الاثنين

عسكر و سلاطين و افاعي و اكاذيب


ربما لاحظ بعضكم تغيبي في الايام السابقه عن الكتابة، السبب انني خارج الامارات في اجازة قررت ان اقضيها بدون تخطيط و ان اقوم بشيء طالما تمنيته و هو اكتشاف بعض الدول الجديده في اوربا الشرقيه، بدأت من رومانيا و تمكنت هناك من الحصول على فيزة دخول لسلوفانيا ، بلد صغير ظليل الاشجار بعيد عن التلوث و دخان السيارات، انا أكتب الان في بنسيون هادئ صغير تملكه سيدة عجوز طيبه، لم استطيع الخروج هذا الصباح بسبب المطر الذي سيتوقف كما قيل لي، في الساعة الثالثة ظهرا، بدون ان يقول المذيع كما هو الحال في بلاد الرمال: و الله أعلم! قررت ان امضى بعض الوقت في الكتابه و سأنشره حال اكتشافي لأول انترنيت كافيه هنا

احد الاعزاء و هو الاخ نزال كان قد ترك ملاحظة في الموقع تفيد بأن بانني اركز كتاباتي في الهجوم على الاسلام فقط، ولا اهاجم الحكام العرب، ومع شكري لملاحظته، فأود ان اقول نعم و لا، فأنا أهاجم شيئا اخر ليس الاسلام الطيب، بل شيئا اعمق في منظومة بلاد الرمال، هو أفعى الاستبداد التي تغير جلدها بين الفترة و الاخرتحت مسمى معين..يهدف الي الحول بين شعوب هذه بلاد الرمال، و الحريه و التقدم و الحداثه، هناك مجموعة من الافاعي قد تكون سلاطينا ام عسكر ام اشياء اخرى..كلما يحتضر احد اشكال هذه الافاعي، هناك افعى جديده تولد...لا تختلف عن التي قبلها

ما الذي تختلف فيه شعوب شرق اوروبا عنا، فهم رزخوا تحت الاستبداد و تسلط طغمه من الحكام استولوا على الدولة و سخروا البشر لخدمتهم في نظم بوليسيه، كان دورها التخلص من المعارضة و حماية طغمة تتحكم في الحزب و تمنح الفرص حسب درجات الولاء. مازال تأثير الدوله البوليسيه حاضرا في سلوفانيا عن غير قصد، فعند دخولك هذا البلد يجب ان تسجل اسمك في مركز الشرطه القريب، انها البيروقراطيه اللعينه وصعوبة التخلص من الماضى! ولكنهم يحرزون تقدما كبيرا في كل مجال، ربما كان ذلك اكثر وضوحا في رومانيا من سلوفانيا، ولكنهم سيصلون هناك بالتأكيد... قبل دول الرمال

أعتقد ان السر هو قدرة بعض الشعوب على التكيف مع الجديد و استغلال موروثها الحضاري القادر على بناء مؤسسات المجتمع . مجتمع بلاد الرمال يحتوى على جرثومة خطيره اسمها عدم قبول الاخر و رفض الحداثه. و بما انني هنا فلا تأخذوا كلامي وكأنني شيوعي، و لكن كارل ماركس كان يعتبر الدين افيونا يساعد الناس على تحمل الظلم و الاستبداد البرجوازي و الفاشي، و في بلاد الرمال كان ذلك صحيحا فالقدريه و هي قبول حكم الله كأبتلاء ساعد على استمرار هيمنة العسكريين الانقلابيين في كثير من دول اراضي الرمال..حتى استيقظ مارد اخر يريد ان يستغل الدين مباشرة ليستولي هو على السلطه من يد هؤلاء العسكر و السلاطيين.. و يستمتع هو و قبيله بالسلطه و يستأثربها، المخاطرة اكبر هذه المره..فيما يبدو انه طريق اللاعوده و الانتحار حيث سينتهي مستقبل بلاد الرمال الي الوقوع من حافة الهاويه الي كهوف التخلف السرمدي

عند دخولي لأحد المكتبات في سلوفانيا الصغيره ، وجدت كل الكتب و العناويين التي اعرفها و قد ترجمت الي لغتهم..بينما في بلاد الرمال الشاسعه ذات الثلاثمائة مليون نسمه..لانجد مانقرأ، و تمارس علينا سلطات الحجب و المنع..في امارات الرمال تمارس شركة الاتصالات المنع كما يحلو لها و ربما يكون خلف ذلك أحد بيوض الافعى الجديده من الملتحيين منتسبي تيار الظلام القادم ليصبغنا بسواده

انفتحت هذه الشعوب على الغير و لم ترفض الثقافه الجديده، فهي لديها خصوصية قوية في ثقافتها لايمكن ان تتأثر او تنهزم..بينما ثقافة بلاد الرمال، فهي ثقافة هشة ضعيفه جبانه، ليس لها شخصيه، تخاف من الاخر فترفضه..لا ادرى ان كنا نحن نرفض التغير ام الافاعي التي تحاول ان تسيطر علينا من سلاطين و عسكر و افاعي جماعات ظلاميه اسلاميه؟..مجتمعات الصحراء لاتقرأ، لذا يسهل خداعها

ان الوعي الحضاري في بلاد الرمال مفقود..لا بل منعدم، فبمجرد ما تبدأ ابواق الاعلام تنادي بكليشيهات مستهلكه، حتى يبدأ سكان الرمال بترديدها، هذه الشعارات تهدف الي اقصاء الاخر و منع وجه الحداثة و العقل من الوصول الينا..كان احد الاصدقاء يردد دائما كلمة أمريكا هي البلاء..مقطع اعتقد انه اخذه من احدى كتابات الشاعر الفلسطيني محمود درويش ، هذا احد من صدق أكذوبه العسكر، رفض العرب تحت خدعة العسكر النموذج الديموقراطي الحر الذي لم يكن مقتصرا على امريكا و نسوا فرنسا و كل العالم و قبلوا النموذج الشيوعي الاستبدادي للحكم، فكانت مصر عبدالناصر و عراق صدام و جماهيرية الغباء القذافي، و النتيجه تخلف في تخلف..هذه كذبة العسكر

أما افاعي الظلام الجديده فتحارب التغريب، و هي كلمة ذات حدين لايرى سكان الرمال الحد الموجه ضدهم، فيسوقون الكلمه علي ان اليهود و النصارى يريدن ان يخربوا القيم ، الباليه اصلا لدينا، حتى نقلد الغرب، بدون ان يشعروا ان النتيجه انهم الذين سيصبحون الغرباء في هذا العالم، غرباء عن الحضاره..غرباء عن العلم، غرباء عن التقدم و الثروه و الاقتصاد و الانسانيه، سيتركنا العالم عندها و يتخلى عنا لنموت بطيئا.. كهمج متخلفين، على اياد الافاعي الجديده.. هذه خدعة الاسلاميين الظلاميين

وكذا يااعزائي اننا نخدع كل يوم بسبب غياب العقل..نحن نعيش في عالم عبادة الافراد و المقدسات و الماضي العريق نقبل ان نستعبد طالما ان هذا الاستعباد من اجل رفض الاخر..اننا لانتعامل مع مشكلاتنا ببراجماتيه و عقلانيه.. بل بشعارات مكذوبه و عواطف غاضبه..هذه الافاعى لا تحمينا بأقصائنا عن الحداثة و التقدم، بل تحمى نفسها.هذه الافاعي ستكن جاهزة لتبرير فشلها المحتوم دائما..بكذبة تلوم فيها الامبرياليه
الامريكيه، او الصهيونيه العالميه، او الكفار من اليهود و النصارى و من ولاهم
استيقظوا..انهم يكذبون

توقف المطر!الساعه الثالثه تقريبا..والله اعلم
بن كريشان

ليست هناك تعليقات: