الاثنين

أكاديمية الكتاتيب



hjdfبين يدي كتابين، ارسلا اليّ عن طريق احد انسابي الذين قالت له زوجته، اختى الحنون انني احب القراءه ، فأرسل لي العام الماضي مجموعة كتب لم أعرها اهتماما آنذاك ، بسبب عناوينها الدينيه التقليديه. اليوم سحبت اسمكها .فكانا هذان الكتابان

الكتابان لنفس المؤلف و اسمه الدكتور على مشاعل الذي استنتجت انه دكتور في جامعة محو الاميه المسماه جامعة الامارات العربيه المتحده بالعين و ذلك لأن الكتابان مذيلان بجملة أسفل الغلاف الامامي تقول محاضرات ألقيت على طلاب الصف الثاني / الثالث من كلية الشريعه و القانون. و على الغلاف الخلفي رقم موافقة وزارة الاعلام. الاول اسمه الاستشراق و التنصير و الثاني اسمه النظام الأجتماعي في الاسلام

سأنقل لكم الان بعض العبارات التى استخدمت في هذه المحاضرات لتدريس ابنائنا في الامارات، و لن تستغربوا فالأسلوب ذاته يستخدم في جميع بلاد الرمال و هو من كوارث فساد العقل و تخلف العلم فيها

تعريف الاستشراق: دراسة علوم الشرق والاسلام و اللغة العربيه من الباحثين النصارى بهدف الكتابة عنه بدافع الحسد والحقد والتشويه والطعن و محاولة اطفاء نور الله من الارض وتنفير الناس منه و لكن الله متم نوره و لو كره الكافرون

تعريف التنصير : حلقة من حلقات المكر و الكيد يسميه أهله التبشير هدفه تنصير المسلمين و أبعادهم عن الاسلام حتى يسلس قيادتهم و يسهل استعبادهم


و من المؤسسات الاستشراقيه التنصيريه في الوطن العربي يورد الجامعه
الامريكيه في بيروت و الجامعه الامريكيه في القاهره

و ينهي الفصل الاول بهذه العباره : فانظر أخي القاريء-كم نجح المستشرقون و أعداء الله في ربط هذه الامه بقوميات لا تعرف الله و استجاب لهم الكثير من ابناء الامة المسلمه و المحسوبين عليها

في الفصل الثالث يتحدث عن اهداف الاستشراق فيورد اثنين الاول: اهداف دينيه و سياسيه و يشرحها بأنها الحقد الصليبي الدفين و الكراهيه الموروثه عندهم لبغض الاسلام و اهله ، اما الاهداف الثانيه فهي : اهداف علميه مشبوهه و يعلق عليها بطريقة تستهزيء بالعقل البليد لسكان الرمال فيقول هي واضحة من عنوانها فالحاقدون يفترضون ان الفكرة نابعة من جهالاتهم و اهوائهم ثم يحفظون لها الثبوت و يزعمون لها الواقعيه، فهي افتراء وكذب عليه ثياب العلم و بريق البحث

في الكتاب الثاني و من موضوع الرد على الشبهات في قضية جواز ضرب المرأة من قبل زوجها يقول: يتصيد الماكرون و اعداء الاسلام لهذا الامر و يصورونه و كأنه شبهه و يجعلونه قضية كبرى مع ان العالم و المتأمل للتشريع يدرك الحكمة البالغه و الكمال المطلق في اوامر الله فالمرأة التي لاتستمع للوعظ و لا تستجيب له و لا تلين للهجر و لا تتأثر به هي امرأة متبلدة الاحاسيس سيئة العشره لا تشعر بكرامتها و من هنا استحقت التأديب و الضرب و هذا الضرب هو و سيلة احتياطيه لا تستعمل الا في اخر المراحل تفاديا لوقوع الطلاق

و الكتاب الثاني يحمل دعوة صريحة لأقامة دولة دينيه اسلاميه و التخلص من الدول الفاسده مثل الامارات بدون ذكرها بالطبع فهي التي سمحت وزارة اعلامها بطبع الكتاب و سمحت وزراة التعليم العالي بها بتدريسه لأبنائها

لم يكن هدفي من العرض السابق النقد التحليلي لهذا الكاتب الفاشل و لكن جلب الانتباه الي ظاهرة حقيقيه خاصه بتدريس الدين في الجامعات على انه الحقيقة المطلقه بدون انتقاد

الدين كظاهرة اجتماعيه لا يخلو منها مجتمع ظاهرة مرتبطه بالسوسيولوجيا و التاريخ. و لكن هل يجوز ان يدرس في الجامعه و كأنه حقائق مطلقه بدون النقد العلمي ، كما نرى في حالة هذا المؤلف هنا يقدم آراءه الخاصه و التي تمثل عقيدة الجماعه الاسلاميه التى ينتمى اليها كمسلمات فوق البحث و الانتقاد. هل يعطي هذا الدكتور لطلبته الجامعيين وهم المفترض بهم ان يكونوا قد تدربوا على اساسيات المنهج العلمي للبحث- المجال ان يشكك احدهم او ينتقد مسلماته وفرضياته ، اليس ذلك من اساسيات التعليم الاكاديمي الصحيح

جامعاتنا التى تنفق عليها الدولة من ميزانياتها ، هل تحاسب على هذا النوع من التعليم؟ يدرس الدين فيها كأمر يجب ان يفهم كما يقال للطالب و ليس كموضوع للبحث و الانتقاد و المقارنه. فلو درست الفكر الشيوعي و الماركسي في قسم العلوم السياسيه بالجامعه ضمن النظريات السياسيه في التاريخ فهل نقدم ايجابياته الي جانب سلبياته و اسباب فشله بطريقة علميه خارج معتقداتنا الشخصيه، ام نقول انه فشل لأنه الحاد و كفر و سقط بانتقام من رب الرمال و سخطه

العمليه التعليميه الاكاديميه تتطلب في جوهرها شحذ تفكير الطالب و تمرينه على النقد و الاتيان بالبدائل و تحدى المسلمات و الفرضيات. و بذلك يتأهل الطلبة الجامعيين بدرجات الليسانس و البكالريوس و من ثم عندما ينتجون بحوثهم بفكر نقدي اكثر عمقا يتأهلون للماجستير و الدكتوراه...و آه ثم آه اذا كان حملة الدكتوراه في بلاد الرمال كلهم قد أعدوا على يد امثال البروفيسور علي مشاعل

التعليم الذي يهدف فقط التي تثبيت المعتقدات التي جاء بها الطالب من الثانويه او من المجتمع،لا يستحق ان يسمى تعليما، انه تلقين لمباديء عقائديه من قبل الدوله و المؤسسه الدينيه المهيمنه على هذه المؤسسات

التعليم الاكاديمي الصحيح يتميز بحيادية علميه و لا يقبل المعطيات سواء علميه اودينيه كما هي كمسلمات أو ثوابت، التفكير الاكاديمي يجب ان يتحدى المسلمات مثل ما يتحدى الفرضيات و بصورة مستمره ليتطور العلم و يرقى الفكر، فأن زججنا بالدين في الدراسه الجامعيه و جعلناه موضوعا اكاديميا ..اذن لابد ان يخضع كغيره من العلوم الاخرى للتحدى الفكري و البحث العلمي الهادف الذي يتطلب الانتقاد والتشكيك بمسلماته و انتقاده..مثله مثل العلوم الاخري، او من الافضل ان نتركه يعيش بسلام داخل المسجد..و الا ، فلن يكون هناك فرق بين دراسة الكتاتيب على يد المطوعه موزه ..و بين الدراسه الاكاديميه في جامعاتنا على يد البروفيسورعلي مشاعل

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: