الاثنين

بلغاريا هناك..ونحن هنا

شو هذا المنكر يابن كريشان؟ قالت امي اليوم بعد ان رأت خادمتنا ميري تقطع البصل في المطبخ و هي تلبس قناع غوص سنوركل اعطيته اياها. مسكينه ميري لديها حساسيه مفرطه من البصل فتسيل دموعها و تحمر عيونها الصغيره.. و يزداد عطاسها عند تقطيعه او فرمه. ابتكرت فكرة لبس قناع الغوص اثناء قطع البصل ايام الدراسه، لأنني اعاني الشيء ذاته من رائحته النفاذه.هزت امي رأسها و أقدمت على تقطيعه بنفسها ، وبالمناعه التي اكتسبتها ضد البصل على مر السنين، و كأنها تقول: إن الموت الذي تفرون منه فهو ملاقيكم

ربما لم تصدق آية قرأنيه مثل هذه بوصف نفسية الانسان و خوفه من النهايه ، و هو السؤال الاكثر تكرارا و الذي اتلقاه من قراء البلوج: ماذا ستفعل بعد الموت؟.. كثير من الايميلات التي تتحدى و تحرض و تذكر بمصيري و مصيركم الاسود الغابر بعد ان نفنقش و نموت،وبعضها يريد فقط ان يعرف تصوري عن الموضوع ، مثل القارئة اللطيفه ناديه كيوت وايد

و كماعكست هذه الايه الخوف الذي يمتلأ به قلب الانسان من النهايه الطبيعيه. فقد لعب رب الرمال على لسان صلعم بهذه السيكولوجيه الناجحه على مر الازمان و في كل الأديان فأنزل اليه كثير من ايات التذكير بالموت و النهايه: فكل نفس ذائقة الموت و قال انك ميت و انهم ميتون و قال ايضا اينما تكونوا يدرككم الموت و زاد صلعم من الشعر بيتا بحديث اذكروا هادم اللذات..عزرائيل.. و لو كانت عزرائيله مثل هذه..فمرحبا بها










****

استغلال خوف الانسان الطبيعي من الموت مستمر مدى الدهر فجماعات الاسلام الساعيه للهيمنه على أرض الرمال تجتر نفس الاسلوب الان .اسمعوا لهذه المقتطفات من الموقع التبشيري ألاسلامي أنا المسلم يقوم بذلك: كان عثمان بن عفان اذا وقف على القبر بكي حتى يبلل لحيته..وسرواله فقيل له تذكر الجنة و لا تبكي من هذا فقال لهم ان رسول الله صلعم قال القبر اول منازل الاخره فان نجى منه فما بعده ايسر منه ، ثم بما ان المؤمنين بطيئي الفهم عليه ان يعيد الكلام بالشقلوب كما هي عادة الرواه- فأكمل عصمان قوله ومن لم ينجي منه فما بعده اشد منه
ثم مثل برنامج مايطلبه المستمعون، يهدي موقع انا المسلم تهديد ذائقة الموت الي كل من


إلى كل من يتساهل بالصلاة أو يفرط فيها
إلى كل من يحارب الله ورسوله بتعامله بالربا
إلى كل من يغني ويستمع الغناء
إلى كل من غش أهله وأدخل الدش في بيته
إلى كل من يزني
إلى كل من يعمل عمل قوم لوط
إلى كل من أسبل ثوبه وجر إزاره
إلى كل من حلق لحيته
إلى كل من ينام عن صلاة الفجر
إلى كل من يستهزأ بأهل الدين والصالحين المشعوذين
إلى كل من يذهب إلى السحرة والمشعوذين المنافسين
إلى كل من يدور في الأسواق ركضاً خلف محارم المسلمين ويطلق بصرة على النساء
الى كل من يدنس فمه الذي ذكر الشهادة بسيجارة أو شيشة قبيحة الرائحة
إلى كل من استقدم عمالة من غير المسلمين ولم يدعهم إلى الإسلام
إلى كل من يبتدع في دين الله
إلى كل من نادى بالتبرج والسفور وخروج المرأة المسلمة

- منقول من موقع انا المسلم -

و قد يقول الكثير منا ما اتعس حياتي و اظلمها عندما اقارنها بتلك الوعود الجميله السعيده المشرقه التي ينادي بها أصحاب الدين و لكن مهلا..الايمكن ان نكون كمن يلبس حذائه في القدم الخطأ، قد يكون جميلا ان نخدع انفسنا و نضل غيرنا معنا الي وعد طفولي غير عقلاني مستحيل الحدوث.. كمن لبس حذائه في القدم الخطأ.. مهما كان شكله جميلا فهو غير مريح













أليس الافضل ان نكون أكثر شجاعة مع انفسنا و نواجه الحقيقه و خاصة عندما تكون الحقيقه في الواقع اكثر جمالا و روعة من الوعد الكاذب المضلل؟

أنها حياتك تمتع واسعد بها..فليس لديك غيرها

كان آداء منتخب الامارات لكرة القدم في البطولة الاسيويه اقل من المتوقع، فقال احد المسؤلين مبررا : بأن اداء المنتخب كان رائعا في المعسكر الذي عقد لمدة شهر في بلغاريا..فأجابه رئيس اتحاد الكره: العن ابو بلغاريا..بلغاريا هناك ..ونحن هنا الان ..هنا يجب ان نفوز موب في بلغاريا

كم من الملايين التي غرر بها، و خدعت و استحمرت و رُكبت و انتهكت و تحولت حياتها الي مآسى و فقر و حرمان و استعباد ..لأن بلغاريا هناك

لماذا نُجبر على المعاناه و الحرمان من ملذات الحياة و سعاداتها لأن بلغاريا ليست هنا ..بل هناك

كم من استشهد و انتحر ليذهب الي بلغاريا ليتمتع بحواريها السكسيات ، لأن الجنس و متعته حلال عليه هناك

****
لماذا لا نركز على ما نستطيع عمله في هذه الحياة لأنفسنا و ابنائنا و اخوتنا في الانسانيه..بدلا من ادخار ذلك لبلغاريا

لماذا لا نتمتع بكل هذا الجمال الذي لدينا هنا في هذه الحياه؟













استيقظوا يارجال- بما ان الحريم ليس لهم نصيب كبير من بلغاريا- و لا تواجهوا فكرة الموت بالخوف..بل بالفرحه. ليس هناك شيء اجمل من النهاية السعيده كنهاية فيلم رومانسي سعيده تشاهدها مع من تحب بعد كأسي فودكا. ان المؤلم في الحياة هي ان تنتهي قصيرة بسبب حادث او مرض كفيلم تراجيدي حزين ، و لكن ككل تراجديا يوجد هناك عزاء دائما، و حتى في هذه التراجيديا فلا يمكن ان يكون هذا العزاء في وضع الثقة في احلام قصص الاطفال عن بلغاريا و الاميره النائمه و البجعات الثلاث و طوفان نوح و حوت حاجي يونس

كيف انه في هذا الكوكب و غيره من كواكب الكون تموت كل الحياة، تموت كل الاشجار و تنتهي و تموت جميع الحيوانات و الكائنات الا حيوان واحد فقط هو الذي يحصل على الخلود ؟ كيف نقول ان الانسان يموت اذا كان هناك جزء منه يسميه الروح يطير و يذهب الي مكان اخر و حياة اخرى. ان كان هذا صحيحا فالانسان مثل رب الرمال..خالد لا يفنى .هذا تناقض رهيب و قاصم للايمان بأن الخلود للاله الاوحد

لأن الانسان يستطيع ان يؤمن ..فهو يستطيع كذلك ان يصدق اي شيء


اخواني الرجال- مره اخرى لأنني كما قلت الحريم يوضعون في قسم النساء ببلغاريا











ماذا تريدون ان تفعلوا في بلغاريا الممله؟ حيث لاتسمع بها الموسيقي .. الا من يقول لك سلاما ، و جميع الرجال مشغولين بالذكر و التسبيح و نكاح عاهرات الحور الغبيات و ممارسة اللواط مع غلمان الجنه 24 ساعه.. من يريد ان يعيش في هذا الجو الممل خالدا للابد؟..و لا مهرب لك ، حتى لو اردت ان تنتحر و تخلص من بلغاريا هذه.. فليس لك من سبيل

لن نعود للحياه بالطريقه التي يصفها رب الرمال في قرءانه او كتابه المقدس او توراته واعتقد انه في يوم القيامه و بعد البعث، سيجد رب الرمال صعوبة كبيره في قطع و لصق اجزاء البشر المختلفه التي سيستخرجها من القبور.. و قد ينهار نظام الكومبيوتر الالهي من الضغط و الاوفرلوود و لا نستبعد ان نجد انه ركب رأس مارلين مونرو على جسم غاندي، و راس باربي على جسم ..الشيخ عبدالعزيز بن باز

بعد ان اموت سأعود للحياة بذكرى طيبه يبقيها اصدقائي و احبابي عني..ربما بحبيبة او امرأة عرفتها تقول صحيح ان بن كان ابن كلب! ولكن..كانت لي معه على الاقل لحظات ممتعه..وسيقولون كان على الاقل لطيفا مع قطته زيزبونه. انك تحمل في ذاكرتك تخليدا لتلك الام او الاب او الجده او الجد او الصديق او الزوجه الذين تحمل لحظاتهم و ذكرياتهم الخالده في خيالك دائما. سيتذكرك الناس انت ايضا بعملك..بذلك الكتاب الذي كتبته و تلك الاشعار المضيئه التي دونتها، بذلك العمل الفني او الادبي او حتى بذلك البناء الرائع الذي شيدته..اننا نترك وراءنا اعمالا تخلدنا حتى لو كانت بسيطه، فما بالك بهؤلاء الذين نتذكرهم لأنهم اخترعوا لنا الكهرباء و التطعيم ضد شلل الاطفال و البنسلين و كل ما لدينا اليوم..انهم خالدين في ذاكرتنا لأبد الابدين

*****

كلنا سنتنتهي و نموت..حتى رب الرمال نفسه..اعتقد انه صار في هذه اللحظه يرعد و يزبد بعد ان كتبت هاتين الكلمتين وقام يبحث عن صواعقه التي يقصف بها البشر.. و لكن الحمدلله.. الجو مغيم في العين اليوم ، و الرؤيه السماويه متعذره.. الى متى سيعيش رب الرمال؟..الف سنه ..مليون سنه اخرى.. فهو سيموت في النهايه لا محاله فحياته و وجوده هو ذاته ..مرتبط بنا نحن امة الرمال..فأن متنا و ذهبنا..ذهب هو كذلك.. وان انتهت المسيحيه و اليهوديه..والاسلام ، فسينتهي هو كذلك ، و سنتذكر اسمه كما نتذكر غيره من الالهه التي ماتت من قبل بانتهاء اممها.. مثل زيوس و بعل وعشتار وآمون














سنتذكر المرحوم رب الرمال..و نقول لقد كان من الممكن ان يكون ربا طيبا.. لو لم يشغل نفسه بمواضيع منع الدشات وحلق اللحى و تقصير الثوب و الحجاب و الجلباب ..سنترحم عليه لولا دعوته لتفجير الانتحاريين انفسهم بالاطفال و الابرياء ..ستخيم على ذكراه ما اقترفت يداه من تجنيد جماعات العنف الاسلاميه لخنق الحريات و مصادرة حقوقنا الانسانيه

سيموت رب الرمال و ينتهي الي مقابر الالهه الاخرى في بلغاريا ومعه مؤمنينه..و ستحيا الانسانيه و قيمها مخلدة هنا...على ارض الرمال

الفاتحه على روحه


بن كريشان



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

متى يأتي اليوم الذي تتخلص البشرية فيه من شرور الأديان الابراهيمية؟

أتمنى أن أرى هذا اليوم يتحقق قبل موتي.