تحدي السُلطه الدينيه والسياسيه ..بالفكاهه





يظن المسلمون اليوم بأنه يجب أن لايتعرض دينهم أو الذات الإلهيه أو مؤسساتهم وشخصياتهم الدينيه للسخريه والفكاهه والضحك أو الهجاء. هذا مبنى على قاعدة وهميه هي ان الدين أمر مهم جدا وخطير للغايه مثل القنبله النوويه ، ولايجب ان نتعامل معه بسخريه.

هذا الموقف من السخريه لايقف على الأديان فحسب، بل هناك كذلك دول كثيره تمنع السخريه من الذات الملكيه، الأميريه، السلطانيه أو معالي فخامة الرئيس ومن الشخصيات السياسيه ، وتعاقب مُقترف هذه الجريمة الخطيره - السخريه والفكاهه- بأشد العقوبات بما فيها الإعدام. ماهو وجه الشبه ياترى بين الأثنين؟ بين منع السخريه بالأديان و منعها من التعرض للشخصيات الحاكمه والسياسيه.

الأجابه بسيطه، إنهم لايفعلون ذلك لأن الفكاهه والسخريه فعل شنيع وغير لائق..بل لأنهم يريدون حماية معتقداتهم ورؤساهم وشخصياتهم من التحقيق والأنتقاد. إنهم ببساطه يقومون بحماية مصالحهم وإمتيازاتهم وتغطية أخطائهم. وإن كان الأمر كذلك ، فنحن بحاجة الى المزيد والمزيد من السخريه والفكاهه.




في عدد يوم الأربعاء الموافق ۲۲ أكتوبر كتبت صحيفة الأمارات اليوم وفي صفحتها الرئيسيه: فصل مذيع " تطاول على الذات الإلهيه". و ورد الخبر الذي تجدونه في هذا الرابط هكذا:



قررت شبكة الإذاعة العربية في دبي، أمس، فصل المذيع الجنوب إفريقي ريفن جون، الذي يقدم برنامجاً صباحياً على إذاعة «فيرجن» بعدما انتقد مستمعون ما وصفوه بـ«تطاوله على الأديان، والذات الإلهية» في إحدى فقرات البرنامج.



وصرح مدير عام الشبكة، محمود الرشيد لـ«الإمارات اليوم» بأن «المذيع قرأ خبراً نشرته صحف غربية وعربية عدة أول من أمس، يفيد بأن محكمة أميركية رفضت دعوى قضائية ضد (الرب)، ثم قرأ مقالاً صحافياً على الإنترنت يمثل حواراً مع (الرب)».



وأضاف «قررت إدارة الشبكة على الفور إحالة المذيع للتحقيق، وصدر قرار بفصله من العمل، وقد دافع عن نفسه بأنه كان يريد أن يسخر من الخبر المنشور في الصحف بهذه الطريقة».

من جانبه، قدم المذيع ريفن جون اعتذاره، وأكد لـ«الإمارات اليوم» أنه «لم يقصد أبداً الإساءة للرب أو إلى أي دين». وقال إنه لم ينطق بلفظ الجلالة، و«كان يقرأ القصة الغريبة من نوعها التي حصل عليها من موقع إخباري إلكتروني، لكن أُسيء فهمه».



وأفاد بأنه «لم يتطرق إلى الحديث عن الله، ولا عن الدين الإسلامي مطلقاً، أو الدين المسيحي، ولم يذكر أي شيء يتعلق بعادات الدولة، أو عادات المسلمين، ولا أي ديانة أخرى فيها». وأقرّ بأن «القصة التي رواها غير مقبولة في الدين الإسلامي، ولا المسيحي، ولا أي دين».



في المقابل، اعتبر الراهب القمص، إسحاق الأنبا بيشوي، راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط المصريين في أبوظبي أن «المذيع أخطأ خطأً كبيراً، وتطاول على الذات الإلهية»، مضيفاً «لا يقبل أي دين بمثل ذلك».



ولفت الراهب إلى أن «التجرؤ على الله أمر لا يقبله الدين أو العقل، فالله هو الخالق، والبشر مهما عظم شأنهم هم صغار إلى الخالق، ولا يملكون محاورته».



إلى ذلك، قال أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الشارقة، الدكتور عبدالحق حميش: «إن قراءة الخبر المنشور في الصحف ليس فيه خطأ؛ لأن القاعدة الشرعية تقول: (ناقل الكفر ليس بكافر)، لكن ينبغي أن نراعي الأدب أثناء قراءة الخبر، ونتناوله بأسلوب الاستنكار، وقد أخطأ هذا المذيع، وارتكب فعلاً تحظره كل الأديان».


ورغم أن هذا المذيع من جنوب افريقيا وليس إسرائيليا أو أمريكيا فقد كتبت بنت الإمارات تعليقاعلى موقع الصحيفه مليئا بالاخطاء الأملائيه لأن يدها كانت تنتفض من الغضب تقول:



المذيع الكافر

والله ثم والله لو انا حكمت عليه باعدام عسب لا هو ولا غيره يتطاول ع الاسلام والمسلسمن يكفي اللي يسوفونه في العراق والفلسطين وبعد بعد تبونا نسكت عنهم حشى والله

أما مريم فكانت زعلانه لأنها من مؤيدي تعدد الزوجات فقالت:



كيف ماكان يعرف ان الي سواه غلط في بلادهم لو تسال حد عن ديانته بقوللك هذا شى شخصي ويعدونه تطفل منك بس يوم ييون عندنا يسالونك ليش الاسلام حلل اربع حريم حق الريال يعني الي حرام علينا عندهم حلال عليهم عندنا

بينما قال حمدان:



يستاااهل وهذا اقل من جزاء بعد المفروض يجلد امام الملأ

وهناك تعليقات طريفه تطالب بحرقه حيا وإعدامه وجعله عبرة لمن اعتبر وطلع واحد بينهم عراقي مقيم في الأمارات يطالب طيران الأمارات بتوزيع كتيبات وعرض افلام عن الأسلام. ستكون اخر مره اسافر فيها على طيران الأمارات ان سمعوا كلامه. تخيل أن تشرب النبيذ على مقدمة موسيقي تصويريه" في رحاب يثرب" من فيلم فجر الإسلام وتتفرج على بلال بن رباح للمره المليون وهو ينجلد و يصيح احدٌ احد ..والصخرة جاثمة على كرشه المقدسه.



مسكين هذا المذيع الذي لا اعتقد انه قصد أي شيء مما يقولونه..ولكن هذا يفتح أعيننا على مدى الرعب والهلع والجزع الذي يصيب الأسلام والأديان عموما من الفكاهه والنكته والسخريه.




السخريه والفكاهه التي يخافون منها هي تلك التي تهدد السلطه الدينيه والسياسيه وتجلب الإنتباه الى أخطائها. ان منع السخريه والفكاهه هو تكريس للواقع وإبقاء للمرض. لأن الفكاهه والسخريه تخترق منظومتهم وتقلب قواعد اللعبه التي يلعبونها للإبقاء على تسلطهم.

الفكاهه ليست لعب عيال، بل عملية جادة ذكيه ومهمه في تحدي الثوابت والتصلب والأمراض التي تعاني منها مجتمعاتنا بما فيها الإسلام السياسي والسلفي والإصولي ..السني منه و الشيعي.

ان من يتذمر من السخريه والفكاهه لايدرك دورهما في حياتنا وعقليتنا. فالسخريه والفكاهه أكثر تعقيدا مما نظن. أن تقييم المواقف عن طريق الجديه سهل وبسيط جدا ولايؤدي هدفه مثل النكتة التي تخترق كبد الحقيقه وتجلب إنتباه الناس الى الخطأ ورؤية عيوبهم.

لقد تأسفت لأختفاء مدونة مجالس الشيخ والشيخه ، ولكن الصدى الذي احدثه صاحبها بإستخدامه السخريه كان زلزالا في الأوساط السلفيه..ولو لمدة قصيره. أتمنى ان يكون صاحبها بخير.






إننا في بلاد الرمال لانحتاج الى هؤلاء المتزمتين المعتدين بأنفسهم الجامدين المدافعين عن الوضع الراهن..بل الى أصحاب النكته والكتاب الساخرين والذين يضعون التحديات اليوميه للسلطات السياسيه والدينيه. على الملحدين ان يوسعوا سياق نقدهم للإسلام ويستخدموا السخريه والفكاهه حتى ينتهي المؤمنون عندنا ويتراجعون عن قيادة المجتمع نحو التخلف والهلاك.

بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات