مانيل المطالب..بالتمني

كيف يُخفي التمنى..عيوب الحُجج الدينيه؟





لاتفكر أبدا أن تدعو واحد عيناوي الى حفله تنكريه، أنهم لايصدقون أنفسهم..وهذا ماحدث تماما لبعض الأصدقاء الذين دعوني للأحتفال معهم بعيد الهالويين ، الذي سيصلكم مقاله هذا متأخرا بتاريخ ۱٧ نوفمبر، ولكن سامحوني لأنني جدولت بعض المقالات قبله في بلوقر بسبب زيادة كتابة المقالات المفاجيء الذي اصابني مؤخرا. ..المهم دخلت عليهم متنكرا في منتصف الحفله ..وجننت الجميع بما فيهم أناس لم أرهم في حياتي، ولم يعرفوني طبعا، بسبب تنكري. حتى أن صاحب الدعوه نفسه اتصل بي ليتأكد أن كنت قد حضرت ام لا..أم أنه كان سكران مطين لايتذكر! كان منظر الجميع كما ترون من هذه الصور مدهشا بهذه الأقنعة المخيفه التي تجعل الإنسان يهرب ولو مؤقتا ، الى عالم الخيال والاحلام، كل يتلبس شخصيته المرعبه المفضله. أرجو ان تتمتعوا بهذه الصور..وحاولوا أن تجدوا بن كريشان فيها




لا أحد منا راض عن حياته وعالمه تماما، كل منا يرى أن هناك إختلاف بين واقع الحال ومانود ان يكون عليه الحال. وهنا يشترك جميع البشر بخاصية مهمه وهي التمني، وهي الرغبه الشديده في أن يكون وضعنا شيئا اخر ..غير واقعنا .





ليس هناك أي عيب في التمني، فأحلام اليقظة هي نوع من التمني، ولكنه نوع من التمني


الذي يلهم كثيرا من الناس طرقا يغيرون فيها مسار حياتهم أو أعمالهم. ولكن التمني هذا لاينفع أمام الحجج المنطقيه..ففي هذه الحاله يصبح التمني مشكلة بحد ذاته ، لأنه يحاول عقلنة أمور لاتعقل ، ليجعلنا نقبلها ونصدقها. نصدق عالما من الخيال الغريب ..عن طيور وحشرات تتكلم وعفاريت وجن وملائكة تطير..هذه الحاله واضحة جدا عندما نبرر لأنفسنا عقلانية الدين مع انه يخالف كل قواعد المنطق، وليس له اي ارتباط بالواقع.

هذا التمني يتحول الى صناعة معروفه في بلاد الرمال وهي ترشيد الأمور الدينيه وإضفاء مسحة عقلانيه عليها. إننا بهذه العمليه نحاول جاهدين أن نضلل انفسنا عن شيء نتمنى أن يكون صحيحا وحقيقيا، لو كان هذا الدين حقيقيا، فلن يحتاج الى كل هذا الترشيد والتبرير، لن يحتاج الى كل هؤلاء المدعوذين والكذبه والإعجازيين الذين لاهدف لهم سوى حث الناس على خداع النفس وقبول الأمنيات.







في إيميل جائني اليوم عن المدعوذ نبيل العوضي وهو يروي فيها قصة إمرأة أسمها أم عبدالله:

تقول (أم عبدالله) أنها رزقت قبل سنوات بطفل مريض، وضع مباشرة في العناية المركزة منذ ولادته، وشخّص الأطباء حالته أنه يعاني (شللاً دماغياً) وان كل أطرافه لا تتحرك، بل الرئة لا تتحرك فهو يتنفس بجهاز صناعي، وينكسر قلب الأم على طفلها الذي انتظرته تسعة شهور لتراه على السرير طريحا، الأجهزة تحيط به، الأنابيب توصل له الغذاء والهواء!! لا يفتح عينيه بل لا يتحرك شيء من عضلات جسده عدا قلبه!!

ظلت (أم عبدالله) أربعين يوما عند طفلها، تدعو له وتقرأ القرآن وتمسح بخرقة مبللة بماء (زمزم) وجهه وتبل شفتيه وترطب لسانه!!.. ولكم أن تتصوروا هذا المشهد الحزين، والأطباء يستغربون من فعلها !!

بعد أربعين يومًا.. حدثت المفاجأة!.. الطفل بدأ يتنفس!!.. الأطباء يستغربون!!.. الفريق الطبي يجتمع، ماذا حدث؟!.. أمر مستغرب!!.. إنها قدرة الله..الضخم الذي ترونه هنا





أيحاول نبيل العوضي أن يثبت أنه الرشيد الفاهم وكل هؤلاء الأطباء لا ينفع علمهم؟ هذا الإسلوب في زرع الأوهام في عقول الناس هو ترشيد الأشياء التي لاتعقل، فيفشل الطب وتنجح المعجزه السحريه ..لأن الناس يتمنون أن يكون هذا صحيحا. التمني شيء خطير جدا ، أنه يجعل الإنسان يتجنب الحقائق الغير ساره، ويغرق في إدمان الخيال والأحلام. أنهم يقدمون حججا عرجاء في الدفاع عن معتقدهم..ولكن لو تفكرت وتأملت قليلا فيما يقولون، لما وجدت فيه أكثر من مجرد التسويغ والدفاع عن الإيمان بهذه المعتقدات الغرائبيه. أنها صناعة ترشيد الخرافه وهو أسلوب مبنى على التمني...وليس الواقعيه

"صدقني لو كان في هذا الدين خير، لما حلفوا برب الرمال لكي يروّجوا له ، فإنهم يفعلون كفعل بائع البطيخ الذي يحلف على بضاعته "- عرب في الفضاء في تعليق له بمقال أنس الإيمان بالله.



مثل الناس الذين يسرفون في تعاطي الكحول والتدخين والافراط في المخدرات والأكل الغير صحي وعدم ممارسة الرياضه وينكرون أن لها تأثيرا سيئا على صحتهم..ينكر هؤلاء الحقائق الواضحه المدعومة بالحجج المنطقيه ويستبدلونها بأماني وأحلام...واشباح




التمني خطير لأنه يعيق قدرتنا على رؤية الحقائق، ويشوه الفهم السليم. إننا بحاجة للمعلومات الدقيقه والحقائق لنبحر في هذا العالم، نحتاج ان نعرف مايحيط بنا لنتجنب الأصطدام والغرق. لانستطيع أن نبحر بسفينة ونتمنى فقط ان لايصيبنا شيء. عندما تكون نظرتنا عن العالم مبنيه على إعتقادات نتمنى ان تكون صحيحه، بدلا من الحقائق..فنحن في طريقنا الى كارثه. فالإعتقادات تؤدي بالإنسان دائما الى إتخاذ قرارات بشأنها..وعندما تكون هذه الأعتقادات مجرد تمني، فلن تنجح هذه القرارات في تحقيق اي تغيير حقيقي في حياتنا. السلفيه من الإتجاهات التي تعتمد اسلوب التمني، فهي تحاول أن تعيش في الماضي وأن تتظاهر بعدم وجود الحقائق في هذا العالم، بحجبها ومنعها وتضليل من يتبعها. إن الذهاب للماضي هو في الواقع أكثر صعوبة من التوجه للمستقبل.

هؤلاء اناس أقنعوا أنفسهم بأن أحلامهم وأمانيهم هي حقائق علميه ومخبريه. أنه أختيار ذاتي للهزيمه. أن إنقاذ النفس يكون في إدراكك أنك تخدع نفسك، أن تعترف لنفسك بهذا اولا حتى تنتشلها من الخيال وتصل بها الى عالم الواقع..إنتبه إنك أثناء قيامك بمقاومة الإنتقادات الخاصه بالدين وبالمعتقد..فانت تتصرف بعاطفيه وتغلب جانب الإحلام والمنى على جانب الحجه والمنطق...إنه مثل محاولة إقناع الأخ على يميني بأنه ليس غراندايزر..أو الذي على يساري بأنه ليس مستر تي.







ليكونوا رشيدين وعقلانيين كما يحبون ان يصوروا انفسهم، يجب ان يقبلوا أولا بأن الإنسان معرض لخداع النفس. انه ليس من الطبيعي ان يرى الإنسان الحقائق والوقائع..إنه تدريب ذهني شاق ، ولكن مع بعض الصبر ومغالبة النفس وقهرأمنياتها..ستظهر الحقيقيه من خلف ضباب زيف الترشيد العقلي ، وسترى أن معتقدات الإسلام وغيره من الأديان.. لايمكن أبدا الدفاع عنها، فمانيل المطالب ، كما قال أبا الطيب... بالتمني.

بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات