الاثنين

مارأيك لو نتناقش بمنطقيه؟

وعلمّ سليمان منطق الطير..ولم يعلمنا أي منطق.



عندما لايفيد ظهور أسم الجلاله على الطماطم والبطاطا والبطيخ واللحم ..وعندما تعجز زغلالات الأعجازات العلميه ..وعندما لايُثبت أن الحمير ترى الشياطين بالأشعه تحت القرنفليه..ترى ماذا يفعل الأصوليون الأسلاميون؟ بالطبع ! يقومون بتشويه العلوم الحقيقيه ونشر معلومات مضلله عنها.



هذا يفسر ميول أغلب الناس عندنا الى رفض القبول بنظرية التطور، على أساس أنها نظريه ألحاديه. هذا الكلام غير صحيح ومبنى على الأدعاءات الكاذبه التي ينشرها هؤلاء الأصوليون والأعجازيون . ومنها أشاعه مغرضه تقول ان التصديق بنظرية التطور الداروينى ، يحولك الى ملحد..وبالتالي، ستصير صهوينا، صليبيا، شيوعيا وعميلا للموساد خائنا لأمتك العربيه الخطيره..و ليس هذا فقط بل،وستصبح..منحلا عديم الأخلاق☺ وقد يكون معهم حق في هذا، فمن يريد ان تبوظ أخلاقه بسببها ؟ وأذا كان هذا تأثيرهذه النظريه على الأنسان ، فمن يريدها؟ ألا أن هناك في هذه الحياة ملايين وملايين من الناس تدرس هذه النظريه ، وتدرسّها وتشتغل بها..ومع هذا مايزالون مؤمنين بالدين.

في الواقع، هذا الكلام ببساطه غير صحيح. وعلى عكس ما يدعيه منتقديها، لاتقول نظرية التطور اي شيء عن أصل الكون ،وكيف وجدت الأرض ولاحتى كيف تكونت الحياة؟ النظريه تتحدث فقط عن كيف " تطورت " ..كيف ماذا؟ صح ! كيف تطورت الحياه فقط؟ وليس كيف وجدت، وعندما يقبل اي انسان هذه النظريه فهو يقبل افضل تفسير لتنوع الأجناس وأختلافها..ويستطيع أن يستمر( لو أحب ) بقبول كذلك أن من خلق كل هذا في البدايه هو الله- أو رب الرمال.



الحقيقه أن نظرية التطور قد لاتتسبب بألحاد الأنسان، ألا أنها قد تجعل البعض يعيد التفكير في أقوال المشايخ عندنا ويحاول أن يجد لها شيئا يتفق مع العلم. الدكتور عبد الصبور شاهين مثلا كتب كتابا أسمه: أبي أدم- قصة الخليقه بين الأسطوره والحقيقه وذكر فيه أن أدم ليس أول رجل يخلقه الله بل هو الرجل الذي اصطفاه وأختاره من بين المخلوقات التي كان يطلق عليها بشر.

أحيانا يخلط الناس اشياء كثيره لشدة غضبهم من هذه النظريه، ولكن اغلبهم يفعل لأنه تحت تاثير سوء الفهم والمعلومات الخاطئه التي ينشرها مدعوذوا بلاد الرمال. جائتني هذه الرساله من صديقنا القاريء محمود الخطيب وقد قال في عنوانها مارأيك لو نتناقش بمنطقيه:

بن كريشان ،

أراك لاتجيب على رسائلي فعسى يكون المانع خيرا ، عموما أود أن أعتذر على حدة الهجة التي استخدمتها للكتابة لك و أعلم أني عادة لا أستخدم هذه الطريقة للنقاش ... ولكن بعض الامور تدفعك أحيانا للخروج عن طورك

عموما لا أريد أن أطيل عليك الغرض من هذه الرسالة هو دفعي لك لمواصلة الكتابة في مدونتك من يدري ففي النهاية قد تنجح أنت باقناعي بمنهجك ولكن بعيدا عن أسلوب مقالاتك الاعتيادي ، مارأيك بأن تبدأ بمناقشة الامر بأسلوب مختلف وحضاري قليلا أنا فعلا أبحث بشكل جاد عن شخص يفسر لي حقيقة الكون و الوجود من وجهة نظر شخص ملحد

عن نفسي كلما قرأت شيئا عن الحواس المتفوقة للمخلوقات تأكدت من هشاشة وضعف الحواس التي يملكها البشر.. فنحن لا نملك فقط بصرا ضعيفا وسمعا محدودا - وأنف لا يتجاوز قطره مترين - بل ونفتقد تماما حواس خارقة ومدهشة لدى بعض المخلوقات. ولأننا نفتقدها ولا نملكها أصلا يصعب علينا فهمها أو شرحها أو حتى إدراك وجودها (... مثل صعوبة شرح معنى الألوان للكفيف أو الموسيقى لرجل أطرش)..

