الاثنين

في ظلام القرءان



على طاولة الطعام في حفلة زفاف لم اتمالك نفسي من الاستماع الي أحدهم عرفت ان اسمه احمد بن خلف العميمي ، وهو يتحدث الى شخص اخر عن كتاب في ظلال القرءان

وصف صاحبنا الكتاب في معرض حديثه بقوله" ربما يكون سيد قطب قد قدم الينا افضل تفسير للقرءان في العالم" لا ادري لم تذكرت في تلك اللحظه دعاية بيرة كارلزبيرج الدنماركيه؟

تعلمون ايها الاعزاء ان كثير من الهائمين في صحارى بلاد الرمال لا يعوون مطلقا أهمية فصل الدين عن الحكم و الحكومه. تستغرب ان من الناس من يعتقد ان للحكومة دورا أساسيا للتبشير بالاسلام و نشر الدعوه و مراقبة اخلاقيات و سلوكيات افراد شعبها و التزامهم بقانون و شريعة السماء..ونرى كثيرا من حكومات بلادنا تعمل بذلك و توظف جيوش الظلام لمحاسبة الناس و ملاحقتهم بأسم الدين




تساءلت لوهلة غير مصدق، كيف يمكن ان يعيش عاقل في زمان كهذا تطور به فكر الانسان وهو يصدق بهذا الكلام؟ انها مخالفة صريحه لأبسط حقوق الانسان! ثم تداركت نفسي وصحوت من نوم اليقظه :ماذا دهاك يابن كريشان؟ أنت لست في باريس الان هل نسيت أنك عدت الي بلاد الرمال؟

تذكرت سيد قطب الذي خرج بهذه الفكره الي عقول الهوام في كتابه الشهير في ظلال القرءان بعد بقراءة تجديديه استخرج منها تفسيرا خاصا يقضي بأن الله.. هو الذين يعين الحكّام...وليس الشعب


في ليلة مقمره جلس فيها سيد قطب في زنزانته التي سجنه بها الرئيس عبدالناصر يطعم بيديه جرذان السجن الاليفه من بقايا صينية العشاء.. استرخي على سريره و قرأ القرءان..وفي تلك الليله ظهر له شيطان او مارده..حين وصل في سورة المائده الى


و ان احكم بينهم بما انزل الله و لا تتبع اهواءهم و احذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فأن تولوا فاعلم ان الله يريد ان يصيبهم ببعض ذنوبهم و ان كثيرا من الناس لفاسقون. أفحكم الجاهلية يبغون و من احسن من الله حكما و هم يوقنون

و بعدها تغير عالم بلاد الرمال تماما ..كانت كاكتشاف البنسلين بل و أهم لقد اوحى الي سيد قطب عندها ان الانسان مهمته الطاعه فقط وتنفيذ مشيئة الله، و قوانينه التي نصت عليها كتبه المقدسه و التي القى بها من السماء العلياء



بلور الوحي الشيطاني فكرة قطب من خلال الايه على ان الله هو الحاكم و هو المشرع..مش عبد الناصر ولا الحكام العرب و لا رجال القانون و لا حتى مفسرين القرءان او المجتهدين و شيوخ الازهر، ماهم الا مفسرين و شارحين لقوانينه و كلماته ليستطيع البشر البلهاء مثلنا أتباعها و طاعتها

و بما ان الله بنفسه هو الحاكم ... سمى هذه : الفكره حاكمية الله

قليل من الناس يعرف ان سيد قطب لم يكن اوريجنال خالص عندما جاء بهذا المصطلح ، فكلمة الحاكميه لله و بنفس الفكره وردت قبله على لسان أبو التطرف الديني الشيطاني، رجل الدين الهندي أبو الاعلى المودودي

إن الحقيقه ان اول من نادى بهذا الشعار هم الخوارج في حربهم ضد علي بن ابي طالب و معاويه ، حين رفعوا شعار لا حكم الا للله.... قبل الف و خمسمائة سنة مما تعدون. كفر الخوارج من قال بغير ذلك وحاربوهم و سفكوا دماءهم، مثل ارهابيي القاعده اليوم مع انه عندما اطلق الخوارج شعارهم في تلك المرحله، لم يكونوا يقصدون بالضبط ما قصده المودودي او سيد قطب و كان الهدف انهاء فتنة الاقتتال بين بنى هاشم و بنى اميه وتنازعهم على كرسي المملكه الاسلاميه الجديده حقنا لدماء المسلمين


يقول سيد قطب في كتابه في ظلال القرءان إن نظرية الحاكميه للله هي التي ستلغي جاهلية القرن العشرين و التي مازال يحاول أخوانه هو، و ليس اخواننا نحن، جماعة الاخوان المسلمين تطبيقها في القرن الحالي. والسؤال الذي يتردد في اذهان العقلاء هو كيف يمكن لفكرة هي اصلا جاهلية في مضمونها كهذه..أن تنيرالظلام وتطرد الجهل من على بلاد الرمال؟

إن كانت حكوماتنا لا يمكن أن تكون مستقله بنفسها، كونها تخضع بأداراتها و موظفيها و قوانينها لحاكم سماوي، فإذا شعوبنا كذلك معدومة الاستقلال و مسلوبة الاراده و المواطنه و القرار

الكثير منا يمضي في حال سبيله غير معير تفاصيل أهداف الجماعات الدينيه بالا..بينما عقولنا تتأكل يوميا بسبب سمومهم الفكريه...ومنها هذا الكتاب

فكروا و تمعنوا في ما أقول ! لماذا يصوت الناخب الاسلامي اليوم، طالما كان هناك حاكم جالس في السماء ..لا يخضع للقانون الانتخابي؟ كلنا نعرف ان هذا الحاكم لا يريد ان ينزل من السماء الينا ، و يتولى حكمنا بنفسه..فالنقول إنه لا يريد ان يتولى الامور اليوميه و القضايا الحياتيه شخصيا ، فلم لا يرسل لنا اسم الوسيط او الوسطاء الذين يريدهم أن يحكموا بأسمه و نيابة عنه وأن يزودهم بتفويض كتابي مصّدق من الكاتب العدل؟ أو حتى لا نختلف في ما بيننا، فاليرسل بعض ملائكته و يسلمهم مقاليد الحكم بالنيابه

كما تعلمون أعزائي فالله لا يحب العلمانيين و لا الليبراليين ولا يحب الاحرار و يبغض النساء لذا فهو لا يريد احدا منهم... فمن سيمثله؟....أنتم تعرفون الجواب













كلما سمعتم ثعلبا يصيح الحاكميه لله.. اعلموا انه يريد ان يقول ببساطه: لا يحكمكم الا شيخ الدين و الملا و المطوع و رجل الدين

هل تعرفون الان لماذا لا يريد الله ان نستخدم قوانين علمانيه و مدنيه في حياتنا؟ هل أدركتم لماذا يريدنا أن نستخدم قوانين دينيه منزله من السماء فقط؟ هل فهمتهم كيف يدس السم في العسل.. عندما يسَمون قوانينا بالوضعيه؟

ولا نستثني الحركات الشيعيه من ما نقول فولاية الفقيه ماهي صورة انعاكس في مرآة لحاكمية الله ، واحده بالجبه البيضاء و اختها بالجبة السوداء

ما يقض مضاجع الكهنة في بلاد الرمال أعتقادهم بأن غياب رجال صالحون صدقوا الله ، مثل حضراتهم، من الساحه السياسيه.. جعلها تتلوث بكثير من القوانين العلمانيه والوضعيه و المدنيه ، لذا تقوم هذه منظماتهم و جماعاتهم بتحريك الشارع و الغوغاء لأنتخاب هؤلاء الصالحين وحدهم للقيام بالحكم نيابة عن رب الرمال

تقوم جماعات الاخوان المسلمون و حزب الله و حماس بمساعدة الفقراء لكسب تاييدهم السياسي و استخدام جهلهم و حنقهم على حكوماتهم ثم تغسل عقولهم و تسلب اصواتهم..كطريق لأيصال ممثل الله على الارض الي الحكم

















ومتى جلس ممثل الله على كرسيه يبدأ في تنفيذ قوانين و شريعة الله ..فتلغي القوانين الوضعيه و تُحارب العلمانية و يشّوه التعليم و يزّور العلم و تخنق الحريات ويطوف البوليس الديني ليشبع إستبدادية ممثل الله على الارض بأجساد تبتر ايديها و تفصل رؤوسها و ترجم بالحجارة حتى الموت...وعندها فقط ...يرضى رب الرمال علينا فيذهب عّنا جاهلية العصر الحديث ، وسنعيش في سلام و وئام.. في ظلام الاسلام

بن كريشان

هناك تعليق واحد:

aras111 يقول...

اذا فرضنا جدلا ان الاسلام سوف يحكم العالم , وان عدد سكان العالم هو 4 مليار ونفرض ايضا ان عدد المسلمين هو 2 مليار . حينها يحب وقوع معارك مع بقية الاقوام الغير مسلمة فهل يرضى اله الرمال ان يقتل حوالي مليار شخص من مسيحي ويهودي وبوذي وغيرهم ليسود الاسلام .
بالتاكيد انه اله متعطش للدماء وهل تنطبق عليه لقب الرحمن الرحيم .
شكرا لك يابن كريشان العظيم لهذه المقالة التنويرية للعقل