الاثنين

فلنبق الرياضه بعيداً عن الاديان




الفيفا- الاتحاد الدولي الدولي لكرة القدم، و هو الهيئه المسؤوله عن تنظيم اللعبه عالمياً، اصدر إنذاراً شديداً للمنتخب البرازيلي وإتحاد كرة القدم البرازيلي بعد ان قام لاعبيه بمحاولة رخيصه لنشر دعايه كنسيه بخلع اللباس الرسمي للفريق خلال مبارة لكرة القدم، وإظهار تي شيرتات من تحته تحمل دعايه للمسيح.

نجوم الفريق البرازيلي بما فيهم اللاعب كاكا الذي يلعب في ريال مدريد والذي يتقاضى ٦۵ مليون جنيه استرليني و معه الكابتن لوتتشيو كشفوا بحركات مسرحيه عن شعار على فانيلاتهم التحتيه يقول: يسوع انا انتمي لك.


ذكرت صحيفة
الديلي ميل البريطانيه في تعليقها على الخبر بأن معظم اعضاء المنتخب البرازيلي هم من اتباع الديانه الكاثوليكيه و يعتقدون بإيمان ديني عميق بالمسيح. ( الان عرفت لماذا لم تصبح البرازيل دولة عظمى). يتبع هؤلاء اللاعبون مذهباً اسمه البنتيكوستاليه وهو مذهب معروف بإنتقاده الشديد و معاداته للمذاهب المسيحيه الاخرى و الاديان المخالفه.

حسب القانون الرابع لإتحاد كرة القدم العالمي الفيفا: يحظر إعلان اي إعلانات سياسيه او دينيه او شخصيه سواء على قميص اللاعب او تحته. ومن يفعل ذلك تتم معاقبته بواسطة منظم المنافسه الرياضيه حسب قواعد الفيفا.

عندما يقوم شخص بإستغلال مركزه و سلطته ليقوم بنشر دين معين يزعل اصحاب الاديان الاخرى، ولكن عندما يقوم لاعب منتخب او نادي رياضي له شعبيه و معجبين بخلع قميصه بطريقة ليظهر شعاراً دينياً مثل اللاعب كاكا " انا مملوك من المسيح" ماذا يريد ان يقول؟ هل دفع له الفاتيكان ۵٦ مليون يورو ليقوم بذلك، ام إنه يستغل موقعه من الرياضه ليتصرف بطريقة غير مسؤوله. كاكا وغيره يتناسى ان له معجبون من الصغار حول العالم و من أديان أخرى، لاعبي المنتخب المصري حين يقومون بالسجود في الملعب، الايفكرون كم من مصري مسيحي كان يتابع المباره متحمساً لبلاده؟ ليصب عليه اللعيبه ماء بارداً بحركة دينيه مثل هذه، اهذه رسالة لجمهورهم المصري المسيحي لانحتاج تشجيعكم فأنتم لستمً مثلنا؟



هل إقحام الدين والله و المسيح في الرياضه شيء سلبي؟ بالطبع فهو كذلك. فمتابعي الرياضه و ممارسيها ينتمون لإديان و إعتقادات مُختلفه و من المفروض أن المنافسات الرياضيه ان تكون وسيلة للتعارف و التقارب بين الناس و لم الشمل بلغة إنسانيه بصورة بعيده عن التفرقه الدينيه والعنصريه بين الناس. هل يصبح مثلاً يوم الاحد او الجمعه يوماً نمنع فيه ممارسة الرياضه و إقامة المباريات لأنه حرام و يوم راحه دينيه؟ هل ستصدر فتاوي تحرم اللعب مع "النصارى" أو ضدهم؟ نحن نرى اليوم وخاصة في الدوري السعودي أولئك اللاعبين الذين يرتدون "الشورت الشرعي" الواحد منهم بلحية كاسترو يلعب كره ببنطلون بيرمودا.

هل سيأتي يوم يبتكر لنا أحدهم دوري كرة القدم الاسلامي إسوة بالبنوك الاسلاميه؟ و فيها تمنع دعايات المنتجات في الملاعب، ويسمح فقط بيافطات بأبي و أمي انت يا صلعم ، وتذكر الله قبل الموت ، واختاه اختاه نقابي نقابي..الخ. ثم توقف المباراه بين الشوطين ليؤدى الفرقين صلاة المغرب مع الجماهير على ارضية الملعب والذي يجب ان يكون بالطبع بإتجاه القبله؟



ستكون هناك رابطة المشجعين الشرعيه بالطبع و التي ستهتف :الله أكبر الله اكبر..كبيرا، والحمدلله كثيرا..بكرة و اصيلا..بلا بلا بلا.

ولم لايؤسس المسيحيون بدورهم دوري كرة القدم المسيحيه حيث يدعوذون فيه للمسيح الذي يحبك و سيقتلع عينيك يوم القيامه ان لم تقبل ان يخلصك، وسيكون الحكم فيها احد القساوسه او بطريريك بملابسه الملونه كالديك. ولن يقبل بالطبع في هذا الدوري ان يشارك فيه لاعب إسمه مُحمد.


المسلمون وكعادتهم سيأسسون فرعاً جديدا للشريعه يسمونه "
فقه الرياضه" يضع القواعد الشرعيه التي يجب ان يلتزم بها اللاعب الرياضي ويتكون من ابواب منها باب كرة القدم. وإذا تعارض اي بند في هذا الباب مع قوانين الفيفا، فستكون الاولويه بالطبع لشرع رب الرمال. وسيكون فيه فصل كامل عن " الضوابط الشرعيه" لممارسة المرأه الرياضه بالنقاب حتى لايبرز اي جزء من ساقها وهي تشووت الكوره. وسيكتب شيوخ الفقه الرياضي في اخر الفصل مُذكرين بأن الله خلق المرأه المسلمه لتكون مطيعة لزوجها و قد حباها الله بجسم مصمم للإستيلاد ، و ليس لممارسة الرياضه و التشبّه بالرجال.


احد إتحادات كرة القدم في بريطانيا قامت بتغريم فريق كرة قدم من الدرجه الجونيور لرفضهم لعب المباريات في رمضان. إقرأ
هنا. وبين إحتاجاجات المسلمين، كتب أحدهم في تعليقه على الحادثه: و لكن لماذا الزعل، فقد خسرتم المباره و حصلتم على الاجر و الثواب بصيامكم..أوليس هذا ما كنتم تريدونه؟
أما في الصين فنتوقع تأسيس رابطة بوذا للعبة اليبنغ بونغ ( تنس الطاوله) وفيها يتوقف اللاعبان في منتصف الماتش لحرق البخور و التأمل للرب بوذا.





هذه السيناريوهات قد تبدو كوميديه و لكنها معقولة جداً لو اخذنا في الحسبان ان المسلمين اليوم قد فعلوا ذلك في مجالات اخرى.

إنذار المنتخب البرازيلي ليس شيء جديد على مخالفات قوانين الفيفا، ففي مونتريال سنة ۲۰۰۷ اخرجت
لاعبة محجبه من لعبة كرة قدم لرفضها خلع حجابها. حكم المباره و الذي كان مسلماً كذلك شرح بأنه يُمنع على اللاعبين إرتداء اية ثياب او مجوهرات قد تتسبب في الايذاء للاعب نفسه او اللاعبين الاخرين او إبداء رموز دينيه او سياسيه او شخصيه.

هذا نص كتاب قواعد الفيفا:

يمنع على اللعبين إظهار اية ملابس تحتيه تحمل شعارات او دعايات سواء دينيه او سياسيه او شخصيه.اي لاعب يخلع فانيلته الرياضيه الرسميه ليبدى شعارات دينيه او سياسيه او شخصيه سيتم معاقبته من قبل منظم المنافسه او من قبل الفيفا.



إذا كان الشخص يريد ان يكون متديناً فعليه ان لايذهب الى الملاعب بل، يقضي وقته بالصلاة و السجود في مسجده او كنيسته و معبده، لانريده ان يصلى في ملاعب الرياضه و يسجد و يدعوذ امام الكاميرات. أيريد ان يقول ان الفوز جاءه بدون تعب و لاتدريب و لاخطه، بمنحة من اليسوع و الله و البوذا و الامام المختفي؟




فالنتخيل منتخب العراق كدوله متعددة الاعراق و الاديان و المذاهب. كل لاعب بالفريق يريد ان يظهر دينه و انتمائه، فالشيعي يكشف فانيلته عن دعاء بفك فرج الامام المهدي والسني يلبس البيرمودا و لحية كاسترو و الكردي يكشف عن قميص تحتي للحزب الكردستاني و التركماني يلبس شعار تركيا العثمانيه ومابالك باللاعب الارمني والاشوري و الازدي و الكاثوليكي و لاننس بالطبع الصابئي الذي قد يقرر ان يستحم بسطل في منتصف الملعب شكرا لله..ايعقل هذا؟

الاديان و الرياضه يجب ان يبقيا منفصلين تماماً عن بعض مثل فصل السياسه عن الدين. الرياضه يجب ان تحمل قيماً إنسانيه علمانيه بدون الحزازات التطرفيه و المذهبيه و الدينيه. اللاعبون يلتزمون فقط بقواعد الفيفا و الهيئات الدوليه المُنظِمه للإلعاب عند ممارسة الرياضه لتجنب الفوضي.




فالنبق الاديان بعيداً عن عالم الرياضه لتكون لغة تفاهم ، و ليس إختلاف بين البشر.

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: