كيف يقودك الإسلام الى الفشل في حياتك؟

كنت استمع الى برنامج نقطة حوار في إذاعة البي.بي.سي العربيه وكانت الحلقه عن تعدد الزوجات. شدتني فيه متصلة من مصر أسمت نفسها أمة الله، قالت فيها انها في التاسعة والعشرين من عمرها وكانت الزوجة الأولى لزوجها، إلا أنه تزوج عليها مرتين. " غضبت بشده وأكلتني الغيره أولا قالت امة الله ولم استطع تقبل الأمر الى درجة أنني أحسست انه خانني و كدت أكفر بالله استغفر الله العظيم، ولكن بعد ذلك قلت لابد ان لله حكمة في هذا ثم ما أفعل الأن ؟ أن اصبح مطلقة في الثانية والعشرين من عمري؟ هذا شيء غير مقبول في اعراف المجتمع المصري."





وأكملت قائلة: "قبلت الأمر وبقيت في بيتي. ثم تزوج الثالثه ولم تكن الصدمة بنفس القوه. فإن كان الله شرع له ذلك ، فأنا قد أترضيت بحكم الله. "وعند إجابتها عن طبيعة العلاقه الزوجيه الأن مع زوجها قالت أمة الله: "سأكذب إن قلت انها بنفس الدفيء الذي كانت به أيام الخطوبه والسنوات الأولى للزواج قبل أن يتزوج علىّ. إنني أقوم الأن بواجباتي الزوجيه على أكمل وجه، وكما يتطلبها شرع الله مني وهو أيضا كذلك. وإنني أعرف بأنني سأجازى على صبري وقبولي بحكم الله. "










إن من الجوانب المثيرة للقلق في الإسلام إنه يخلق مشكلة، ثم يحاول إقناع الناس بأن هذه هي مشكلتهم هم. ثم يخبرهم عن العلاج والذي يؤدي الى مضاعفة المشكله وزيادة تعاسة ومعاناة الأنسان. في حالة هذه المرأه كاد عقلها المنطقي ان يدلها إن الخطأ في الواقع في الدين نفسه، إلا أنها استسلمت في النهايه وتلقت الصفعه. وكما ترون هي غير سعيده بالوضع الحالي إلا أنها تأمل أن تحصل على تعويض بالحسنات بعد ان تموت وتغادر الحياه. في حين ان طلاقها قد يسعدها، ففرصة فتاة في الثانية والعشرين وفي اوج شبابها ، أن تحصل على شريك في حياتها من بعد ذلك كبيره جدا. الرجل يستطيع ان يضيف زوجة كلما شاء، فلم لا تبحث هي عن رجلها المناسب بعد الطلاق. تغليف الخيانه الزوجيه دينيا هو مشكلة بحد ذاته، ومع هذا يحس البعض بأنهم مخطئين وعليهم تقبل الحلول الدينيه التي يقدمها الدين نفسه المتسبب بالمشكله.






الناس لاتحتاج أن يعلمها أحد أن تخاف من مخاطر الحريق او هجوم الحيوانات المفترسه. ولكن الدين يجعلهم يخافون من اشياء خياليه " الذنوب والمعاصي والخطيئه". ثم يدعي الدين ان لديه الحل وهو : الأستسلام والطاعه والخضوع لمن ولى نفسه علينا إلها ، رب الرمال. أسوء ما في الأمر أن هذا الإله يضع قواعد ومسببات تضمن الفشل، وذلك ليبقى الناس في المشكله وحتى يعودوا للدين يبحثون فيه عن حلول.

لماذا ينصب لنا الأسلام أفخاخا وشراكا لنقع في الفشل؟ ثم يعاقبنا لفشلنا، ثم يزعم ان الحلول التي يقدمها تعالج المصيبه التي تسبب هو أصلا بها. أيعقل ان ينقاد الناس في هذه الدائره المفرغه بدون ان ينتبهوا لها؟




هذه الظاهره في الإسلام تمتد الى مناحي عميقه تقود الأنسان الى الفشل في حياته. خالد أحد اقربائي وهو رجل متدين وقد دعاني ليلة البارحه لحضور مأدبة عشاء بمناسبة زواج إبنه سلطان. المشكله ان سلطان عمره عشرون سنه فقط، وقد تم ترتيب زواجه بواسطة الأب وأختيرت له بنت الحلال التي لم يقع نظره على وجهها بعد. العروس عمرها ۱٨ سنه فقط.

قلت لخالد ونحن في صف المستقبلين للمهنئين: يا ابوسلطان لماذا لم تصبر عليه فيتخرج ويعمل كم سنه يكتسب من بعدها خبرة في الحياة وبعض المال ويتعلم الأعتماد على نفسه؟








"من إستطاع الباءة فاليتزوج" قالها لي بحزم مقاطعا، وهو يشير هنا الى مقطع كوبليه من الحديث الصلعمي الشهير : يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فاليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء

وتابع: يا أخي وجد الزواج لحفظ النفس من الزلل والله امرنا بالاستعفاف إن لم نقدر على الزواج ولكن طالما انا قادر على تزويجه فقد اصبح فرض عليّ ان لا أدعه يزل ويرتكب الحرام.

يظن خالد انه ينقذ ابنه من مخاطر وهميه هي ممارسته الجنس خارج الزواج. ولكن الولد ايضا يريد الزواج كما قال لي ابوه. أما العروس المراهقه فربما أراد ابويها الخلاص منها باسرع مايمكن حتى تستتر. في هذه الحاله إحتمال أن أحدهما وهو الفتاة هنا ستتوقف عن متابعة دراستها. اما هو فلا ادري مالذي سيفعله عندما يكون لديه في طفل السنة القادمه، هل سيستمر على مقاعد الدراسه ، ام لا؟

والأن هناك الجزء الأهم الذي لم اذكره لكم في القصه ! سلطان هو ابنه من زواج سابق. فقد تزوج خالد صغيرا بنفس العمر تقريبا ..وفشل زواجه الأول فشلا ذريعا ، رغم جميع محاولات الأهل المستميته. فتطلقت زوجته وتزوجت اخر ، وظل هو يربي سلطان مع زوجته الجديده.

خالد لايتعلم من اخطاء حياته، فدينه نصب له شراكا ليفشل الزواج الأول، ثم لامه هو على ذلك الفشل ، ومن بعد ذلك أعطاه الحلول نفسها ليستمر بنفس المنوال ويرتكب نفس الخطأ مع إبنه سلطان. من قال أن المسلم لايلدغ من جحر مرتين..ربما فلاديمير بوتين؟






الأحصائيات الأجتماعيه الصادره من المعهد الدولي للتضامن مع النساء تشير الى أن نسبة النجاح في الزيجات المبكره هي واحده من كل خمس حالات زواج. الأسباب لاتخفى على احد وهي قلة خبرة الطرفين بالحياه و عدم النضوج الكافي لتحمل المسؤوليه، او التعامل مع الأختلافات.




كتب ياسر من السعوديه في احد المنتديات:




إن من أهم الفوائد التي ينطوي عليها الزواج المبكر هو تحصين الطرفين ضد مصائد الشيطان. هذه الفائدة لوحدها هي حل للكثير من مشاكل المجتمع المتمثلة في تحرش الشبان (العزاب خاصة) بالفتيات في الأسواق وعن طريق الانترنت وغيرها. للفتاة -كما للشاب- حاجة عاطفية تحتاج لمن يغذيها ويشبعها. فإذا لم تلق من يشبعها بالحلال فإنها -مع ضعف الوازع الديني- ستذهب للسبل الأخرى المفتوحة أمامها من تلفاز إلى انترنت أو حتى ممارسات الكبائر من زنى ولواط و غيرها. بعد ذلك تصبح هذه عادة لا يستطيع تركها حتى بعد الزواج وهناك الكثير من القصص التي سلك فيها أصحابها سبيل النظر المحرم أو الحديث المحرم ثم لم يُقلعوا حتى بعد وجود السبيل السليم وهو الزوجة أو الزوج.

الزواج المبكر مهم جدا جدا... لتحصين الفتاه من الأنترنيت!!ماهذا العقل يا أخوان؟

ياسر من نفس هؤلاء الذين لايرون كيف يهيء الدين الأنسان ليفشل ثم يلومه على الفشل. ربما عندما تفشل تلك الزيجه بين صغار السن سيقولون : إنها بسبب أصرار الفتاه على الدخول للإنترنيت او ان الولد لايمارس الجنس او لاينتبه لأولاده كفاية ، لأنه مشغول بلعبة ناينتيندو.




