إنتشار الإلحاد بسبب الإضطهاد الديني

محاكمة إمرأه سودانيه بسبب لبس البنطلون

يبدو ان الالحاد في إنتشار في بلاد الرمال، وذلك بإعتراف كثير من المسلمين أنفسهم. حتى صديقنا صاحب مدونة بشار بركات حاول مرة أن يناقش هذه الظاهره و إنتشارها وإن لم يسعفه الحظ للتحيز المُسبق في الراي. إنتشار الإلحاد أدى الى أمرين هما ، ان المُلحدين يشجعون هذا التزايد للإلحاد، بينما يود المؤمنون برب الرمال – مثل حالة صديقنا بشار- لو انه توقف عن الانتشار.

ولكن لماذا ينتشر الإلحاد هذه الايام بالذات في بلاد الرمال؟

إن هذا برأيي يرجع الى تناقص قدرة الاسلام على إلحاق الاذى و الضرر بنا وبهؤلاء الذين يختارون أن يعيشوا حياة خالية من الدين و التدين. نعم ، فبدون ذلك لن يستطيع أحد منا ان يكون قادراً على الإفلات من اصفاد الاسلام و التعبير عن رأيه.

لقد انتهى التعذيب الجسدي و القتل الذي كانت تمارسه الاديان في الماضي ضد مخالفيها في أكثر المجتمعات حول العالم. لقد باتت الانسانيه تعتبر هذا الفعل من قبيل البربريه البدائيه. ولكن صدق او لاتصدق ، مازالت البلاد المتخلفه عن ركب الحضاره و الانسانيه تمارس هذا التعذيب و الذي يتم بموافقة المجتمع و يُقره قانون الدوله. مثال على ذلك السودان ومايحدث في قضية الصحفيه
لبنى احمد الحسن:

وياليت صديقنا بشار بركات - سامحته الانسانيه- فتح موضوعاً للدفاع عن حق الانسان العربي بحريته في التعبير و اللبس و الحياه ضد هذا القمع أو دفاعاً عن إمرأة شجاعة مثل لبنى الحسن بدل أن يفتتح مدونته بدعوة أناس ظلموا انفسهم بجهاله ، وهم لا يفقهوا ما يقولون ليتكلموا عن الإلحاد او ليناقشوا التطور من منطلق جهل و أدلجه . جعل بشار موضوع نقاشه مكاناً للقذف و القذع و السب في الملحدين جزافاً ،بدون ان يكون هناك نقاش فعلي. لو فكر هؤلاء قليلاً بعقلهم، فهل كان الملحدون هم من سيجلدهم على رايهم ؟ ام المسلمون! و من هو أجدر أن يسمى بالظالم والدكتاتور؟ ولكن للأسف هؤلاء يتظاهرون بالحداثه و تطور الرأي ولكنهم من الداخل هم ذاك الشخص العنصري المؤدلج عقائدياً الحقود .. المهم، وجدت هذا الخبر في صحيفة السياسه الكويتيه و هو يحكى عن توجيه إتهام لهذه الصحفيه، ليست لأنها كتبت ضد الدوله السودانيه الاسلاميه و ليس لأنها قامت بتهريب مخدرات.. و إنما لأنها فقط لبست "لبساً فاضحاً" ..هذا اللباس الذي اعتبرته جمهورية الزول الاسلاميه فاضحاً..ليس تنورة ميني و لا بيكيني برازيلي ..بل هو ماترون الصحفيه لبنى ترتديه في الصور بهذا المقال.

في هذا الخبر تقول لبنى الحسن بأنها ستحضر جلسة المحكمه بنفس اللباس الذي "ضبطوها به" وانها مستعده لتلقي الاربعين جلده التي يفرضها المدعوذون السودانيون و ذلك لنقل قضية النساء السودانيات الى العالم. يتم في السودان جلد كثير من النساء يوميا في مخافر الشرطه لأشياء مثل هذه.




اخر الخبر يذكر أن هذه الصحفيه الشجاعه تلقت تهديدا من سائق دراجه ناريه كان ينتظرها عند سيارتها ليقول لها انها ستلقى نفس مصير مروه الشربيني! مروه الشربيني قتلها الماني متطرف من اليمين النازي.. اليمينه المتطرفه هي ماتصبغ إسلام الكراهيه المعاصر و هي لاتقل عن ذاك وحشية و لا فاشية.

قوانين الرده، والتجديف و هيئات الحسبه و البوليس الديني ماهي إلا بقايا و موروثات الزمان الثيوقراطي البائد، ولكن العالم يوم مذهول غير مُصدق إستمرارية وجودها في بلاد الرمال ليومنا هذا. أن تعيين القساوسه و الكهنة في مجالس اللوردات في القرون الوسطي لايختلف كثيراً عما نشهده اليوم من إنتخاب اهل اللحي القنفذيه و اصحاب العمائم السوداء في المجالس النيابيه في الكويت و العراق و البحرين وغيرها.


لقد تم إجتثاث هذه الظاهره السلبيه في كثير من بلاد العالم المتحضره و قد يستغرق الامر بعض الوقت في بلاد الرمال..إن قراءة التاريخ تدل على انها ستزول لامحاله في النهايه.



إن إنتشار الإلحاد سببه أن القهر الاجتماعي للإسلام قد إنخفض، حتى في بلاد كالسعوديه فالضغوطات على شرطة الحسبه الدينيه مستمره و إحتجاجات جماعات حقوق الانسان و الدفاع عن المرأه في تزايد ضدهم ..أو أن الملحدين صار بإمكانهم التعبير عن أنفسهم بدون ان يكون للدوله والاسلاميين القدره على الوصول اليهم كما نفعل بهم نحن المُدونين.




إن توقف ذلك القهر الديني في المجتمعات الاوروبيه أدى الى إنخفاض حاد في عدد مُرتادي الكنائس. و هذا بدوره سيحدث تدريجياً في بلاد الرمال عندما يُحجّم دور الاسلام و قدرته على تهديد الناس بالتعذيب و السجن و الجلد لالشيء سوى.. عدم إقتناع الناس بطيران صلعم و شقه للقمر كالبطيخه، و حكاية الاطفال عن سليمان الذي يكلم النمل و الهداهد. لم تعد زيارة الكنيسه و عدم الصلاه وصمة عار للفرد في اوروبا، وهذا ماسيكون عليه الحال عندنا في المستقبل. بالعكس لقد اصبح الناس هناك ينظرون بشيء من التشكك بسلامة عقل الانسان الذي يذهب ليصلى ليسوع و سبايدرمان وامُه العذراء التي تلد بواسطة النفخ.. فمابالك بالغبي الذي ينتظر عودة مهدي مختفي من الف سنه؟.

ان التعصب الديني و من يسمّون أنفسهم بالملتزمين دينياً ماهم في حقيقة الامر إلاعنصريين وفاشيين معادين للتغير في مجتمعاتهم وكارهين للمختلف عنهم بالرأي. العنصريه الدينيه تتجلى بشكل هذا التعصب الذي يتحول الى عدوانيه تجاه كل عضو في المُجتمع لايشاركهم رأيهم الفارغ. ولكن هذا شيء طبيعي ، فهو دور الدين في المجتمع و الذي لن يتغير ابداً . طريقة بيع الدين للناس تعتمد دائماً على تصوير الناس الذين خارجه بالاشرار والمتأمرين عليهم. وهذا ماحدث في مدونة بشار بركات بالضبط ..حين بدأت تعليقات الاسلاميين تصب في نفس النقطه ذاتها، التخوين و التهويل ضد الملحدين.

ولكن ورغم ذلك ، نعرف أن هذا النوع من العنصريه الدينيه تم إنهاؤها في المجتمعات المتطوره التي اصبحت اليوم تجرم مقترفيها من المتدينين وتعرضهم للمحاسبه و السُخريه والاستهجان من المجتمع. فكما انقلب حال تلك المجتمعات، فسيحدث الشيء ذاته عندنا ..كلما تنور المجتمع ، كلما مُنع الاسلام من التعرض للناس والتهديد بتعذيبهم وجلدهم و قتلهم .

نفس تلك الحريه خلقت نُظماً وأناساً مستنيرين في مُجتمعاتهم أخذوا على عاتقهم الوقوف بوجه الاضطهاد بإسم الدين. نفس تلك الحريه كذلك قامت بتوفير نظام تعليمي جديد لايعتمد على الكتب الخرافيه كالانجيل و القرءان بل، نظاماً منهجياً علمياً مؤسس على مباديء الاثبات و الدليل و ليس على النصوص العتيقه البائده التي كتبها سالف الناس. التعليم عندنا هو نوع من غسيل الدماغ، اتذكر مدرس اللغه العربيه عندما كان يعطينا واجباً يطلب منا ان نكتب مالايقل عن مائة كلمه عن خطر التغريب على الأمه العربيه و وكيف تستغله الصهيونيه لإفساد شعوبنا و إضعافها...اهذا منهج تدريس ام تحريض؟

إستخدام المنهجيه العلميه في التدريس، بدل التعليم الموجه دينياً و سياسياً ،لم يقم فقط بدور فاعل في إنهاء الاعتقادات الدينيه بل، قام ايضاً بتخفيف حدة التعصب الاصولي الديني، ودفع الناس نحو الاعتدال و الليبراليه. هذا ادى بالناس المتدينون الى التوقف عن ممارسة العنف ضد الاخر الغير مؤمن. هذه الليبراليه الدينيه كثيراً ماتؤدى الى وصول هذا المؤمن الى محصلة نهائيه تكون نتيجتها عادة الإلحاد ، وإنقاذه من الاعتقاد الديني.

أن الجمع بين الحريه الدينيه و المنهاج العلمي القائم على الادله ، ستقود في النهايه الى التحرر من الدين. ولكن هذا مشروط بشيئيين ، اولاً القضاء على إستئثار الجماعات الدينيه للإعلام و الكلمه المكتوبه و مناهج التعليم و ثانياً التخلص من قدرة هذه الجماعات الدينيه على القيام مباشرة أو من خلال النظام السياسي للدوله ، بممارسة القمع الجسدي و التصفيه و القتل و التعذيب. أن الاصوات التي تتزايد في العالم ضد الاسلام اليوم ، إنما تطالب المسلمين ان يتوقفوا عن ممارسة العنف ضد الابرياء سواء عنف الدوله الدينيه ضد مواطنيها كالسودان و السعوديه.. أو عنف الجماعات الاسلاميه التي تمارس القتل العشوائي و التفخيخ والأنتحار بالناس في الاسواق.

ماذا يعني لنا هذا في بلاد الرمال؟

إن محاولات الاسلاميين المستمره لفرض و تطبيق قوانين تُحاسب الانسان على المعتقد و تعاقبه بدنيا للتعرض للمقدسات أو الرده او التجديف على الله او الكفر به هدفها واحد وهو : فرض الدين قسرياً على على الناس. مما يعني انه من المُهم لكل الاحرار في بلاد الرمال أن يقاوموا هذه المحاولات.


مقاومة هذه المحاولات و فضحها ليس ضروريا فحسب لانها ستمنح الانسان قدراً أكبر من الحريه و الاحترام في مجتمعه بل يجب ان تتعداها الى مقاومة حتى مانظنه اموراً صغيره، كمنع الموسيقي وقت الاذان وإغلاق المحلات و قت الصلاه.. او قوانين و لوائح الحشمه ..فهي كلها جزء من مؤامرة أكبر ..خطة إسلاميه كامله مرسومه لنا بالتدريج و شيئاً فشيئاً حتى نقع في النهاية تحت نظام تعسفي من القمع والأضطهاد والمذله للإنسان..فهل عرفتم لماذا ينتشر الإلحاد؟

بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات