الخميس

العلمانيِّه و العَلمَـنه


للارتقاء بالعقل فوق الخرافه الدينيه.


شاركتُ مؤخراً في تجربة قيادة الدراجة الهوائيه على حلبة سباق السيارات في جزيرة ياس، شعورٌ غريب في المساء وانت تحت اضواء الكشافات تقود دراجة هوائيه، بجانب الرياضه والتمرين في مكانٍ مختلف فأنت قد تتخيل انك في سيارة فيراري فورميلا وان، او قد تفعل مثلي فتفكر في موضوع اليوم عن العلمنه وانت تلف الحلبة .. هذه بعض الصور التي التقطتها لكم.

العلمنه كفعل هي عمليةُ انشاء مؤسسات مُستقلة عن السلطة الدينيه، او عن سيطرة الجماعات الدينيه ( الاخوان والسلف وغيرهم مثلاً كحركات طامحة للحكم) ومستقلة عن تأثير الشخصيات الدينيه من مشايخ وملالوله. تحت المجتمع العلماني تقام هذه المؤسسات لتقوم بتقديم الخدمات الطبيه والتعليميه بعيداً عن اية شخص او جماعه لهم اهدافٌ دينيه.


ان الدين مرتبط بخلق الخرافات والمحافظة عليها، الاديان كالاسلام و المسيحيه وان تتظاهر بعقلانيتها فإنها مبنية على قصص خوارق الطبيعه والانبياء الذين يطيرون على البغال المُجنحه ويمشون على سطح الماء او عندهم عصا سحريه تشق قنوات في البحار ومنهم من يعيش لأيام في بطون حيتان بدون ان يتنفس. يسمون هذه معجزات ليعطلوا التفكير الشكي الفطري عند الانسان. مع تطور الذكاء الانساني والعلوم ليس فقط اننا اصبحنا نعرفُ اليوم علمياً إستحالة حدوث انتهاك لقوانين الطبيعه، بل اثبتنا تاريخياً وجيولوجياً بأن اياً من هذه القصص لم يحدث ابداً.


الدين ببساطه ليس الا خرافةٌ مـُنظمه بمؤسساتٍ وكتبٍ ومُـنظرين وقواعد ورُتـب وطبقات من المشعوذين. ولو نظرت الى تعريف الخرافة في القواميس ستجد انها: "الخرافة هي اعتقاد او نظام من المعتقدات، يتم فيه ربط نوع من التبجيل والخوف من أشياء ماديه يظن انها مرتبطة بقوة خارقه". تعريفٌ اخر يقول: " الخرافةُ هي الاعتقاد الغير منطقي والغير علمي في وجود قوى خارقه في العالم بإمكانها احداث الخير او الضرر والاعتقاد بتصرفات مضاده للاستفادة منها او حجب ضررها كالتمائم والحجر والخرز وغيرها.


انها محاكاة ساخرة فعلاً، استبدل كلمة خرافة بدين وشوف التشابه.

إذا كانت الاديان بناءً على ماسبق هو وسيلة لتعزيز الخرافات و التفكير السحري، فالعلمنة والعلمانيه هي التحررُ من ذلك. الاسلام وغيره من الاديان يجعلك تستمر بتصديق وجود هذه العوالم السحريه من جان وعفاريت و ملائكه، يجعلك تعتقد بأن هناك قوى تنتهك قانون الطبيعة وتتحكم بالرياح و الامطار وحركة الكواكب، وبهذا تصبح مثلك مثل البسطاء والجهلاء ممن يؤمن بالسحر والحسد واشتوت اشتوت. العلمانيه هي ببساطة اسلوبٌ يساعد الانسان على التحرر من هذه الاكاذيب بسحب البساط الذي تستعمله الاديان من تحت اقدامها، الاديان تستغل السلطة السياسيه والاجتماعيه لتنفث سمومها بحشو دماغ الانسان بهذه الخرافات من خلال سيطرتها على مؤسسات الدولة وتقديمها هي المساعدة للناس سواء التعليم و الصحه والاعانات والاغاثه.

في الماضي كانت العلوم والمعرفه مُحتكرة بيد رجال الدين و المشايخ، بسبب انتشار الاميه وتحكمهم بنوع المعلومه التي تصل للانسان، فكانوا يسمحون فقط بما يعزز الخرافة الدينيه ومراكزهم، ويمنعون ويعاقبون ما يخالفها. لذا من الطبيعي ان تلاحظ انه وحتى اليوم يحملُ بعضُ الناس المؤمنين هذا الارث من خلال اعتقادهم بأن الصلاة والدعاء وقراءة القرءان تشفي من الامراض. هذا بسبب منع الاختصاصيين من علاج الناس مالم يكونوا تحت مظلة السلطة الدينيه. وبما ان الانسان المسكين الجاهل هذا لايستطيع بنفسه ان يجعل هذه الصلاة و هذا الدعاء مؤثراً فكثيراً مايلجأ الى رجلِ الدين نفسه ليصلى ويدعوا له " بالطريقة الصحيحه" ويقبض المال بالمقابل.

الثقافة العلمانيه تزيل الخرافة من تفسير الظواهر والاشياء كمسبب. انها تغير من تفكير الانسان بحيث يعتمد على العقل والعلم بدل الاعتماد على التفسيرات الخارقه الاعجازيه. رغم اننا قد نكون في حالة من الردة الدينيه- الخرافيه ان صح التعبير- الا ان تأثير العلمانيه بدء منذ قرنين على الاقل حين تأثرنا ايجاباً بالتغيرات في اوروبا. رغم ان العربان مازالت تظن بالقدر، والحسد وتراوح في وضع مسحة دينيه فوق الاشياء الا ان تأثير العلمانيه في التجارة والصناعة و التعليم و الصحة اليوم امرٌ لايـُشك فيه.


انـهُ مِن الطبيعي في ثقافتنا ان نجد للشيء استعمالاً دينياً حتى يضع رجلُ الدين ختمه عليه وان تتأكد بأنهم لن ينعتوها ببدعة محرمه ، فعندما ظهرت الساعات اقنعوا رجال الدين بفائدتها لمعرفة مواقيت الصلاة، والمايكروفونات للاذان والراديو و التلفزيون للاحاديث الدينيه ونشر الموعظه، وحتى الانترنيت و الرسائل النصيه..للدعوذه.

الان على الاقل لايقول مذيع النشرة الجويه ان عاصفة قادمة هي عـِقابٌ من الله، بل يقول منخفضٌ جوي ..وينهي برنامجه بقوله والله اعلم "بدون ان يضحك". التفكير العقلاني بدأ هكذا حين تخلصنا بالتدريج من الاعتماد على التفسير السحري الالهي وشرعنا نشرح الامور بمُسبباتها العلميه. من الواضح ان الدين رغم عودته فهو يلعبُ دوراً اقل مما مضى في شخصية الانسان واتخاذ قراراته للعمل او السفر ولم يبقى الا الزواج والذي مازال الناس في بلاد الرمال يؤدون له صلاة فارغه تسمى صلاة الاستخاره هي اشبه برقصة سقوط المطر عند الهنود الحمر.


ان اهم شيء برأيي المتواضع هو ان نبدأ بأنفسنا قبل الحكومه والمؤسسات. يجب ان نعلمن انفسنا، نعلمن من تفكيرنا، نعزله عن التفكير الديني والسحري لنصبح اناساً قادرون على التفكير والعقل بشكل مستقلٍ عن الدين. كلما زاد عدد الناس الذين يفكرون بطريقة علمانيه، كلما اصبحنا اكثر تقبلاً لوجود مجتمع علماني.

اقولُ احياناً كان من المفرض ان يعلب العلم دوراً هاماً في هذا لأنه يُدرّس اسلوب البحث العلمي بعيداً عن خوارق الطبيعه ولكن للأسف لم يكن هذا مجدياً في بلاد حيث مازال اطباؤنا ينفخون بالبسمله ويحوقلون قبل ان الوخز بالحُقنه....ماهو السرُ ياترى؟

بن كريشان

هناك 11 تعليقًا:

بنت الهدى يقول...

ما مجنون الا انت ايها الكافر الزنديق
الا لعنة الله عليك وغضبه على امثالك ومن تبعك الى يوم الدين
((وسيعلم الذين ضلموا اي منقلب ينقلبون))

Unknown يقول...

هذا كفر بواح لعنة الله عليك ايها الزنديق

Jamal يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Jamal يقول...

كم اتمنى ان اعرف انك يا بن كريشان بخير. لمن لا يعرف، فقد اختفى بن كريشان قبل عامين بعد تكهير مدونته. لم يسمع عنه اي احد بعد ذلك. وهو لمن لا يعرف ايضا كان احد اشهر المدونين العرب.

اتمنى ان يكون ما حدث هو انه آثر السلامة بعد تلقيه تهديدات من اسلاميين متخلفين هم امتداد للفكر الذي ترونه في التعليقات هنا.

اخشى ما اخشاه هو ان يكون تعرض لمكروه على يد متعصبين، او لسجن على يد الحكومه.

كل ذلك لانه حاول ان يظهر لكم الوهم الذي تعيشونه.

يا بن، اذا كنت تقرأ هذا الكلام، ولا اظنك تفعل، فارحمنا من القلق عليك ان كنت تستطيع، و لكن لا تفعل ان كان فيه خطر عليك او على عائلتك.

كم انت رائع. مصباح نور وسط ظلمات مطبقة. شكرا لك.

Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Unknown يقول...

جمال! لماذا لا تظن أنه يقرأ هذه التعليقات؟ جعلتني أقلق على مصير بن! من يكتب هذه المقالات إذا لم يكن بن خاصة أن تاريخ هذه المقالة حديث (نوفمبر 2012)؟ لقد داومت على قراءة مدونة بن منذ عام 2006 واحتفظ بالكثير من النسخ لمقالات قديمة... أتمنى أن يكون بخير

Arabs in Space يقول...

Ben, this is me Arabs in space, I will try to write to you. , if I can not reach you , please try to reach me. MHJ

Unknown يقول...

بن كريشان المحترم تحية وبعد
قيل انك قد عدت للتدوين عبر مدونة بن شورت و لكن الدخول اليها يتطلب دعوة فما هي الامور المطلوبة للحصول على دعوة للقراءة علما بان ايميلي هو
joalali@yahoo.com
راجيا ارسال دعوة لي او وضع ما تنشره في مكان استطيع قراءة ما تكتب
علما باننا قد تناقشنا عدة مرات عبر هذه المدونة و لك بالرجوع الى ارشيف النقاشات
دمت بود

Ben Short يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Blogger يقول...

Did you realize there is a 12 word phrase you can communicate to your partner... that will induce deep emotions of love and impulsive attractiveness to you deep inside his chest?

That's because hidden in these 12 words is a "secret signal" that triggers a man's impulse to love, cherish and protect you with all his heart...

12 Words Who Trigger A Man's Love Response

This impulse is so built-in to a man's genetics that it will drive him to work better than before to do his best at looking after your relationship.

As a matter of fact, fueling this influential impulse is so binding to getting the best possible relationship with your man that as soon as you send your man one of these "Secret Signals"...

...You'll soon find him open his soul and mind to you in such a way he haven't experienced before and he will perceive you as the one and only woman in the universe who has ever truly appealed to him.

عباسوووووو يقول...

معظم الردود هي مجرد سباب و تكفير، لكن الحق يقال، لا احد و لا حتى انا، ممن قرأ مقالات بن كريشان، لم يكن ليقرأها لولا وجود الشك في قلبه بالدين و بدين الاسلام و لو كان مثقال ذرة، و ذلك وارد على الأخص كون اللغة المكتوبة به، اللذي يقرأ مقالات بن كريشان لابد من ان قد تسلل الى قلبه الشك في صحة الطريق الذي هو ماض عليه، و الا فماذا مواصلة قراءة مدونات بن كريشان و التهجم المتواصل عليها.

اخوان سم بن كريشان سم بطئ المفعول، الأجدر بكم مقارعة الحجة بالحجة، لا الوعيد و التهديد، انت أخي المؤمن يجب تهزمه بالعقل، بالفلسفة، بالذكاء، بأي وسيلة مناسبة، لا التهجم و الصياح، فهذا يظهرك بمظهر الضعيف لا القوي صاحب الحجة و المنطق.

لا تظن ان بن كريشان يعبأ بالإهانات، هو يعتمد على شهرتها بين المؤمنين انفسهم، ليبث سم الإلحاد في عقولهم قبل قلوبهم، الخطر هو على النشء الصغير الذي سريع التأثر بالأفكار الهدامة حول الحرية المطلقة بلا قيود او تفكير واعي بأهمية الدين في حياة الإنسان المسلم

انتبهوا جيدا، القاعدة عند بن كريشان هي خالف تعرف، لو ان لا احد رد علي لكان طيا منسيا، و لكنه فتح مدونة و اعطاكم حرية الرد و التعليق، التجاهل هو سلاح بحد ذاته، التجاهل بمثابة رفض، اما الردود الباهتة و التكفير هو ما يسعى له بن كريشان اولا و آخرا، و هو انك تستمر في قراءة سمومه الفكرية حتى يهتز وجدانك الداخلي بدون رجعة، و هنا فقط يكون قد حقق مراده.