الاثنين

داروين وأصل الأنواع ..والنوع الثاني





حكم الأحتفال برأس السنه الميلاديه؟

الناس في بلاد الرمال نوعان، نوع يحتفل برأس السنة الميلاديه، ونوع ترتجف فرائصه رعبا لمجرد تخيل ان هناك غيره بمكان ما مبتهجين في هذا اليوم

الناس من النوع الثاني بدأو منذ ايام في إرسال رسائل نصيه وإيميلات تحذر النوع الأول من التجروء على الأحتفال حتى لايغضب رب الرمال من النوع الثاني ويحمله المسؤليه. لا أحد يعرف لليوم لماذا لايحب رب الرمال يوم رأس السنه الميلاديه ولكن كما هو معروف فهو حاقد يغار من المحتفلين..بعض الرسائل النصيه في الأمارات هذه السنه طالبت الحكومه بمداهمة هذه الحفلات وإلقاء القبض على حاضريها والتنكيل بهم وزجهم غياهب السجون

لا ندري لماذا يخاف النوع الثاني من الأحتفال برأس السنة فقط..مع أن النوع الأول يحتفل في ايام كثيرة اخرى خلال السنه. يُعتقد ان جذور هذا الخوف تعود الى اصول الأنسان الورثوإجتماعيه، إذا لم تعرفوا معنى هذه الكلمة الأخيره، فأنتم معذرون، فقد الفتها للتو

أقصد بها بأن الأنسان يرث معتقداته من دينه ومن أديان ماتت ألهتها من قبل، مثل اللات وزيوس وآمون وغيرهم. كل الأديان تحمل معتقدات بدائيه مرتبطه بالتطيّر. الأخير هو ربط حدوث شيء معين، بفأل سيء من حظ عاطل، أو عذاب من الأرباب..يتجنب النوع الثاني هذه المخاطر الوهميه بالدخول الى البيت بالرجل اليمين ودخول الحمام بالرجل الشمال..أو البصق والتفل على اليسار تجنبا لكائنات وهميه تعرف بالجن والملائكه والأرواح والأشباح






في الأمارات طالب النوع الثاني مؤخرا باقإمة صلاة ألأستنقاء..أقصد ألأستسقاء عندما ظهرت بوادر من السحب فوق سماء إمارات الرمال قبل عدة ايام . سارع حكامنا و معهم العديد من ابناء الشعب الأماراتي من النوع الثاني فقط بأداء هذه الصلاه في جميع انحاء البلاد..فطار الغيم وتطشرت السحب وعادت السماء زرقاء صافيه. النوع الثاني يعتقد ان هذه علامة غضب رب الرمال من النوع الأول بسبب الفجور وشرب الخمور والفرح والسرور ..بن كريشان يوجه نصيحة للنوع الثاني بالإستعانه بخبرات الهنود الحمر في رقصة المطر.. والتي يبدوا انها أكثر كفاءة من هذه الصلاة

الأحتفال بدخول السنه الجديده يتكون كذلك من كثير من هذه الخرافات التي دخلت علينا من ايام الرومان قبل أن يدبسهم الأمبراطور الأهبل قسقنطين بالمسيحيه. يعتقد النوع الثاني-وهو كما ذكرنا النوع الذي يخاف من الأحتفال برأس السنه - أنه عيد نصراني، يقصدون مسيحي بالطبع فليس في العالم دين إسمه نصرانيه الا في بلاد الرمال. وإذا قال النوع الثاني شيئا فلاتصدقوهم بالطبع.. فهم الجهل وأهله. الأحتفال برأس السنه ليس عيدا مسيحيا بل أضرب بالنسبة لهم و يعود الى إعتقادات وثنيه أوروڀيه قديمه من الرومان والقبائل الجرمانيه..وهي أعتقادات دخلت الى المسيحيه مثلما دخلت طقوس تقديس الحجارة و الصخور، والحج المبرور لمن أستطاع له سبيلا

الكثير من تلك الطقوس التي تتم في إحتفالاتنا برأس السنه هي بالأصل عباره عن تطير وتفأل أنتقل ألينا من الرومان ..وان نسينا اسبابها الأصليه الأن ، فعلى سبيل المثال لا الحصر

تقبيل من تحب في منتصف الليل وهو بداية السنه الجديده هو للتفائل بان تستمر المحبة بينكما طوال ايام السنه، لذا فلا يجوز البوس قبلها..الا أذا أردت أن تتخلص من زوجتك أو أردت سيدتي.. التخلص من بعلك في تلك السنه


يغادر الناس المحتفلين الحفلة من باب غير الذي دخلوا منه كما أنهم يتركون الأبواب مفتوحه قبل منتصف الليل لتتمكن السنه القديمه من الخروج والمغادره ..وتقول باي باي

حالما تحين السنة الجديده يصدر الناس أصواتا مزعجه وصياح وينفخون في المزامير ويقرعون طبول وذلك الشيء الذي يلف بيدك ويقول وزززز ولم يخترع العرب له إسما بعد ...وذلك لطرد الأرواح الشريره

يقوم الناس بملأ رفوف المطبخ بالحاجيات والأطعمه قبل مجيء السنه الجديده..ويملؤن محافظهم بالنقود حتى تبدأ سنتهم الجديده بوفرة وخير

في اليوم الأول لا يجب أن يخرج شيء من البيت حتى لو كانت الزباله ولا حتى نفض السجاد من الغبار ..وذلك حتى لانلقي ولو بالخطأ الحظ الحسن خارجا




يلبس الناس ثيابا جديده في أول ايام السنة كفأل حسن بأن تعطيهم السنة الجديده كسوة أكثر وملابس افضل، كذلك يتجنب الناس كسر اي شيء في اليوم الأول لذا فلا يحملون الكؤوس الزجاجيه ولا يستعملون الصحون الا بكل الحذر

لا تستغربون ان كانت هذه العادات الوثنيه القديمه مازالت تعيش بيننا وإن نسي الناس مصدرها، فهم سينسون كذلك في يوم من الأيام العادات التي نتجت عن الديانات التوحيديه الثلاث ..التي تسببت في غباء العالم..الا أنهم سيستمرون في التطيرّ ودخول البيوت بالرجل اليمني و الحمام باليسري. .ومازال كثيرون في العالم اليوم يتطيرون من القطط السوداء. فالقطط السوداء كانت مقدسة عند قدماء المصريين ولكن بقدوم المسيحيه في العصر البطلمي اليوناني كان كهنة الكنيسه يغتاظون من تعلق المصريين وحبهم للقطط السوداء، فأرسلوا كثيرا من الرسائل النصيه والإيملات التي تحذر الناس من حب هذه القطط مدعين انها فأل سيء وشؤم يجب إجتنابه ..كان هؤلاء الكهنة من النوع الثاني طبعا

معروف عن صلعم بأنه كان يخاف من الجن والعفاريت، فالماما أرعبته في صغره منهم. وكان يعتقد بوجودهم في الحمامات وتحت السرير. وكان كذلك يخشي الكلاب السوداء لذا نجد كثير من المماراسات الطقوسيه في الأسلام تدور حول الكلاب، فمن بطلان الصلاه عند مرور الكلب الأسود ..والأمر بقتل جميع الكلاب لنجاستها و طقوس بدائيه أخرى تعتقد ان المرض يسببه الجني والعفريت و حسد العين . هذه الطقوسيه الساذجه قد عادت للظهور في بلاد الرمال هذه الأيام ، النوع الثاني يسمي هذه الطقوس الرقيه الشرعيه وهي كلمة تعنى حماية الناس من الجن والعفاريت والحسد.. والسحره




مع إطلالة سنة ٢٠٠۸ أود أن أكتب إجلالا وتقديرا لعالم ساهم بإجلاء الظلام عن العقول وحرر الأنسانيه من التطيرّ وغيره من الخرافات التي زرعتها الأديان المتعاقبه. إن كان ڠاليليو وكوڀرنيكس هم أول من أثبت للناس ان العلم غير موجود في الكتب المقدسه التي تدعى إحتكار المعرفه....فأن تشارلي ..أقصد حبيبي السير تشارلز داروين هو أول من غرس سكين العقل في قلب الخرافه...وقلبها هو الدين

داروين الذي مضى على وفاته حتى الأن مائة وثلاثون سنه، مازال ميراثه حاضرا امامنا. وحتى النوع الثاني الذين ما إنفكوا في مسبته لجهالتهم وعدم إستيعابهم أنه من ساهم في إنقاذ أولادهم من الموت من امراض بسيطه، فلولا داروين لما عرفنا البيولوجيا، ولولا البيولوجيا لكنا لليوم نمارس الطب القديم الخاطيء ، مثل الطب النبوي والحجامه والكي بالنار..فالطب الحديث الذي نعرفه الأن ، يختلف أيما إختلاف عن ذلك الطب المتخلف الذي كان قبله..فهابي نيو يير تو يو يا داروين العظيم




ولأنني لم اقرأ أبدا في بلاد الرمال لكاتب يذكر هذا الرجل العظيم بخير..وهذا متوقع فغالبية من يكتب في بلاد الرمال هم من المتطيرّين من النوع الثاني، فأخذت على عاتقي أن أكتب لكم اليوم شارحا كيف أن نظريته في النشوء والأرتقاء مازالت صحيحه، رغم كذب وإفتراء النوع الثاني عليها

بمجرد أن خرجت نظرية تطور الأجناس للعالم حتى أصبحت وفي وقت قصير الركيزه الأساسيه التي يقوم عليها علم الأحياء او البيولوجيا. وبسبب البيولوجيا لم يتطور الطب فحسب ، بل ظهرت علوم أخرى مبنية عليها ، مثل علم الجينات، علوم البيئه وعلم الكيمياء البيولوجيه والبيانتولوجي. ورغم محاولات النوع الثاني بالدعاء على النظريه ولعن صاحبها وحسدها بتسليط العين الحاره عليها...ألا أنها في تحسن مستمر رغما عنهم فقبل سنة فقط.. ظهر أكتشاف جديد يؤكد كم كان داروين على حق..وكم هو على خطأ ناس النوع الثاني

أورد نيتشر جورنال هذا الخبر المثير عن اكتشاف هائل، فقولوا مرحبا وأهلا وسهلا بقدوم تيكتاليك


التيكتاليك هو كائن مذهل لم يعثر احد على أحفورة له من قبل. وكان يعتبر من ضمن مايسمى بالحلقات المفقوده، ويتعلق الأمر بنظرية تطور سلسلة من الأسماك.. الى كائنات باربع ارجل تمكنت من المشي على الأرض

التيكتاليك من فصيلة التيترابود و ينتمي الى الحقبة الديڤونيه المتأخره، وقبل مايقارب٣٦٠ مليون سنه، ويصنف بين نوعين اكتشفا قبله، الڀاندريكاثيس وهو كائن اقرب الى الأسماك، والأكانثوستيڠا وهو أشبه بالتيترابود.. أكتشف هيكل التيكتاليك العظمي في شمال كندا في جزء مصقع حيث تهيم فيه الأن الدببه القطبيه..بين الثلوج



والغريب أن ذلك الجزء كان مناخا إستوائيا آنذاك..والأغرب منه إن هذا الأكتشاف جاء كالحلقة المفقوده بين الكائنات السابقه له واللاحقه . الڀاندريكاثيس بصورة عامه يشبه السمك بجسمه وله خياشيم وزعانف. بينما الأكانثوستيڠا، له عنق وأطراف قويه تستطيع حمل الأوزان ولديه أصابع. التيكتاليك بالتأكيد كائن ترانزيت متوسط بين الأثنين..دراسة جسم ورأس التيكتاليك أوضحت بدقه كيف تمت عملية التطور في هذا الكائن. جمجمة التيكتاليك تشبه التترابود - الرباعيات الأرجل- وله رقبه وهذا من مزايا هذه الفصيله التي لا نجدها في فصيلة الأسماك، وله كذلك آذان كذلك وكأنها في مرحلة متوسطة من التحور ولديه عظام قوقعيه لأرسال ترددات صوتيه الى الأذن الداخليه شبيه بما نجده في الحيوانات الثدييه ولكنها ليست داخل الأذن بعد



المذهل في هذا الأكتشاف، ليس لأنه دليل دامغ لصحة النشوء والأرتقاء، بل في الطريقه التي تم إكتشافه بها. أنه في الطريقه التي تنبأ بها العلماء للوصول الى أستنتاج وجود كائن مثل التيكتاليك ومن ثم إكتشافه.. العلماء الذين أكتشفوا التيكتاليك بدأو من ثلاثة أحتمالات مبنيه على نظرية داروين وهي

١- ان كائنا كهذا لابد وان كان موجودا بسبب الطفره الكبيره بين الڀاندريكاثيس والأكانثوستيڠا

٢- أنه من الممكن ان يوجد في صخور في أماكن معينه

٣- أنه سيوجد في رسوبيات من عمر معين

فانطلقوا على اساس نظرية داروين في بحثهم ..ولأن أحفوريات التيترابود البدائي وجدت هناك من قبل..فبحثوا في رسوبيات صخور الحقبه الديڤونيه المتاخره، حيث وجدت كثير من الكائنات الشبيهه بالأسماك، فعثروا على هذا الهيكل العظمي لكائن التيكتاليك الذي لم يكتشفه احد من قبل ولكنه كان مجرد تصور عقلاني مبني على نظرية داروين للنشوء والإرتقاء. وصف العلماء هذا الأنجاز العلمي بأنه.. أكتشاف الحلقة المفقوده في نظرية داروين

لتقرأ عن هذا الأكتشاف إذهب هنا

والأن أكان داروين مخطيء أم.. السماء رفعناها ؟

كان لأبي صديق عراقي في ابوظبي لا أتذكر اسمه ، ولكنني أتذكر هذه القصه التي رواها له عندما كنت برفقته وعمري لايتعدى الثانيه عشر: في سنة ١٩٦۹ كان هناك شاب سخر نفسه لخدمة عائلة بحر العلوم في النجف فعمل في حوزتهم لعل وعسى أن يحظى بقبس من العلم الذي لديهم ، ومع انه طالب علم فقد كان يّجلهم الى درجة صب القهوة لهم ولضيوفهم ، حتى كانت تلك السنة التي هبط بها الأمريكان على سطح القمر وتناقلت جميع تلفزيونات العالم هذا الحدث. هذا الشاب اصابه الذهول مما شاهد..فذهب الى شيخ الحوزة وصب دلة القهوة على النار وقال، بئسا لبحر العلوم هذا الذي لديكم، ويالحسافتي على وقت ضيعته معكم ..وغادر ولم يعد


تحية إجلال وتقدير لهذا العالم الجليل السير تشارلز داروين، وأرجو من كل ناس النوع الأول الذي يقرأ لي الليله ان يشرب نخب إمتنان وعرفان له.. اما بالنسبة للنوع الثاني، فأقدم لهم افضل طريقة تحررهم وتشفيهم من أوهام الخرافات والتطيّر وكذب الأديان..إذهبوا فتعلموا علما ينفعكم


بن كريشان

أتمنى لكم ولأحبابكم كل الخير والصحة والسعاده ..وحياة خالية من الخرافه

ليست هناك تعليقات: