المختلف و المتخلف


قضيت يومي أمس الجمعه علي الشاطيء بفندق الروتانا بيتش بأبوظبي، كان غالبية رواد الشاطئ من الجاليه اللبنانيه و القليل من السواح، اللبنانيون كشعب، يختلف عن بقية سكان بلاد الرمال بأنهم يحبون الحياه، وهم ينتهزون كل فرصة للتمتع بحياتهم، اليوم الجمعه.. و كأنهم في اجازة علي شواطيء الريفيرا اوهاواي، تسمع طراشيش الكلام العربي المختلط بالفرنسي، الواحد منهم يتمتع بشرب كأس البيره الواحد او زجاجة الاسميرنوف آيس الوحيده و كأنه اخرمشروب له في الحياه، قبل ان يصعد الي حبل المشنقه، الفتيات و السيدات اللبنانيات يتباهين بأخر موضه للباس البحر و قد تغّير الواحدة بدلة السباحة مرتين في نفس اليوم، و تصر على لبس بعض المجوهرات و الذهب مع بدلة السباحه على الشاطيء ..لزوم الاناقه

من مكاني على الشاطي و في نفس الوقت اسمع نعيق الاذان و زعيق خطبة الجمعه، و اتخيل الكثير من جموع الرجال المختلفين عن ناس الشاطيء هؤلاء، يركظون مخاطرين بحياتهم في عبور الشارع كالدواب والأغنام.. حتي يجد الواحد منهم مكانا له في المسجد،فالحسنات اكثر في الصفوف الاماميه..و لو اودى ذلك بحياته، اما اصحاب السيارات فيسوقون بسرعة جنونيه معرضين حياة البشر للدهس.. يرمى الواحد منهم سيارته في اي مكان بجانب الشارع مخالفا القانون وغير عابىء بشرطة المرور..و يجرى ليحصل على مكان في المسجد او يلحق قبل نهاية الركعة الاخيره..الشرطه يقومون بنفس العمل ، لايختلفون عن المخالفين فيرمون هم ايضا سيارت الشرطه بنفس الاسلوب و يهرولون للصلاة..اما المتعطلين بسبب اغلاق الشوارع..فذلك ذنبهم.. لانهم لا يصلون! و يجلس هؤلاء البشر المختلفين عن بقية العالم، يستمع الواحد منهم الي الامام الغاضب الذي يصرخ و يلعلع..بينما هو خاشع يفكر في ما اعدته الوالده او الطباخ الهندي من طعام على الغداء

قال لي احد الاصدقاء الغربيين في العين انه شعر مره بالخوف الشديد من ان الامام في المسجد القريب لمسكنه سيخرج في مظاهرة و من خلفه جموع المصلين.. لأنه بدا غاضبا و منفعلا جدا، كما كان يسمعه بالمايكروفون
هؤلاء يعيشون حياتهم، و هؤلاء على الشاطيء ايضا، ولكن الاختلاف ان البعض يختار الحياة و الفرح و البعض الاخر يختار الاخرة الموعوده.. و النكد

يعتمد الفكر الوهابي، اذا جاز تسميته فكرا؟ في أهم مبادئه و الذي قد يفوق التزمت لفكرة التوحيد، على مبدأ مخالفة الكفار وينضوي تحته ايضا، مخالفة اليهود و النصارى، على فكره .. الكثير من اللبنانيين في كلوب الفندق امس كانوا مسلمين، كما تدل سلاسل الذهب التي كتب علها اسم الله في اعناقهم، هذا المبدأالوهابي والذي يسمى ايضا الولاء والبراء..يعنى ان تكون معنا ام علينا..قد طغى على عقول كثير من الشباب و الشابات أثناء مرحلة غسيل الدماغ في الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي و التي مارستها الجماعات الاسلاميه و أعانتها في ذلك بلدان الرمال بتطويع وزارات الاعلام و الاوقاف و التربيه لخدمتهم و خدمة فكرهم..المختلف..المتخلف

ألاسلوب للدعوة لمخالفة الاخرين و معاداتهم و عدم التشبه بهم ليس جديدا على النظم الشموليه، ماوتسي تونغ في الصين الشيوعيه البس الرجال و النساء زيا موحدا، حتي لايتشبهوا بالموضه و اصولها الرأسماليه الغربيه، في الاتحاد السوفيتي كانوا ينتقدون النساء التي تضع المكياج و الرجال الذين يرتدون الجينز وكانت الموسيقي الغربيه تهّرب ليستمع اليها الشباب..الشيوعيون أصدروا كثيرا من الكتب التي تحدد منهاج السلوك القويم للشباب السوفيتي، في كل شئ، حتي كانت هناك كتيبات في كيفية ممارسة الجنس..الايذكركم هذا بأحد تعرفونه؟

ان لبس الاخرون ثيابا طويلا، يجب ان نقصر نحن ثيابنا، ان أطالوا هم شعورهم ..حلقنا نحن شعورنا، ان حلقوا لحاهم، اطلناها، ان هم استمعوا للموسيقي، حرمناها على انفسنا..ان احتفل العالم بعيد الام..قالوا لنا من اعياد الكفار و لم يرد في السنه، الفالنتاين..انساه فهي محاولة اليهود و النصارى لغواية المسلمين. وكان هذا دأبهم، كلما خرج العالم بشيء جديد، كلما حرم علينا حتى لانتشبه بالغير..حرمت هيئة كبار العلماء في السعوديه الراديو عندما ظهر و ثم الفضائيات ثم الانترنيت، لاادري من احل كل ذلك الان ؟ هيئة صغار العلماء..ربما؟ حرام التأمين، حرام البنوك، حرام قيادة السيارات، حرام الانتخابات، حرام الالات الموسيقيه، والان يتحفونا بنوع من الغناء بدون الات موسيقيه يسمونه انشاد، ويحاولون فيه اخراج الايقاع و الريثم من افواه الكورس المرافق..يذكرني بالفن الغربي المسمى
Voice instrumental music
كذلك حرام اي علم خارج الفقه والسنه مالم ينفع المسلمين، وينفع المسلمين هنا... يعني بصنع قنبلة ذريه او سلاحا من اسلحة الدمار الشامل والذي يجعل المسلمين اقوى من الغرب الكافر فيحاربوهم حتى ينشروا الاسلام في اراضيهم و يسبوا نسائهم ويجبرونهم على دفع الجزيه ..لا علوم لنفع البشريه او لمحاربة الايدز الذي هو مجرد بلاء و ابتلاء من رب العباد لسلوك البشر المنحرف

عندي اليوم بعض التساؤلات عن موضوع مخالفة اليهود و النصارى و نبدأ من صديقنا البخاري الذي روى في صحيحه عن ابن عباس قال قدم النبى المدينه فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال ماهذا، فقالوا هذا يوم صالح يوم نجى الله بنى اسرائيل من عدوهم فصامه موسى،فقال النبى انا احق بموسى منكم، فصامه و أمر بصيامه

هذه الروايه تدل على تقليد المسلمين لليهود..وهل هذا هو الشئ الوحيد الذي يتشابه الاسلام او يتشّبه فيه باليهوديه؟..لا فالاسلام ايضا يقيم طقوس الذبح و الاكل الحلال بدرجة تشابه الكوشر اليهودي..ويقلدهم في الطهاره الجسديه مثل الختان..اليس كذلك؟

وفي النهاية اخبركم هذه القصه من التراث الاسلامي عن اصل الاذان و كيف كان المسلمون يجاهدون للاختلاف عن غيرهم :

بعد الهجرة استحكم الرسول في المدينه ففرض الزكاة و أقام الحدود و امر بالصلاة وكان الناس يجتمعون للصلاة حسب مواقيتها بدون دعوة، فهّم رسول الله ان يجعل بوقا كبوق اليهود الذي يدعون به لصلاتهم، ثم كرهه، ثم امر بالناقوس فنحت،ليضرب به للمسلمين للصلاه..فبينما هم على ذلك اتى عبدالله بن زيد الرسول فقال: يارسول الله مر بي هذه الليلة طائف..يعني مثل الحلم، مر بي رجل عليه ثوبان اخضران..لزوم القدسيه...يحمل ناقوسا في يده، فقلت ياعبدالله أتبيع هذا الناقوس؟ فقال و ماتصنع به؟ قلت ندعوا به الي الصلاة فقال: الا ادلك الي خير من ذلك؟ فقلت ماهو؟

فقال الرجل: المايكروفون والهورن سبيكر من ماركة علي بابا.. في بلاد الصين

http://hotproducts.alibaba.com/manufacturers-exporters/Horn_Speaker.html













إرسال تعليق

0 تعليقات