لَـعْنةُ النـُبـوّه



إنني اسمع صوتاً يحدثني


هل تسمع اصواتاً تتحدث اليك؟ اصواتاً مجهولة لايسمعها احدٌ غيرك؟ اذا كانت الاجابة بالنفي، فأنت انسان طبيعي وصحتك العقليه سليمه، لأن الذي يسمع اصوتاً كهذه يكون من المرضى العقليين. المصحات النفسيه تمتليء بهؤلاء الذين يسمعون و يتحدثون مع اصوات تكلمهم.

هل رأيت احداً من هؤلاء؟ ربما؟ أنا في صغري في العين شاهدت كثيراً من هؤلاء المجانين و المرضى النفسيين يهيمون في الشوراع قبل ان تلملمهم الحكومه و تودعهم في مصحات. كان هناك واحد منهم يتنبأ بأن مدينة العين ستغرق تحت البحر، مازلت اتذكر صوته عندما يغمضُ عينيه ويرصُّ عليهما وينطق بصوت يخرج عميقاًمن حلقه قائلاً وبعربية فصحى: "ستغرقكم امواجُ الله غرقاً..غرقا..غرقاً غرقا." كنا نضحكُ عليه صغاراً ونقلده وهو يقولُ غرقاً غرقا، بالطبع فالعين في قلب الصحراء واقرب شاطىء اليها يبعد مئة واربعين كيلومتراً.. هل كان من الممكن ان يكون هذا نبياً استهزأنا به وسيغرق الله العين بسبب ذلك؟ لقد كان يقولُ ايضاً بأن الديك القطري سيغلب الديك الاماراتي( تنبؤ صحيح فقد فاز المنتخب القطري على الاماراتي بعدها بسنوات فهل كان نبياً)…الحقيقه ان الرجل المسكين كان رايح فيها مانخوليا خالص.


عندما يأتينا رجل ويقول ان صوتاً كلمه وقال له اهدى قومك، ففي الغالب هو مريض وليس هناك من اثبات بأن مرسال المارسيل السيد جبريل الملاك التيربو ابو ١٢ جناح هو الذي كلمه. بعض الناس يقولون ان الملائكه تخاطب الناس، البعض يقول ان الجن يتكلم مع الناس والبعض الاخر يظن ان الشيطان يتكلم.. وهناك من الناس من يظنون ان الاشباح تتكلم معهم..في امريكا يدعي الكثيرين بأن كائنات فضائيه والفيس بريسلي يخاطبهم وبدون ان يشاهد ذلك احداً غيرهم ،الاقرب الى العقل؟ هو انهم مجانين وليسوا انبياء؟

ان هناك الاف من الناس تتعالج حول العالم من هذه الاصوات التي يسمعونها في دماغهم، يذهبون للاطباء النفسانيين والعصبيين. ان الانسان الذي يسمع اصواتاً كهذه انسانٌ مسكين ومريض وقد يكون خطيراً على الاخرين من حوله. قرأت مره عن امرأه قتلت اطفالها وقالت في المحكمه ان صوتاً قال لها ذلك..ظنته انه اليسوع سبايدرمان. وقد تسمع انت او انتي هذه القصه وتقولون ولكن لابد انها امرأة مجنونه ولكن..هل حدث شيء مثل هذا قبل الف سنة في بلاد الرمال؟


نعم واحد مجنون اسمه ابراهيم سمع صوتاً يقولُ له اذبح ابنك فراح الاخ فوق الجبل ليقتل ابنه بالسكين. الان تخيل لو طلع واحد ابراهيم جديد في هذا العصر..سندخله العصفوريه على طول. واحد ثاني في بلاد الرمال كان يسمع اصوات عجيبه من الملاك التيربو ثم يقرر بناء عليها مصائر الناس، اقتلوا هذا، واسبوا نساء تلك القبيله و اقطعوا يد هذا و عنق ذاك بالسيف..بناء على ماذا؟ صوت يتكلم معه..انه مثل صاحبنا المجنون غرقاً غرقا..طيب ليش الاول صار نبي والثاني مجنون؟
الفرق بينهما هو ان هناك ناس صدقوا الاول..بينما الثاني لم يصدقه احد. احياناً يضرب الحظ مع احدهم مثل نبيٌ جديد طلع قبل سنوات قليله في كينيا له اتباعٌ بالملايين يسمونه النبي آوور اقرأ عنه هنا في هذا الموقع المسيحي. هذا الرجل تنبأ بأن زلزالا سيضرب نيروبي ويدمرها، ولكن حدثت هزه بسيطه فقط فقال للشعب ان يسوع سبايدمان كان يحذركم فقط..ومن ثم اصبح له مليون من الاتباع. على الاقل فأن تنبؤاته افضل من تنبؤات صلعم فلماذا لانتبعه؟ فهو الاخر يسمع اصواتاً.


ان سر نجاح هؤلاء الانبياء هو وجود تجارب مماثله في الماضي. فصاحبنا غرقاً غرقا ( عفواً لا اعرف اسمه) لم يربط نفسه بالانبياء الذين سبقوه، بينما صلعم ربط نفسه و ذكر قصص انبياء سابقين، وهذه هي الخدعه، فإذا كان الانبياء يسمعون اصواتاً في الماضي، فلماذا لايسمع حضرته اصوتاً ايضاً، وطالما كان يبجلهم و يحترمهم فلابد انه يسمع نفس الصوت. انه ختم الموافقة على نبوته.
كيف تأتي بمصداقيتك كنبي؟ يجب ان تذكر الكتب القديمه وتقول انجيل، توراة، الزبور.. مصدقاً بما جاء من قبل، ثم تقص عليهم احسن القصص الكاذبه لتبنى سلطتك على اكتاف من مات من زمان، انه مثل الديكتاتور الجديد يمجد من قبله ليبني مجده هو..عبد الناصر وانور السادات، ستالين و لينين يتابعون مسيرة الثورة…ثم يأخذون المنحنى التالي.


هنا وبعد ان يشير هذا المجنون الذي يدّعى انه يسمع اصواتاً الى من قبله من المجانين الذين سمعوا ذات الصوت من زمان..يصبح من الكُفر انكار ذلك، حرام وستدخل النار حيث يكون الزبانيه جاهزين لك بأسياخ الكباب.
ان تاريخ البشرية مُضحكٌ وخاصة عندما ينجح هؤلاء المجانين في خداع البشر والوصول للسلطة و المال، او من يستغل قصصهم التي تتحدث عن سماع هذه الاصوات العجيبه. الرجال المجانين يسمعون اصواتاً في رؤوسهم..وكذلك الانبياء، مجانين مثلهم ولكنهم تمكنوا من اقناع الاخرين ان هذا هو صوتُ الله. هؤلاء المجانين الذين يسمعون اصوات في رؤوسهم ونجحوا في نبوتهم لهم شخصيات كاريزميه توثرُ في الناس السُذَّج.
بعد ان يموت هذا النبي، والذي نجح الى درجة معينه في العيش براحه وحظي ببعض المكتسبات يأتي دورُ السياسي الذي كانوا يسمونه عندنا السلطان او الخليفه، الذي سيوظف له راوي القصه، فيعظمها لهؤلاء السذُّج..يحولها الى دراما..يسميها السيرة النبويه، الام المسيح..يستنبط منها احكاماً يسميها الفقه والشريعه واللاهوت، ثم تتحولُ الاحكام الى قوانين، تعاقبُ من يخالف اوامرها..واوامر السلطان بالطبع.