في موقع إكو اون لاين كتبت حنان، فتاة أردنيه في الثامنه عشر:

"عندما تزوجت لم تتم اخذ موافقتي فأبي هو ولي امري وقد قال لي المرأه ما إلها إلا بيت زوجها." وتضيف: "في البداية كنت سعيدة لانني سألبس الثوب الأبيض والطرحه.، ألا أن هذا الحلم تحول الى كابوس. انا حامل الأن للمرة الثانيه وزوجي يقول انني لا اصلح لشيء ولا استطيع تدبير أمور البيت وانه يجب ان يكون قيما علىّ. ولكنني أرى من النافذة بنات بعمري يذهبن للمدرسه وأنا قابعة هنا اقوم باعمال منزليه. طلبت منه الطلاق فرفض وذهبت الى بيت اهلي لمساندتهم الا انهم رفضوا وقالوا أنه على حق عشان هو زوجك ويجب ان تتحمليه بكل عيوبه. "








عندما تصل الحال الى الطلاق هناك قانون إتحادي بالأمارات يشترط ان يقوم الطرفان، كل على حده بمقابلة أخصائي و اخصائيه اجتماعيه يحاولان أن يقنعا الطرفين بالعدول عن قرارهما. ولأنني ممن مروا بتجربة طلاق ساقول لكم اي نوع من الأخصائيين الأجتماعين هؤلاء.




إن أحسن مايوصف به هؤلاء الأخصائيين الأجتماعيين بأنهم " مُرقعين دينيين" ليس لديهم اية خبره عمل اجتماعي، وأنما هم نوع من المدعوذين فالعلاج عندهم هو الحل الديني. ليس هناك لديهم علم ولاتدريب بطبيعة العلاقات الأنسانيه واساليب مساعدة المتزوجين الذين يعانون من مشاكل زوجيه. بل كل مايرددونه عليك بان الطلاق هو ابغض الحلال والقصه اياها من صبر الأنسان حسب قصص الروايات القرءانيه وكيف صبر صلعم على نسائه..يا اخي صلعم عنده ۱۱ وحده، وضعه مختلف. اتذكر إنني قلت هذا للأخصائي الأجتماعي في محكمة العين ثم سألته: هل سبق لك انت الطلاق؟





هنا ، وبدلا أن يبحث الناس عن المسبب الحقيقي للمشكله وهو الإسلام نفسه، يستخدمونه لعلاجها..فكيف يعقل هذا؟ اتكون المشكله هي العلاج؟ فأنت الخصم والحكم . وعندما يعود الطرفان لبعضهما، يحصل الأسلام وقصصه الخرافيه على الثناء، بينما يعيش المتزوجان في تعاسة لاتنتهي. وقد يؤدي في كثير من الأحيان الى خيانات زوجيه، ولكن مالمشكله طالما ان خالق المشكله له أيضا حلولا من التوبه والزواج بغيرها..حتى على طريقة المسيار الشرعيه. وأستمعوا لرأي الشيخ السعودي إبراهيم بن صالح الخضيري-القاضي بالمحكمه الكبرى بالرياض- مملكة الرمال الكبرى: زواج المسيار شرعي وضروري في عصرنا هذا ولامانع من سريته، وخاصة مع كثرة الرجال الخوافين!!

انني الاحظ ان حالات الطلاق تنتشر بصورة اكبر في المجتمعات المتدينه، وهناك احصائيات تشير الى ذلك مثلا في الولايات المتحده حالات الطلاق أكبر في الولايات المتدينه الجنوبيه التي تسمي بالحزام الإنجيلي. وبنظره الى ارقام حالات الطلاق في السعوديه، ستحصل على نفس الأستنتاج.



ينصب لنا الأسلام شراكا فنقع فيها، ثم يلومنا الأسلام على المشكله التي تسبب بها علينا ..ثم يقدم لنا الإسلام ايضا ، وبدون إستحياء حلولا تزيد الطين بله. ثم بعد هذا يقولون لك تجنب مزالق الشيطان!...الا بل الأولى بنا أن نتجنب مزالق الأديان.


بن كريشان

إرسال تعليق

0 تعليقات