صباح الخير ايها المساء



نسيم بارد يلفح و جهي، الساعه العاشرة و النصف ليلا، ومازالت الشمس في الافق لم تغرب بعد على سفوح جبال الكرباث ، تأملت السماء و انا متجه الي فندقي أبو الثلاث نجوم و الواقع في البياتزا الرئيسيه للمدينه، بلاد الرمال غارقة في الظلام الان وفي براشوف مازال هناك ضياء، النسمات المنعشه تجعلك تحس انك مازالت في الصباح

صباح الخير أيها المساء

صباح الخير ايها العالم المتحضر، عمت ظلاما ياعالم رمال الصحارى و البداوه القاسيه، ان الله يريد ان نكون متدينين و يكون غيرنا متحضرين، هم يبدعون و يخترعون ويعيشون و يتمتعون، و نحن نمارس الوعظ و التكفير و التحريم و الحرمان

التدين غباوة مطلقه، والشك ذكاء..التدين ثقة الجاهل بنفسه، و الشك طريق العلماء للاكتشاف و الابتكار..ان لم تشك، اذن انت متدين، اذن انت..حمار، مع الاعتذار

لولا الشك لما وصل العالم الي هذا التقدم، التدين يبنى اسوارا وجدرانا حول عقولنا، يمنع العقل من المغامره، من التسائل من الاكتشاف..من التمتع بالحياة..لماذا يصبح التدين هدفا و غايه؟

الشك هو عملية التفكير، بدونها يصبح العقل كمحرك لايعمل.. و الايمان هو عملية تعطيل التفكير

الم تركم من متدينين ملتحين و متدينات منقبات يتخرجون مهندسين و فيزيائين و اطباء في بلاد الرمال....و لكنهم لا يضيفون شيئا الي الحضاره ولايخترعون و لايبتكرون..كالحمار يحمل اسفارا

يكذبون ان قالوا لك ان المسلمين كان لديهم علماء و رياضيين و فلاسفه..نعم كانوا هناك.. و كفروهم كلهم، اتهموا بالزندقة الرازي و ابن سينا و ابن رشد، العلماء في دين الصحارى هم كهان الدين فقط ، انهم لايخجلون من ان يسموا نفسهم علماء مثل توماس اديسون و اينشتاين، لأن العقل المغيب في بلاد الرمال ، لايرى الفرق

الاسلام دين طارد للحضاره، و الانسانيه و العلم، متشدد مانع للفكر و التفكير، يسل السيف ليقطع رقاب من يفكر..منذ اقدم العصور.. وحتى الان، في العراق الاسلامين يغتالون الحلاقين الان، بعد الاطباء و المفكرين

يكذبون ان كان هناك اسلام معتدل و اخر متشدد، كله خرج من قسوة هذه الرمال، الاعتدال في الاسلام ..ببساطه، مستحيل الوجود

قبل اسبوعين كنت في الهند، بلد حضارة قديمه زامنت الرومان وبابل و الفراعنه، تلاحظ ان الهندوس يتقبلون تعددية الفكر و الدين، لذا اصبحت الهند ملاذا لكل الاديان، كل الاديان تتعايش مع بعضها..الا الاسلام

في اوروبا يقبلونك في كنيستهم، يقبلونك مسلما و كافرا، بل الكنيسه الكاثوليكيه و البروتستانتيه تقبل مناولة المسلمين و غيرهم و لاتعتبرهم انجاس ، و يسمحون لك بممارسة طقوسك الصحراويه الاسلاميه ، ولكنك تغضب ولا تقبل ان يكون لهم كنيسة او معبدا في بلاد الرمال الغبراء، المقدسه

هم حضاريون متمدنون..ونحن ..ما نحن؟ الا بدو همج لانقبل الا الاها واحدا

ماهو الذكاء او المنطق في التوحيد و وحدانية الاله...اذا كان هناك خالق واحد، وجد من لاشيء، فيمكن ان يكون غيره..وجدو ايضا من لاشيء..نفس المنطق الغبي

رفض الفرس الزارادشت فكر العبرانين المنادى بأله واحد لأن هذا الاله سيحتوى على قيم الشر والخير فى آن واحد..سيكون متناقضا مع نفسه، فهانحن نراه ينقذ مساجده من التسونامي في اسيا، و لاينقذ المسلمين الذين ماتوا غرقا

الفراعنه و بلاد الرافدين و اليونان و الرومان و الصينيون كانو مراكز الحضارات القديمه، و امنوا بتعدد الالهه وتعدد الاديان...اله الصحارى و الرمال و حده الغيور..قتل كل الاله ليبقي وحده

هذه النزعه الشوفينيه تعارض طبيعة الانسان المفكر الشكاك، لقد اثبتت الحضاره و التاريخ ان النظم التي ستبقي هي نظم التعدديه، لم تسقط الشيوعيه لأن السي اي ايه حفرت و دبرت، لقد سقطت من الداخل، مثل كل فكر احادي شمولى ناكر و رافض للتعدديه الانسانيه

خلق الانسان الفكره، و استعبدته هذه الفكره، جان بول سارتر مؤسس الفلسفه الوجوديه يضع الانسان قبل الفكره، فهو خالقها، فكيف يموت من اجلها، الانسان خلق الشيوعيه، و مات الناس من اجلها، و لكن لماذا؟ هل الفكره اهم من الانسان الذي صنعها

الاديان، فكرة ايضا....خلقها عقل شكاك يوما ما ، لكن هذه الفكره قالت له، انها نزلت من السماء، الي عقله، و تقدست فصدقها او صدق نفسه ، وصدق خرافات الصحارى بملك على عرش يحمله ملائكة ذات اجنحه ، خطيئة لا تعدوا اكل فاكهه، هي مجرد عصيان اوامر الملك ، ينزل ادم و حواء الي ارض منبوذين من جنة، تنزل و تصعد مخلوقات ميتافيزيقيه و شياطين من سماء الي ارض.. انبياء و ادعياء يتوعدون بيوم النهايه و عذابات قبر وحرق بنيران جحيم، و زبانية الملك و جلادوه يعذبون الشكاك.. بينما ينام المؤمنين في جنات النعيم و العسل..عسل الجهل، الم تسمعوا مقولة ان المجانين في نعيم


ان لم تشك..اذا انت في يقين وبالتالي انت متدين ، اذن انت لست انسانا

مساء الخير ايها الصباح الجميل، و عمتم ظلاما دائما يامؤمنين، بادرو بالانتحار الان..فقد انتحرت عقولكم قبلكم.. في بلاد الرمال

بن كريشان

كتبت هذا المقال بوحي من فيلسوف جزيرة العرب في العصر الحديث، عبدالله القصيمي









إرسال تعليق

0 تعليقات