ولكن قد تتساءل..لماذا صدّقَ الناسُ في الماضى هؤلاء المجانين؟ الاجابة ابسط مما تعتقد.
في الماضي لم تكن هناك وكيبيديا، لم يكن هناك تعليم، لايدرك الناس كيف يفرقون بين المعقول والخيال، لم يكن هناك علمٌ كما نعرفه اليوم يستطيع ان يقدم لك اجابات..كان اعتماد الانسان في الماضي على الكاهن، على النبي، على ابراج الحظ، على خرافات ليفهم مايحدث من حوله..خلني اعطيك مثال، القرءان يتكلم كثيراً عن الظواهر الطبيعيه اليس كذلك؟ يحاول ان يفسرها للعربي المسكين الذي يعيش في هذه الصحراء الكبيره بدون غوغل اليس كذلك؟ صح ولكن كيف يفسرها..هنا السر؟ الزلزال..عقاب، المرض..اختبار، القمر والنجوم، روزنامه وبوصله..انه امر مثير للسخريه فعلا عندما تقرأ تفسير القرءان لظاهرة حدوث الليل والنهار..حيث لم يتمكن كاتب القرءان من ربط الظاهره بالشمس كنجم مضيء فوصف الليل والنهار كشيء منفصلٌ تماماً عن الشمس. لقد تخيل صلعم ان الليل والنهار هما بطانيات..يأتي الليل فيغطي النهار..ثم يأتي النهار فيكشف الليل..ياله من تفسير علمي خطير.


لاتمد تفكيرك كثيراً..لاتشغل بالك بقصص عبد الدايم كحيل (ماما الاعجاز العلمي) ولا زغاليليو افندي..القصه بسيطه، لم يكن هناك عُلماء ولا عِلم..لقد كان عَالماً قديماً يحكمه الكهنه والمشعوذون والمتنبأون (انبياء) ذوي اللحى الطويله..لهذا صدق الناس المجانين.
وهنا سيتساءل واحد ثاني ويقول، ولكن كل هذه القصص، التي يرويها القرءان، وعرفها النبي..ومكتوبه في الانجيل والتنبؤات..فأقول ارتاح، خذ نفس …اشرب لك كاس بيره وفكر معي. الايوجد كُتَّاب لقصص الخيال، يكتبون سيناريوهات خياليه لم تحدث ابداً…هذه القصص، ليست الا ذلك. مؤلفين وكتبة سيناريو اشتغلو عليها يا صديقي و صديقتي عبر السنوات. واحد مجنون يسمع اصوات+ ملك سلطان خليفه+راوي قصص وكاتب خيال= دين
قصة الملك ارثر او قصة جان دارك في تحرير شعبهما من الاحتلال..هي قصة النبي موسى..قصة موسى مع الخضر (الياس) في سورة الكهف هي قصة شرلوك هولمز..نجاة موسى من القتل على يد المصريين بوضعه في تابوت في نهر النيل..هي قصة نجاة سوبرمان في مركبة فضائيه اطلقها ابوه من كوكب كريبتون الذي تنبأ بإنفجاره.

قصص وقصص من الخيال..تُبنى على تنبوات مجانين سمعوا اصوات..ثم مع القدم، تصبح مصادر موثوقه، جاءت من الفضاء الخارجي حيث يعيش الله ..ذاك الإله الخائف المختبئ الذي يدوي صوته في عقول المجانين فقط.

استيقظوا انهم يكذبون عليكم

بن كريشان

طاعة الوالدين


هل اتباع ملة الاباء من بر الوالدين؟


لقد نعى القرءان على المشركين اتباعهم دين آبائهم كما نعلم و اعتبره من جنس الضلال. يقول رب الرمال في مذمة هذه العاده، وهي اتّباع دينُ ابيك او امك في سُورة الزخرف" إنا وجدنا آباءنا على امةٍ و انا على آثارهم مقتدون" ويقول ايضاً في سورة الشعراء "بل وجدنا أباءنا كذلك يفعلون" ويقول الامام احمد"من قلة علم الرجل ان يقلد غيره في دينه".

كونك ولدت مسلماً ام مسيحياً، سُنياً ام شيعياً، قبطياً ام كاثوليكياً لايعني بالضروره ان تصبح انت مثلهم كذلك. إن هذا مانستدلُ عليه من هذه الايات الكريمه اليس كذلك؟ فلماذا تتبع دين عائلتك؟ اذا كنت انساناً حراً، وتسمح لك حريتك ان تقرأ هذا المقال، وغيره من المقالات الناقده للدين فأنت انسانٌ حُر تستطيع عمل ماتشاء بما فيه التخلص من هذا الدين الذي وجدت نفسك عليه.

كُل الاديان تكذبُ على الناس. انها تقولُ لهم ان من لايتبع هذا الدين بالذات فهو انسانٌ شرير. افتح عينك صديقي العزيز فهناك اناس طيبون في كل مكان، سواء كانوا مؤمنين بدين او بغيره ام بدون دين، هناك أناس طيبون من البوذيين ومن المسيحيين و من الملحدين، ان هذا يثبت ان الاديان لا تحتكر طيبة الناس. كونك مُسلم او مَسيحي لايجعل منك طيباً ، فهناك من حولك ايضاً كثيرٌ من المؤمنين الذين يصلون في المسجد والكنيسه و لكنهم اشرار.


بيل غيت و زوجته و وارن بافيت من اكبر المُحسنين في العالم، ان جمعيتهم الخيريه تساعد البشر بكل اديانهم و الوانهم و بمبالغ ضخمه بدون دين. لأنهم ثلاثتهم لا يؤمنون بالاديان، وهم لايريدون جزاءً ولا شكورا فهل تساءلت كيف هذا؟ المسيحيه والاسلام تستغل حاجة الناس لدفع اجندتها الدينيه التبشيريه الدعوذيه لأن اصحابها يؤمنون بالمكافأه التي تأتي بعد الموت، المحسنين اللادينين من خلال ايثارهم يثبتون ان الانسان من الممكن ان يكون طيبا بدون ان يكون له دين وحتى لو لم يحصلوا على مكافأة مابعد الموت، فلماذا تتبع دين اباءك؟

لا احد منا ولد بالاصل مُسلماً ولا مسيحياً و لا درزياً ولا شيعياً، الطفلُ يولد بلا فهم و بلا ايمان بدينٍ. اننا نولد بذهن مدفوعٍ بالفضول للتعلم و الرغبة في الفهم. يقوم الاهل بالتلاعب بهذه الرغبة الفطريه لإدخال قصص الدين السحريه الى عقل الطفل الغض. في هذه الفترة بالذات يُمارس الاهل غسيل المخ عليك وانت صغير لتصدق ان الناس تعودُ للحياة بعد الموت و ان هناك محكمة الهيه يترأسها شبح عفريت يعيش في السماء اسمه رب الرمال او يسوع سبايدرمان وان هناك رجلاً مختفياً في كهف منذ قرون سيعود لينتقم لمن قتل عائلته قبل نهاية الزمن.

تلك القصص السحريه مثل قصة سُليمان و نملته الشاطره التي تتكلم بالعبري، او كابتن نوح صاحب السفينه العجيبه و برج بابل الذي بناه النمرود ليصل الى السماء، و الحاج يونس كاليبسو الذي يعيش في اعماق البحار ويسوع سبايدرمان الذي يُحيّ الموتى وموسي الذي يشق قناة السويس وصلعم الذي يطير على البغال المجنحه الى السماء بدون اكسجين..المصيبة ان هذه القصص لاتموت وتنتهي بمرور الوقت، فنحن ننسي قصص علاء الدين والفانوس السحري والسندباد البحري والبساط السحري و التنين والذي خطف الاميره.. لأنها كلها تتبخر عندما نكبر ونعرف انها كانت مجرد خيال غير واقعي.. اما القصص الدينيه و التي لاتقل عنها غرابة فلا تموت لأن هناك الية تحصنها من الشك والانتقاد و العقل. هذه الاليه هي تكريه الطفل بمن يشك بهذه القصص، واخباره انهم الاشرار الذين درس عنهم في درس الدين بالفصل ومن يتجرأ على انكار هذه الخرافات فهو ليس بكافرٍ فقط، بل هو مـُلحد وصهيوني وعميل لإسرائيل و اسرافيل وامريكا وكثيرٌ من هذه المصطلحات التي تستخف باللذين لايشاركونهم اعتقادهم.


لقد طـوّرت الاديان اساليباً تمنع الاختلاط الاجتماعي مع اصحاب الديانات الاخرى المختلفة عنها، ومع من لا يؤمن بدينهم. طُـرق تجعل من الاندماج مع الناس المختلفين عنهم صعباً جداً. انها تأتي بشكلِ شروط في الاكل الحلال مثلما هو عند المسلمين، او الكوشر عند اليهود والنباتيين و السيخ الذين يحرمون اي طعام قُرىء عليه قبل الذبح اسم اله ديانة اخرى كذبح المسلمين واليهود..الاشتراك في الطعام هي احد طرق البشر في التعارف و التآلف لذا يمنعها الدين فيضع فاصلاً يمنع احتكاك اتباعه بالاخرين. هذا الامر لايختلف عن ان يقوم الانكليز بتحريم اكل البيتزا و الباستا حتى لا يختلط الانكليز بالطليان..طبعاً للمساعدة في ذلك يطلع عليك عبد الدايم كحيل المعروف بماما الاعجاز العلمي، ليُثبت لك علمياً ان اكل لحم الخنزير يتسبب بالامراض للمسلمين مع ان صحة الغربيين الذين يأكلونه افضل من صحة اهل بلاد الرمال. هل تعلمون مالذي من الممكن ان يأكله الدجاج؟ جربوا بأنفسكم ان تلقوا صرصوراً بين الدجاج او بُرصاً وراقبوا كيف سيقطعنه الى ارباً فتات بمناقيرهن و يلتهمنهّ هنيئاً مريئاً. هل تعرف مالذي من الممكن ان تتغذى عليه السمكه او المحاره؟ من الافضل ان لا اسُد شهيتكم.

هل ستكونُ انساناً سعيداً عندما يفرض عليك اهلك اشياء ضد رغباتك؟ فأنت تحبُ فتاة معينه و لكنهم يفرضون عليك غيرها- او ان تُحبي شاباً ولكن اهلك يزوجونك بمن يختارونه هم مع انك لا تريدينه- أتحب ان يفرضون عليك دراسة تخصص معين بينما انت كنت تحلم بأن تدرس شيئاً اخر؟ مارأيك لو انهم يتحكمون بما تلبس واين تعيش وماذا تفعل كل يوم؟ بالتأكيد فأنت الاتعس ان قبلت بهذه الحياة.


يتم فرض الدين عليك طفلاً بواسطة الاهل قبل ان تبلغ الحُلم و تدرك الصَح من الغلط مثلما قد يفرضون عليك الزوج و الزوجه و نوعية الشغل والدراسه و الاشياء الاخرى. عندما تم ارغامك او خداعك بهذا الدين سواء بقصد او بنية صافيه لم تكن انت واعياً ولا مُـدركاً ولم تكن في السِن المناسب الذي يجعلك تعرف ان هذا هراء. القانون يحمى الاطفال في بعض الامور قبل بلوغهم السن القانوني، فأنت كطفل لايقبل القانون ان تجبر على التوقيع على اتفاقيات قانونيه تبيع بها املاكك التي ورثتها مقابل دراجه او لعبه. ولكن هذه القوانين لا تمنع من ان يتم غسل مُخك والعبث به واخافتك من تهديدات هذا البُعبع السَماوي مع انك طفل صغير اقل من السن القانوني.. هذا مايفعله الاهل بك وهكذا اكتسبت دينك.

ليس هناك تبرير لهذا، سوى هكذا وجدنا آباءنا يفعلون. لقد خسرت فرصة ثمينة كإنسان ان تتعلم الوصول الى قناعاتك بالعقل والنقاش واستعمال التحليل و المنطق السليم و مع هذا استغل اهلك هذه الفرصة و دعـوذوك. اليس من حق الطفل الصغير ان يُحمى من التهديد والتخويف و الارهاب هذا؟ الايعتبر هذا التلقين الديني شكلاً من اشكال الاعتداء على الطفوله؟

يظن رجال الدين ان هذا التخويف بالكائنات الخياليه و بكلام صلعم و عقوبات الاله الغاضب هي التي تجعل الناس اخلاقيين و مُلتزمين، او هكذا يقولون. ان هذا الاعتقاد مثير للضحك والسخريه، ان الاطار الاخلاقي موجود بدون الدين من خلال رغبتنا ان نكون جزءً من مجتمعنا، لأننا كائنات اجتماعية بطبعها لانستطيع العيش منفصلين. ان الايثار المتبادل بين الناس والاخلاقيات لها قيمة واضحة و فائدة لنا ندركها بأنفسنا و لا نحتاج الى اله ولا رسول منه ليعلمنا ذلك.

ان فعل الخير هو مكافأة بحد ذاته، انت تشعر بالسعادة لأنك ساعدت شخصاً، انه من طبيعتنا البشريه الاجتماعيه. ايذاء الناس من ناحية اخرى يجعلنا نحس بالذنب . نحن لانحتاج المخابرات الالهيه كالملاك الجاسوس الجاثم على كتفك الايمن و زميله المـُخبر السري الجالس على كتفك الايسر، هذا كلام عواجيز لا يصدقه انسانٌ عاقل، نحن نفعل الخير كبشر بدون الخوف من كاميرات المراقبه التي يسلطها علينا رب الرمال من الفضاء الخارجي. يكفي اننا نخسر ثقتنا بأنفسنا بأحساسنا بالذنب والخطأ.
عندما نُلقن اطفالنا بأن هناك اله يراقبنا في السماء نقتل الحِس الاخلاقي الانساني الطبيعي بداخلهم. الدين يقول للطفل منذ صغره بأننا لانعرف الخطأ من الصواب، انه هو الذي علمنا هذا وهو الذي يعاقبنا ويكافأنا على التزامنا بما يقول. نعم الدين يقول لنا ان الخطأ والصواب هو فقط ماهو مكتوب في كتابك المقدس، سواء كان القرءان او الانجيل او غيرهما من كتب الخـُرافه القديمه، انه يقول لنا اننا غير قادرين كبشر على ان نكون اخلاقيين بدون وجود الرب الشبح في السماء.

ولكن الانسان الذي يستعمل دماغه و يفكر يصبح قادرٌ على ان يكون اخلاقياً بدون الخوف من ان يضربه بالفلقه بعبع السماء هذا. ليس هناك من هو اكثر تعاسة من انسان يظن ان هدفه الاوحد في الحياة هو الذهاب الى الجنه و تجنّب العِقاب، وهذا مايقود كثير من هؤلاء الذين نشأوا تحت هذه النفسيه المريضه الى ان يصبحوا عدميين بعد ان يدركون ان دينهم ليس الا خرافه، فقد اعتاد الواحد من هؤلاء ان يعتمد في اخلاقياته على المراقبه الدينيه و الخوف من النار للذهاب الى الجنه.


انه من الضروري لصحة مجتمعاتنا المريضه بآفة التدين ان نُدرّس الاخلاقيات العلمانيه بالمدارس وليس الدينيه. انها النظام الاخلاقي الذي يشرح القواعد والقوانين بصورة عقلانيه لا تعتمد على التخويف من كائنات خياليه خارقة للطبيعه مُختبئة عن اعيننا خلف الغيوم وفي السماوات. ان هذا سيُفشل حتى محاولات الاهل في تخويف الطفل بالتهديد الديني من عقاب وثواب من رب الرمال لأنه ومع الوقت سيدرك هذا الانسان تفاهة هذه التعاليم.

ان والديك لا يملكانك، وليس لديهم اي حق في ان يقولا لك كيف عليك ان تُربي وتنشىء اطفالك. ان استخدام الضغط كسلاح ضدك لأنك لاتعتقد بدينهم كمقاطعتك او حرمانك من الثروه هو من اخس الاشياء واقلها اخلاقية ويجب ان لاتجعلك تحزن او تتأثر، اغفر لهم فهم ليسوا الا ضحايا والديهم ايضاً.

على هؤلاء الاباء والامهات الذين يرون ان الحاد ابنهم ورفضه لدينهم يقف بينهم و بينه ان يسألوا انفسهم بجد، هل حـُب هذا الدين اهم من حُبِهم لإبنهم او ابنتهم؟ اذا كان حب هذا الدين اهم من ابنهم فاليذهبوا الى قصة النبي الاهبل ابراهيم الموجوده في كتابهم و ليتسائلون هل هم مستعدين لذبح ولدهم او ابنتهم من اجل اله ليس على وجوده دليل مادي ولا منطقي؟ واذا كانوا يوافقون ذلك فهم ليسوا الا اشخاصاً اعمتهم فكرة غبيه عن انسانيتهم و اصبحوا لايستحقون هذا الابن او الابنه.

اي سلطة تستحق الاحترام ان كانت تفضل ان تضحى بأبنك، هذا هو السؤال الاهم، لأن العبرة التي نستقيها من قصة النبي ابراهيم هو انه وربه اوغاد سيكوباثيين او مَـرضى نفسيين. لاهـذا اله يستحـق ان يُـعبد ،ولا ذاك نبي يستحــقُ ان يُتبـع.



وليتذكر كل منا ان الخوف من شيء لايجعل منه حقيقة فكثير من الناس تخاف الاشباح و السحر والجن و العفاريت مثلما تخاف من الله و ملائكته مع انها اشياء غير موجوده.

في النهاية يا احبائي ان تمرد الانسان على اساليب والديه هو جزء من تطورنا كجنس بشري وهو مُهم جداً لإستمرارنا كنوع. الافكار الجديده تقهر الافكار القديمة و تطغى عليها، فيما لو نجحت الافكار القديمه وكبحت الافكار الجديده يصبح هذا المجتمع متديناً وتقليدياً. هذا مايُفرق المجتمعات المتطوره عن المجتمعات المـُحافظه، وهو الذي يجعل تلك الغير محافظه اكثر نجاحاً. اليمن وافغانستان و الصومال، ام الولايات المتحده و المانيا و سنغافوره؟ فكر بنفسك.

ان التعصب للافكار القديمه مثل الاديان و التقاليد الباليه ليس الا من باب الحماقة و الغباء، ينجح الجيل القديم بعناده ثم يموت ولكنه يدفن ابناؤه و مجتمعه معه.


انه من اجل الخير لنفسك ولمجتمعك ومن اجل مستقبل افضل لك ان تقوم بمُسائلة نفسك في كل شيء علمك اياه والداك. لا اقول لك اعص والديك، بل اقول احبهما و كُن لهما الاحترام والتقدير وستجد ربما ان كثيراً مما علماك به من الحكمة شيء.. ولكن احتفظ بحقك في الحُكم على الامور،استخدم عقلك انت وليس عقلهما في تقييم صِحة وخطأ الادعاءات التي قيلت لك وانت طفل.. تحدى كل هذه المقولات و جميع وجهات النظر و المواقف ولكن بكياسة و لطف.

بن كريشان