الاثنين

المفكره اللندنيه

كنت افكر بقضاء ليلة في دبي قبل سفري الي لندن لأن الرحله الاولي لطيران الأمارات تقلع تمام السابعه و خمسه و اربعون، و كانت فيديللا قد اكدت سفرنا معا على هذه الرحله، طبعا سيكون ذلك اسهل لولا ان الصديق الذي كان يجهز لي الكمبيوتر الذي سأخذه معي الي لندن، كان هايت ذلك اليوم، اي خرج من بيته و لم يرجع الامتأخرا ..على العموم حتي انا لم اتوقع السفر فجأة هكذا..من حظي ان الفيزا التي لدي مازالت صالحه لثلاث سنوات ..كذلك حصولي علي مقعد علي الرحله بهذه السرعه هو ضرب من الحظ ايضا..و اخيرا جنت امي بعدما قلت لها انني مسافر الي لندن غدا

***

لم انم أكثر من ساعتين تلك الليله، استيقظت الساعه الثالثه صباحا و غادرت البيت حوالي الرابعه ،قام محمد السائق بتوصيلي ..محمد متعود علي هذا العذاب اليومي، ليس بسببي...بل بسبب حرصه على صلاة الصبح..و التي فاتته اليوم، لسبب مفيد علي الاقل

دخلت مطار دبي و انهيت كل الاجراءات و جلست في مقهي كوستا في قاعة الترانزيت اشرب القهوه في محاولة لأبقي عيناي مفتوحتان..لم ارى فيديللا حتى الان..ربما كانت تتسوق في السوق الحره، المكان كبير جدا و ليس من السهل ان تجد احدا فيه، قررت ان اشتري زجاجة شامبانيا ادخرها لمناسبة سعيده في لندن

سمعت نداء الرحلة الاخير، و بينما كان الركاب ينتظرون صعود الطائره كنت مازلت احاول ان اجد فيديللا..لم ارها حتي الان.. أين هي؟

نادوا بدخول الركاب من رقم واحد و عشرين الي واحد و خمسين، كنت رقم سته و ثلاثين و دخلت، جلست على المقعد، واحد من ثلاثه..الاثنان الاخران فارغان، فيديللا كان يجب ان تشغل احداهما..فقدت الامل بحضورها

لم يدخل ركاب جدد.. و بدأت اعلانات السلامه..صرت اعزى نفسي بأن السبب الاصلى لسفري ليس فيديللا، بل رغبتى بالراحة من العمل، و فرصة تشغيل كومبيوتر عن بعد للتغلب علي البروكسي..نعم سيكون الحال افضل لو كانت فيديللا معي، و لكن لايهم، فهناك اشياء كثيره استطيع ان افعلها في لندن، مثلا سأحضر بعض المسرحيات الغنائيه الجديده، ولو انه كان من المفروض ان احجز مسبقا، سأذهب الي مكتبة فويل في شارع ستراند و أشتري بعض الكتب الجديده، ولكن كل ذلك لم ينفع.. وشعرت بغصه..هل انا غير محظوظ؟ هل كذبت علىّ؟ اما كان بأمكانها ان تتصل و تخبرني انها غيرت رأيها..لعل شيئا قد طرأ فجأه؟ ..لا انا لن اتصل بها بعد اليوم..ربما سأتعرف على فتاة غيرها ..ربما و لعل و هل و لكن..و هكذا حتي سمعت الابواب تغلق..يجب ان انام طوال هذه الرحله..فقد كنت متعبا حقا

ظهرت فيديللا..فجأه امامي.. برفقة احدى المضيفات التي كانت تستعجلها للوصول الي مقعدها....انتابني شعور غريب .. مزيج من السعادة و الغضب و الارتياح

كانت تعتذر عن التأخر..و لكنني لا اذكر شيئا مما كانت تقول.ليس مهما الان...ثم قلت لها..انني بحاجة الي النوم..سأحاول ان انام لساعتين، وعندما اصحي.. من الافضل ان تكونين مازلت هنا ..ونمت

***


أستيقظت علي رائحة الطعام..و كنت جائعا حقا..كان وقت وجبة الغداء : لقد نمت كالرضيع، قالت لي فيديللا، الم تنامي انت؟ سألتها، لم تجب .. قالت اني شكلي ملخبط جدا، ذهبت الي الحمام و رتبت من هندامي و فرشّت اسناني، و عدت اليها..و هنا تغير كل شيئ، امسكت يدها و شددت عليها و قلت لها شكرا لذهابك معي. و قضينا و قتا ممتعا في الحديث ..تجادلنا علي اي فيلم نشاهد ..الفكره كانت اننا يجب ان نشاهد نفس الفيلم معا..و لكن هي تحب الافلام العاطفيه، اما انا فلا اشاهد الا الكوميديا ..فحياتي فيها من التراجيديا، ما يكفيني، في النهايه اتفقنا علي مشاهدة فيلم سبانجليش

***

في مطار هيثرو، قلت لها انني حجزت غرفة في فندق لانجهام علي شارع ريجنت، قالت لي انها ستأخذ القطار الي بادنجتون و من ثم الي ريتشموند حيث يقيم اقربائها ..و لكنها ستعود الي لندن غدا لأن هناك اجازه لثلاثة ايام-نهاية الاسبوع اضافة الي البانك هوليدي يوم الاثنين- لن تستطيع ان تقدم فيها اوراقها..اقترحت عليها ان تأتي معي الي الفندق و من ثم سأوصلها الي محطة تشارنج كروس القريبه مني لتذهب منها الي ريتشموند، قبلت فيديللا

اقترحت ان نذهب بالتاكسي لان العفش الذي معي كثير و لا استطيع ان انطنط بين القطارت و معي كرتون به كومبيوتر...و هكذا اخذنا تاكسي الي بورتلاند بلايس

علقت فيديللا بعض ثيابها في الغرفه، و من بينها زي للسهره كان بكيس منفصل، كانت الساعه الواحده و النصف بعد الظهر في لندن، قالت انها ستعود غدا بعد الظهر..اما الان فيجب ان تذهب، اخذتها بالتاكسي ، الي محطة تشارنج كروس على ستراند..أعطتني رقم موبايلها في لندن ..وودعتها بقبله..طويله، حاره

***

لم يكن الجو باردا على الاطلاق، و يبدوا ان توقعات الحراره من موقع البي بي سي اخطأت..و لكن من يلومهم في هذه الجزر المتقلبة الطقس، ربما احضرت معي ثيابا اثقل مما ينبغي...نظرت الي موقف الباص المقابل للمحطه، و قلت في نفسي هل مازلت اتذكر ارقام الباصات في لندن بعد كل هذه السنين، و لكن حدسي يقول لي انه باص رقم عشره الي اكسفورد سيركس، ذهبت ، ولكن لم اجد الرقم عشره، نظرت الي اليمين ، كان هناك موقف باص آخر ، مشيت اليه، وكان الباص رقم عشره يمر عليها، ياالهي لم انس شيئا، عبرت الشارع متوجها الي كوفينت جاردن عبر كينج ستريت، و صرت استرجع ذاكرتي التي تعود الي ايام مراهقتي ،عندما كنت احضر مع ابي ثم ايام الدراسه التي كانت لندن فيها محطة توقفي كل مره من الولايات المتحده ، ومشيت بعدها الي سوهو..اصبح المكان انظف و افضل من قبل توقفت في حانة قديمة جدا اسمها جورجز، ماتزال هناك..ولكن البارمان العجوز اختفي أو استبدل بهذه البارميد.. الجديده.و.اممم.. الجميلة جدا..وقضيت بعض الوقت اشرب باينتا من البيره الانجليزيه ..فوللرز و اتحدث مع هذه الفتاة علي البار..حتي اخلاق الانجليز تغيرت..صاروا الطف.. ومن سوهو الي ليستر سكوير، ثم الحي الصيني متوقفا كل مره لأقرأ اسماء المسرحيات المعروضه، كل شيئ مازال في مكانه..حتي لو لم تأتي فيديللا، كنت سأستمتع بوقتي
***

ذهبت في صباح هذا اليوم الي شقتنا المهجوره الان، في كوينز، تغير الجو اليوم الي بارد جدا، علي الاقل استطيع ان استخدم الثياب التي احضرتها معي، في الشقه وجدت الحاله كارثيه، طبعا لا كهرباء و لا ماء، الحمامات تحتاج الي استبدال، نصف ورق الجدران وقع، لا يمكن ان افعل شيئا هنا..لم يتم تقسيم ميراث ابي حتي الان..دفعت ضريبة باهضه لهذه الشقه تسمى هنا ضريبة ميراث، ولا ادري كيف استرجعها من بقية الاخوان و الاخوات، ولا ندري ماذا نفعل لأن والدتي لاتترك احدا يقرر امرا بالتخلص منها بالبيع او على الاقل تأجيرها...انا لا اريد شقه في هذا الجزء..فهنا مثل شارع ايجوار و كأنك لم تغادر الخليج
أين سأضع هذا الكمبيوتر اللعين؟

***


وصلت فيديللا بعد الظهر

قالت: ماذا تريدنا ان نفعل اليوم..انا كلي لك و ليومين؟
قلت: لنتبع التقاليد الانجليزيه العريقه سأخذك الي مكان نتناول فيه الشاي، ليس كوستا بالطبع، ولكن هاي نون تي على الطريقه الانجليزيه
قالت : مع بسكويت و سندويتشات خيار؟
قلت : بالطبع

أخذتها الي الاورنجري، و هو مبني قديم برتقالي اللون كما يدل اسمه، خلف قصر كينسجتون و به مطعم لا يفتح الا لل :انجليش هاي نون تي. قالت : لم أكن اعرف عن هذا المكان؟ قالت فيديللا
قلت : انتم من ريتشموند..هذا يفسر الامر؟
قالت : ريتشموند احسن من العين علي الاقل..و هي تضحك
عدنا الي الفندق مشيا على الاقدام مخترقين الهايد بارك الي اكسفورد ستريت ثم الي ريجينت

***

دخلنا الغرفه..ماذا يمكن ان نفعل الليله؟ أرادت ان تأخذ دشا بينما افكر انا في مكان ما، آه موبايلي تركته ليشحن في الغرفه..راجعت المكالمات..يآلهي نسيت ان اتصل بأمي..هناك خمسة عشر مكالمه منها، قضيت وقتا طويلا في الاستماع الي محاضرة امي.. و انا اعتذر لها على عدم اتصالي

هل وجدت مكانا نذهب اليه؟..قالت فيديلا بعد ان خرجت من الدوش و هي تلبس روب الحمام الابيض..و تنظر اليّ.. كان المكان ...الوحيد الذي ذهبنا اليه..هو الغرفه

***

ذهبت معها الي مكان لشراء تذاكر لمسرحيه الليله و بحثت في مفكرتي القديمه.. من العصر الجوراسي، ماقبل الديجتال ايج، ووجدت اسم صديقي العزيز الذي كنت احجز هذه المسرحيات عن طريقه، سألت الشخص على الشباك اذا كان السيد، وقرأت اسمه من المفكره القديمه: ليونارد سايكس مازال يعمل هنا؟ اجاب: مستر سايكس.. المدير العام؟
حتي الانجليز لديهم واسطات، مستر سايكس يبدوا اكبر سنا الان و اصبح المدير العام للمكان و لكنه مازال يتذكرني، نظر مستر سايكس الي فيديللا ، ظانا انها زوجتي، و قال لها، أخيرا انقذت هذا الشاب من الضياع..ليونارد هذا هو مثال لما يسمي بالجنتلمان الانجليزي

قال لي مازلت تحب الكوميدي، هناك مسرحيه غنائيه جديده اسمها ذا بروديوسير او المنتج، يجب ان تراها و لكن دعني اري اذا كان بأمكاننا ان نجد تذاكر الليله؟ و بدأ يتصل بالمسرح..فيديللا تتبسم اليّ و تقول كوميديا مرة ثانيه؟ قلت لها: كوميدي تونايت..تراجيدي تومورو

ليونارد يقول لسيده في الطرف الاخر من الهاتف..هذا شخص يهمني يجب ان تجدي تذكرتين بأي طريقه..و فعلا حصل على ما يريد ..دفعت و اعطاني رصيدا استلم به تذاكرنا من البوكس اوفيس..واسطه على الطريقه الانجليزيه

بعد العرض في مسرح كان قريبا من كوفينت جاردن، تناولنا العشاء في مطعم اسمه جارفونكيل..اكتشفت في مابعد انه مكان رخيص للأكل و موجود في كل زاويه الان في لندن..و لكن العرض كان رهيبا و مضحكا ظللنا نتحدث عنه طوال الوقت..رجعنا الي الفندق من ستراند في باص رقم عشره

***

رجعت فيديللا الي ريتشموند على ان تعود في اليوم التالي حيث سنذهب للعشاء في مكان ..محترم تستطيع ان تلبس فيه زي السهره الجديد و الذي تركته في الغرفه تركتها بالفندق و ذهبت لمقابلة سام

مستر سام تشكروي و هو الصديق الذي سيقوم بمساعدتي في تركيب الكومبيوتر، على فكره سام من اصل مصري قبطي و اسمه الحقيقي سامي شكري، مولود في الكويت..وعاش جزءا من حياته في العين، سام اقترح حلا مؤقتا حتي يتضح ما يمكن ان افعله مع الشقه بأن يضع الكمبيوتر في الاتيك في بيته على ان ادفع تكلفة الخط، علي الاقل بأمكاني ان اتصل به ليصلح اي شئ ممكن ان يحدث، افضل من وضع الكمبيوتر بشقه فاضيه.. شكرته كثيرا و حاولت ان ادفع له شيئا مقابل وضع الكمبيوتر في بيته...طلع صعيدي جدع..ورفض بالمره ان افتح الموضوع..أهديته زجاجة الشامبانيا التي اشتريتها من المطار

***

تمكنت من حجز طاوله في فندق كلاريج في منطقة ماي فير بمطعم خاص بالشيف العالمي: جوردان رمزي، لا..هذا مب مصري..انجليزي اصل، المطعم اسمه ببساطه جوردان رمزي @ ذا كلاريج
ترجع فيديللا لتواجهني بمشكلة عويصه...تريد ان ترفع شعرها ليتناسب مع زي السهره
و لم تقبل تأكيدي بأن شعرها بربطة الحصان ..كان جميلا

الحلاق في صالون الفندق يعتذر ان ليس من تخصصه رفع الشعر؟؟؟ شو هالشغله و في النهايه يخبرنا عن صالون قريب به واحده متخصصه برفع الشعر..ياسلام..انا انتظرت في بار الفندق حتي ذهبت و عادت..و ظهرت مشكلة اخري، لا تستطيع ان تنزع سترتها الي من خلال رفعها الي اعلى من فوق رأسها مما.. ياالهي.. قد يتسبب في تخريب التسريحه، حاولت ان اساعدها، و لكن تسببت بفتح بعض الشعرات من جهة الصدغين، بعد ان تنتهي من اللبس..تقرر العوده الي الصالون في الفندق لتصحيح..الامر

كما اقول دائما انا غير متزوج و سعيد بحريتي ..هؤلاء النساء يدفعن رجالهن الي الجنون حول هذه الامور

***

كانت فيديللا الاجمل على الاطلاق بالمطعم، كان زيها بنفسجيا مكونا من بنطلون ضيق بخصر واطي و توب ..يشبه الستاره..نعم انه كذلك و له ربطه خلفيه تشبه ربطة الستائر في البيت..تخيل اربع ستائر تغطي جسمها اثنتان من الامام، و اثنتان من الخلف، هناك فتحه في الامام من الرقبة و حتي البطن و مثلها في الخلف و الجانبين.. بعد ان تركت معطفها في الكلواك رووم، قلت لها كم هو جميل زيها..و كم جميل هو شعرها، يجب ان لاتنس ان تقول ذلك للنساء طوال الوقت..مهم جدا ... صدقوني

مشكله اخري..ظهر لنا مسيو ، له اكسنت فرنسي قوي يعمل في المطعم، كان خبير النبيذ، وبيده كتاب أسمك من كتاب الموطئ للامام ابن مالك، قلت له اريد شاردونيه، و ياعينك ماتشوف الا النور، اي شاردونيه؟ اية سنه؟ من اية كروم؟ هل تحبه عالي الأسيد ام قليله؟ هل تفضله خفيفا ام فل بوديد؟ هل تحبه بنكه او بوكيه فواكهيه ام بنكة خشب الساج المعتق..دار رأسي.. فقلت له اسمع ياصديقي انسي الشاردونيه و ارجع بعد ان نختار الاكل ..ثم اقترح علينا ما يناسبك، و بعد ان اخترنا الاكل جاء مرة اخري و اقترح علينا لكل نوع من المقبلات و لكل نوع من الستة مين كورس، نوعا مختلفا من النبيذ، حتي للجبن نبيذ و الحلو له نبيذ، وكلما حاولت ان ادخل في مناقشة الواين و لماذا؟ يفتح كتابه الكبير و يعطيني عشرين اقتراحا اخر..اخيرا قبلت كل مقترحاته حتي يتركنا في سبيلنا

كانت ليلة لاتنسي..قررنا الرجوع مشيا علي الاقدام من ماي فير الي اكسفورد ومنه الي ريجنت، كنت احس انني امشي علي السحاب..ليس من تأثير عدد كؤس النبيذ التي شربني اياها المسيو..و لكن من وجود فيديللا محتضنة ذراعي الايمن ..بقوه

***

عندما خرجت من الدوش في الصباح ، قالت لي فيديللا بأن امرأة اتصلت بي كانت تتحدث العربيه و لم تفهم عليها، من يتصل بي هنا؟ ذهبنا اليوم اولا الي الوايت هال، ولكن اخترنا ان نمشي بين بيوت البول مول، ثم عكسنا اتجاهنا الي سانت جيمس بارك، وهو في رأيي افضل منتزه في لندن، قضينا و قتا طويلا جلوسا نتأمل انواع الطيور و الاوز السابحه في البحيره.. توجهنا بالباص الي كاتدرائية سانت بول، ثم عدنا نمشي في فليت ستريت نستكشف المحلات و الحانات القديمه، مثل ييي أولد يوركشاير جييز ، ذاكوك وغيرها، استقلينا الباص من هناك الي اكسفورد سيركس و عدنا مشيا الي الفندق، لتجنب الازدحام في شارع اكسفورد قررت ان اختصر الطريق بالشوارع الجانبيه الي بورتلاند بلايس عندما اكتشفت هذا المطعم الغريب..اسمه ماش و لديه برويوري خاصه اي ان المطعم يقوم بتخمير بيرته الخاصه طازجة في المحل..ديكور المكان يبدو و كأن شخصا في السبعينيات كان يحاول ان يتخيل كيف سيكون العالم في سنة الفين..او شيء من هذا القبيل

***

فيديللا غادرت هذا الصباح الي ريتشموند و اخذت معها كل ثيابها التي تركتها في الغرفه..بينما تأخرت انا في النوم..استيقظت علي صوت ساعة الموبايل تذكرني باجتماع كان قد تأجل..مكالمات من والدتي..اتصلت بها
اتصلت بأختك؟ كانت تبغي حاجه من لندن :
لا ماما نسيت، باتصل بها الحين:
كانت في حرمه عندك في الغرفه امس؟:
اي حرمه ياامي..؟ هذي يمكن موظفة البداله بالفندق...خلي محمد السائق ياخذني بعد بكره من مطار دبي الساعه ثمانيه ونص الله يخليك


لا يمكن ان يتركك احد ترتاح..حتي في لندن..اتصلت في اختي..تريد شامبو للاطفال ضد تشربك الشعر من صيدلية بوتس..شو مافي عندنا شامبو في الامارات؟
اتصل بي سام ليخبرني بالباسورد و طريقة دخول النظام من الامارات..أخيرا نجحت

تمشيت لوحدي في شارع اوكسفورد، قلت لنفسي فالأدخل شارع ايجوار، رأيت مجموعه من العرب يدخنون الشيشه..و يقرأون صحف عربيه؟ فغيرت اتجاهي فورا الي ريجنت ستريت..المفروض اني جاي اغير جو و مناظر والا كان من السهل ان اقضي الاجازه في كافتيريا النقفه في العين

قضيت وقتا طويلا اتفرج علي اللوحات في الناشنال جاليري في ميدان الطرف الاغر

***

اليوم الاخير لي في لندن، ظلت فيديللا معي طوال اليوم..ساعدتني حتي في ضب الشنطه ..قضينا بعض الوقت نتمشي حول ريجنت واكسفورد..ثم استقلت معي التاكسي الي محطة بادنجتون..ثم ودعتني بعناق حار وقبلات.. قبل ان اغادر الساعه السادسه مساء علي الهيثرو اكبريس

***

ليست هناك تعليقات: