الاثنين

أحلى هدية هذا الكريسميس



أعتقد انه حان الوقت ان تشتري لاندكروزر جديد ..قال ظافر ساخرا من غضبي عندما لم يعبرني احد من موظفي خدمة الفاليه لصف السيارات على مدخل فندق الروتانا. إنها القصواء ياظافر..أجبته : تحملت معي الشدائد اربع سنوات كامله و لا يطاوعني قلبي على بيعها..ثم انها مازالت تعمل كالساعه بدون ان تشتكي او تتعطل. سيارتي الاخرى كانت في الصيانه
موظفوا الفاليه لم يتعرفوا علىّ كعادتهم ..كانوا يتجاهلونني و يأخذون السيارات التي جاءت بعدي و من خلفي ..مع العلم انني كريم بالبقشيش معهم في كل مره

بسبب ظافر ، تمحور حديث الشله حول اقناعي بشراء سياره جديده و ان القصواء صارت قديمه و لا تحتوى على كثير من التسهيلات الموجوده في الموديلات الجديده من سيارات الدفع الرباعي.. بينما نحن كذلك بثت الموسيقي الداخليه بالبار اغنية الكريسميس الجديده ل كريزي فروق..او الضفدع المجنون، كان احد الشباب برفقة صديقته و التي اعجبها الموضوع فقالت ممازحة: لم لا تهدي نفسك سياره دفع رباعي جديده بمناسبة الكريسميس على الاقل..متع نفسك يابن كريشان و لا تبخل عليها

لا يعلم أحد كم اكره موسيقي الكريزي فروق و صوته..منذ ذلك اليوم الذي سهرت فيه بديسكو في ابوظبي، و كان الدي جي يعيد اغنيته المزعجه كل حين.. وصحوت في اليوم التالي و صداها يتردد في دماغي.. هل حدث و ان التصقت اغنية برأسكم لأيام؟ قضيت يومين احاول ان اطردها من رأسي..أُقسم لو انني ظفرت بهذا الضفدع الازرق يوما.. لفرمته في خلاطة المولينكس ، و لقدمته هدية كريسميس لزيزبونه لتأكله

و الله فكره.. بدلا من بيع القصواء، لم لا اقدم لها هدية كريسميس هي الاخرى؟..وعلى العموم فأنا دائما اضع بها أحلى الاكسسوارات.. هذه كانت اخرها







ستبدأ الحرب السنويه ضد الكريسميس قريبا. فتاوي تحريم إحتفال العباد بالاعياد و التي تظهر في هذه الفتره من كل عام حتى ان موقع صيد الفوائد الاسلامي اصبح يضع هذه الفتاوي في قائمة الموقع تحت بند البحوث العلميه




الكريسميس كما تعلمون ليس من اعياد المسيحيه اصلا و هو اشبه بالاعجاز العلمي او ظاهرة البنوك الاسلاميه التي عجز فقهاء رب الرمال عن التخلص منها، فانتهوا بإحتوائها داخل الدين. عندما هزمت قبائل البرابره الجرمانيه الامبراطوريه الرومانيه اضطرت الكنيسه لتطويع عيد الشتاء الوثني و قبوله داخل المسيحيه، لتسهيل تحول الوثنيين من قبائل الشمال الغازيه الي المسيحيه، فألصق بأسم قديس اسمه نيكولاس هو بابا نويل و حولوه الي احتفال بيوم ميلاد المسيح. كان الوثنيون في اوروبا في الشتاء يتوقفون عن الزراعه و العمل فيصبح الشتاء هو وقت للاحتفال و كانوا يضعون اغصان الاشجار في بيوتهم و يزينوها برموز معدنيه لألهتهم ..و على رأسها الاله باكوس و يتبادلون هدايا من الشموع..أمر يتكرر على مر الزمان مثلما سرق المسلمون يوم النحر الجاهلي و سموه عيد الاضحى و كان في الاصل يوم تقديم القرابين للألهه الوثنيه القديمه

إنني أكرهك ..لأن الله امرني بذلك











يحتاج العالم الي عيد عالمي موحد يحتفل به كل البشر من اسيا و افريقيا الي اوروبا و الامريكيتين و ليس هناك من مرشح افضل من الكريسميس. و خاصة اذا نزعنا منه جانبه الديني الوهمي..نتبادل به التهاني كبشر لا نكره بعضنا بعضا بسبب الأحقاد الدينيه..خاصة نحن في بلاد الرمال

في امريكا لا يستخدمون تهنئة ميري كريسميس بل يقولون اعيادا سعيده و خاصة انهم لا يعرفون دين متلقي التهنئه الذي من الممكن ان يكون لاديني اصلا

هل يهدي الانسان نفسه هدية بمناسبة الكريسميس؟ لم لا.. اذا كان لديك شيئا قديما اصبح غير مفيدا بسبب تغير التكنولوجيا و تطور الجيل الجديد من هذا المنتج..و بالذات عندما يهديك الناس اشياء لا تحبها، انا مثلا اكره العطور عندما تهدى لي ..لأنها 99% لا تكون على ذوقي..لذا ان لم تحصل على هديتك المفضله..فأهدها لنفسك طالما رغبتها و تمنيتها..كاميرا فيديو جديده..كومبيوتر محمول. نوكيا اي سيكستي ون مع بوش
ميل...تستبدل بها اشيائك العتيقه التي لم تعد تناسب العصر و لم تعد تواكب تقدم التكنولوجيا
و تخيل ان من قدمها اليك هو هذا الرجل الطيب السمح الوجه..سانتا .. بابا نويل بلاد الرمال













و في هذا الكريسميس..و قبل ان تفكر بهدية لنفسك..فكر و تذكر الاشياء القديمه التي اكل عليها الدهر و شرب و بحاجة ماسه الي تبديل.. سأقترح عليكم اليوم هدية معنويه لا تكلف اموالا و لا بذخا ...و مع هذا ستفيض سعادة على قلبك و قلوب محبيك

فالنستبدل رب الرمال بموديل جديد .. يناسب القرن الواحد و العشرون؟

لقد مضى على رب الرمال اكثر من الف و خمسمائة سنة منذ تم اكتشافه لأول مره بواد غير ذي زرع.. و في عصركان الناس فيه يعيشون حياة تختلف كلية عن حياتنا اليوم. لقد تطورت البشريه بيولوجيا و فكريا واجتماعيا و ثقافيا..ولكننا فشلنا في تطوير رب الرمال معنا، و تركناه مهملا لمدة طويله..الم يحن الوقت ان نقوم بشيء حيال ذلك؟

ليس مستغربا اليوم عندما نرى رب الرمال يتصف بصفات لا تتناسب مع منظور العصر و مع الرقي الذي وصلته المجتمعات الانسانيه..الصفات التي اقصدها هي تلك التي لا تناسب هذا الزمان ، لأنها و ببساطه ، صفات الهة العالم القديم. فنجد ربنا رب الرمال مّيالا الي العنف و القتل و الانتقام بدلا من الرحمه و الرفق لقد اصبح قوة تسعي الي ازدياد العنف في العالم و الي احداث البؤس و المآسي

إن الالهه التي عبدها الانسان قديما كانت دائما تعكس طبيعة تلك المجتمعات و التي كانت بربرية و قاسيه ، لأن قيمها كانت بدائيه تختلف عما نحن عليه اليوم

في بلاد الرمال حاولنا ان نتطور في نهايات القرن التاسع عشر وصولا الى بداية الثمانينات من القرن الماضي ..و لكن عندما دخلنا في كهف الصحوة الاسلاميه.. وجدنا رب الرمال مازال كما تركناه..كنسخة قديمه من مايكروسوفت تحتاج الي تحديث

اعترف انني -و العياذ بالله- أشترك مع المتعصبين الاسلاميين في بعض الصفات المذمومه.. فأنا عاطفي مع سيارتي و يصعب علىّ فراق القصواء و استبدالها بلاندكروزر جديد..و يصعب كذلك الامر على الاسلاميين المرتبطين بالصورة التقليديه القديمه للأسلام و لديهم التصاق عاطفي مهول بها.. سيكولوجيا و اجتماعيا مما يجعل تطويره او استبداله قرارا صعبا و مؤلما عليهم

و لكن المشكله التي تواجه المتعصبين اليوم اكبر من تعاطفي مع القصواء..فعل الاقل هي تنجح في اختبار المرور سنويا..ولكن مشكلة رب الرمال انه يرسب في اختبار القيم و المباديء العالميه ، و حتى لا نسبب الالم للأسلاميين العاطفيين هنا ، فلن نقترح استبداله بأله اخر او رميه الي مقابر السيارات و الاجهزه القديمه.. بل سنقترح اعادة تصورنا له بحيث يتأقلم مع تطور البشر في ارض الرمال ولا يضحى كألة قديمة لا تعمل أو كما نقول في الامارات..كجره

لماذا لا يصلح رب الرمال لهذا العصر؟

رب الرمال اليوم حقود جدا مثلما كانت ارباب الشعوب القديمه..يكره البشر من خارج القبيله و خارج طقوسه، مازال يعلمنا كراهية غيرنا الذين يصفهم بصفات التحقير التي تصل الي درجة السب و نعتهم بقردة و خنازير و انجاس و كفره و مرتدين و ملاحده و روافض و نواصب..و يشجعنا على قتلهم و سبي نسائهم و اطفالهم. هذا غير جائز و غير مقبول اليوم في عصر وقعّت فيه البشرية كلها على ميثاق الامم المتحده لحرية الانسان

رب الرمال لديه نزعة طفوليه ساذجه تجعله يقدس بعض الايام ضد غيرها و يقدس اشياء دون غيرها.. مثل مباني مربعه يلف الناس حولها حتى يصيبهم الدوار، ثم يبوسون احجارا تارة.. و تارة اخري يرمون هذه الاحجار.. بالاحجار ايضا..آه تذكرت غلومي المسكين، مجنون الحي الذي كان يرمينا بالحجاره عندما كنا نغيظه أطفالا..كما يقدس ربنا رب الرمال اشخاصا لأنهم فقط من الاصحاب و اصحاب الاصحاب و اتباعهم و التابعين و اتباع التابعين و لأنهم من الفاميليا المقندسه.. الي يوم الدين

رب الرمال يشترك بصفاته مع هتلر و موسيلني و صدام حسين و المرحوم بينوشيه.. مثل الدكتاتور يهدد بالانتقام و ممارسة التعذيب الجسدي في زنازينه السريه يوم القيامه.. بدل الحوار و الاقناع..فهو متعصب لوجهة نظره و لديه مخابرات ملائكيه تتجسس عليك و تقتحم خصوصياتك و ان لم تتفق مع رأيه.. فالويل و الثبور لك

رب الرمال يحب الثأر و الانتقام و التأمر..فهو ينتقم منك و من اولادك و من احفادك..و يرتكب مجازر جماعيه مثلما قتل اهل عاد و ثمود ، حتى انه مره من المرات و انتقاما من فئة قليله، اغرق كل سكان الارض و حتى الحيوانات المسكينه ..و لم ينج من بطشه الا من انقذه كابتن نوح في سفينته كاليبسو نمبر وان ، و تلك الحيوانات التى لم يعرف رب الرمال بوجودها قبل اكتشاف استراليا و العالم الجديد..و حسب شهادة الشيخ جو القرضاوي بأن التسونامي الاخير كان هدية الكريسميس من رب الرمال لفقراء اندونيسيا من المسلمين









رب الرمال عنصري ذكوري متحيز يمارس عنصريه جنسيه ضد النساء اللاتي يسيء معاملتهم و كأنهم انصاف بشر..فيعطيهن نصف ميراث و هن نصف رجل في الشهاده و يعتبرهن نجسات لا تجوز صلاتهن له وقت العاده الشهريه و بقانونه الشرعي لا تستطيع المرأه السفر او الزواج بدون ولي امر..يكون من الذكور

رب الرمال لا يفهم عقلية هذا العصر فهو مازال يحرّم الصور و التماثيل غبائيا خوفا من عبادتنا لها.. و لا يفهم اننا كبشر اصبحنا اذكى منه في هذه النقطه

رب الرمال مازال يشغل باله بتوافه الامور و يصر على أكاذيب قديمة قدم الصحراء التي نعيش عليها، جن و سحر و حسد و عين..ملائكه و اقوام يأجوج و مأجوج و علوم و فك السحر و طرد العفاريت و الارواح الشريره المسماه تمويها رقيا شرعيه . و تفسير الاحلام و قصص و روايات الف ليله و ليله و سندباد و ياسمينه ، اضافة الي خرافات غير علميه مثل اخوة الرضاعه..كما انه يصر على شغل الانسان بلبس قصير الثياب و تحجيب النساء و تربية اللحى هل يعقل ان يشغل رب الكون الكبير نفسه بما يلبس و يأكل هذا المخلوق الحقير؟ ..أمعقول ان يشغل نفسه بتحريم الاحتفال بيوم الكريسميس؟ و بالهدايا.. التي نحلم ان يجلبها لنا..اممم... سانتا كلوز













رب الرمال لديه شغف بحب الظهور مع انه فارغ جدا..فيجب ان نتذكره مع كل دخول و خروج من المراحيض و الحمامات ، و عند ركوب الجمل او الطائره و عند الصلاة ، و قبلها و بعدها و بين صلوات السنن و النوافل و التوافل، و بين هذه الاذكار و نفسها.. اذكار و اذكار...فتلتصق بذهنك تماما مثل اغنية عدو الله.. كريزي فروق

رب الرمال يطلب منك الايمان المطلق..بدون اثبات و بدون دليل و حتى بوجود تناقضات جسيمه في كتبه و منطق مفسريه و منهج مرسليه ورغم اختلافه الصارخ مع العلم و مع قيم و فكر البشريه

رب الرمال تسبب بعقليته الصحراويه القديمه بالحروب و المآسي، بالموت بالكراهية و بالاحقاد و بالانتحارات التفجيريه..بالكبت الفكري و الحسي للانسان على ارض الرمال و تسبب بالامراض النفسيه المترتبه على الشعور بالذنب لدرجة ان بعض الناس قتلوا اولادهم و اخوتهم في سبيله..لقد وقف ضد الحضاره ، ضد تحرر المرأه حتى في امر تافه مثل قيادة السياره و كرمها باعتباره كل ما فيها عورة و قذاره..حتى ان علاقة الانسان الحميمه مع زوجته توصف في الاسلام بالنكاح و الوطء اي الدوس بالقدم ..و رب الرمال اول من يمنع او يحرم اي تطور او تغيير جديد و يصفه بالبدعه و المحدثه..لماذا؟ لأنه لا يشبه العالم القديم... الذي اتى منه

إذا صّدق احد و آمن برب الرمال بدون دليل أو اثبات علمي او عقلاني..فبماذا يفيد تقديم الدليل والاثبات له؟

هذا هو السبب الحقيقي في وجود رب الرمال بيننا بنسخته القديمه حتى الان. لقد حان الاوان ان نستبدله بموديل جديد متطور اكثر انسانية و رحمة.. موديل جديد يتفق مع قيمنا الحديثه التي تعكس تطورنا الفكري و العلمي..انه موجود بنسخته القديمه بسببنا نحن، و بيدنا نحن فقط ان نطوره و نحّدث اجهزته و نبدل منطقه البربري القديم.. بمنطق جديد يناسب قيم هذا العصر.. صدق صلعم حين قال من رأى منكم منكرا فاليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه...لذا... هشششش..لا تخبروا احدا









فاليقدم كل منا هذه الهديه لنفسه هذا الكريسميس..قبل ان يدمر رب الرمال عالمنا و حياتنا تماما

أعطيت التذكره لموظف الفاليه و انتظرت..جاء بالمرسيدسات و البي ام دبليوات و غيرها من السيارات الفارهه..ثم جاء لي بالقصواء اخيرا و بعد انتظار طويل..فتح لي الباب ..فوضعت يدي في جيبي..اخرجت المحفظه.. فتحتها..تظاهرت بالبحث عن النقود و هو ينتظر، و ينتظر..ثم ابتسمت له : أسف ..ليس معي فكه اليوم ..ميري كريسميس

تمنياتي لكم و لأحبابكم بأعياد انسانية سعيده.. اينما كنتم في بلاد الرمال

بن كريشان






ليست هناك تعليقات: