الاثنين

الإسلام والوطنيه والعروبه




هل هناك مؤامره لطمس الشخصيه العربيه ومحو منجزاتها النهضويه؟





هناك عصفور يوقظني من النوم صباح كل يوم..صحيح أنا لا أمزح فمنذ أكثر من أربعة اشهر وهذا العصفور يزورني ولكنه لا يوقظني بتغريده..بل بطريقة غير إعتياديه، زجاج نوافذ غرفتي أخضر اللون وعاكس كالمرآه إن نظرت اليه من الخارج، بينما يتيح الرؤيه من الداخل بسهوله. هذا النوع من الزجاج مستخدم بكثره في بيوت الاماراتيه بسبب حرارة الجو المرتفعه، والطبيعه المحافظه للشعب ألإماراتي

يأتي هذا العصفور الصغير ويشتبك بمعركة يوميا مع مايظنه طائراً من فصيلته ، وما هي الا صورته المنعكسه على النافذه، فصرت أستيقظ يوميا على نقراته على زجاج نافذتي بدون الحاجه لمنبه. لكنه لا يوقظني أنا وحدي،بل يوقظ معي زيزبونه التي تجري كل يوم لتحاول أن تصيد هذا الطائر بمخالبها من الجهة الاخرى من الزجاج فهي تراه وهولايراها..أتفرج على الاثنان يتقافزان كل من جهته كل مشغول بوهمه ، فأضحك عليهما وعلى مثابرتهما اليوميه الفاشله، أحيانا عندما تيأس زيزبونه من محاولاتها تستجدي مساعدتي في الامساك بهذا العصفور أمامها..مياو مياو.. هذا بعدك يازيزبونه، لن ادعك تأكلي منبه النوم الخاص بي؟

ولكن حتى نكون عادلين مع الحيوانات، فنحن في بلاد الرمال نفعل بنفسنا ذات الشيء أو ربما أكثر فنحن نعيد ارتكاب اخطائنا ..ولكننا لسنا معذورين مثل الحيوانات، فنحن لدينا ملكة التفكير وذاكره، وإن كانتا غير مستخدمتان بفاعليه عندنا ..نحن كالذي يخبط رأسه بالحائط حتى يدمي، ثم يعود بعد ان تبرى جراحه.. ويخبط رأسه به مرة أخرى

فبعد المقال السابق والمثال الذي أوردته بالنسبه للبروفيسور جو لي سيمبسون الذي حسب الروايه الاسلاميه، قد صادق على حديثين نبويين، و كانت ملاحظة شباب روش طحن في محلها وسأعترف انني أخطأت بتلك النقطه، فهو بروفيسورحقيقي ، مثل د.بوكاي وليس مثل الاسماء التي تعودنا منهم إختلاقها ..ولكنه إما أهبل أو مخدوع .. أو انهم فهموا كلامه، كما يحبون هم إن يسمعون









أنا على رأيي مازلت من أن تلك الاحاديث وجميع ما تأتي به الاديان و كتبها ليس بها اي علوم..كما إنني غير آسف لهذا الخطأ..لسببين

أولا: لأن ملاحظات الاخوه في البلوج وإجاباتهم وبالذات أنورعبدالله وآيا وبعض الذين علقوا بصمت كذلك كانت الرد العقلاني الوحيد والحاسم في عالم تدليس الحقائق والكذب على الذقون ، ولا ابالغ إن قلت إنه الرد الوحيد، المتوفر ألأن على عالم الانترنيت ليجيب على هذا الادعاء ، لقد جربت أن أوقوقل إسم هذا البروفيسور ، بالعربيه وبالانكليزيه، فهالني الكم الرهيب والمرعب من تكرار و ترديد هذه القصه،و بنفس النص، قطعا ولصقا من المنتديات الى مواقع الدعوه الى البلوغات لا استبعد إن لم تكن مكرره في مواقع الشبكه العنكبوتيه أكثر من مئة الف مره. لقد حزنت على حالنا، كيف يجد العقل له مكانا في بلاد الجن والخرافه ..لذا فأنا سعيد بخطئي لأن ثلة من العقلاء أخيرا أجابت على الكذبه




ثانيا : لأنني وعندما رايت الحال البائس تواردت التساؤلات و الخواطر والافكار بذهني، قلت يابن ماذا دهاهم؟ لماذا ضيعنا العقل في بلاد ال
رمال؟ لماذا يتدافع ملايين الناس خلف كذب وجهل بهذه الطريقه؟ ولماذا يخمد صوت العقل لدينا؟ وكما قال قيصر عندما غزا بريطانيا: جئت، فشاهدت..فكتبت

بداية دعوني اسألكم: كيف ستكون ردة فعل الناس في بلاد الرمال لو إستمعوا الى ثلاثة أخبار تناقلتها أجهزة الاعلام؟

الخبر الأول : إن أسعار السكر والخبز قد ارتفعت
الخبر الثاني: إن العلم إكتشف إن الدي- إن -إيه، هو الذي يحدد شكل الجنين
الخبر الثالث: أعلن المفتى إن الرسول طار على حصان مجنح ، وإن المسيح ولد بدون أب، وأضاف ان الذي يصدق ذلك يذهب الى الجنه ، وان من يكدب!..أقصد يكذب ذلك فسيحرقه الله بالنار ماذا دهاني صرت مثل جرو المغرب لا أعرف الذال من الدال

ستكون ردة فعلهم كالتالي

بالنسبه للخبر الاول:سيصدقون أن اسعار السكر والخبز قد أرتفعت، فليس هناك من داعي يجعل المذيع يكذب عليهم وخاصة في قنوات أخباريه محترمه قد تفقد مصداقيتها لو نقلت أخبارا كاذبه، كما انهم يحسون بهذا الغلاء عندما يذهبون الى المخبز والدكان والجمعيه التعاونيه والسوبر ماركت ..أو في زيادة سعر كوب الشاي والقهوه بالمقهى ، بدون الأعتماد على مصداقية صحافتنا







بالنسبه للخبر الثاني: سيصدقون طبعا إن الدي إن أيه هو الذي يحدد شكل الجنين، لأن تجارب العلماء على مدى الخمسين سنة الماضيه لا بد وأن توصلت الى ذلك، ولايعقل إن هؤلاء كانوا يلعبون كوره طوال هذه السنين ثم يفوزون بجوائز نوبل للإنجاز العلمي

أما بالنسبه للخبر الثالث: سيصدقون كذلك كلام المفتي، مع إنه مخالف للعقل و التجربه فلاتوجد خيولا مجنحه تطير في السماء..تصوروا بدل العصفور الصغير أن يحط حصان على نافذتي! كما إن المرأة لا تحبل ولا تلد بدون تلقيح بويضتها بمنى الرجل..ولكنهم لن يشكوا بقوله ولن يقول أحد ربما كان لمريم عشيق حملت منه.ولن يتحدى أحد كلام معتوه صرح بذلك منذ الف وأربعمائة سنه طالما قال الشيخ ذلك فهو منزه عن الخطأ








ولكن كيف يا أخوتي إنهم وفي الحاله الاخيره فقط لم يستخدموا تجاربهم وخبراتهم الحسيه ولا المعرفيه للتحقق من صحة الخبر الثالث كما فعلوا مع الخبرين الاول والثاني، كيف يثقون بكلام المفتى وشيخ الدين والملا أكثر من ثقتهم بالعلم و بتجاربهم وبمعرفتهم الحسيه والعقليه ...هل لأنه السلطه والمرجعيه الوحيده التي يعتمدون عليها في علوم الغيب والسحر والجن والملائكه و مما يرفضه العلم والعقل والبديهه؟ هل يعتمدون عليه هو لأن ذلك الشيء المستدير الذي يحملونه فوق اكتافهم معطل؟ ..آمنت بالله، فهذه هي المعجزه الوحيده التي تثبت ان رب الرمال موجود..فإن لم يكن موجودا فمن خلق لنا إذا كل هذا الغباء

لا بل دعوني أزيدكم من الشعر بيتا وبنايةًً ..لو جاء هذا المفتى او هذا المولانا أو الشيخ أوالملا وقال لهم: ليس الدي- إن -ايه مايجعل الجنين يشبه ابوه وأمه ! بل الملكان اللذان يرسلهما الله بعد اربعين يوما فيدخلان بطن المرأه الحامل ويصنعان الجنين ويشكلان عينه وقلبه وعظامه وجلده، ثم يسألان رب الرمال إن كان يفضله بنت ام ولد!...فسيصدقونه وينكرون صحة الخبر الثاني.. وسيرمون بعلم الطب و التجارب الحسيه والعلميه والمخبريه وفوقها عقلهم علاوه ..في برميل من الزباله، خاصة اذا وجدوا خواجه يصادق على هذا

دعوني أعطيكم مثالا حيا لما اقول دليلا على فساد التفكير لدينا وإمعان الاسلام في نشر خرافاته بين الناس، أكتبوا في قوقل أو أي محرك بحث" عشق الجان للإنس" و أحسبوا كم ضربة ستنزل، آلاف مؤلفه..وماذا أيضا؟ لن تجدوا ولا واحد، لا أبالغ إخوتي.. ولا واحد عاقل يقول لهم يا أمة من الحمير والمعيز..أين عقولكم استيقظوا، إنهم يكذبون عليكم كفاكم حماقه، كفاكم غباء واستهبالا ، رفقا بحالكم ياعرب







أنا من الجيل الثالث بعد البداوه في عائلتي، وأتذكر جدي وكان بدويا ولكنه تعلم القراءه والكتابه وهو في سن الخمسين من عمره..أتذكر إنني كنت في الصف السادس وبعد درس عن سورة الجن، شغل موضوع الجن هذا بالي وأنا عائد من المدرسه، فماذا سأفعل لو طلع لي جني بالليل من تحت السرير..كان جدي بالصدفه ببيتنا على الغداء ذلك اليوم فسألته: جدى! هل رأيت جنيا في حياتك؟ كان جدي عندها قد ناهز السبعين من عمره فأجابني: عداك الكذب يابني.. فقد قضيت دهرا أجول في هذه الصحارى .. أنا وناقة واحده لدي..أنام في الوديان وفي السيوح وفي حلبس من الظلام لا ترى فيه حتى يدك، فوالله لم يظهر لي واحد من هؤلاء الجن، وانما أسمع هذا يقول عن فلان الذي رأي جنيا، وذاك الذي يقول عن فلتان الذي ظهرت له جنيه..لا أنا رأيت الجان.. ولم أقابل في اعوامي السبعين هذه، من يستطيع أن يحلف أنه رأها بنفسه..كل ينقل الخبر عن احد أخر






كلامه طبع في ذهني سخافة فكرة الجن، لم أقبل ابدا بعدها أن يمرر احدهم علّى احدهم غباء كهذه الاسطوره الساذجه، إستسخفت حتى المدرس الذي شرح لنا سورة الجن، وكنت مستعدا عندها لتغليط القرءان لو تحداني أحد بصحة وجودهم.. ولكن معظم الناس ليس لديهم الحس الفطري مثل ذاك البدوى البسيط الذي له عقل اذكي من عالم مثل د. زغلول افندي بيه النجار، والذي تخرج من جامعة إدنبره.. ليرتزق بنشر الخرافه





حتى لوصدق مليار مسلم وجود الجن..فلن يغير من كونها إسطوره وكذبة ساذجه




هذا مقطع نقلته حرفيا من البحث في موضوع عشق الجان للأنسان من أحد المواقع العربيه: الجن كافرهم ومسلمهم يعيشون معنا في اسواقنا في محلاتنا في مدارسنا، معنا في بيوتنا في الغرف و المطابخ و الحمامات يقول النبي صلعم إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء حتى عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمه فاليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولايدعها للشيطان فأذا فرغ فاليلعق اصابعه

والان فالنتركهم يبحثون عن البروفيسور جو سيمبسون ليفسر لهم هذا الاكتشاف العلمي الباهر..وكيف إن العلم أكتشف بعد بحوث كبيره ان اللقمه التي تقع على الارض و تنظفها من الوسخ ثم تبلعها .تصبح اكثر صحيه من الاورجانيك فوود ، الاطعمه العضويه ..لأنها جن-فريي خاليه من المواد الحافظه و الجن



يعود بعض العرب من تايلند يسخرون من البوذيين الذين يضعون الطعام تحت تمثال البوذا ليأكل..أأنتم أفضل او أذكى منهم تنظفون الاكل و تلعقون اصابعكم حتى يموت الجني المسكين من الجوع و لا يحصل على حتى لقمه

و لنتركهم في غيهم يعمهون، وتعالوا معي أخذكم في جولة لنكشف أحد أسباب الاستسلام الكامل لمثقفينا .. للجهاله الدينيه والخرافه





عندما نشأت الحركات التحرريه الوطنيه في بلاد الرمال في القرن التاسع عشر ، كانت عبارة عن مقاومة وطنيه للإستعمار التركي ايام الدوله العثمانيه،ونضالا لتأكيدا الهويه الوطنيه والشخصيه العربيه.تبنت هذه الحركات إتجاها معاديا للدين بأعتباره أحد اشكال التخلف الموروث عن الدوله العثمانيه التي كانوا يناضلون ضدها .كان إنفتاح العرب تجاه الفكر الغربي هو ردة فعل بسبب كراهيتهم لظلم الخلافه الاسلاميه الثيوقراطيه المتسلطه . حتى عند بداية عصر الاستعمار كان أغلب المثقفين العرب يفضلون الاستعمار الاوروبي.. على العوده الى كنف الخلافة التي تخلصوا منها بسقوط الامبراطوريه الاسلاميه العثمانيه



الحياة داخل الدوله العثمانيه كانت ظلاما وظلما لا يطاق بسبب تدخل رجال الدين السافر في الحياه والسياسه مما حدا بالأتراك في النهايه بتفكيكها نهائيا والتخلص حتى من تبعية مستعمارتها وعلمنة الجمهوريه الجديده لقطع دابر رجال الدين وهيمنتهم وشعوذتهم

الحركات القوميه العربيه التي أعقبت عصر الاستعمار كانت كلها بلا إستثناء رافضة لأي دور للإسلام في بناء مشروعها النهضوي حتى لا تعود الدوله العثمانيه بشكل أخر من الباب الخلفي .. كثير من المسرحيات والافلام المصريه القديمه التي ظهرت في تلك الفتره كانت تتناول دائما الاتراك وشيوخ الدين كشخصيات هزليه او ظالمه. مصر تونس العراق لبنان سوريا الجزائر وحتى الملكيات في الاردن و المغرب والكويت كانت تحرريه حداثيه الى درجة كبيره في ذاك الزمان و مع هذا أبقت على إحترام الدين، ولكن بعد ان أعطته شكلا أنظف.. أقل بربريه وتخلفا من ايام العثمانيين

عصر الابداع العربي في الموسيقى والاداب والفنون حين ظهر فيه عباقرة عمالقة مثل ام كلثوم ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومحمد عبدالوهاب و يوسف وهبي وطه حسين وفريد الاطرش وشادى الخليج ماهو الا نتاج الانفتاح والتسامح الذي ساد في تلك المجتمعات أثناء تلك الفتره..لا بل افضل الاصوات من قراء القرءان ظهروا في تلك الفتره أيضا عندها كان الازهر يفتى بأن لباس المرأه الاسلامي هو مايغطي من الكتفين الى الركبتين

تكوين الدوله العربيه الحديثه صاحبه مد وطني عاطفي عاصف مازال قائما حتى اليوم و يظهر بتعاطف العرب مع بعضهم في قضاياهم من المغرب الى الخليج ..ثم ظهرت إسرائيل وذاق العرب مرارة الهزيمه

لم يكن العرب عقلانيين في تحليل أسباب الهزيمه للخروج من مأزقهم، بل قاموا بتبرير الفشل والانكار، بداية بتوجيه الاتهام الى الداخل والبحث عن الخونه.. فتحولت النظم السياسيه الى دكتاتوريات تتسلط على شعوبها و تلوم بعضها بعضا وتخون بعضها بعضا..إنهارت المشاريع النهضويه على حساب تسّيس القوميه العربيه التي تحولت الى أيديولوجيه وأصبحت دولها فاشيات صغيره تطعن بعضها من الخلف

ثم صاروا يغتالون بعضهم بعضا و يلومون إسرائيل على ما تفعله ايديهم..ساعة تخوين الدول الغير إشتراكيه وساعة اخرى تخوين دول الخليج لأنها بتروليه.. وإتهامها بالعماله لأمريكا..وساعات تخوين الملكيات العربيه ، وحتى الفلسطينين في قلب القضيه تحولوا الى الارهاب و التصفيه بين بعضهم والعمل لصالح هذه الدول الفاشيه، حتى ياسرعرفات أمر بإغتال ناجي العلي أفضل رسام كاريكاتير في الوطن العربي ، والقى باللوم على الموساد الاسرائيلي. مع هذه الثقافه الجديده تفاقم الفشل وتراكم ، فتدهور الإقتصاد وادى الى زيادة البطاله و الفقر ونسبة الاميه..ثم إنهار الهيكل الاجتماعي والفكري الذي بنى في تلك الفتره..وظهر اليأس بين الشعوب








ولد إتجاه فكري رجعي جديد..بعد كل هذا اليأس والفشل..يقول إننا فشلنا لأن الله غاضب علينا؟ ولن يأتينا بالنصر حتى نؤمن بالله و نستعين به لينصرنا..يوريكا

أين ذهب ذلك الشعور العارم بالوطنيه و الفخر بظهور الشخصيه العربيه كأمه؟ هل إختفى؟ لا.. لقد تدفقت طاقاتها في إنبوب أخر..إسمه ألأسلمه

الاسلمه: هي عقيده فاشيه تستخدم الاسلام اساسا للوصول الي الحكم
:ليسهل عليكم فهم العباره جربوا مثلا

النازيه : هي عقيدة فاشيه تستخدم الفكر النازي أساسا للوصول الى الحكم
:جرب هذه ايضا

البعثيه عقيدة فاشيه تستخدم العروبه للوصول الى الحكم ، أو الناصريه أو غيرها




هل إتضحت الرؤيه لكم الان؟

الفاشيه هي مزج عقيده ايدولوجيه بمشاعر وطنيه. كثيرا ما أتلقى رسائل من أحد الاسلاميين الغاضب من أرائي .. بماذا تعتقدون انه يتهمني اولا؟ بأني عميل للموساد وخائن للامه والوطن أوعميل أمريكاني. أرأيتم .. لا يعيد التاريخ نفسه بل نحن نكرر أنفسنا ، إنتقلت الفاشيه القوميه من الدوله.. الى المنظمات السريه الى الجماعات الدينيه الى بن لادن وضاعت العقول ..مواصفات الفاشيه تطابق الاسلمه اليوم تماما





وقد تسألوني ولكن لماذا إستخدمت كلمة فاشيه لوصف الاسلمه؟ فعلا أنا أريد القول بأن العربان خرجوا من عباءة الفاشيه القوميه، ليدخلوا في عباءة اخرى من الفاشيه الدينيه، فألاسلمه هي مزيج من التشدد الديني والتشدد الوطني..ولكنها تزيد على الاثنين معا

المتأسلمون يعادون فكرة الوطنيه بدون ان يدركوا إنهم يمارسونها تحت مسمى الامه الاسلاميه

هذه الظاهره التي تخلط بين الوطنيه والتدين ليست بجديده على الانسانيه وقد حدثت في عدة أماكن فمثلا كانت موجوده في الكونفيدراليه في الجنوب الامريكي قبل الحرب الامريكيه الاهليه، و اليابان الامبراطوريه وأيضا كانت في ألمانيا النازية وكذلك في صربيا قبل الحرب العالميه الاولي ومن بعد تفكك يوغسلافيا فماذا كانت النازيون يقولون؟

النازيه الحقيقيه + الامه ألألمانيه النقيه = المانيا موحدة للأبد

:والمتأسلمون اليوم يقولون

الاسلام الحقيقي+ الامه الاسلاميه النقيه = التوحد تحت راية الخلافه

هل أنا أشّبه الإسلام بالنازيه؟ الدين لوحده كلا، ولكن ألأسلمه فبكل تأكيد . فالمتطرف الاسلامي ليس فقط من هو شديد التمسك بالدين، بل هو الشديد التمسك كذلك بفكرة وطنيه وعند المتأسلمين هي توحيد الامه الاسلاميه.. فالوطن لديهم هو ما يشكل جميع الدول والاراضي التي بها مسلمون..وإن لم يذكروا ذلك صراحة ، النازيه حاولت ان تكون نقيه بتصفية اليهود والغجر والاسلمه بتنقية الجزيره العربيه وارض المسلمين من النصارى والصليبين..نفس الشي أليس كذلك؟









من أوجه التشابه مع النازيه كذلك هو إنها وطنيه مقصوره على أهلها ترفض الاخرين فالليبرالي يعتبر خائنا، أو كافرا حسب التعبير الاسلامي كما إن الاقليات المختلفه يعتبرون طابورا خامسا بالنسبة لهم ،فكما كان موقف النازيون من اليهود و الغجر، نرى مقابله موقف المتأسلمين من المسيحيين يحتقروهم بلفظ النصارى ومحاولات تهجيرهم كما نرى في العراق وفلسطين وإعتبارهم أصل البلاء وخونة ووجودهم في ارض الاسلام يغضب رب الرمال..الا إذا دفعوا الجزية وهم ذليلين..فإعتبار المواطنه في الدوله الفاشيه لا يعترف بالمساواه فهو يعطي ميزات خاصه فقط لبعض الناس، يكونون هم الشعب المختار بينما يستبعد الاخرين و يخونون ويكفرون و تتم تصفيتهم والتخلص منهم




التاريخ لا يكرر نفسه في بلاد الرمال..إنهم العرب الذين يدورون في حلقة مفرغه


ألاسلمه لا تريد من بلاد الرمال أن تكون امما عربيه ذات هوية وشخصيه ، بل تتحول الى دين مسّيس تحت إسم الامه الاسلاميه، وأن لا نكون نحن مواطنين لبلادنا بل مواطنين لديننا، اليست مطالبة بن لادن والحركه السلفيه القاعديه بتطهير الجزيره العربيه من النصارى و الصليبيين.. تحمل نفس الهوس الفاشي العنصري البغيض







يتوهم المتأسلم بأنه من خير أمة أخرجت للناس وإنه في مهمة إلهيه أوكله رب الرمال بها، لنشر الاسلام الحقيقي الصحيح على هذه البسيطه فهو يدعو الكفار والصليبيين و الملاحده و الليبرالين والتحررين للإسلام والا..سيغزوهم ويفجرهم ويبث الرعب فيهم ويزعزع الاستقرار والامن بمجتمعهم . إن تأسلم اي دولة في بلاد الرمال أو حتى تاسيس مايسمى بالأمه الاسلاميه سيقود الى حرب مدمره مع العالم بسبب الطبيعه الفاشيه للأسلمه ستنهينا و تعود بنا الى الصفر








لعبت الايدولوجيه الدينيه دورا مهما في صعود النازيه الى الحكم في ألمانيا قبل الحرب العالميه الثانيه.فالشعب الالماني كان يعتبر إن لديه دورا إلهيا مفروض عليه من الرب، كانت الكنيسه و رجال الدين يثيرون حفيظتهم و يحرضوهم على إن هزيمة الالمان في الحرب العالميه الاولى سببها الخيانات الداخليه"اليهود" وعقاب الله لتقصيرهم في طاعته.كان هناك ربط كبير بين العقيده الدينيه والنازيه لأرجاع مجد الأمه الالمانيه وتوحيدها تحت سماء الرب

صعد النازيون الى الحكم بالإنتخاب بإستغلال هذا المعتقد الخاطيء بين أفراد الشعب الالماني ثم ألغوا الديموقراطيه..لحماية الشعب من الخيانات الداخليه ولكن الحقيقه انهم ألغوها لأن الديموقراطيه بطبيعتها تهدف للمساواه بين افراد الشعب وهذا مناقض للفاشيه التي تفرق بين افراد شعبها، وهذا ما سيفعله المتأسلمون بنا إن حكمونا..قصة صعود حماس للسلطه مشابهه الى حد ما لهذه








مثل أي نظام فاشي، تأسلم الدوله لن ينكر فقط حقوق الاقليات المختلفه دينيا ومذهبيا وحتى الذين لايشاركنوهم نفس التصورات المسّيسه للإسلام، بل سيحارب الحريات المدنيه، والحريات الشخصيه، والحداثه و المشاريع النهضويه و المساواه و الفصل بين الدين والحكومه وذلك لخلق دوله ثيوقراطيه..وسنجد أنفسنا في كنف الدولة العثمانيه من جديد هل رأيتم جهلة غيرنا يبيعون نضال أجدادهم ودماءهم ليعودوا للرجعيه والتخلف؟

لو قرءات آراء كثير من المثقفين الايرانيين والهنود و الباكستانيين والافغان والاكراد ستجد انهم يعتبرون الحقبه التى حكمتهم فيها الدوله الاسلاميه على انها فترة الامبرياليه العربيه وهي نوع من الاستعمار الذي تحرروا منه..مثلما كنا نحن العرب نعتبر حكم الدولة العثمانيه علينا في القرن التاسع عشر..ماذا فعل البوسنيون بالمقاتلين العرب معهم بعد الاستقلال ، ماذا فعل الافغان بالمقاتلين العرب بعد طالبان ؟..هذه الشعوب لا تريدنا لأننا مجرد إستعمار وإمبرياليه بالنسبة لهم





العرب هم الامه الوحيده التي تنسى فتكررأخطاءها ولا تعتبر بتجارب العالم





عند العرب الفشل دائما في التطبيق وليس في النظريه، وهذا ماسيقوله كذلك المتأسلم،لأنه لا يريد ان يراجع نظريته الفاشله ولن يعترف بإنتهاء صلاحيتها التاريخيه، فالعرب مثل زيزبونه وهذا العصفور يعودون لتكرار الخطأ بدون مراجعة النفس..كيف نقبل على أنفسنا أن نعود الى فاشية نظام مثل الدوله العثمانيه.. ناضلنا في الماضي للتخلص منها









يقولون لي لماذا تكتب بهذه اللغه الصادمه..لأن العرب مبتلين بمشكلة ضعف الذاكره..نسيان التاريخ ، نسيان تجاربهم..نسيان كل شيء، فوالله لو أعطاهم مايك تايسون بقبضته بوكسا، بكل ما اوتي من قوه.. فسيستيقظون ليوم واحد فقط ، وينسون في اليوم التالي ، وسيعودون لنفس الشيء، فكما هو غلط أن تعود لعلاقة حب فشلت أو خطأ ان تعود الى مطلقتك او مطلقك و خطأ أن تشتري سيارة كنت قد بعتها في الماضي ..ولكن العرب، ينسون و يكررون خطأهم و على قول المثل العربي: عادت حميده لعادتها القديمه..حميده! مين حميده؟

بن كريشان

ليست هناك تعليقات: