The Sound Of Music






الليله آخر ليلة لي في مدينة لندن حضرت فيها مسرحيه غنائيه اسمها؛؛آبا؛؛ في مسرح الامير ادواردز حول قصة حب في اليونان تدور بخلفية موسيقي الفرقه السويديه المعروفه

ارتبطت الموسيقي بالانسان منذ فجر التاريخ و كانت سابقة للغة المكتوبه ، بل يرجح البعض انها قد تكون سابقة للغة نفسها. يتمثل ارتباط الموسيقي بالثقافة على مر العصور، فالموسيقي تختلف باختلاف الزمان و اختلاف الحضاره فموسيقي القرون الوسطي غير موسيقي عصر النهضه و في هذا العصر هناك الراب و الهيب هوب وغيره ، لا يوجد مجتمع على هذا الكوكب لا يستمع الي الموسيقي او لا تمثل موسيقاه.. ثقافته و حضارته. حتى الشعوب التي قد توصف بالبدائيه، لديها هي الاخرى انواع لا تقل تعقيدا من الموسيقي و الغناء

عرّف الفلاسفة الموسيقي بأنها ترتيب الاصوات الافقي والذي ينتج الميلوديا او الترتيب العمودي والذي يشكل الهارمونيا، طبعا اخاكم لا يفقه معنى هذا بالضبط ، ولكن هناك من الناس من يستطيع تعلم الموسيقي بالسماع، بالبديهه وأعرف أناسا علموا انفسهم العزف بدون الذهاب الي مدرسة للموسيقي، في موسيقي الجاز يقوم العازفون بتطوير النوته اثناء العزف كل مره و بدون تدريب مسبق..فالموسيقي مرتبطة تلقائيا و طبيعيا مع الانسان، لا حظ كيف يتمايل الطفل الصغير و يرقص عند سماعه دقات الموسيقي..مره راقبت طفلة عمرها سنتين في فينا مع والديها في عربة يجرها حصان ، او الحنطور الذي يلف بالسواح..كانت تميل برأسها طربا على طرقات حدوة الحصان على اسفلت الشارع

لأن الموسيقي كما ذكرت مرتبطه بالنشاط الانساني فهي كذلك مرتبطه بالاديان، تعزف الموسيقي في المعابد البوذيه، الهندوسيه و بالطبع الكنائس، حيث تشكل الترانيم جزء مهما من الصلاوات

الاسلام يحرم الموسيقي..وهو الدين الوحيد في هذا العالم، الذي يحرمها

أسباب تحريمها غير واضحه حتى أصحاب النقل و عبّاد النصوص لا يوردون سببا مقنعا فلا القرأن و لا كتب السنه الترابيه أقصد التراثيه أوردت كلمة موسيقي. عملية التحريم تدور في فراغ غريب تنقل آيات تحريم لا تبدوا للعاقل انها متعلقه بالموضوع أصلا، مثلا ألأية الاشهر هنا من سورة لقمان: و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزؤا اولئك لهم عذاب مهين وقد ورد عن العباس حسب مايذكر الطبري انه فسر لهو الحديث بأنه الغناء! و أما في تفسير بن كثير فالهو الحديث هو الغناء و المزامير و عند ابن كثير ، و هناك احاديث تؤكد ان لهو الحديث هو الغناء و منها ما ورد في اغاثة اللهفان لأبن القيم الذي يقول عن بن عباس و بن مسعود قال ابو الصهباء سألت بن مسعود عن قوله تعالي لهو الحديث فقال و الله الذي لا اله الا هو..هو الغناء ورددها ثلاث مرات. صراحة هذا حديث فنتك..كيف يروي بن مسعود حديثا هو اصلا فيه و من سلسلة رواته ؟ المهم عودة للأيه من سورة لقمان، فلا لقمان كان قريبا لموزارت و لا السوره فيها اي شيء متعلق بالموسيقي..والمتمعن بالنص يفهم ان القرأن يتحدث عن اناس يستهزؤن بكلام النبي او القرأن و يتوعدهم بالعقاب..لا فهمنا غناء و لا ضرب بالدفوف. أما اشطر المحرمين فهو تلميذ ابن تيميه، ابن القيم الذي مسحها على بلاطه و قال

بأجماع الصحابة على التحريم و أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحى و التنزيل اولى بالقبول من تفسير ما بعدهم فهم أعلم الأمه بمراد الله من كتابه فعليهم نزل و هم اول من خوطب به من الامه و قد شهدوا تفسيره من الرسول

الترجمه لهذا الكلام : على اسلوب عبادة و تقديس الاسلاف في بلاد الرمال فأن تفسير الصحابه الاوائل هو الصح و الذي لا يعجبه الحال فاليشرب من البحر أو يصفق وجهه بالحائط..والسلام


و خلاصة القول انه تحريم مزاجي مرتبط بالفقهاء.. و اذا حكي الشرع الكل ياكل تبن


من المآسى في دولة الرمال هذه ان تأثير الاسلاميين نجح في منع تدريس الموسيقي في المدارس الحكوميه، أما المدارس الخاصه فتتبع اسلوبا اخر هو اخذ أذن ولي الامر ان لتحضر ابنته او ابنه درس الموسيقي، خوفا من أن تطلع الام او الاب من الذين يصدقون مهاترات المتشددين الاسلاميين

نحن نعرف كم حاول الخلفاء الاوائل ان يقسوا قلوب المسلمين حتى تستمر الفتوحات و تغتني طبقة الصحابه و القريشيين الذين ورثوا الاسلام و المسلمين من بعد ممات الرسول صلعم ..و لكن رغم آراء الفقهاء و العلماء و بن القيم ، هل تمكنوا فعلا من الغاء الموسيقي من الحياه؟

لا بالطبع فالموسيقي رغم كل محاولات المنع..من المستحيل ان تختفي فهي اسلوب تعبيري للأنسان و جزء من فطرته و الموسيقي و الغناء مازالا موجودان رغم صراخ التحريم و التخويف و التجريم

عندما تكون في القاهرة او اسطنبول و تستمع الي صوت المؤذن..الا تحس بانشاد اوبيرالي تعبيري، آذان الحرم المكي الذي يبدأ بنبرة عاليه فجاة ثم ينخفض، الا يمس شعور المؤمن، اليس ذلك تلاعبا بالاصوات حتى يتأثر قلب المؤمن؟ طبعا.. و هذا ماتفعله الموسيقي في جميع الاديان

القرأن نفسه، كتب ليرتل و لا يقرأ..ورتل القرأن ترتيلا، الترتيل في القرأن هو نوع من الانشاد فالقرأن يحتوي على سجع موزون و التجويد هو اخراجه بصورة صوتية معينه . الا تروى القصه لنا ان سبب اسلام عمر هو استماعه لأخته ترتل القرأن. انه تأثير الصوت السحري على اذن الانسان، اولم يقول العرب ان الاذن تعشق قبل العين احيانا . أكثر المستمعين للقرأن يخشعون من لحن الترتيل و ليس معنى الكلام ، سائقنا محمد الذي لا يفهم الا العربية المكسره ،يستمع للقرأن بكل خشوع بدون ان يفهم منه كلمة ، الشيعه في مناحاتهم و حسينيتاهم يغنون تقريبا، و حتى ضرب الصدور يتحول الي ايقاع يطرب الحزانى منهم و يبكيهم، و هو اشبه بطرب تلك البنت الصغيره في فيينا، لصوت حدوة الحصان على الشارع.. الترتيل أيضا يشبه نوعا من قرأة التوراه عند اليهود تسمى حزانيم

أدركت الجماعات الاسلاميه السلفيه الجهاديه و الاخوانجيه اهمية الموسيقي في التأثير على الاتباع فأدخلوا فنا سموه الانشاد. هو عباره عن غناء بدون الات موسيقيه و لكن يتم استبدال الايقاع والميلوديا بتداخل اصوات المنشدين بطريقة تشبه جوقة المنشدين في الكنيسه المثيدويه المعمدانيه و التى تحرم استخدام الارغن او اية الات موسيقيه عند الصلاه ، اذاعة الشارقه في بلادنا العامره أمتنعت بأوامر عليا من بث الاغاني و الموسيقي وأصبحت تستخدم الانشاد هذا تعويضا لتطرب به نفس المسلم المتزمت القاسيه..فهو مهما حاول الانكار، لا يستطيع الاستغناء عن صوت الموسيقي

بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات