُزيفه هو تحجيم المنافسه وإضعافها، فالعلم الحقيقي هو مصدر الخطر والمنافس الذي يفضح الدين. عندما لاينجحون في كبح جماح العلم ..يلجئون الى التشكيك فيه، مثلما يفعلون بنظرية أصل الأجناس لداروين . أحياناً أخرى ومقابل هذا التهديد يقومون بتهريب الدين الى داخل العلم وإقحامه فيه ، ليبدو وكأنه أيضاً جزءٌ من تلك المعرفة الدينيه. وهذا مايفسر محاولات الإعجاز العلمي إلصاق تفاسير ميتافيزيقيه و خوارق إلهيه لتفسير ظواهر طبيعيه بسيطه..إنهم في محاولاتهم هذه.. مثل
خربوط حين يحاول أن يشوه معنى الكلمات في برنامج المناهل الذي كنا نشاهده صغاراً بينما العلم هو أبوالحروف الذي يحبط محاولات خربوط الشريره.

الخوف من الإجابات المُعقده ومن المصادر البديله للدين من المعارف والعلوم الحديثه ليست وحدها المُتسبب في عامل الخوف عند الأصوليون الإسلاميون المتعصبون، بل هناك المرأه أيضاً.






أنه ليس بمستغرب أن تعمل الأصوليه جاهدة ضد حرية المرأه ومُساواتها و وترمي بطريقها شراك الحجاب والنقاب و شغلها في تعدد الزوجات والمسيار والمسفار وغيرها من أنواع الزنى والفاحشه لتختفي من أمامهم...فلايكون لها دور. أنهم يؤمنون بأن لديهم حقاً مُقدساً في التحكم بالمرأه والقوامة عليها. هذا الحق موروث قديم بناء على كونها السبب الرئيسي لخروج الرجل من جنته الخياليه، حسب أساطير الثلاثي المرح، الإسلام و المسيحيه واليهوديه. يجب على المرأة أن تكون قانعة خاضعة بما قسم لها رب الرمال وحدده لها في تعاليم الموروث الصحراوي والمتمثل في كتب الحديث وروايات السيره النتنه وبالطبع، قرءان صلعم.

قال نابليون فتش عن المرأه ، عند الإسلاميين الأصوليين حيثما هناك مشكله فبالتأكيد يجب أن تكون هناك "إمرأة" وراءها. لم يسقط المطر! أنه سفور النساء. سبب الزلزال، خروج النساء..الفقر..النساء، الهزيمه الإجابه طبعاً هي النساء..عدم خضوع هؤلاء النساء للرجل هو السبب الأول و الأخير بذلك، وهن بلاء الرجل المُسلم وصداعه المُزمن.. بما فيه ضعف الإنتصاب. الأصوليه الدينيه ماهي الا وسيلة لتفوق الرجل على المرأه وتكريس عبوديتها له. عندما بدأ التهديد بفقدان تلك السيطره بسبب التأثر بثقافات الشعوب الغربيه، قام الإسلاميون بشيطنة هذه الثقافه وتكفيرها وأعتبروها الشر وقالوا أنها الكفر و الأثم الذي يوجب الجهاد ضده..حتى ظهر لنا معتوه تلو الأخر على خطى شيخ المعاتيه اسامه بن لادن.

هذا يجعل من الإسلام أكبر خطر يتهدد تقدم وحضارة العرب في هذا العصر ، فهو مؤسسة قائمة على تعزيز التخلف العلمي ومنع التلاقي مع الحضارات و عائق أمام الفكر والحداثه وعدو للمرأه والديموقراطيه والعلمانيه والحريه وكل القيم خارج مُحيطه . وكما قلت لكم الأنسان عدو مايجهل..مثلما كنت أنا في بداية المقال معادياً لجيبوتي قبل أن أعرف الحقيقه.. فكل مسلم أصولي هو جاهل أحمق لايدرك معاني الحضاره و لا قيمة العلم و لايقدر المعرفه ..لذا فهو يكرهها، ويبحث عن إجابات سهلة غبيه في الدين. إن مُحصّلة أتباع هؤلاء هي كمن صام وفطر على بصله، فلن يتحسن الحال في بلاد الرمال بل سيكون أدمر وأكثر وبالا.




لحسن الحظ غادرنا جيبوتي في اليوم التالي، وشكرت السائق جامع في المطار وأعطيته عنزتين من العمله الجيبوتيه بقشيشا.. وأنا في الطائرة أنظر الى هذه البلد الجرداء الصخريه من الجو قلت في نفسي : الأن غيرت رأييّ بخصوص غزو جيبوتي لأنني تعرفت عليهم وعرفت أنهم ناس مساكين طيبين ليس لديهم مؤامره ضد العرب ، وليس لديهم إرتباط بالصهيوصليبيه العالميه ، كما أن الجيبوتيين لايهدفون الى نشر العلمانيه والألحاد والزنى في بلاد الرمال. أن فكرة غزو جيبوتي في الواقع كانت فكرة سيئه و كان الأحرى بي وبكم غزو الفكر السلفي الديني وتحطيمه قبل كل شيء فتلك هي الغزوة المباركه. ولو أصبحت رئيساً لإمارات الرمال المُتحده.. قيام لو سمحتم: لأعطيتهم الأستقلال فوراً من الإستعمار الإماراتي، ولفتحت لديهم مدارس تعلمهم اللغة العربيه حتى يعرفون جيداً بأن لغتنا بها تعبيرات جميله غير تلك اللغه الفقهيه الإسلاميه المُحنطه...و أن بها أكثر من مجرد "دقيقه واحد".


بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات