الاثنين

ياجرذان الرمال.. إتحدوا





مرحباً إخواني وأخواتي الإعزاء، مُحدثكم جرذ الرمال يُحيّيكم في مقال جديد نتناول فيه الغضب الشديد الذي يتملك المؤمن المسلم عندما يُبدى الملحد رأياً ما: وهنا نبدأ بأحد القراء الذي علق بدون إسم "غير معروف" وكتب هذا:

هل كان هناك أحد ما يجرؤ على الذهاب لكنيسة أو مسجد بعهد كل من لينيـــــــــــــــن و ستاليـــــــــــن والشيخ هتلـــــــــر الحمد لله ها قلتها بنفسك يا ملحد يا حقير فقد دمر الله أولائك الطغاة الملحدين ورمي بهم في مزبلة التاريخ وفُتح المجال للمؤمنين يتبؤون أرض الله الواسعة حيث يشائون، والنهاية ستكون عليكم قريبا إن شاء الله يا بقايا وحثالة الملحدين وأولكم جرذ الرمال الحقير سيحل عليه الدمار قريبا إن شاء الله، إني ارى نهايته قريبه في الأفق القريب والقريب جـــــــــدا.

هذا إدعاء شاع مؤخراً بين المدعوذون المسلمون وتكرّر في مدونتنا هذه من قبل، ومُلخصه بأن أودلف هتلر و ستالين إرتكبا مجازر وظلم وشرور بس لأنهما كانا علمانيان ومُلحدان- مع أن كثير من المسلمين كانوا متعاطفين مع هتلر لإنه أحرق اليهود المهم ،هل كان هتلر فعلاً مُلحدا وعلمانياً؟

في الواقع إن هتلر لم يشجع الفكر الحر ولا الإلحادي بل على العكس تماماً كان مدافعاً عن الأعتقادات المسيحيه التقليديه ودورها في الحياة السياسيه. دعونا نسمع أقوال هتلر:

يجب علينا أن نتأكد بأننا كلنا في خدمة هذه المُهمه العظيمه، يجب أن نزرع في عقل الطفل منذ المرحله التمهيديه و ونكتب في كل صحيفه لدينا و نعبر في كل مسارحنا وأعمالنا الفنيه ولوحات الرسامين وحتى في الدعايات الإعلانيه، حتى تجاب صلواتنا" أيها الرب العظيم بارك لنا في سلاحنا ، أعطنا النصر على أعداءنا وبارك معاركنا".

المصدر: صلوات أدولف هتلر،ميين كامبت المجلد الثاني الفصل١٣

أهذا كلام مُلحد؟ فمن هو الكذاب الأن جرذ الرمال أم هذا المعلق الغاضب جداً جداً؟ وهذا يذكرنا بصورة صدام والمصحف بيده وهو الذي يسميه المسلمون ملحداً أيضا. الأن ستالين، هل قتل الناس لأنه ملحد؟ هل فعل ذلك في سبيل الإلحاد والعلمانيه؟ أم أنه كان مجرد طاغيه دكتاتور تسلق سلم الحزب وكان يقتل معارضيه السياسيين، وكثير ممن قتلهم كانوا من الرفاق الشيوعيين مثله. الألحاد ليس نظريه سياسيه ولا هو فلسفه ولاهو دين، ليس له أهداف سياسيه ولاحزبيه.. إنه فقط عدم الإيمان بالميتفيزيقيا الدينيه وخرافاتها المخالفه للعقل والعلم. الرئيس الأمريكي الثالث توماس جيفرسون كان مُلحدا أيضاً، فهل فعل مافعله ستالين؟

واحد سمى نفسه سحابة المطر السيء على الملحدين كتب هذا:

ايها الأخوة المؤمنون في كل مكان يهوداومسيحيين ومسلمين فتُحوا أعينكم وافهموا عدوكم، هذا نداء أوجهه لكم: لا تخشو هؤلاء الملحدين المناجيس ولا تهربوا منهم وانهالوا عليكم بالسباب والشتم والقدح والقذف والذم والكلام البذي نعم الكلام البذي الذي يليق بهؤلاء الشواذ الحقراء، أنا أعرف أن أخلاقكم الحميدة وخلقكم الطيب وتربيتكم الإيمانية العظيمة تمنعكم من النزول إلى مراتب أخلاقهم السيئة، لكن اعلموا أخوتي أنه من اعتدى علينا فيجب أن نعتدي عليه بمثل اعتدي علينا.

واو..هذا اشد حنقاً من الأول، هل أعتدينا نحن على أحد بالتعبير عن آراءنا؟ هل نعتدي نحن على أحد بتفنيد إعتقاد منتشر بين الناس يشوبه الخطأ وينافيه العقل؟
ثم أين أخلاقيات المسلم التي قرفونا بها؟





لماذا يثور غضب المتدينيين كلما عبر الملحدين عن آرائهم بصراحه؟ لماذا لايعجبهم أن يكون للملحد رأيا في السياسه والمجتمع والعائله وقضايا الشعب؟ يبدو لي الأمر أنه كلما تصرف الملحدون وكأنهم متساون في الحقوق مع غيرهم يزعل المتدينون!أهذا لأن المتدين يظن أن المواطنه والوطنيه حكرٌ عليه هو فقط؟ هل السياسه مثلا ممنوعه على غير المؤمن؟ هل المؤمن المسلم هذا هو الوحيد الذي له الحق أن يدلو بدلوه في السياسه والأخلاق ويفسر التاريخ ويقنن العلم؟

نعم كان ذلك في الماضي وقبل ظهور عالم الإنترنيت كان المؤمن يصول ويجول وحده ..يعيش في جنته الوهميه، فالقوانين كانت لصالحه و كان لديه كلمة على الإعلام ولايستطيع الملحد ولاغيره أن يرد ويتكلم. تغيّر الوضع الأن ، وصار بالإمكان إسماعهم رأينا، فكيف كانت ردة أفعالهم؟ هل يرفضون طرحنا ويجيبون عليه كرجال ونساء بالغين محترمين؟ هل يأتون ببينه علميه منطقيه على مايزعمون؟ هل يثبتون لنا أن سليمان كان يستعرض جيوش النمل والعفاريت ويتكلم مع هدهد؟ أبداً فكل مافي جعبتهم ليس إلا الحنق و الغضب والسب. أي بعبارة أخرى، أن أي رأي أخر أو موقف فكري يخالف معتقداتهم هو خطأ..لماذا؟ بس هكذا ..واللي مايعجبه يسبّونه،منطق رائع..أليس كذلك؟

فأنت عندما تهاجم معتقدهم ، فأنك تهاجم النسيج الأخلاقي للمجتمع..ياحرام. وأنت عندما تنتقد الأساس الهش الذي يقوم عليه منطقهم فأنت موالي لإسرائيل (يامامي)..وإن أنت غلبتهم بحجتك..فأنت تعمل لدى الغرب وأسيادك الأمريكان. إننا عندما نهاجم المنظومه الأخلاقيه الإسلاميه إذ نفعل لأننا نعلم إن المجتمع لايحتاجها ويستطيع البقاء بدونها بل التحرر منها يحقق التقدم السريع . لذا يزعمون أن الأخلاق موروث خلّفه عليهم أبوهم يملكونه وحدهم، وهم المواطنون الشرفاء ، وغيرهم الخونة الوحشين، واللي مايعجبه ولانستطيع الرد عليه نسبّه..ونقول له إيه: جرذ! معليش بكره تندم ياجميل.




الحكايه كلها ببساطه يا إخواني وأخواتي هي أنهم عاجزون عن الأجابه على تحليلاتك وأفكارك..لذا يقومون بالتشكيك فيك انت وبغاياتك وذلك لإبعاد الناس عن التفكير بالخلل الفكري الفعلي داخل إعتقادهم. فتصبح أنت جرذ الصحراء الحقير الذي ليس له شغل ولامشغله إلاخدمة الصهيونيه الصليبيه العالميه . يعني بدل أن يشحذ المؤمن عقله ويرد عليك، يهرب هو كالجرذ وهو يلعن ويسب..حسناً أنا قبلت، على راسي أنا جرذ الصحراء ..عاجبك، تفضل الأن يا أخي وأجب على الأقل ..هلاّ رددت على طرحي؟

يجب على المؤمن أن يتصرف كبالغ كبير وليس كطفل يبكي وينهزم. فطالما وضع المؤمن طروحاته على الملأ ، ونشرها في الأنترنيت والصحافه والكتيبات وخطب الجمعه، فذلك تلقائياً يجعلها عرضه للأنتقاد..فإن كان يزعجهم الأمر الى هذه الدرجه، فاليحتفظوا بإعتقاداتهم ودينهم لإنفسهم فلاينشروها وكفى الله المؤمنين شر القتال، و إن كنت أتمنى ألا يحدث ذلك ، لأنها تجلب لي سعادة جمّة..في تناقضاتها وسُخفها فهي لي مصدرلاينضب للكتابة الساخره، وهذا يجعلنا في حرب مستمره مع هذا المرض العقلي المُزمن المُسمى ..إعتقادات دينيه.





التفكير النقدي والشكّي هو جزء من المخ..من الدماغ ، ولكن عندنا بمجرد مايصل الطفل الى سن السابعه ، حتى يبدأ هؤلاء بضربه للصلاه وتحطيم ملكاته الشكيه والتفكيريه وغسل دماغه الغض حتى يتعود على الأعتقاد من دون دليل ، والقبول بلا إقتناع وهذا يغلق الباب أمامه لإكتشاف الكذب الديني من حوله ، فيفقد القدره على التفكير الرشيد و يظن أن من يقول غير ما تكيّف عقله عليه ، هو عدو له.. فيكرهه ويسبه وتيجي في النهايه برأس من؟ طبعاً بأحرار العقل والضمير من الملحدين، مع أنهم يمثلون أمله الوحيد للتعافي والشفاء من هذا المرض العُضال.


العبد الفقير.. جرذ الرمال الحقير






بن كريشان

ليست هناك تعليقات: