شجاعة امرأه




اذا كان نشر بعض الرسومات الكارتونيه يتسبب بكل الفوضى و القتل و التهديد، تخيل مالذي سيحدث لك لو انك انتقدت الاسلام وفكره المضاد للحضاره؟ بصراحه لم استطع ان اخفي اعجابي بشجاعة د.وفاء سلطان عندما رأيت تسجيلا لمقابلتها على قناة الجزيره. الشجاعه التي صدرت منها امام اثنان من المتطرفين الاسلاميين بدون ان تخشى ان تكّفر و يباح سفك دمها على عادة الارهابين الاسلاميين عندما يعجزون عن النطق، انما هو مثال لكل انسان يبحث عن حريته و حياته في بلاد الرمال
الرابط في نهاية المقال


الهمتنى رؤية هذا الكليب من المقابله ان اكتب شيئا يتعلق بفن الارهاب الذي يمارس على الشعوب و كيف تتمكن الدول القمعيه من بناء هذه القدره الرهيبه في السيطره الكامله على عقول الشعوب؟ الاسلام السياسي الذي يحمل هدف ارجاع الخلافة المتخلفه في بلاد الرمال ماهو الا حركة سياسيه قمعيه دكتاتوريه تعتمد على نظرية الحق الالهي لأرهاب الناس و حرمانها من حقوقها الطبيعيه و الانسانيه و هي تمارس نفس الاسلوب الذي سيكون ديدنها متى تمكنت من رقاب البشر

لي صديق اسمه صلاح من مدينة الرياض و هو من زملاء دراستى في لوس انجليس ، امازحه دائما بالحديث عن الله و السياسه لأضحك من ردة فعله ، فهو مقتنع بأن السلطات السعوديه تراقب جميع المحادثات سواء الهاتفيه ام التي في البيوت. مرة اثناء تواجدي بالرياض و اثناء ركوبنا في السياره حاولت ان اتحدث في موضوع سياسي خاص بمهلكة الرمال الكبرى، فما كان منه الا ان اسكتنى مشيرا الي ان اتجنب هذا الحديث لأن اجهزة الامن تتصنت على كل شيء هناك. احيانا اتصل به واتظاهر انني سكران و اسب في الحكومه و الدين..بينما يحاول المسكين ان يتظاهر من الطرف الاخر بتهدئتي و الاستغفار لي ناصحا لي بتجنب تعاطي المسكرات..صلاح يفعل ذلك تمثيلا من باب الاحتياط فيما لو كان احد يراقب خطه في تلك اللحظه في مهلكة الرمال الكبرى ، و لكن عندما يكون معي في الامارات او في اوروبا فهو يشرب ايضا و يسب الحكومه و رجال الدين

لو كانت الحكومات تستطيع ان تتصنت و تراقب كل الشعب، لما تمكن محدثكم من الاستمرار في الكتابة في هذا الموقع المحجوب في رمال الامارات، فالدولة..اي دولة كانت، من المستحيل عليها ان تتصنت على الجميع في نفس الوقت، لما يكلفها ذلك من مجهود و اموال طائله، ان هذا يعنى ان على الدوله ان توظف نصف سكانها جواسيس و مخابرات على الاقل ليراقبوا النصف المتبقي . و مع هذا تجد بعض الدول القمعيه تستطيع ان توقع الرعب في جميع سكانها مثل ما كان الحال في العراق ايام تسلط البعث الصدامي و كما هي سوريا الان وليبيا و غيرها، ماهو السر في ذلك ياترى؟

الاجابه على السؤال السابق تكمن في تعاون المجتمع و الشعب مع هذه السلطه القمعيه. الناس يتملقون الدوله القمعيه بتعاونهم معها او على الاقل بالبقاء على الحياد، و يصبح الناس في وضع لا يثقون حتى بأشقائهم عند الحديث عن السياسه. هذا ماكان يحدث في الاتحاد السوفيتي و ايران الخمينيه و الصين و كوريا الشماليه. الناس هم نفسهم الذين يخرجون للطاغيه يغنون له بالروح و الدم..هؤلاء و تعاونهم و عدم مقاومتهم هو مايثبت هذه الانظمه

تمكنت النازيه من السيطره على عديد من الشعوب التي احتلتها المانيا عن طريق عدم مقاومة شعوبها و التعاون معها ،لا بل من السهل القول، وهو حقيقه تاريخيه ، ان من مأسى اليهود في المانيا ان كثيرا منهم كان يتعاون مع السلطات النازيه ليتجنبوا نقمتها..مما ادى بأخوانهم الي المحارق، و لكن من غريب الامور ان النازيه فشلت في السيطرة على دولة يكرهها الكثير من المسلمين الان..وهي الدنمارك، التي لم يتمكن النازيون من احكام قبضتهم عليها بسبب عدم تعاون الجميع..كل الشعب امتنع عن التعاون، واضطر الالمان الي تعيين حاكم الماني و لكن بدون جدوى، استمر الدنماركيون بعدم التعاون و المقاومه السلبيه بطريقه افشلت كثيرا من مخططات المانيا النازيه كان النظام النازي في الدنمارك مشلولا تماما بسبب عدم قدرتهم على الحصول على متعاونين يأتوهم بمعلومات. ان مثال ذلك كان قريبا مما حدث في الكويت التى امتنع الجميع فيها من التعاون مع سلطة الاحتلال البعثي و فعلا لم يجد الصداميون كويتيا واحدا يعطي احتلالهم شرعيه و لو امام العالم

اليوم يخترق الاسلاميون بدكتاتوريتهم مؤسسات الدوله و سلطاتها و يتمكنون من استغلال قوانين مؤسساتها العقابيه لخدمة اغراضهم و في اخضاع معارضيهم من مفكرين.. لكون كثير من هذه الانظمه تخافهم و تحاول ان تقدم نفسها على انها اسلامية ايضا، و ينتشر الخوف بيننا لأننا لا نستطيع ان نقف بوجههم، مثلما ما فعلت الدكتوره وفاء سلطان بدون ان تخاف التكفير و مسجات القتل و اراقة الدماء. و لكن الحقيقه التى تتجلى هي انه لا توجد قوه مطلقه ابدا لسلطه سياسيه او جماعه راديكاليه، مثل جماعات التطرف الاسلامي من جهاديه و سلفيه و اخوانيه، مهما رأيت عدد اتباعهم ومظاهراتهم الصاخبه..ان قوة هذه الجماعات تأتي من خوف الاخرين و خاصة العقلانيين الاحرار من مواجهتهم

السلطه المطلقه تحدث في حالة و احده فقط: هي وجود تعاون و خضوع و خوف تام من الجانب الاخر..وهنا يحدث عدم توازن يجعل هؤلاء المتسلطين.. يبدون مخيفين.. و اكبر من حجمهم الحقيقي

عندما حرك الاسلاميون الشارع الاسلامي المتخلف ضد الرسوم الكارتونيه رأينا بعض المجلات في الغرب تحجم عن نشر تلك الرسوم، ذلك هو تأثير الخوف على الناس. طالما استمر هذا بالحدوث سيستمر ميزان القوه في الجهة الظلاميه. و لكن لو تحدث العقلاء ضدهم و بدأوا بالمقاومه، بأي وسيله كانت، ضد الفكر الاسلامي المتخلف، الذي هو سهل المنال لأنعدام منطقه و خلوه من العقلانيه و اعتماده على خرافات الغيب و فكر قرون ما قبل الحضاره، سينبه هذا الكثيرين الي ضعف هذا الفكر و ستضعضع قوته و سيطرته الجماهيريه، ان ما نعانيه اليوم هو خضوع الفكر العربي الحر لهذا الارهاب و صمته حياله

ان التعاون أو طاعة هذه الجماعات الاسلاميه التى تهدف الي السيطرة على فكر الانسان و قمعه هو بالتأكيد ما يساهم كثيرا في تقويتها و منع وصول الصوره الصحيحه الي الاكثريه الجاهله في عالم بلاد الرمال، ان توقف العقلاء عن مقاومة هذا الفكر الاقصائي، يزيد من اعداد الجهلاء المتعاطفين معهم، كما حدث في المانيا النازيه و التي يجهل الكثير ان وصول النازيين الي السلطه كان عن طريق الديموقراطيه و الانتخاب و انعدام العقلانيه و الفكر الحر في المجتمع..نفس المعادله الخطيره التي نعيشها في بلدان الرمال

اعزائي ان ما اريد ان اقوله هنا ان الامتناع عن مقاومة هذا الفكر و لو قليلا..هو من باب التعاون معهم، مثلما هو حال الشعوب التى عاشت القمع، عدم المقاومه... هو تعاون يزيد في قوة المتسلط

عندما تتوقف عن المقاومه، معتقدا ان محاولتك الصغيره لن تجدى، لأنهم اكثر و اقوى و لديهم تعاطف الجهلاء و الحكومه و لديهم المال.. و تتخلى عن مسؤليتك، تكون قد ساهمت مساهمة كبيره في تقوية اعداء فكرك و مكنتهم من التسلط عليك و على اجيال من بعدك

شكرا دكتوره وفاء سلطان، لقد كنت مثالا لنا في شجاعة نفتقدها في بلاد الرمال

بن كريشان

: الرابط الي مقابلة الجزيره مع الدكتوره وفاء

إرسال تعليق

0 تعليقات