الاثنين

بيع القمع تحت ستار حرية الأديان







بطلب من أحد أصدقاء البلوڠ سأكتب اليوم عن مبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود المسماه بحوار الأديان. وكنت قد كتبت عن هذا الموضوع من قبل مقالا بإسم " حوار الأديان..لخرق حقوق الأنسان" ألا أن اصرار الملك على هذه المبادره يخفي أمورا اعظم إن بدت لكم تسؤكم.

أنه من الأسهل بيع القهر للعالم بدلا من الحريه. خاصة إن أستطعت إقناع الناس أنك تبيع لهم أمرا ضروريا لدعم الحريات الأنسانيه وخاصة حرية الأديان. أنني أعتقد ان هذا مايحاول بشكار الحرمين الشريفين أن يقوم به.




ملك مملكة الرمال الكبرى يدفع بأجنده قديمه تعود اسبابها الى حادثة الرسوم الكرتونيه والدنمارك. وقد سبق وطالب مشايخ المسلمين وبالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي لتجريم مهاجمة الأديان والتعرض لها. لم تنجح تلك المطالبه فالقوانين العالميه في العالم الحر تكفل حرية التعبير للإنسان ولاتستثنى الدين من هذا. الأن نرى الدفع لهذه الفكره يعاود الظهور بشخص المليك السعودي نفسه هذه المره..وتحدث في وقت يمر به العالم بأزمة ماليه، فربما يلوح لهم ببعض دولاراته البترونفطيه من أجل تحقيق مطلبه.

المسلمين كانوا دائما يمنعون ويعاقبون التعرض لدينهم ومؤسسه صلعم بأي شكل سواء كان ذلك بالصور أو بالرسوم أو بالكتابه الساخره، فلماذا يريدون اليوم التظاهر بأنهم يفعلون ذلك من أجل حرية الأديان؟ أيريدون اليوم تبريرا ودعما عالمياً لماكانوا يفعلونه طوال الوقت؟ لماذا يحتاجون الى تجريم هذا الفعل عالميا؟ هل أخترقت تكنولوجيا العصر منظومات المنع والحجب لديهم فأصبحوا في حاجة الى ستار قانوني دولي لإخراس الأحرار؟




يبدو ان كل المظاهرات والشغب ومقاطعة الزبده والجبنه في الجمعيات التعاونيه لم تؤتي أكلها، فأنطلق المليك في حملة " صليبيه" غير نظيفه إن صح التعبير لينتقم من الملحدين والليبراليين..ولكن لحظه يا اخوان، أليست مملكة الرمال الكبرى كلها قائمة على قبول المتطرفين الأسلاميين لحكم عائلة هذا الملك؟ نعم البلد ومافيه رهينة بيد متطرفين سلفيين، وهم لايسمحون لأي دين أخر ولا حتى مذهب اخر بالعمل في السعوديه. اليس من الأفضل للملك ان يبدأ بإصلاح بيته اولا؟ فيُعلّم متطرفيه السلفيين إحترام أديان الغير، فلايسبوا المسيحيين ويلقبونهم بالنصارى والصليبيين محرفي كلام الله، ولايسبوا اليهود، ولاينكلوا بالشيعه وبالصوفيه وبالإسماعيليه والأخيره لها تواجد كبير في المملكه. أليس هذا من السخريه بمكان؟

الأجتماع الذي صادقت عليه الأمم المتحده هو من بنات افكار الملك عبدالله والذي انعقد في اسبانيا الصيف الماضي أنتهى بتصريح يطالب" بإحترام الأديان وأماكن العباده ورموز الأديان ومنع السخريه بما يعتبره الناس مقدسات" هذا التصريح عباره عن شفره سريه تحاول منح الزعماء الدينيين الحق بتجريم الكلام والتصوير والتعبير وكل الأنشطه التي يرون فيها إهانة للدين. أي ان العمليه ليست متعلقه بإنسجام دين مع اخر وتعايش المؤمنين مع إختلافاتهم..إنه أمر موجه ضد أخرين. إنه اعطاء الدين دورا أقوى واعظم وخاصة ضد هؤلاء الذين يختارون ان لايكون لهم إيمان بأي دين.




أن مايريده الملك واضح أمامي كالشمس. أنه نفس الحظر الذي يستخدمه في بلده ضد مناقشة حرية العقيده ، وحرية التعبير للفرد تجاه الدوله، انه نفس الحظر الذي يستخدم لمنع إنتقاد الشخصيات السياسيه. لايستحق اي نظام يستعمل القمع والحظر أي احترام، بل يجب ان تتم مهاجمته بالقصد وبإنتظام وتوجيه الأنتقادات له والهجوم الساخر على الأيدولوجيه السلفيه التي يحاول حمايتها.

والسؤال لماذا يحاول الملك ونظامه حماية هذه الأيدولوجيه السلفيه؟ لأن هناك تكاملا متفقا عليه في إستخدام القمع والحظر والعنف بين السلطه السياسيه السعوديه والسلطه الدينيه المتطرفه، ومن مصلحتهما المشتركه ضرب منتقديهم عالمياً تحت شعار حرية الأديان وعدم إنتقادها والتي تعنى لهم اطلاق شرعية هذا القمع وجعله مقبول عالميا.

الأمر المثير للسخريه في هذا، ان المملكه هي احد اسوء دول دول العالم في إنتهاك الحريات الدينيه..وتأتي هنا بلباس المدافع عن حريات الأديان، أبقي قابلني يا جلالتك لو فلحت، فالأمور تزداد صعوبة في هذا العالم المعاصر أليس كذلك؟




أن هدف الملك من مبادرة حوار الأديان هو الحفاظ على إمتيازات المتطرفين السلفيين ، ولضمان إستمرار قبولهم في هذا العالم المعاصر وحمايتهم من الإنتقاد العالمي... فبدلا من حل مشاكل القمع والقهر عنده..يريد الملك تصديرها للخارج ، وذلك لإستمرار شرعيتها في الداخل.


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: