قليل من الناس مثلي يستيقظون في صباح ويك-إند رمضاني كئيب على رسالة من أحد يريد ان يقتله. هذا إيميل وجدته في بريدي صباح اليوم ، يقول كاتبه:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه ومن ولاه أما بعد،
الأخ الملحد/ بن كريشان،
وتحية بما يليق بك،
محمد إبراهيم الخياط
الأعدام للمرتد هي جريمه شرعيه قانونيه
عقوبة أعدام المرتدين هي واحده من أكثر جوانب الأسلام شرورا، وقد صمدت من غابر الزمان حتى عصرنا هذا. نصوص قوانين الرده الموجوده في كل بلاد الرمال هي أرث من الماضي ربما جاءنا من مخلفات الدوله العثمانيه.
المسيحيون واليهود ليسوا بريئون من أرتكاب الفظائع في قتل المرتدين وحرق الناس ورجمهم ، ولكن ولحسن حظهم أصبح ذلك شيئا من الماضي بفضل العلمانيه و أنتصار العقل على خرافات الأديان، فقد مرت كلا الديانتان بعملية أصلاحيه وأصبح مجرد التفكير في أمر وحشي كهذا مرفوض تماما.
الأسلام لم يتقدم ابدا في هذه الناحيه وظل بدائيا متخلفا يحمل هذا القانون الهمجي منذ القرون الوسطى . أغلب المسلمين يؤيدون ، عقوبة الأعدام لمن يترك دينهم. حتى المسلمين الذين في الغرب يتبعون تخلف الأمم التي اتوا منها في هذا الأمر، مع أن هذا أمر ترفضه الليبراليه الغربيه القائمه على مباديء الحريه الشخصيه وحرية الضمير.
بما ان حرية المعتقد هو شيء تكفله وثيقة أعلان حقوق الأنسان العالمي ، وهي وثيقة وقعت عليها كل امم بلاد الرمال صرنا نلحظ مؤخرا ان بعض الدول مثل باكستان وماليزيا تحاول ان تستبدل عقوبة الأعدام بالحبس المؤبد. ماليزيا مثلا ُتخضع المرتد لدورة " إعادة تثقيف" لأعادته الى الأسلام ..و مع هذا هناك اصوات معارضه كثيره تأتي بتأييد من الشارع ومن الجماهير الاسلاميه التي تريد أن ترى استمراية تطبيق هذه العقوبه.
حسنا لقد ذكرت محاولة ماليزيا وباكستان في الألتفاف على هذا القانون الدراكوني الظالم ولكن ماذا بالنسبة للدول العربيه؟ هناك ألاف المقالات التي كتبت و صيحات اطلقت من كثير من المفكرين وبعضهم رجال دين انفسهم. مثلا الدكتور جمال البنا وهو عبقرية فذه بأفكاره الأصلاحيه التي لو طبقت لكان الأسلام اليوم دينا حداثيا يتفوق على المسيحيه ولكن هيهات..فهو يُسب ويُلعن في الصحف وعلى منابر الأسلاميين و في الأنترنيت..هل التقليديون المحافظون في هذا الدين هم من يحركون مشاعر الشارع ..أو ربما أن المسلمين انفسهم لايريدون اصلاحا.
العام الماضي في مصر قام المفتى العام للجمهوريه الشيخ علي جمعه بالتصريح لجريدة واشنغتن بوست بما أذهل الكثيرون ، و فجر جدالا فقهيا اقام الدنيا واثار الأحتجاجات عليه عندما قال فقط : بأن الأسلام يقبل حق الأنسان في أختيار دينه. وان العقوبه على تركه لم يُنص بها في القرءان. حتى أنني والله تأثرت بكلامه و كدت أن أزيل صورته من رقصة الكان كان هنا.
وقال مفتي مصر في بيان له بعد ذلك "الله قد كفل للبشرية جمعاء حق اختيار دينهم دون إكراه أو ضغط خارجي، والاختيار يعني الحرية والحرية تشمل الحق في ارتكاب الأخطاء والذنوب طالما ان ضررها لا يمتد إلى الآخرين".
وتحت ضغوطات كثيره وأتهامات بأن ذلك ترخيص للمسلمين بأعتناق المسيحيه خاصة من جماعة الأخوان المسلمين ..صار الشيخ علي جمعه يتراجع تدريجيا عن موقفه شيئا فشيئا حتى صرح أخيرا:
" حرصا مني على بيان ماقلته من حقائق في مقالتي الأصليه فأننا نؤكد بأن الرده ذنب كبير يستوجب العقاب اذا خشي من صاحبها أثارة فتنة في صفوف مجتمع المسلمين."
****
أسامه حسن ، إمام شاب كانت له شعبية كبيره بين مسلمي بريطانيا والذي ايد حق المسلم بأن يغير دينه او يتخلى عنه لم يكتف المسلمون هناك فقط بالتنديد به، بل ظهرت مواقع اسلاميه بريطانيه تهدد بقتله هو.
المزعج حقا هو في وجود كثير من الشخصيات الأسلاميه المهمه مثل الشيخ علي جمعه لديهم الاستعداد لدعم حرية أختيار الأنسان الشخصيه وحرية الضمير في المسائل الدينيه الا أن هناك عددا كبيرا جدا من المسلمين العاديين يقومون بأجبارهم على تغيير موقفهم ليبقى الأسلام كما هو همجيا متخلفا.
فالنفكر مليا بهذا! المسلمون لايكتفون فقط بقتل المرتد والملحد ، بل يريدون قتل اي شيخ او أمام أو مفتي يتجرأ أن يقول لهم غير هذا الكلام.
لقد وصل الأنحطاط في الثقافة الأسلاميه الى درجة انهم سيقتلون من يقول لهم أنه من الخطأ قتل المختلف معكم بالرأي.
أن لم نستطع ان نتقبل اختلاف الأراء ، فنحن غير مؤهلين لتكوين مجتمعات عصريه ديموقراطية حديثه. هل تستطيع تحديث أناس لايريدون الحداثه؟ هل تستطيع اصلاح أناس لايريدون ان ينصلحوا؟ هل تستطيع أن تنوّر من لايريد أن يتنوّر؟ أبدا ..فمالفائده من وجود عقول ، ووجود مفكرين إسلاميين .. طالما أن من ينتصر في النهايه هو التهديد و الغوغائيه والبلطجه والعنف .
الأخ الملحد / بن كريشان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق