الاثنين

دائرة الشر بين التقاليد والدين

قتل البنات المشاكسات مجرد عاده قبليه!


قامت عائلات ثلاث فتيات مراهقات بأقليم بلوشستان الباكستاني بدفنهن حيّات ثم أخرجن وهن مازلن يتنفسن..و تم أطلاق الرصاص على أجسادهن حتى فارقن الحياة.

أوردت الخبر منظمة هيمان رايت وتناقلته عدة مواقع و صحف عالميه من ضمنها التلغراف البريطانيه. السبب كان أن هؤلاء المراهقات البالغات من العمر مابين ١٦ و ١۹ سنه كن قد أبدين رغبتهن بالزواج فيمن يرغبن هن، وليس ماتريده عائلاتهن. طبعا عائلات هؤلاء المراهقات لم تجد بين أيدها حلا..إلا أن تقوم بقتلهن بهذه الطريقة الوحشيه.

ممثل إقليم بلوشستان في البرلمان الباكستاني إسرار زهري دافع عن هذا الفعل البربري أمام أعضاء المجلس و أعلن وقوفه في صف عوائل هؤلاء المراهقات في فعلهم الشنيع على اساس أن معاقبة البنات " المشاكسات" هو عُرف قبلي يجب إحترامه.

هل هذا معقول؟ كيف يستطيع أحد أن يقف مبررا جريمة نكراء كهذه بهذا الموقف المقزز؟



أنه من الحكمة بالنسبة لنا هنا في أرض الرمال أن ننظر الى مسببات هذه الجرائم الوحشيه حيث أن المرأة لدينا ليست بأفضل حال. بلاد الرمال مازالت خارج " العالم المتمدن" حيث تذبح العربيات بالسكاكين لمخالفتهن رغبة الذكور الغيورين.. بينما تقف العدالة الى جانب المجرمين.


صرح ممثل أقليم بلوشستان:

هذه تقاليدنا وسأستمر في الدفاع عنها. أن الذين يجب أن يخشاها فقط هؤلاء الذين ينغمسون في أعمال منافية للأدب.

الأمر الغير مستغرب في هذه الحالات هو أنه بدل محاسبة المجرمين يوضع اللوم على الضحايا. وهو مافعله النائب إسرار زهري هنا. فلو لم يرغبن بالزواج ممن تختاره عائلاتهن ..فقد يكن اليوم أحياء يعشن حالة المذله والمهانه . غرور وقح في تبرير جريمة قذره ، ضد الأضعف في المجتمع.



وعلى الرغم مما قاله النائب البلوشي في البرلمان فأن ماحدث ليس فقط عرفا قبليا عاديا، بل هو عادات تحدث تحت موافقة وبركة السلطات الأسلاميه في اقليمه..قد لايكون الدين هو العامل الوحيد ولكنه عامل بالتأكيد يؤجج ويعمل على إستمرارية هذه العادات وخاصة بأحتقاره للمرأه والتعامل معها على انها أنسانه من الدرجه الثانيه.


التعاليم الإسلاميه تخلق البيئه الإلهيه الحاضنه لهذه التصرفات بأعتبارها المرأه أنسانة ناقصة لاتتساوى حقوقها مع حقوق ومكانة الرجل، إضافة الى وجود هذه الأعراف والتقاليد ..يجعل منهما دائرتى شر يكمل كل منها الأخر.





كيف يمكن منع همجية كهذه؟ كيف نقبل في مجتمعات يفترض فيها التحضر قتل طفلات في طقوس قبليه عتيقه امام مرأى ومسمع العالم؟ عالمنا اليوم مليء بظواهر كثيرة تشير الى وجود ظاهرة كراهية المرأه . نجدها في الأديان الكتابيه الثلاث التي تلقى عليها كل مسببات الذنوب، فمن ثقافة حصر حياتها ودورها في تربية اطفالها فقط، الى المواقع الأباحيه التي تصور المرأه ككائن جاهز للأغتصاب. انني لا ارى دفعا كافيا من صحافتنا العربيه و منظمات المرأه العربيه للكتابة والأحتجاج بما يكفي لأجبار الحكومات على تغيير مواقفها وإلقاء اشد العقوبات بمن يقوم بهذه المماراسات. حتى النساء بأمكانهن عمل شيء ولو فرادى بمحاربة الهيمنه البطرياركيه الذكوريه المبرره إسلاميا في الاف المواقع الدينيه ، بمهاجمتها و أطلاق مواقع و مدونات بديله تتكلم و تهاجم هذه الظاهره و تنتقد موقف الأسلام والمشايخ منها..وإلا فلن يتغير هذا الدين ، ولن تختفي تلك الأعراف البشعه.

حسب تقرير منظمة هيومان واتش في سنة ١۹۹۷ بأن ۹٧٪ من الفتيات اللاتي قتلن في الأردن بجرائم الشرف كن بريئات وعفيفات واثبتت تقارير الشرطه بانهن كن عذراوات. وهذا يعنى أن دافع الجريمه كان أما ظنا خاطيء واما رغبة في جعلها عبرة لغيرها لتطاولها على سلطة الرجل المُكرسه في هذه الأعراف الباليه.

ولا شيء في مجتمع مدني يبرر قتل أنسانة لأنها لم تكن " عذراء". انه مجتمع مريض سقيم. ومع هذا يقوم القضاة الذكور في الأردن وسوريا والعراق وفلسطين وغيرها من أرض الرمال بالتعاطف مع المجرمين الذكور لأنهم يدافعون عن وجود هذه الأبويه الذكوريه..يحافظون على إستمرارية البطرياركيه المعتمده على سلطة الرجل.



من يتصور وجود مجتمعات يقتل الأخ فيها شقيقته؟ من يتصور مجتمعا يذبح فيه الاب أبنته؟ من يتخيل مجتمعات يساهم فيها النظام القضائي والقضاة بالمشاركه في هذه الجرائم؟ لاتذهب بعيد ، انها أرض الرمال حيث المرأة على قيد الحياه لاتعنى الكثير..فمابالك بها مقتوله؟


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: