كلمات الله



واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لامبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحد-الكهف







بعد سنوات من الجفاف الرمضاني هذه السنه الأولى التي سمحت فيها السلطات في ابوظبي بتقديم المشروبات الكحوليه في رمضان. أسوة بدبي التي سبقتها الى ذلك بسنوات..لكن ُتمنع الموسيقى والرقص بطريقه تنطبق عليها دعاية مكه كولا" أشرب ملتزما" ويكون بدء تقديم المشروبات من بعد السابعه والنصف. فالنهنيء أنفسنا على هذه التغير الجامد..ألا أنه ومع هذا فلا أحد من المسلمين الذين يشربون ايام الفطر موجود هنا، كلهم صائمون ملتزمون، ليس في البار ألا قلة قليله من الأجانب الغربيين..وأخوكم جالس وحيدا.





قلت لإيميلدا النادله الفليبينيه أن تشغل بعض الموسيقي الخافته لنا، فقالت لايمكن ذلك ممنوع ولكن عندي حل. ثم عادت بعد ربع ساعه مع جهاز ال إم. بي .ثري الخاص بها. فوضعته على اذني وكتبت لكم التالي على غناء دين مارتن الممل.

كان واحدا من الأيميلات التقليديه التي تأتيني، واحدا عاديا جدا في مقدمته ، ألا ان صاحبه انهاه بقوله: هل هناك كلمة من كلمات الله في القرآن لم تفهمها؟

كلمات الله ، مفهوم مهم يستخدمه جميع المدعوذين على هذه الأرض.فلديهم نصوصا مكتوبه يزعمون انها " كلمات من ربهم" وعندما يتحدثون معك يلجئون الى هذه الكلمات ليبرروا مواقفهم وافكارهم مصّرين على أنها مجرد تنفيذ لكلمات الله. ومع إنني ولحد الأن لم أقابل اي إله أو رب يكتب كلمات مثلنا نحن البشر على الورق وبلغة أنسانيه ولم التق حتى مع واحد أله يتكلم، إلا أنني لاقيت كثيرا من البشر الذين يتكلمون بأسمه و ينقلون لنا كلاماته، والغريب الأغرب هو ولسبب من الأسباب، نجد دائما ان مايريده الله من كلماته هو بالضبط ، مايريده هؤلاء البشر الناطقين بإسمه..أهذه صدفه؟

هل الله نوع من تلك
الدمى الخشبيه التي يحملها الحواة الذين يتكلمون من بطنهم؟ لايستطيع الكلام بنفسه إلا من خلالهم. أليس بغريب ان الله دائما يمتدح ناقلين كلامه ويطلب منا تصديقهم، وان نعتبر كلامهم من ؟



سأستغرب ان لاقيت إنسانا يؤمن بكل الأشياء التي أؤمن بها بالضبط..ربما هناك واحد في الخمسة مليارات التي تعيش على الكرة الأرضيه، ومع هذا فهي إستحالة تقريبا. كيف تستطيع ان تجد شخصا اخر على هذه الكرة الأرضيه يُمائل أفكارك ( أيش يُمائل هذه؟..كأننا سكرنا فمن زمان ماشربنا بيره) أقصد يُماثل افكارك واعتقاداتك بالضبط تماما وبدون اية نقطة أختلاف.



وبما انه من المستحيل إيجاد شخص يتفق معك بكل معتقداتك وهواياتك و رغباتك و ميولك و مواقفك مئه بالمئه..إلا انه ومع هذا نجد ان هؤلاء الذين ينقلون لنا كلمات الله، يبدون متفقين تمام الأتفاق مع آراءه و مواقفه و ميوله و كأنه هم ! ألاتجدون شيئا مثيرا للشك في هذا؟ أليس في الأمر "إنّ".

لماذا لايأتي ناقل كلمات الله ألينا ويقول والله أنني أختلف مع كلمات الله في امور كثيره ، ولا اتفق معه في هذا الموضوع اوذاك، ولكنه الله فمالعمل؟ يجب أن نفعل مايقول لنا. ولكن لاتجد احد منهم مترددا في اي نقطه وردت في كلمات الله التي ينقلونها أليك..تماما كأنها بالأحرى كلماتهم هم.




ورغم وجود كل هذه التساؤلات الواضحه، الا ان لا احد منهم يقول بأنه يستغل فكرة " كلمات الله" ليعطي انطباعا أنه يتكلم بالنيابة عن سلطة إلهية غائبه. وبما انها سلطة إلهيه، فلا جدال مع ماتقوله " كلمات الله" التي ينقلها حضرته الينا. في بلاد الرمال يتعقد الأمر أكثر بكثير. فمن ناقل كلمات الله الأصلى الى ناقلي، ناقلي، ناقلي كلمات ناقل عن ناقل عن ناقل كلمات الله ( رضي الله عنهم أجمعين). هل سمعتم بنكتة جحا القديمه هذه:

قدم رجل أرنبا هدية لجحا، ثم زاره بعد أسبوع فدعاه جحا على غداء كان مرقة الأرنب المُهدى أليه. ثم ودعه ورجاه ان يكرر الزياره. وبعد مضي اسبوع أخر سمع طرقا على باب بيته ففتح فرأى رجلين قالوا له انهما جاريّ الرجل الذي اهداه الأرنب. فأكرمهم وقدم لهم الغداء..وعندما جاء الأسبوع الذي بعده، فأذا بطرق بالباب. فكانوا أربعة رجال قالوا له أنهم جيران جاريّ صاحب الأرنب. فأكرمهم ايضا وقدم لهم طعام الغداء..وعندما جاء الأسبوع الذي يليه سمع طرقا كذلك بالباب ففتح فشاهد ثمانية رجال قالوا له انهم جيران جيران جاريّ الرجل الذي أهداه الأرنب. فقال جحا: لابأس في داركم حللتم وعلى اهلكم نزلتم، استريحوا حتى احضر لكم طعام الغداء. ثم ذهب واحضر حَلة كبيرة بها ماء ساخن..فنظر الرجال الثمانية الى بعضهم مستنكرين وقالوا: ماهذل ياجحا؟ هذا ماء ساخن.
فقال جحا: لا لعمري فهذا مرق مرق مرق الأرنب، ياجيران جيران جاريّ ، صاحب الأرنب
.

ولتفهموا الفكره ( غمزه) فالبخاري كان من بين هؤلاء الجيران الثمانيه.

حيثما بحثت ستجد أن من ينقل كلمات الله ألينا هم اناس ينقلون كذلك طبائعهم البشريه، وعادات فتراتهم الزمنيه، وثقافتهم الأجتماعيه و السياسيه بكل تحيزاتها..هممم أتعرفون مايعني ذلك ايضا؟ أنه يعني ان كلمات الله تتغير حسب ثقافة ناقل الكلام الإلهي، فكلمات الله تختلف بأختلاف الثقافات و المجتمعات وتاريخها وطبائع أٌقوامها. ليس هذا فقط بل هي متحيزة كثيرا لتك الثقافه، فالمسيحيه الهلينيه تحمل صفات روما لليوم سواء كانت كلمات الله في كنيسة بلبنان ام في المكسيك. أما كلمات الله الأسلامي فتحمل صفات الصحراء العربيه وتنطق بالعربيه وثقافتها سواء كان المصّدق بكلماته في الهند، او ماليزيا أو بلاد الرمال.

هناك أمثلة تدل على ظهور التفضيلات الشخصيه لناقل كلمات الله..في كلمات الله. وحين يحدث التناقض بينهما يقدم لك ناقل الكلام مبدأ أسمه العصمه..العصمه من النقل الخطأ..حتى سي.إن .إن تخطيء اما ناقل كلمات الله " فمعصوم لاينطق عن الهوى ولايغير رأيه.







ومع هذه العصمه فهناك مايدل على حب وتفضيل ناقل كلمات الله لفاكهة معينه فتمدحها كلمات الله، وقد يكره رائحة البصل فينهى الناس من أكلها..ومع هذا فلا يمتدح مناقب الطماطم والبطاطس والباذنجان، ولا الذره ولا الكيوي..لأنها لم تكن معروفة في عهده ولاعهد ناقلي كلمات الله من بعده ، لأنها جاءت من بعد أكتشاف القاره الأمريكيه..اليس من المفروض ان الله عالم بكل شيء ويعرف ان هناك بطاطا في امريكا؟ فلماذا يأتي الأن فقط ويتجلى بكلماته داخل البطاطا؟


وإذا بدلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما يُبدّل - النحل

ماذا؟..واقول ماذا يا اخي واختي العزيزه؟ ..ماذا لو فكرتم قليلا؟ ماذا لو قلنا لعل وعسى ..وربما يكون ناقل كلمات الله الينا..رجلا يعاني من مشكلة في أقناعنا، ولربما كان ينقصه الدليل القوي، وربما ايضا لم تكن لديه حجة مقنعه، ولعله لم يستطيع ان يدعم فكرته ورأيه..فنسبها الى الله الغير متواجد عندها ليدافع عن نفسه..ومع هذا ومع مرور الوقت مازال لم يخرج هذا الله من تحت الأرض ..ولم يتنزل من السماء ويقول لنا: هاي ، ياجماعه على فكره لاتصدقون مزاعمهم فأنا لم أقل هذه الكلام..هذه ليست كلماتي أنا الله سبحاني، هذه كلماتهم هم.







لو كان رب الرمال موجودا..لعيّن له مكتب محمَاه ليرفع قضايا على كل هؤلاء الذين يدعّون الحديث بأسمه ..بدون توكيل قانوني موثق وموقع ومثبت عند كاتب العدل.

تشيرز

بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات