أمنيات إسلاميه.. يائسة

هل يسبب الإلحاد اليأس والحزن؟







آه..إنبحّ صوتي من الصراخ وأنا اشجع فريق نادي العين الليله ، الذي فاز على نادي الشباب الدبوي واحد/صفر وحطم أمانيه ببطولة كأس رئيس الدوله..لم أذهب الى الملعب، فقد كنت أشاهد المُباراه في الحانه الإنكليزيه- لعدم توفر البيره في ملاعبنا- وطلبت كؤوس بيره للبريطانيين الأربعه الذين كانوا على البار على حسابي ..والذين كانوا يشجعون معي -بدون أن يفهمون شيئاً بعدأن قلت لهم ان الزعيم هو أهم فريق في الشرق الأوسط، رغم انه بنفسجي اللون ..لأنه مذكور بالقرءان..فألف مليون ترليون زليون مبروووك للعيناويه، وفي هذه المناسبة السعيده المُفرحه..سأكتب لكم مقالاً عن حقيقة اليأس والرغبه بالإنتحار، الذي يقول المسلمون أنها تصيب المُلحد لرفضه تصديق قصص غريبه مثل بغل صلعم الطائر و حدوتة نملة سليمان الناطقه أو رحلات كابتن نوح في سفينة العجائب ، وسبايدرمان الذي بنى على غار ثور خيوطه ، وبالطبع المسيح الذي ولد..بدون أن يمارس أبويه السيكس أو حتى بعد إستعمالهم الواقي الذكري.




من الطبيعي أن يكون الدين عموماً موضوعاً يتناوله التفكير النقدي والعقلاني كونه يقدم نفسه كنقيض للعقل والمنطق والتوازن في الرأي . لذا تجد أنه من الطبيعي ايضاً أن يقوم المُلحدون بإنتقاده، لكونهم من أصحاب المذهب الشكيّ القائم على عدم قبول الإيمانيات بدون دليل وإثبات ، وهذا يجلب لهم عداوة من المؤمنين تتمثل في أمنيات وتخيلات إنتقاميه.

تترجم هذه العداوة والكراهية نفسها الى ردة فعل عند المؤمنين بسبب عجزهم على الإتيان بمنطق أو تفكير عقلاني يدعم حجج الإيمان الديني الأعمى لديهم، فنراهم يلجئون الى وسائل اقل ماتوصف به هو أنها ، أمنيات تحريضيه او تشهيريه ومُتحيزه. نلمس هذا من خلال رسائل الإيميل التي نستلمها و حتى من التعليقات التي توضع على هذه المدونه ومنها الأخ الذي يكرر تعليقه بإستمرار، بأن الإحصائيات أثبتت له وللمؤمنين بأن المُلحدين هم اكثر الناس إنتحاراً في العالم.

رغم محاولة بعض عقلاء هذه المدونه تنبيه هذا الصديق المؤمن بأن هذه الأرقام ليس لها اساس من الصحه ، وأنها ببساطه أرقام مزوره وليست إحصائيات حقيقيه مثل تلك التي ينشرها موقع الدجّال
هارون يحيي ، إلا أن صاحبنا يأبى ويتكبر طالما "قالووله" مشايخ الدين هذا الحكي الفارغ. فهلموا نحطم أمانيه وأماني المؤمنين الذين يصدقون بهذه الترهات ولنبدأ بالبحث عن مصدر هذا الإعتقاد الساذج بين المسلمين..رغم إن أكثر الناس إنتحاراً في العالم اليوم...إحزر من؟



فالنأخذ نزهة في عالم الويب العربي، الذي تهيمن عليه- مثل واقعنا الإليم-الخرافه الإسلاميه..لنزور بعض مواقعها، حيث نجد كنوزاً من الأمثله الغبيه التي لاتنضب على هزالة التفكير النقدي لدى المسلمين المؤمنين. أحد أعضاء منتديات شبكة الحصن النفسي كتب يقول هنا:

الإنسان مطلبه الرئيسي في الحياة هو السعاده، وإن لم ينلها نال الشقاء وفي الحقيقة أن معظم البشر يشتكون من الهموم والمصائب فلمن خلقت هذا الدنيا و مابها من أمور الرفاهيه وغيرها أليس من المفترض أن نعيش في سعاده؟

ثم يقوم الأخ كالمجنون بإجابة نفسه بنفسه على تساؤلاته:

الحقيقة الغائبه عنّا أنه لاسعادة بلا إسلام، وغير الإسلام لاترجى منه سعادة فإذا تواجدت هذه السعاده أختفت الأمراض النفسيه، بمعنى اخر أختفى القلق. ( ياسلام☺) أقصد إن كان الإنسان نصرانياً أو يهودياً أو مُلحداً أو وثنياً وغيرها من "الأديان الأخرى" ، فلن يحصل على السعاده! ويتابع مقدماَ دليله العظيم على مايقول: لأن الله سبحانه وتعالى قال ومن يعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى لذا ، فمن إتبع ديناً غير الإسلام فإن حياته ستكون مليئة بالمشاكل والهموم وبالتالي لاسعاده له. شو يعني ضنكا؟؟



فالنتجاهل الأخطاء الشائعه لدى المسلمين بتصنيفهم الإلحاد كأحد الأديان ونمشيها لهم هنا، ودعونا مما تعودنا عليه منهم بالقفز الى إستنتاجات مستقاه من كتبهم هم ، فاليوم ليس هذا موضوعنا ، وتعالوا معي الى منتدى التوحيد ، حيث كتب أحد أعضاءه معلقاً
هنا:

هناك ملاحظة مدهشه تقول إن التشاؤم ملازم للمناطق التي تم فيها القضاء على الأميه. أن مشاعر القنوط واليأس مجهولة تماماً في المجتمع الفقير وتعليل هذه الظاهره بأن الإنسان يموت في المدينه ويحيا اللا إنسان حيث المصنع والأله يسهل غزو الإلحاد وإذا دخل الإلحاد، سيمتليء المكان سريعاً بكل صور القنوت واليأس والتشاؤم والخوف.

أيريد هذا المؤمن ان نصبح شعوباً فقيره لتتحقق لها السعاده؟ أية منخوليا هذه؟ سأتوقف عند هذه الملاحظات الغير مترابطه بأي منطق والقائمه على تنقاضات داخليه نابعة من سوء فهم بالإلحاد ، ذلك البعبع الخطير الذي يقض مضاجع المؤمنين. فهذا لايهمنا كما قلت فهم العذال في الأغنيه العربيه ونحن اللي كايدنهم.




فكرة أن يكون الإلحاد يخلق نوعاً من" الفراغ" الروحي ويسبب اليأس والإنتحار هو احد هذه المفاهيم الخاطئه والمُضلله عن الإلحاد، إنها فكرة من السهولة دحضها فالإلحاد لايجعل من الشخص فارغاً ولايجعله وحيداً ، وبالتأكيد ليس حزيناً تعيسا.

أن العزف على وتر أن الإنسان من دون الله لايكون سعيداً، لايختلف عن فكرة أن الإنسان بدون الله لايكون أخلاقياً، وليس هناك هدف أو معنى لحياته. وقد تطرقت في اكثر من مقال لدحض هذا الإدعاء وأثبت خطأه. بالعكس فإن للألحاد صفة علاجيه نفسيه تساعد الإنسان على مسح أثار العقد النفسيه، خاصة لمن وُلد مؤمناً ، ثم تمكّن من إنتشال نفسه من براثن وكذب الدين. هنا يُساعد الإلحاد على علاج الإنسان وإعادة توازنه العقلي والطبيعي إليه، بعيداً عن أوهام الجن والجنيات، وعفاريت سليمان والعفريتات و منكر ونكير وعذاب القبر وتهديدات الإبتزاز النفسي من قبل رب الرمال ومدعوذينه.

قد يكون المُلحد وحيداً في مكان مثل أرض الرمال حيث تدق طبول التدين والهوس بمظاهر الدين كل الوقت وفي كل الإنحاء. فهو كإنسان يحب ان يعبر عن نفسه ويحب الخير لغيره ويتمنى أن يساهم بمساعدتهم على التغلب وتجاوز الإيمان بالخرافات الدينيه وتخليصهم من شره . لذا يجد كثير من الملحدين ضالتهم في الإنترنيت حيث يتم التواصل الفكري مع إخوانهم ممن يشاركونهم نفس الأراء. ساعدت الإنترنيت كذلك الى حد كبير في إيقاظ كثير من المؤمنين سابقاً بسبب توفر المعلومه ، وفك الحصار الذي يفرضه الإسلام عليها ودك حصونه.



يضطر الملحد في بلاد الرمال أن يخفي إلحاده بسبب خوفه من النبذ أو التنكيل في مجتمعه وقد يسبب له ذلك بعض المعاناه، ولكنها لاتختلف عن مشاعر المسلم المؤمن الذي يعيش في المجتمعات الغير إسلاميه ويشعر هو ايضاً بالوحده واليأس ويبحث عن اقرانه في الإعتقاد..وقياساً على ذلك لايختلف ايضاً عن شعور الأقليات الغير مسلمه عندنا مثل المسيحيين الذين يعانون الأمرين من سوء معاملة المسلمين وبذاءة لسانهم. اليس كذلك؟

إذا ففي وجود مجتمع متقبل للرأي سيظهر الملحدون في العلن وهو امر يطيّر النوم من عيون المشايخ المدعوذين، لأن الملحدين بطبيعتهم صناديد في الحجة ترتعد لهم فرائص المشايخ رعباً. فمن الطبيعي إذاً ان يصور المدعوذ والمتدين عدوّه المُلحد بأنه يائس وتعيس ويصمه بكل الأوصاف التي "يُحب" هو أن يتخيلها فيه . ولكن هل سيؤثر هذا في المُلحد؟ هل سيجعله حزيناً، يبكي ياعيني عليه؟ هل سيدفعه هذا الى الإنتحار يأساً؟

لا ، لمّا ، لم ، لن ، ليس ، إن ، لات ، ما أي مستحيل بكل أدوات النفي في النحو. لا بل على العكس تماماً، فالملحدين يحتفلون بسعادتهم وبتحقيق امنياتهم بدون مشاعر الذنب . يفرحون لإنهم لا يمارسون طقوسيات فارغه من فروض و نوافل و توافل أخرى..لايشعرون بالتقصير ولا بلوم النفس لأنهم اكلوا هذا، ولم يلبسوا ذاك ووضعوا بعض المكياج ودخلوا الحمام بالرجل الغلط.. تكفيهم هذه الكوميديا الدينيه التي يتصرف بها ويتلفظ بها المؤمنون من حولهم ، ليشعروا بالثقه والسعاده والإقتناع بأن ماهم عليه هو الحق المبين. وقبل ان أترككم لأن لدي موعد في فندق ميركور بأعلى جبل حفيت، ستنخفض الحراره الليله الى قرابة الصفر ، حيث ينتظرني بعض الأصحاب هناك للعشاء وبعض النبيذ الأحمر بعد امطار البارحه التي أعادت الجو الشتوي مرة أخرى ، و إحتفالاً بفوز نادي العين.



المُلحد ليس بشرير ولايعيش حياة فارغة من المعنى، الإلحاد ليس " حقيقة مزعجه" سوى للمؤمنين الذين تسوّل لهم أمانيهم أن يكذبوا على أنفسهم، أن السبب الوحيد الذي من الممكن أن يجعل العاقل في بلاد الرمال أن يطلع من طوره و يفكر بالإنتحارهو العيش بين كل هؤلاء الأغبياء الذين يصدقون قصة النمله الناطقه و مغامرات كابتن نوح في البحار و البيبي مسيح الذي يتكلم، وسبايدرمان الذي عاش في بطن الحوت..أو هل كان ذلك السندباد البحري؟ و بعد فوزنا في هذا المقال على الإسلاميين مرة أخرى و تحطيم أمانيهم بواحد/صفر..أترككم مع ميخائيل نعيمه في هذه الأبيات الجميله:

نتمنى وفي التمني شقاء


وننادي ياليت كانوا وكنا


ونصليّ في سرنا للأماني


والاماني في الجهر يضحكن منا



ودمتم بسعادة وحب..


بن كريشان

إرسال تعليق

2 تعليقات

‏قال Unknown
مافيه كلام يوفي روعة كتاباتك
‏قال احمد النمري
لا إله إلا الله ابلغها كل ملحد قبل فوات الأوان فلا ينفع حينها أب ولا أم و لا إبن و لا أحد من الإخوان .