فأعيننا مثلا لا تقارن بأعين الصقر القادرة على رؤية أرنب صغير على بعد أميال.. كما تنحصر آذاننا على سماع هامش صوتي معين ولا تقارن بالبومة القادرة على سماع دبيب النملة.. أما حاسة الشم لدينا فلا تقارن بحاسة الكلب (التي تزيد بألف ضعف) وتمكنه من تتبع الرائحة على بعد أميال..

وقد تكون هذه (المقارنات) واضحة ومفهومة لأننا نعرف معنى "البصر" و"السمع" و"الشم" و"اللمس" و"التذوق".. غير أنه يصعب علينا فهم الإحساس ب "المجال المغناطيسي" و"الذاكرة الموروثة" و"تحليل الصدى" و"رؤية الحيود الضوئية" أو الاحساس ب "التيارات العصبية" والحرارة الصادرة من أجساد المخلوقات (... وجميعها أحاسيس خارقة تملكها بعض الحيوانات)...


كلما أستغرقت بالتفكير بهذه الامور أردك أن هناك الكثير من الاشياء التي تدور حولنا ولاعلم لنا بها , ومن هنا تولد ايماني بالغيبيات فلا أحكم على أي شيء بعدم الوجود لمجرد أني لا أراه أو اسمعه او أشعر به و الغريب أكثر هو النظرية الدارونية ،هل تعلم بماذا تذكرني ، بفكرة القرد المؤلف هل سمعت عنها؟


لا أعرف ولا أعتقد أن أحداً يعرف كيف ظهرت فكرة القرد المؤلف ؛ ولكن الفرضية تقول إنك لو وضعت قرداً أمام آلة كاتبة ، وأعطيته الكثير من الحرية والوقت ، سترتفع فرصة كتابته مسرحية لشيكسبير بطريقة عشوائية (لا يدرك هو نفسه تفاصيلها أوعمقها الأدبي)

وبالطبع نحن نتحدث عن وقت طويل (يصل لعدة قرون) وعن قرد صبور يفضل ضرب المفاتيح على أكل الموز.. ورغم شعبية هذه الفكرة لا يُعرف المسؤول عن ابتكارها أو طرحها لأول مرة. وأقدم مرجع وجدته حولها يعود الى عام 1913حين استشهد بها عالم الرياضيات إيميل بوريل أثناء محاولته تفسير الدافع للحياة (على حد تعبيره) .. وفي منتصف السبعينات اكتسبت شعبية كبيرة بفضل قصة علمية ساخرة تدعى "دليل المسافر الى المجرة" للمؤلف دوجلاس آدمز .. واليوم يتم تداول هذه الفكرة بنسخ مختلفة قد تضم قرداً واحداً أو صفاً كاملاً من القرود يعملون على نسخ كلمة واحدة أو مكتبة متكاملة !

ورغم اعتمادها على نظرية الاحتمالات الرياضية إلا أن مغزاها يصب في صالح النظرية الدارونية وإدعاء ظهور الحياة بشكل عشوائي واعتباطي ؛ فإن أمكن لأي قرد تأليف جملة مفهومة (فضلا عن مسرحية لشيكسبير) فما الذي يمنع الأحماض الأولية (التي تشكل لبنات الحياة الأولى) من الاصطفاف بطريقة عشوائية تنتهي بعد ملايين السنين بظهور حياة معقدة !!

... والغريب فعلا أن فكرة القرد المؤلف كثيرا ما تجاوزت حدود التخمين والافتراض الى التجربة والاختبار . ففي عام 1999مثلا قامت جامعة نيويورك باستبدال القرود الطابعة بكمبيوترات خارقة تطرح في كل ثانية عدداً هائلاً من الأحرف العشوائية . وفي عام 2002قرر علماء الأعصاب في جامعة بلايموث بانجلترا العودة للواقع وحشروا ستة قرود مع ست طابعات الكترونية (انتهت بتدمير القرود لاثنتين والتبول على أربع) .. أما هذه الأيام فيوجد موقع إلكتروني يقوم فيه الزائرون عبر الانترنت بدورالقردة المؤلفة وإدخال أحرف عشوائية يمكن لملايين الناس متابعتها والإضافة إليها

.. أما الحقيقة (التي قد تغيب عن المدعين والمتلقين) فهي استحالة كتابة أي كلمة صحيحة بهذه الطريقة فضلا عن صفحة أو رواية كاملة ..

فإذا أخذنا كلمة من ثلاثة أحرف فقط (مثل : ذهب) فإن احتمال طبع أول حرف بطريقة اعتباطية يساوي 1على 28(هي مجموع أحرف اللغة العربية) !

أما احتمال طبع الحرف الثاني "الهاء" خلف الحرف الأول "الذال" فيرفع عدد الاحتمالات الى 784(هي ناتج ضرب 28في 28) !!

أما احتمال طباعة الأحرف الثلاثة بالترتيب (ذه ب) فيرفع نسبة الاحتمالات الى 21952محاولة (وهذا بالضبط ما يفسر صعوبة فتح أي حقيبة دبلوماسية بثلاثة أحرف سرية) !

أما احتمال طبع كلمة من أربعة أحرف فيرتفع إلى 614656محاولة ، وكلمة من خمسة أحرف الى 1721036، ومن ستة أحرف الى 481890304، في حين تتطلب كلمة فأسقيناكموه (وهي أطول كلمة في القرآن) أكثر من 8288000000000000محاولة !! وهذه الأرقام ستتضاعف بدورها إلى حدود خيالية في حال فكرنا بكتابة جملة مركبة مثل (فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه) بهذه الطريقة الاعتباطية !


... وكل هذا يمنحنا قناعة بأن فكرة القرد المؤلف (التي قصد بها إقناعنا بإمكانية ظهور الحياة بطريقة عشوائية) تحولت هي ذاتها الى دليل نفي يثبت استحالة ظهورها بهذه الطريقة ..

أستغرب كيف يتوقع مني الملحدون تصديق نظرية الانتخاب الطبيعي و تكذيب العلم المبسط الذي يضحط هذه الفكرة من أساسها .. لكي أصدق مثل هذه الاشياء فيجب أن تعطل عقلك عن التفكير بمنطق وما أجده مهينا بحق هو عجز أي إنسان (بما في ذلك شكسبير) عن فتح حقيبة بثلاثة أحرف سرية ؛ ثم ينجح "قرد" في تركيب مسرحية تضم آلاف الكلمات والجمل
..أنتظر جوابك الموضوعي و المنطقي على هذه الامور

وكم أرجوا أن تحترم عقلك وعقل قرائك وتبدا بمناقشة نظرية الاحاد هكذا بمنطقية بعيدا عن الفلسفات الفارغة .

مودتي

محمود الخطيب





لا أدري ماهي اللا منطقيه التي يراها محمود الخطيب في طروحاتي ؟ فهو لايوضح بالضبط ولا يعطيني أمثله فأهم قصده، ولكنه وفي جداله الأول يقول أن كانت هناك اشياء غير محسوسه في هذا العالم بواسطة حواسنا الأنسانيه، وطالما أن قدرة الحيوانات على الرؤيه والشم والسمع أقوى من قدراتنا المحدوده.. أذا فهذا يدل على وجود علم غيبي!! ماذا؟ أمجرد أن هناك أمور لا نشعرها بحواسنا الخمس هو مايثبت وجود الله؟ لقد ظننت أننا سنتناقش بمنطقيه..أهذا هو السبب الذي يستميت من أجله أصحاب الأعجاز العلمي الأسلامي لأثبات أن الحمار يرى الشياطين والديك يرى الملائكه عن طريق رؤية أحدهما للأشعه البنفسجيه والأخر لتحت الحمراء☺..ربما؟ ( على فكره زيزبونه ترى الجن)



والأن يا أخ محمود من أين جئت بفكرة أن داروين قال ان العالم وجد بطريقه أعتباطيه؟ أيعقل أن يأتي داروين الى الجمعيه العلميه الملكيه البريطانيه ويقول على ملأ العلماء: أيها اللوردات ..ترم ترم ترآآآم ..لقد أكتشفت أن الحياة وجدت على هذه الأرض..أعتباطيا؟ سيكون هو العبيط أن فعل وسّيدونه بالشلوت على قفاه ويرموه في الشارع..أتعرف أنك عندما تكتب ذلك فأنك تجتر كلام المشايخ وكهنة الأسلام؟ داروين لم يقل ابدا ان الحياة وجدت " أعتباطيا" وبما أن هذا كلامك أنت، فلاداعي أن أجيب عليه" منطقيا".. ولندع المزاح جانبا..فيا أخ محمود،نحن لدينا أجهزة علميه تفوق قدرة تلك الحيوانات تجعلنا نسبر أعماق الكون، وتستطيع أقمارنا الأصطناعيه تصوير كل شبر من هذه الأرض -ولانجد فيها ولا نفر واحد من شعب يأجوج ومأجوج العظيم. نحن نستطيع أن نرى اليوم في الظلام مثل البومه ونستطيع ان نرى أجساما طائره بالردارات من مسافات لايستطيع الصقر رؤيتها..أنا مثلا أتصلت اليوم بالتلفون من بوسطن الى العين ! فهل يستطيع حيوان أن يسمع من ذلك البعد..وهذا يعني أن حواسنا بأمكانها أن تتحسن وتقوى وتتغلب على أي ضعف بها عن طريق العلم والتكنولوجيا..فحتى لو لا أرى الكهرباء فأنا أستطيع أن أقيسها وأختبرها بأجهزة بسيطه جدا..وقد لا أرى ولا أحس بالميكروبات والفيروسات ولكن أستطيع أن أراها وأختبرها، فبالتالي أيعني ذلك عكس استناتجك بأنه ليس هناك علم غيبي..فالله إذا غير موجود.



عزيزي محمود،

الواقع أننا اليوم ليس فقط أننا نحس بالمجالات المغناطيسيه بل، نخلقها أيضا ولدينا أجهزة تستشعر المجالات الحراريه للأجسام الحيه، ونقيس التيارات العصبيه ونفهم كثيرا عن علم الوراثه والدي.أن. أيه. أن لدينا أجهزه ترى مابداخل الحقائب المغلقه ...ماكنا لانعرفه بالأمس نعرفه اليوم..ومالانعرفه اليوم سنعرفه غدا..حتى الأديان و كيف نشأت ؟ ونفسية التفكير الديني ..وتاريخه نعرفه كله..ونعرف بأنه لم يوجد نبي اسمه موسى لأن الدلائل الجيولوجيه لا تشير الى أن البحر الأحمر قد أنقسم يوما ما ..ولم يحدث فيضان أغرق الأرض أبدا كما ورد في قصة نوح..ونعرف ان النمل، لم يتكلم مع الحاج سليمان.

فمن ثم ليس هناك من أثبات بأن الحمار عندما ينهق يري شيطانا، ألا نقلا عن خرافات أناس جهله عاشوا في القرن السابع ميلادي قبل تطور ذكاءنا الأنساني، أليس من العقل أن نصدق علوم اليوم...بدل علوم الأمس الغير دقيقه يامحمود؟

والأن الى قصة القرود التي تطبع على الآلات الكاتبه.

أنت لابد أنك تشير الى الكاتب التلفزيوني البريطاني دوجلاس أدامز مؤلف هيتشهايكر قايد تو ذا جلاكسي. وهو أحد مؤلفي حلقات مسلسل دكتور هو والذي اعتقد أن قصة القرود هذه ظهرت به. لا أريد الأفتاء بما لا أعرفه فأنا لم اشاهد أي حلقة من المسلسلات التي كتبها مستر أدامز، ولكنني اعرف أنه ملحد وقد ذكره ريتشارد داوكن في مقدمة كتابه " رب الوهم" كود دلوجين. فأن استخدم قصة القرود الطابعه في احد حلقاته فربما كان يتمسخر على المؤمنين و على ساذجة استخدامهم لقصة القرود هذه. ليس هناك اي أرتباط بما تقوله نظرية التطور وأفتراضية القرود الطابعه ، وأنما تعتمد على فهم خاطيء لها ، وكما قلت أنت ، يحاول مُختلق هذا المثال اللعب بالمفهوم الرياضي المسمى مالانهايه " الأنفينيتي " والأحتماليه " بروبابيليتي" وعامل الزمن. ولكن أهذا ماقالته نظرية التطور؟ أهذا ماقصدته بالأنتقاء الطبيعي؟ أبدا ياصديقي العزيز محمود. لاتنقاد بمقولات الأسلاميين والأعجازيين، حاول ان تفهم هذه النظريه بطريقه صحيحه، بطريقه علميه ولاتأخذها من افواه الجهله الأسلاميين..(قال قرود تطبع على الكومبيوتر.. من وين يطلعون بهذا الحكي؟)

أما الكلمه الأعجازيه القرءانيه التي ذكرتها " فأسقيناكمونوه" أقصد أسقيناكموكوه..والله لا أستطيع لفظها فهي كلمة غبيه مضحكه ( هل تستطيع قولها ثلاث مرات متعاقبه وبسرعه؟ فاسقينكمتانون ،فأسقيمكنماوه، فاسقيناكموأووه) بهذه الكلمه يذكرنا ربنا ، رب بلاد الرمال نحن سكانها بأنه كان يسقينا ماء المطر ..وقلما كان يسقطه علينا في صحارينا القاحله ..ولكن الأن والحمدلله وبفضل العلوم الغير قرءانيه..علوم الغرب ، تمكنا من تحلية مياه البحر فصرنا منه نشربونكونون ولا نحتاج الى فأسقناكوهوموتون. وهذا يذكرني بما ورد في سورة يوسف ، يقول موقع إسلام نيت:

وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَرُونَ (7/130)"صدق الله العظيم معنى هذا أن كلمة سنين هنا أنها تعني شروع في هلاك قوم فرعون بكفرهم بمنع الغيث عنهم فقد أرسل الله سبحانه وتعالى عام الجدب والقحط عليهم، ويقول لسان العرب مستهم السّنةَْ أي أستنوا إذا قحطوا وأجدبوا ، وأصابت القوم سُنَيةْ حمراء أي أصابهم الله بالجدب الشديد وأنقطاع المطر ومنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال:"اللهم إجعلها عليهم سنينا كسني يوسف" وهي سنوات الجدب والقحط ومنع المطرالتي ضربت بلاد مصر في عهد سيدنا يوسف عليه السلام وبحكمته ورويته فقد إستطاع النجاة من هذه البلية بالحكمة وما أعطاه الله من منحة العلم
والسؤال للأخ محمود،هنا يشرح رب الرمال في هذه السوره كيف عانت مصر من نقص المطر وأصابها القحط؟..حتى أنقذتهم حكمة النبي اليهودي يوسف. .أتعرف يامحمود أن اليهود أستعبطوكم تماما بهذه القصه المنقوله عن خرافاتهم وأمنياتهم..مصر لديها نهر النيل الذي لم ينضب لليوم ولم تعتمد زراعة المصريين يوما على ..مياه المطر كما ظن صلعم او قبائل الصحراء من أمثال العبرانيين..الحكمه هنا يا أخ محمود هي بلييز تحقق مما يقوله لك الأسلاميون ..قبل أن تقفز للدفاع عنهم..فهم في أغلب الأحايين ..مهلوسين.

أما في اخر فقره من رسالة محمود الخطيب فلا أفهمها فهو يتطرق الى نظرية الأنتخاب الطبيعي ويقول أن "العلم المبسط " يدحضها من اساسها. بصراحه لا أفهم ماهو العلم المبسط هذا؟ وكيف يستطيع علم مبسط..أن يدحض نظرية معقدة كهذه؟ كم أود لو ان صديقنا محمود يتفضل بالشرح لنا كيف تمكن هذا العلم المبسط؟...من دحر نظرية مثبتة علميا مثل نظرية الأختيار الطبيعي..وبدون أن أعرف ماهو ذلك العلم المبسط ! فلن أستطع أن أجيب على هذا التساؤل. أقترح ان تتقدم لنا بشرح معني العلم المبسط هذا أولا ، حتى يتسنى لنا، أو للعلماء من الذين كتبوا في العلم البيولوجي المعقد جدا " الأنتخاب الطبيعي" ..أن يشرحوا لك. الأنتخاب الطبيعي، وللعلم فقد تمت مشاهدته ،وأختباره ،وتوثيقه ..والمعلومات متوافره لمن يرغب البحث في حقائقه.

من مقال لمحمد زكريا توفيق نشرت في موقع الحوار المتمدن وتجدونه كذلك هنا بأسم نحن ونظرية التطور أرسله لي الصديق " تشا" جذبني مثال ضربه على الأتحاد السوفييتي الذي لم يعترف بنظرية التطور في البدايه:

حاول الإتحاد السوفيتى السابق فى عصر ستالين صبغ بعض العلوم بالصبغة الماركسية، وحاول تصنيفها إلى علوم تؤيد الفكر الإشتراكى، وأخرى تتعارض معه. لكن هذه المحاولات باءت كلها بالفشل الذريع، وكانت النتيجة كارثة علمية. ففى أوائل الثلاثينات من هذا القرن، قاد عالم البيلوجيا "ليزنكوف" حملة إرهاب فكرى ضد باقى علماء البيلوجيا الذين يعارضون أفكاره ونظرياته التى قام بتحريفها لأسباب سياسية كى توائم النظرية الماركسية. وقام بتشريد العلماء المعارضين، وبالتحريض على قتلهم فى بعض الأحيان. كما حدث بالنسبة لعالم البيلوجيا "فافيلوف"، الذى أُعدم بسبب عدم موافقته على نظريات "ليزنكوف".وقام الإتحاد السوفيتى أيضا بمنع تدريس نظرية التطور لدارون، وتبنى بدلا منها نظرية "لامارك"، الذى يقول بأن التطور يحدث بسبب عوامل البيئة والمجتمع، بعكس دارون الذى بنى نظريته على مبدأ الإختيار الطبيعى (البقاء للأصلح). والغريب أن نظرية دارون ظلت مرفوضة داخل الإتحاد السوفيتى حتى عام 1965م. لذلك تأخرت علوم البيلوجيا فى الإتحاد السوفيتى عن مثيلاتها فى الغرب. وتأخرت الزراعة وإنتاج المحاصيل، وكانت كارثةً على الإقتصاد السوفيتى.
ان الروس وصلوا الى الفضاء الا أنك لو ذهبت الى أريافهم فستستغرب أنهم مازالوا يستعملون الخيول في الحرث. أليس من الغريب أن دولة بحجم روسيا هي أكبر دوله حجما في العالم ولديها من الأراض الخصبة مالديها..لاتستطيع ان تصّدر غلالا زراعيه، و مازالت تستورد القمح من أمريكا؟ أمريكا على فكره تستخدم علم البيولوجيا الناتج عن نظرية التطور لداروين في تعظيم أنتاجها الزراعي.. هذا هو ياسيد محمود هوحال من ينكرون العلم ..ويفضلون عليه السفسطات العقائديه الدينيه والديماغوجيه.

مشكلة المؤمنين أنهم عندما يُواجهون بمعلومات تتناقض مع أعتقاداتهم، يرفضون تغيير هذه الأعتقادات، وبدلا عن ذلك ينكرون الأدله والأثباتات المقدمه لهم، مبررين الأمر لأنفسهم بشتى الطرق ..حتى لو لم يكونوا يفقهون بالموضوع شيئا.





لقد كتبت في السابق عن نظرية التطور وأرجو من الأخ محمود الخطيب الرجوع الى هذا المقال الذي كتبته في أغسطس الماضي بأسم الرد على نظرية داروين وستجد فيها كثيرا من الأجابات على تساؤلاتك. وأرجو أن تتحملني قليلا يا أخ محمود وتسمح لي أن أسألك أنا سؤالا بسيطا:


هل تؤمن فعلا بأن سليمان يتكلم لغة النمل ؟

طبيعي أن كل مسلم يؤمن بكلام النمل، مثلما يؤمن بوجود الجان وعفاريت سليمان .داروين أضاع خمسة وعشرون عاما من عمره قبل أن يأتي بهذه النظريه، قضاها في بحث وتجارب وسفر، ونظريته تدّرس في جميع جامعات العالم ومنذ سنوات طويله ، فمارأيك لو نتناقش بمنطقيه أكثر..لماذا نطالب العلماء بأثبات نظرية التطور! ولا نطالب المشايخ أيضا بأدلتهم على كلام النمل؟

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: