الاثنين

محاكم التفتيش الشرعيه..مستقبلنا الواعد في دول الرمال الفتيه




من الواضح انني استوحيت موضوع المقال من محاكم التفتيش الاسبانيه، وان كنت على يقين ان الكثيرين منكم يعرف ماهي، فأنني اريد ان اتكلم عنها قليلا ، فالكثير ايضا لايعرف ماحدث ذاك الزمان، فالحديث عنها تذكرة و موعظه

في القرن السادس عشر اصبحت اسبانيا اكبر قوه كاثوليكيه في العالم آنذاك،وكانت موضع حسد من العالم البروتستنتي في الشمال، وكانت اسبانيا نموذج لدولة دينية تسلطيه، تتحكم و تعين الكنيسة فيها الملوك و الاباطرة الذين يحكمون بحاكمية تسمى ظل الله في الارض او قانون الحق الالهي. و للقضاء على الفساد الذي هو مجرد اختلاف الكاثوليك مع غيرهم من المذاهب و الاعتقادات المسيحيه الاخرى ،وخاصة البروتستنتيه فظهرت كلمة الهرطقه، و هي وصف لمن اختلف معهم في الشرح المحدد للنص الانجيلي من قبل المتزمتين في الكنيسه الكاثوليكيه، و اقرب مثال لدينا في الاسلام لها ،هو كلمة البدعه و اصحاب البدع.

و كان توماس توركومادا، هو رجل متدين يرأس هيئة التفتيش للبحث عن هؤلاء الهراقطه، و يقوم بوعظهم و تعذيبهم و قتلهم ان لم يعودو الي كنف الكنيسه الكاثوليكيه وفكرها الضيق الافق. وكان يسمي بالمفتش العظيم او غراند انكوزيتر، وكان يعدم واحدا على الاقل من كل عشرة أشخاص يمثلون امام محكمته الموقره ، و كان ذلك بأسلوب تخجل منه الكنيسه الكاثوليكيه حتي الان و قد اعتذرت الكنيسه للعالم بعد ان اصبحت محاكم التفتيش الاسبانيه من اسود و احلك مراحل التاريخ البشري الذي تم فيه قتل و تعذيب ملايين الابرياء بمعتقدات اصبحت سخيفة بمعيارهذا العصر.

انتشر اسلوب حرق من كانو يظنون انهم هراقطه بعد تعذيب و قطع اوصال و حرق الناس و هم احياء. في سبيل الدين كله يهون، طالما ان اله السماء سعيد بتقديم القرابين. تصل الارقام الي شيء خيالي فثلاثمائة الف بروتستنتي و مائة الف بلغاري وفرنسي و من الارثدوكس و ارغم على النزوح من اسبانيا ثلاثمائة الف يهودي و مايقارب الثلاثة مليون مسلم و بالطبع تم ذبح و خوزقة الكثير منهم. اود ان اؤكد لكم ان توماس توركومادا مات قرير العين،مرتاح الضمير، بعد ان ادى دوره العقائدي و هو متأكد انه مع القديسين و الصالحين في جنة النعيم...او مزابل التاريخ

كان لدى المفتش العظيم مجموعه من الموظفين و المتطوعين يجوبون الاسواق و يزورون القرى بحثا عن اصحاب البدع من الهراطقه و كان لديهم الصلاحيات في تنفيذ امر الله بأعدام و حرق و تعذيب من يظنون انه كذلك..عملا بانجيل يوحنا الذي يقول عن المسيح من لايثبت فىّ يرمى كالغصن فييبس. و الاغصان اليابسه تجمع و تطرح في النار فتحترق. و هكذا بررو عملية حرق الغير مؤمنين بتفسير الكنيسه الكاثوليكيه. في سنة 1559 عين المفتش العظيم ك بابا في الفاتيكان ب ايطاليا و اصدر اول قائمه بالكتب الممنوعه..شىء مألوف لدينا..اليس كذلك؟؟، و بدأت الكنيسه باعتبار العلماء هراقطه و في القرن السابع عشر كان اشهر ضحيه لمحاكم التفتيش العالم جاليليو الذي حوكم لانه خالف الكتاب المقدس باكتشافه ان الارض هي التي تدور حول الشمس و ليس العكس.

ان محاكم التفتيش و تاريخها المخزي هو الذى أظهر الحركه العلمانيه للوجود بداية من عصر النهضه الي يومنا هذا.

و لكن هل دّون التاريخ شيئا مشابها لمحاكم التفتيش في بلاد الرمال..الاجابه هي نعم و هو مايسمى نظام الحسبه في الاسلام، فالمحتسب هو المفتش الذي يدور على الاسواق و يضرب الناس ويعزر ويعاقب اصحاب البدع
يقول الإمام الغزالي وهو نظير توماس الاكوينى في الكاثوليكيه :
من وجوه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو استخدام القوة في إقامة المعروف ومحو المنكر ، فلا يشترط فيه أن يكون الرجل صالحاً ورعاً ، فإن قدر فاسق وعاص فينبغي له أن يستخدم قوته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومعنى كلام الغزالي انه من الممكن استخدام الفاسق في الحسبه حتي لو كان الناس يعرفون فسقه و السبب انه لايستخدم الوعظ و انما يشارك بقوته البدنيه في احقاق الشرع
كلام جميل..و لنتابع مع الغزالي في قوله.. فأما إمكان الفعل وجوازه فلا يستدعي إلا العقل حتى أن الصبي المراهق للبلوغ المميز ، وإن لم يكن مكلفاً ، فله إنكار المنكر ، وله أن يريق الخمر ويكسر الملاهي ، وإذا فعل ذلك نال به ثواباً ولم يكن لأحد منعه من حيث أنه ليس بمكلف ، فإن هذه قربة ، وهو من أهلها ) . وهكذا فحتي الصبيه الاقوياء و الجهلة و الرعاع بأمكانهم المساهمة في نشر الفضيله بضرب و ايلام المخالفين ويكمل كلامه قائلا
. فكل من علم أنه يضرب ضرباً مؤلماً يتأذى به في الحسبة لم تلزمه الحسبة ، وإن كان يستحب له ذلك ، وإذا فهم هذا في الإيلام بالضرب فهو في الجرح والقطع والقتل أظهر .
ويقرر الغزالي أصلاً كلياً في ذلك فيقول :
( ولكل واحد من الضرب والنهب حد في القلة لا يكترث به كالحبة في المال ، واللطمة الخفيفة ألمها في الضرب ، وحد في الكثرة يتعين اعتباره ، ووسط يقع في محل اشتباه واجتهاد ، وعلى المتدين أن يجتهد في ذلك ويرجح جانب الدين ما أمكن ) .




ونشكر علماء الرمال من امثاله الذين علمو العالم احترام الانسانيه بوضع درجات للطم و البوكس و هنا يتفنن المحتسب فأن كان المخالف غنيا يعني عنده فلوس فجاز اهانته امام العالم بتلبيسه ثيابا يخجل منها او يربط و يطاف به حاسرا في الفرجان و الحواري او يركب حمارا بالمقلوب ليضحك عليه الناس..وهو مايسمى في دين الرمال بالتعزير، ومن درر الغزالي قوله



أما الجاه فيلاحظ فيه أمران . فإن أدت الحسبة إلى سقوط المروءة كالطواف به في البلد حاسراً حافياً فهذا يرخص له في السكوت لأن المروءة مأمور يحفظها في الشرع . أما ما يخاف به على علو الرتبة والجاه المحض- كركوب السيارات- والخروج في الثياب الفاخرة فلو علم أنه لو احتسب لكلف المشي في السوق في ثياب لا يعتاد هو مثلها أو كلف المشي راجلاً ، وعادته الركوب فلا ينبغي أن يسقط وجوب الحسبة بمثل هذا القدر



وقد يقول قائل ان هذا ليس صحيحا فالاسلام كله عدل ويجيب الغزالي بأن ذلك منتهي العدل وهو فرض على المسلم، فهذا قانون الله و شريعته



ويقول الغزالي بعد هذا التفصيل : ( قد دلت العمومات على تأكد وجوب الحسبة ، وعظم الخطر في السكوت عنها ، فلا يقابله إلا ما عظم في الدين خطره ، والمال والنفس والمروءة قد ظهر في الشرع خطرها ، فأما مزايا الجاه والحشمة ودرجات التجمل وطلب ثناء الخلق فكل ذلك لا خطر

و قد قامت بعض دول الرمال بالعمل بهذه القاعده و اسست هيئات للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و غيرها مازالت تطالب من خلال برلمانات منتخبه بتطبيق هذه الشريعه الانسانيه السمحاء، ولاادري ماذا سيفعلون بعالم يقول لهم مثل جاليليو بأن الشمس لاتجري بحسبان مثلما تعتقدون وانها ثابته ..و انما تجري الارض و الكواكب حولها..سيجرى دمه بالطبع



و لكن معذرة فلا تفتكرون انه امر جزاف بل فأن هناك خطوات واداب علمية شرعيه يجب القيام بها اثناء القيام بالحسبه وسأؤردها تماما بالنص لكم من كتاب احياء علوم الدين

الدرجة الأولى : التعرف ( ونعني به طلب المعرفة بجريان المنكر وذلك منهي عنه ، وهو التجسس ، فلا ينبغي أن يستخبر من جيران أحد ليخبروه بما يجري في داره ، نعم لو أخبره عدلان ابتداء من غير استخبار فله إذ ذاك أن يدخل داره للتوصل إلى دفع المنكر .



الدرجة الثانية : التعريف فإن المنكر قد يقدم عليه المقدم بجهله ، وإذا عرف أنه منكر تركه ، فيجب تعريفه باللطف من غير عنف .



الدرجة الثالثة : النهي بالوعظ والنصح والتخويف بالله تعالى ، وذلك فيمن يقدم على الأمر وهو عالم بكونه منكراً أو فيمن أصر عليه بعد أن عرف كونه منكراً ، فينبغي أن يوعظ ويخوف بالله تعالى ، وتورد عليه الأخبار الواردة بالوعيد في ذلك ، وتحكى له سيرة السلف وعباد الله المتقين وكل ذلك بشفقة ولطف من غير عنف وغضب .



الدرجة الرابعة : السب والتعنيف بالقول الغليظ الخشن ، وذلك يعدل إليه عند العجز عن المنع باللطف وظهور مبادئ الإصرار ، ولسنا نعني بالسب الفحش بما فيه نسبة إلى الزنا ومقدماته ولا الكذب .



الدرجة الخامسة : التغيير باليد وذلك ككسر الملاهي من الات موسيقي وإراقة الخمر وخلع الحرير من رأسه وعن بدنه ، ويتصور ذلك في بعض المعاصي دون بعض . فأما معاصي اللسان والقلب فلا يقدر على مباشرة تغييرها .



الدرجة السادسة : التهديد والتخويف . والأدب في هذه الرتبة أن يهدده بوعيد لا يجوز له تحقيقه فيجوز قوله مثلاً : دع عنك هذا ولأكسرن رأسك . وما أشبهه



الدرجة السابعة : مباشرة الضرب باليد والرجل وغير ذلك مما ليس فيه شهر سلاح ، وذلك جائز للآحاد بشرط الضرورة والاقتصار على قدر الحاجة في الدفع ، فإذا اندفع المنكر فينبغي أن يكف .



الدرجة الثامنة : أن لا يقدر عليه بنفس ، ويحتاج فيه إلى أعوان يشهرون السلاح
.
أحدهما أن تريد إزالة منكر فتزيله بالقوة كإراقة الخمر وكسر أدوات اللهو وآلات الغناء ،
والآخر أن لا تستخدم القوة ضد المنكر بل ضد من يرتكبه ، نحو أن يضرب من يقدم على ارتكاب الزنا ليمتنع عنه ، ويقتله إن لم ينته .



وهنا ينتهى كلام الغزالي

وجمعت لكم هنا بعض الامثله التي تستخدم في الحسبة في بلاد الرمال، فاتبعو الرابط، لا عرضكم الله لحسبة او محتسب و هو بخصوص منكرات النساء
http://www.hesba.com/wem_mnkrs.htm

وهنا سيده حمقاء تكتب في مدح مناقب الهيئات التي تطبق حكم الله في البشر
http://www.saaid.net/arabic/ar26.htm

وهذه قصيدة عصماء من احد الشعراء الذي اصاب عقله انسداد من غبار و اتربة الصحراء يدعو اهل الهيئه في نهايتها بمعاقبة النساء الغير منقبات من امثال المحجبات و المثلمات المخالفات لشرع الهيئه

يا هيئة الأمر يا أعضاءُ يا نجبُ *** يا مَن أضاءت لهم من نورها الشهبُ


سيروا على الخير والمعروف قائدكم *** والمنكر الخصم في أجوائه السُّحبُ


فأنتم الشمسُ من نورها الهدى قبس *** أشعة الشمس منها السُّحب تنسكبُ


أنتم أسود ولكن في شجاعتها *** وأنتم البدر في الظلمات يُرتقبُ


إن كان للناس أنساب ومفخرة *** فنهيكم نسبٌ والأمرُ ذا نسبُ


وفي كتاب الهدى الرحمنُ يمدحكم *** فهل – أحبتنا – من بعد ذا حسبُ


هبوا على الشر قصّوا كل جارحة *** واستأصلوا الفسق لا يبقى له سببُ


في غيهب الذلِّ ألقوا كلَّ خالعة *** تبدي مساوئها طوراً وتحتجبُ




وهذه فقرة من خطبة الجمعه بالمسجد النبوي بالمدينه للشيخ صلاح البدير يقول فيها ان الامه لن تصلح الا باستخدام اسلوب الحسبه و اطلاق يد رجال الامر بالمعروف و النهي عن المنكر في ردع الناس و التفتيش عن المنكرات و البدع

أيّها المسلمون، لا سبيلَ للعزّةِ ولا طريقَ للكرامَةِ ولا أمَلَ في النصر والرِّفعة ولا رجاءَ في دَفع
العقوبة والنِّقمة إلا بالرجوع إلى دينِ الله العظيم وصِدق التمسُّك بما تقتضيه العقيدةُ وتُوجبه الشريعة ومحاربَة الفسادِ والقَضاء على المنكرَاتِ الظاهرة وإعزاز وِلاية الحِسبة ورِجال الأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر والتصدِّي لحمَلات التّغريب وصَونِ المجتمع من مظاهِرِ الانحلال وبَوَادِر الانفلاتِ الأخلاقيّ والسلوكيِّ وتجفيفِ منابع الشرِّ ومثيراتِ الفتنةِ في النفوس





و ترد قصة الامام على في هذا التجلي من الرحمة و الانسانيه و هو يطبق الحسبه

عن ابي عبدالله قال أتى امير المؤمنين برجل نصراني كان قد اسلم و معه خنزير قد شواه، فقال ماحملك على هذا؟ قال قد مرضت و قرمت الي اللحم. يعني اشتهيت اللحم فقال اين انت عن لحم الماعز، لو انك اكلت منه لأقمت عليك الحد و لكني سأضربك ضربا فلا تعد اليه, وضربه حتي شغر ببوله
اي فقد القدرة علي التحكم ببوله من شدة الالم المتسبب من الضرب المقدس بيد الامام كرم الله وجهه

وكم منكم تفرج على الصور الحضاريه الانسانيه لأمارة طالبان الاسلاميه و هم يجلدون و يقتلون الناس و يعلقون الايادي المقطوعه في مشاكيك تشبه مشكاك السمك المملح بفضل اكثر هيئات الحسبة تطورا في العالم و علي رأسها الغراند انكوزتر المفتش الاعور ... ملا عمر



وهناك من الامثله الجليه ايضا في دول الرمال الفتيه فقد قامت في الثمانينات و التسعينات حملات في الشارقه وراس الخيمه لجلد شاربي الخمور و تعزيرهم بالتفرج عليهم و هم يجلدون في الاماكن العامه وكان الاعتقاد السائد ان سبب حبس المطر عن امارة راس الخيمه هو انتشار الفساد،فتم تطبيق الشريعه و نظام الحسبه فيها.. مما ادي الي هروب المطر عنهم تماما وسقوطه على امارة دبي فزدادت ثروتها بينما ظلت راس الخيمه في غياهب الغبار و التخلف و الفقر




..وفي رمال الكويت و البحرين يقوم البرلمانيون الذين انتخبهم الشعب للتنكيد عليه، بمحاولات حثيثه وفقهم الله، لتطبيق شريعة التفتيش و اقرار قانون الحق الالهى و الذي سيرضى الاله و العباد و سيتم حز رؤوس اصحاب البدع من الشيعة و المتصوفه و العلمانيين و النساء الغير منقبات و حالقي اللحى ولابسي الذهب و الحرير ومربي الكلاب والموسيقيون و المغنون وبائعو الاشرطه و العاب الفيديو ومشاهدو ال ال بي سي و سيتمتع الجميع بالجلد العلمي العادل و المنظم

وسيأتي يوم لنفاخر امام العالم بمحاكم التفتيش الشرعيه و التي ستقدم دول الرمال للعالم و التاريخ بحضارتها المنزلة من السماء و المطبقة بيد الغوغاء من ابناء الصحراء
ودمتم

ليست هناك تعليقات: