قطعان البهائم المفخخه


الموضوع الذي أكتب عنه اليوم، له ارتباط بموضوع الامس، والذي شعرت بعد كتابته انه يفتقر الي الدعابه والمزاح، كان موضوعا جاد جدا بالنسبة لي على الاقل. ربما بسبب حرارة الجو في العين هذه الايام

الجزء الطريف الوحيد انني استخدمت كلمة قطعان بلاد الرمال كتعبير لأول مره، اما عنوان اليوم فلا أدري من اين أتيت به ؟ ربما قرأته لأحد الكتاب الذين لايحضرني اسمه الان، لذا فأنني سأستعيره لأستخدمه في الجزء الثاني من


مسلسل قطعان الرمال....المفخخه موسيقى تصويريه من فيلم مشن امبوسيبل


منذ سنوات حين بنت البلديه مسلخا آليا لذبح الحيوانات، أصدرت قانونا يغرم الناس الذين يذبحون الحيوانات في بيوتهم، لما في ذلك من قذاره اضافة الي ان المسلخ به خبراء يفحصون صلاحية الحيوان للذبح..رغم ذلك كان يصر الكثير، و بناءعلى فتاوي شيوخ التلفزيون، ان الرجل يجب ان يشهد الذبح بنفسه.. ليمتع عينيه بمنظر أراقة الدماء، حتى يتقبل الله منه قربانه..فقامت البلديه بحملة دعائيه من اغبى الحملات التي رأيتها في حياتي و هي تحمل صورة نعجه تبتسم !!..كتب تحتها: انها سعيده لأنها ذبحت في المسلخ الالي

وهو التشبيه الامثل لوصف البهيمه المفخخه من ابناء بلاد الرمال وهو يذهب بكل سرور و سعاده ليقتل نفسه منتحرا و يقتل معه اكبر قدر ممكن من المدنين و الاطفال..ليموت موتة شنيعة تتناثربها اجزاء لحمه و احشائه مختلطة بضحاياه الابرياء.. و هو يبتسم..فقد انتحر شهيدا..او استشهد منتحرا ..و الله اعلم

ياحبذا لو اصدر الارهابيون و شيوخهم بوسترات و ملصقات جميله تحمل صور هؤلاء المنتحرين وهم يبتسمون و يكتبون عليها..لقد انتحرت كل هذه النعاج السعيده..فمتى تكون منهم؟

هل هناك شيء اسمه الشهاده؟ من قال ان الاستشهاد هو هدف سامى يغفر رب الرمال بعده الذنوب و يرسل هذا الميت بعدها علي فيرست كلاس جنه أكسبرس..حيث تنتظره الحوريات على محطه الفردوس، بالزهور و قوارير الخمور الالهيه، لايمكن لعاقل ان يصدق هذا الهراء الميتافيزيقي... الا من كان عقله كعقل البهيمه

الاستشهاد هو دعوه مفتوحه للموت، يقدمها شيوخ الاسلام مروجي ثقافة الموت والارهاب، ويشجعون عليها وعلى افضالها..مثلهم مثل قراء الحظ و الطالع يدّعون معرفة المستقبل و لكن نتسأل لم لايستخدمون علمهم لمعرفة اسعار الاسهم و العملات و اليناصيب وكازينوهات القمار ليغتنوا..بدلا من العيش على الفتات الذي يأخذونه من زبائنهم...فأذا كان للاستشهاد كل هذا الفضل و الذين يدعون اليه مؤمنين بما يقولون..فلم لايبدأون بأنفسهم ليحققوا النعيم..فالينتحر القرضاوي و ليستشهد الحوالي.. و ليرمى امام الجمعه في مسجدنا نفسه من فوق المئذنه على الاطفال الذين يلعبون الكره امام المسجد، فيقتل بعضا منهم و يذهب الي جنة الخلود، مثل قاتل الاطفال المنتحر في بغداد، وليقدم الظواهري وبن لادن ابنائهم للأستشهاد انتحارا..قبل ان يرسلوا ابناء الناس للموت

كيف نتفهم سيكلوجية عقول بلاد الرمال التي تفرخ البهائم الانتحاريه..متابعة لمقال امس، يقال ان الناس تقلد جلاديها، يقول ابن خلدون:
المغلوب مولع بالاقتداء بالغالب، فالغالب الاول الذي اذل سكان بلاد الرمال كان الاستعمار..رغم انني ذكرت ان الاستعمار خلق نوع من التلاقح الثقافي بين بلاد الرمال وبلاد المستعمرين ولكنه ولد حقدا دفينا ضد الاستعمار..اعقبه قيام دولة اسرائيل التي مرغت شوارب العسكر العرب في الرمال، واستبدت بهم..فتحول الكره الي غريزه تكره الاستعمار المستبد واسرائيل الصهيونيه المستبده...ولكن مع مجيء الدكتاتوريات التي كانت اكثر استبدادا بسكان الرمال من كل الاستعمار واسرائيل..تحول هذا الي مرض سيكولوجي،فحب العرب للمستبدين، مصدره كرههم للاستبداد الاستعماري و الصهيوني، و بما ان الفرق بين الكراهية والحب شعره..فهما انفعالان متقاربان في اللاوعي فصار عرب الصحارى يحبون مستبديهم الجدد من الانقلابيين الدكتاتورين.. بقدر ما يكرهون مستبديهم السابقين من الاستعماريين

حين يأتي طاغيه مثل صدام يرتكب المجازر الجماعيه و يستولى ويبدد ثروة شعبه و يكون مثال الاستبداد الاعلى في بلاد الرمال..تجد ان العربان الوطنين يموتون في دباديبه ..مظاهرات خرجت في الدول العربيه تحمل لافتتات تقول بالكيماوي ياصدام!! وكأن الشعوب البهائميه على يقين انه استخدم الكيماوي ضد شعبه..ولا يمانعون..هذا هو حب المستبد به، بالمستبد الظالم..انه اسقاط عكسي لأعجاب العرب بغالبهم المستبد..و كراهيتهم لدكتاتورهم الاكثر استبدادا..لا تنزعج ان لم تفهم المعادله فهذا شيء طبيعي..سيكولوجية عقول الرمال هي سيكلوجيه تراجعيه اسقاطيه مقلوبه


و نتذكر انه مع كل الهزائم و الفقر و الظلم الذي تسبب به عبدالناصر..خرجت مظاهرات بالملايين في كل بلاد الرمال تبكى وفاته..هذا ما يستحقه المستبد في بلد الرمال..الحب المطلق

ترى البهائم المفخخه انها تقوم بخدمة هذا المستبد المحبوب الجديد الذي سيكون على يده خلاصها من استبداد المستعمر..مع ان المستعمر الاجنبي المستبد ذهب و تولى مكانه المستعمر المحلي وان لم يفي الدكتاتور بأمالها..فهناك مستبد اقوى متمثل في تنظيم القاعده و الجهاديين الذين سيخرجون لنا مستبدا ..اكثر استبدادا.سيدا جديدا..يستعبدنا..فنحبه اكثر ..اقصد نكرهه بالمقلوب

ان كنتم لااتتفقون معي في تحليلي للسيكولوجيه البهائميه، فدعوني اورد لكم مثلا اخر..عندما احتل صدام الكويت ..ماذا فعلت بهائم وقطعان العربان ؟ الاغلبيه الساحقه كانت مع الدكتاتور المستبد، تبرر له الاحتلال و تعتبره نصرا على الاستعمار واسرائيل ..و الكويت كانت الدوله الاضعف و الاصغر!..هذه الدوله لم يشفع لها انها كانت اكبر مؤيد ومناصر للقضيه الفلسطينيه و كانت تدير مدارس و مستشفيات في اليمن...خرج اليمنيون والفلسطينيون في مظاهرات تأييدا لصدام، مبهورين بالمستبد الظالم..تحركهم غريزة حبهم و كراهيتهم المختلطه مع بعضها لغالبهم المستعمر والصهيونيه، ..مؤيدين لصدام و متخيلين ان الكويت هي اسرائيل لماذا؟..تقولون لي ان هذا لايعقل وتحليلك غريب ..اقول نعم غريب فعلا..ولكن كيف تتوقع ان تكون السيكولوجيه البهائميه؟

مثال اخر، هب بعض الكويتيون الذين اهانهم صدام المستبد واحتل بلادهم بعد ان أسقطته امريكا..للانتحار كالبهائم فداء لنظام صدام.. ضد امريكا.. التي حررت الكويت قبل ان يمحوها صدام من الوجود..ماذا تسمى ذلك؟
أنا اسميه السيكولوجيه البهائميه

لو كان سيجموند فرويد يحلل هذه الظاهره الانتحاريه..لنتف بقايا شعره..و لرمى نفسه من الشباك منتحرا هو الاخر..لأنها سيكولوجيه بهائميه، لا تتبع المنطق و لا العقل

البهيمه المفخخه ، يلبس الحزام الناسف، ويصلى ركعتين ثم يحثه امير الجماعه التي قامت بغسل دماغه علي الاستعجال بالشهاده ليلاقي ربه ..ويسرع الي مسلخ الاستشهاد الالي..قاتلا اكبر عدد من الابرياء...وهو يبتسم ببلاهه..لأنه ذبح بالمجان


موسيقي تصويريه في نهاية الجزء الثاني بعد الفيد-أوت..عباره عن أصوات نعاج و خرفان بآآآع بأأآآآآع
بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات