الاثنين

التفكر في ملكوت الله

د.جاكي & مستر ماليد









في طابور ألامن بالمطار، وقفت خلف أحدهم وأنا اقاوم عادتي السيئه في القفز على الطوابير وتخطيها والبحث عن مداخل أخري تختصر الانتظار، فليس هناك أسوء من مضيعة الوقت في طابور إنتظار، الا في بعض الحالات، والتي يكون فيها الوقوف بالدور مفيدا كأن تكون في الطابور معك إمرأة ساحره..وتنتهز الفرصه للكلام معها، لقد تعرفت مثلا على جاكي ، المرأة اللتي سألاقيها في لندن، في طابور انتظار هذه السنه

كان أمامي رجل من بلاد الرمال وكان لا يختلف بهيئته ولباسه عن ذلك الشكل الغرائبي الذي نراه في بلاد الرمال من المتدينين المتعصبين ..لذا لم أمانع الانتظار وأنا أسلى نفسي بمراقبة هذا الرجل والذي لاتخلو ملامحه من وسامة تختفي وراء ذاك الهندام المبهدل و اللحية الشعثاء، تصورته مثل الدكتور جايكل في قصة روبيرت لويس ستيفنسون الذي يتحول الى مستر هايد القاتل الشرير بعد ان يشرب ذلك المصل الذي إكتشفه.. فكأن فيروسا أومصلا يتسبب بتغيير في وظائف دماغهم اولا ، قبل اشكالهم الخارجيه وقبل ان يتحولون الى قتله ويفقدون عقلانيتهم ويتقلص عقلهم الى حجم عقل دجاجه

ولكن نعال الرجل، نعم نعال الرجل لفتت إنتباهي،لقد كان يرتدي نعالا قديمه، غبراء لم تمسها نقطة من سائل التلميع حتى جف جلدها وغدا كالعظم ..كان أشبه بما كان عليه نعاله صلعم من كثرة ما تسلق جبل حراء للتعبد والتفكر والتأمل .. فهل يكون التعبد و التأمل هو ذلك المصل الذي يحولهم الى هذه الحالات؟







أنا مسافرالى لندن،في إجازه وكذلك لملاقاة جاكي مايلد، أوالدكتوره جاكي كما لا تحب أن أمازحها، بعد ان أكتشفت إنها تحمل شهادة دكتوراه في الادب الانجليزي . د.جاكي في الثانية والثلاثين،تحب الحفلات و تعمل مديرة علاقات في شركة جميره للفنادق بدبي، صديقة جديده تعرفت عليها هذه السنه ، وعدتها بأنني سأكون في لندن معها هذا الصيف، ومع إنها تريديني أن أقابل أباها مستر فرانسيس مايلد والذي وصفته بأنه يشترك معي في طريقة تفكيره ، قبلت طبعا بعد أن أكدت لي بأن ليس بالامر أي توقعات زواج

وفي هذه الاثناء دار ببالي موضوع الزواج، بالطبع فهناك تخطيطات امي و مؤامرات عمتي مهره،كما ان الاخوات قد بدأن في تشديد الخناق علىّ وكما قالت حصة أختي : الاتريد أن يكون لك أطفالا.. انك تكاد تبلغ الاربعين؟

هذه مصادفة أخرى لأنني إستلمت رسالة من قارئة تراسلني من وقت لأخر..تقول نفس الكلام: الا تلاحظ إنك أقتربت من الاربعين..متى تتوب خلاص وتتزوج و تربي أطفالك وتريحنا من هذا البلوڠ وماتكتبه

نعم أنا أحب الاطفال فعلا، ولكن لماذا يجب أتزوج ليكون عندي أطفال ، ثم لماذا اتزوج واحده، وهناك باسكال ولورنا وياسمين وميرنا وسيلين و .. الان جاكي ؟ كان يجب ان تروا وجه أختي حصه عندما طلبت منها أن تتبرع لي بأحد أطفالها..وسأدعها تربيه بالنيابة عني

لماذا لا توجد بنوك للسائل المنوي للرجل في بلاد الرمال نستطيع من خلالها اختيار بويضة تلقيح حسب المواصفات التي أريدها لأبني او بنتي..ثم ينتجون لي طفل أنبوب أربيه..بدون عذاب الزواج..ثم مالمشكله في سن الاربعين،الا يقولون ان الحياة تبدأ بعد الاربعين..ثم مازالت هناك شهورا أمامي حتى أعبر خط بارليف.. أقصد خط الاربعين و كما يقول المطرب بوب ماكفرين دونت وري بي هاپي




إن عقلنا البشري لم يصمم لحل مشاكل معقدة مع إحتمالاتها المتشعبه، فالعقل يتعامل مع المعلومات ويفهمها بشكل تسلسلي ، كما نقوم بحل عمليات المنطق والحساب.أو كما تقوم انت قبل حل المشكله بتتبع قصتها و كيف بدأت ومن سببها و متى وصلت الى هذا التعقيد، ولكن ذهنيا فقد ثبت انه من الصعب جدا على عقلك وعقلي أن يتعامل مع اكثر من أربعة قضايا لكل منها إحتمالات تفوق السبع من حيث ترابطها أو إختلاف سيناريوهات الحل ..لذا نلجأ الى ادوات تساعدنا، من الورقة و القلم، الى الذكاء الصناعي بالكومبيوتر. وهذا مثلا ماكنت أقوم به في محاولة التعامل مع مشكلة الزواج و الابناء..كنت افكر ولكن ماهو التفكير؟






التفكير هو تصارع مع المشكله اوالفكره. فعندما تطرح الفكره في الذهن يجب ان نتصارع معها بطريقتين الاولى ان نضع الاسباب التي تؤيدها، والثاني الاسباب التي تناقضها و نزن هذا بمراجع المعرفة التي لدينا او نبحث عن مصادر معرفة اخرى قد لا نكون بعلم بها..فهل الزواج هو الحل؟ أيجب على الانسان أن يتزوج وهل يتزوج من اجل الذريه ام السعاه الشخصيه..الخ هذا هو التصارع مع احتمالات الفكره

خلال عملية التفكير يجب ان تتحدى الفكرة و أن تتصارع معها..ربما الان و انت تقرأ هذه السطور، أنت تفكر معي ، تتصارع مع الفكره ومعي، وقد تسمع صوتك عاليا في رأسك يقرء هذه الحروف وقد يقول عقلك لنفسك آه انظر هاهو بن كريشان يناقض نفسه. نعم انت تفكر إذا مثلما افكر انا ولكن هناك عدو خطير للتفكير يجب ان نحذر منه..فمن هو؟






عدو التفكير السليم هو هذا التفكر بخلق الله وملكوته وهذا التدبر بإعجاز الكون..هذا الكلام الفارغ كله ، هو عدو التفكير. إن ما كان يفعله صلعم في غار حراء، هو نفس مايفعله الرهبان و الراهبات المسيحيين في الاديره و مايقوم به الرهبان البوذيين في مناسكهم و عزلتهم، انه نوع من منع التفكير و إذلال العقل واجباره على الاستسلام، انه بالضبط عكس التصارع مع الفكرة

المتعبد و المتامل مثل صلعم بغار حراء يوقف عقله من التفكير ويمنعه من التصارع مع الفكرة و أضدادها، إنه إجبار العقل وترويضه كما يروض السائس الخيل او مدرب السيرك الحيوانات فتصبح طائعة ذليله..التعبد و التهجد والقيام والصلاة وقراءة القرءان بدون فهم والصيام و الخشوع و التفكر هي كلها تمارين تهدف الى إيقاف عملية التفكير وإيقاع الشلل بملكات العقل وطبيعته المتساءله المتشككه فيجّمد المتأمل عقله ويركزه على تقبل شيء واحد فقط، مثلا في حالة الاسلام هو الوجود الالهي . بعض الاديان تقوم بتعذيب الجسد بلبس الصوف و الامتناع عن الاكل و التعوذ من الشيطان كلما عاد تفكيره الى العقلانيه فيزيد ويزيد من تركيزه على تلك الفكره الوحيده التي قرر مسبقا انها الصحيحه..الى أن يوصل نفسه الى حالة من السعاده و الاطمئنان بالجهاله ، يرتاح فيها العقل من التفكير..وينام، وهي بالطبع حالة الايمان







لم تكن رسالة تلك القارئه هي الرساله الاولى التي تفترض انني لم أفكر به جيدا او تسرعت بالحكم قبل دراسة جيده وتمعن بكلام القرءان والتفكر بمعانيه ولكن هل صحيح إن التفكر والتأمل يؤدي دائما الى معرفة ويقين بالله ؟ولكن اي نوع من التفكر يريدوني ان اقوم به؟ هل هو النوع الذي نجّمد به العقل حول فكرة واحده؟..ام النوع الذي نتصارع فيه مع الفكرة واضدادها؟

علمتني هذه السنوات القليله التي أطلقت فيها بلوڠ أرض الرمال شيئا قد يبدوا للوهلة الاولى مستغربا، ليس بالنسبة لي فقد مررت أنا شخصيا بهذه التجربه، كما مر بها عدة أشخاص راسلوني و أخبروني كيف حدث لهم الشيء نفسه: كلما تعلم الانسان عن الدين أكثر، وكلما درس تاريخه بإمعان وجديه وكلما تعلم عن طقوسه و عباداته والتصرفات التي يقوم بها أتباعه..كلما أصبح صعبا على الانسان أن يحتفظ بإيمانه



كل الملحدين واللادينين في هذا العالم هم في الواقع ممن درسوا و تفكروا بالاديان قبل أن يتغير تفكيرهم. لم يفعلوا ذلك بلاهة وجهلا، كما يفعل المؤمن، بل هم واقعيون وعقلانيون وصادقون مع إنفسهم، لا يحاولون خداعها.. نعم ان كل من تعمق ودرس الدين بأستعمال عقله..تركه








أنا كذلك من اكثر الناس الذي توصل الى قناعاته بعد دراسة الاسلام و الاديان حق دراسة والتمعن فيها و مراقبة سلوك اتباعها و افكارهم

إن التأمل و التفكر أو التعبد من النوع الذي يستعمله الانسان المتدين ولنأخذ مثالا على هذا صلعم نفسه بغار حراء، ليس ذلك التأمل الا نوعا من الامتناع عن العقلانيه، التوقف نهائيا عن التفكير وشل ملكات العقل بالتحيز لفكرة واحده.. نعم فالمتعبد و المصلى يجبر ويذل عقله لكي لا يشك بهذا التأمل و التعبد، ولكن عندما يدرس الأسلام و تاريخه وما يدور فيه ويتصارع مع الفكره، سرعان ماتنجلي الغشاوة عن عينيه




الواقع ان التفكير بالاسلام و الدين عموما، كما يجب التفكير به ..يؤدى في الغالب الي التخلص منه




الدراسه الجاده او الاكاديميه لطبيعة الاسلام ليست هي الطريق الوحيد للوصول الى المعرفه الحقه به و بطبيعته بل هناك حالات مؤخرا و مع المد التديني الطاغي في مجتمعاتنا عاد اناس كثيرون و بصورة عاطفيه لاعقلانيه للدين، في الواقع لم يعودوا للاسلام الحقيقي، بل عادوا الى خيال طوعوه يتماشي مع الحياة التي كانوا متعودين عليها. هؤلاء البنات اللاتي يتفنن في لبس الاحجبه و موضة الفنانات التائبات ينتمين الى هذه الفئه ، نستدل على هؤلاء من عبارة يرددنوها وهي : ولكن ليس هذا هو الاسلام الحقيقي" مثل شباب روش طحن" و مثل ظاهرة عمرو خالد، هؤلاء ليس لهم علاقة بالاسلام الحقيقي واتباع الاسلام الحقيقون لايعترفون بهم اصلا وهذه الفئه يترك اصحابها الاسلام اخيرا بعد أن يكتشفون ان التطبيق الحقيقي للاسلام.. يختلف تماما عما يعتقدون او عما كانوا به..يحلمون






في الزواج عندما يكون احد الطرفين قد وضع في ذهنه تخيلا عن شريك الحياة المثالي و حاول ان يصدق بأن شريك حياته هو ذلك الحلم ..حتى تظهر الحقيقه ويفشل الزواج.. وهؤلاء كذلك عندما يقتربون من الشيوخ والاسلام ويرقبون عن كثب تصرفات المؤمنين.. يستيقظون من الحلم فورا ويتركون الاسلام.. ويطلبون الطلاق منه







قصة رواها لي شخص انضم الي الى مجموعة اسلاميه اثناء مراهقته وقد انجذب اليهم وصار يشارك بنشاطهم ، حتى أكتشف ميولا جنسيه شاذة عند رئيس المجموعه الاسلاميه عن إعدادهم والذي كان يحاول لمس الشباب الصغار ..بطرق مريبه، قال لي كانت صدمة ايقظتني وارجعتني الى الواقع . مؤخرا دفعت الكنيسه الكاثوليكيه بأمريكا ملايين كتعويضات للأطفال الذين اعتدى عليهم الرهبان جنسيا..لا ادري كيف يثق الناس بأولادهم الى رجال دين و مؤمنين، وغيرهم من المختلين عقليا وجنسيا

هناك اخر اعرفه قال لي انه كان إنسانا معتدلا متفتح الذهن وكان لديه اصدقاء كثيرون من المسيحيين، كان من الجدد الذين ركبوا موجة التدين المودرن. يوما ما اختلف مع احد المؤمنين في وجوب كراهية المسيحيين والشيعه، شيء لم يستطع تقبله فانهمك يدرس و يبحث في الاسلام ليثبت لذلك المؤمن خطأه، ولكن ماذا تعتقدون حصل له؟ إكتشف ان كل أدبيات المسلمين و مواقعهم كانت تحرض على كراهية الاخرين وخاصة المسيحيين..أكتشف ان رأي المؤمن الاخر كان صح وكان اعتقاده هو عن الاسلام غلط .. فترك هو الاسلام وأصبح انسانيا ملحدا

الاسلام منذ ظهوره وهو في حرب مع نفسه المتدينون و المتعصبون يحاربون بعضهم بعضا و يملؤن قلوبهم حقدا على بعض..وحتى عندما يتوجه بعض من حقدهم الى الخارج لبعض الوقت الا انهم سيعودون ليأكلوا بعضا لاحقا..تابع مواقع المسلمين التي تسب في بعضها من شيعه وسنه وسلف وصوفيه وسرورية وحماقية .. وغيرهم

تركت لي د.جاكي سيارتها ليلة البارحه بموقف الفندق الارضي في اللانڠهام هوتيل، وحسب وصفها قدت السياره من ريجينت الى أكسفورد سيركس ثم بإتجاه نايت بريدج الى كرومويل روود ثم أنحرفت من إيرلز كورت عند ساينسبيري سوبرماركت يسارا، الى كليفڇانس، ثم مباشرة الى ڇيلسي على نهر التايمز، ليست عندي مشكله في اتباع ارشادات القياده..ولكن كم اكره ان اسوق سيارة بلندن، ليس فقط لأنني جالس في الجهه الخطأ بالسياره.. وليس فقط لأن الشوارع والاشارات تقع في الجهة الاخرى.. ولكن لأنني كدت ان اعمل حادث..فتحمدوا لي بالسلامه لقد كدت أن أدخل بمحطة إيرلزكورت، و كانوا سيقبضون علي في بريطانيا من ضمن الدكاتره المسلمين الذين يدخلون المحطات و المطارات بسيارتهم المحترقه بهدف قتل الابرياء إنتحارا ..حسب العادة





أول شاطيء نهر التايمز على ڇيلسي ، وفي بقعة مخصصة للندن بوت كومباني، ومن مدخل خاص رأيت د.جاكي تلوح بيديها ترتدي ثوب سهرة أسود.. ماتزال الشمس عالية في السماء مع ان الساعة التاسعة مساء، لم أدرك إن اللقاء مع أبيها، مستر مايلد سيكون بقارب على ضفة النهر

مستر مايلد في الستين من عمره تقريبا.. وقد بدا نشيطا رغم شعره الابيض بقصة شعر تشبه الممثل روبيرت ريدفورد في فيلم ذا ڠريت ڠاسپي حيث كان يرتدي قميصا ابيض مفتوح الصدر وقد علق سلسلة ذهبيه، رحب بي قائلا: مستر بن إنك فعلا كما تقول جاكي ، تبدو وكأنك جئت للتو من كاليفورنيا بقميصك هذا..هاهاها

لم أتوقع هذا التعليق فقد كنت قد أرتديت هذا القميص لأن د.جاكي قالت لي مره انه يعجبها. وهو قميص لاكوست اشتريته من التنزيلات مخطط أفقيا بالسماوي و الوردي الفاتح ثم الوردي الغامق والرمادي وبينهم فواصل بالابيض. نعم، أجبته: لا أستطيع أن أنسى لوس أنجليس أبدا، فقال: الم تشتر لك بيتا هناك، الا تفكر بالعوده و الاستقرار بها مثلا ؟ قلت: مستر مايلد في لوس انجليس الناس كلهم مخبولين ، فنصفهم يعتقدون ان مثلث بيرمودا موجود فعلا، وان كائنات فضائيه اختطفت الفيس بريسلي و لكن أنا الان أعيش في بلاد الرمال فليس هناك فرق بين الاثنين.. فلدينا مراكز تسوق مثل لوس انجليس و لدينا شوارع طويله تصف على جوانبها أشجار النخيل مثل لوس انجليس و لدينا مخبولين يعتقدون ان الله أرسلهم لأنقاذنا من العلمانيه و الحداثه والعوده بنا الى عصر صلعم والتعبد في الكهوف ..فأنا وكأنني أعيش في لوس انجليس

لابد إنك مجنون او تبالغ ؟ أجبته: الاثنين معا سيدي. فقال :تعال معي يابن..لماذا إسمك بن..أليس هذا اسم يهودي؟ جاكي احضري لنا بعض الشمبانيا

أخذني مستر مايلد الى تفر القارب..جلسنا على كراسي وطاولات مثل اللتي تستخدم على الشاطيء ..كان هناك مكان للباربيكيو، تناولنا العشاء مع حركة المد بالنهر و التي كانت ترفع القارب.. بالتدريج


















قال مستر مايلد: بن قد تتساءل لماذا اعيش في قارب؟ لقد كنت متزوجا و في حالة من الرخاء، كان لدي بيت كبير مع مزرعة في هامشاير على اطراف لندن بدأت المشاكل بيننا قبل خمس سنوات ولكن كما تعلم في بريطانيا عندما تذهب للطلاق..فكن مستعدا ان تخسر كل ثروتك لزوجتك ...لقد خسرت كل شيء لدي، أخذت زوجتي كل ما أملك البيت الكبير و أرصدتي في البنوك، لم يبق الا هذا البيت في هذا القارب، ولكني سعيد جدا به..سعيد بحريتي ، ثم انتهز فرصة عدم وجود جاكي ليقول: عندما اكون في حفلة وأري امراة جميله أدعوها لكأس نبيذ في قاربي..تقبل و تأتي.. ولا تقول هذا رجل عجوز من هامشاير، ضحك قليلا.. وغمز لي قائلا: العجوز تعيش الان وحيدة بقصر في هامشاير








قال مستر مايلد إن جاره في القارب الذي على يساره للفنان البريطاني المعروف جون كالهان واضاف: انه يتعارك مع زوجته كل ليله..يصرخان على بعضهما فلا استطيع ان انام..ولكن احمد الله انني لست في وضعه.. انا اشفق على المسكين

جاءت جاكي بزجاجة شامڀانيا لتمليء كؤسنا وعندما إنحنت، لتصب الكؤوس..كان صدرها..أقصد نهديها..في مجال الرؤيه.. لم تكن ترتدي سوتيانا، اشرت اليها ان تنتبه، فاقتربت مني مبتسمة ودفعتني بكتفها ..وهمست: لماذا ؟.. كأنك لم تراهما من قبل

أنا إنسان سعيد يا بن.. قال مستر مايلد بعد ان عاد: الطلاق هو الانطلاق..انه الحريه.. ليس مُهما كم سنوات عمري؟ ..المهم كم منها سأعيشها بسعاده

رجعت جاكي بثوبها الاسود الجميل لتملىء كأسي بالشامڀانيا وهذه المره..أرادتني أن أراهما بالكامل..و بينما انشغل مستر مايلد بمكالمة على الموبايل،همست بأذنها..د.جاكي !..أعتقد انه يجب ان اراك بغرفتي باللانڠهام الليله..ضروري جدا.. دكتوره

بن كريشان














ليست هناك تعليقات: