الاثنين

الملحد مسكين لا يستطيع ان يحمد الله




هل مشكلة الملحد أنه لايستطيع ان يشكر ربه؟






إنني أقرأ الكثير من كتابات المتدينين- في الغالب المسلمين- وتشدني فيها طريقتهم بتفسير أسباب إختلاف معتقدات الأخرين عنهم. فأجدها كلها تقريبا مبنيه على سوء الفهم وقلة المعرفه وأساطير خرافيه وأحيانا كثيره كذب على المكشوف.

هناك أمثلة كثيره لاتعد ولاتحصى، إلا أن الخاصيه الظاهرة الواضحه في نظرتهم او مفهومهم رغم الكذب الصريح وسوء الفهم ..تتلخص في فشلهم ورفضهم ان يبدو أي اهتمام بأن يتعلموا شيئا عن الموضوع الذين هم بصدد الكتابة عنه.



فأن جلس المسلم المؤمن ليكتب شيئا عن الملحدين، أو العلمانيه، او المسيحيه أو عن العالم الغربي فأنه يعتمد كلية على أيدولوجيته الدينيه بدون إستثمار ولاحتى ثانيه واحده ليقوم بأبسط بحث عن أساس الموضوع. هذا يعني أنهم لايكتبون فعلا عن المعنى الحقيقي للعلمانيه او الإلحاد أو غيرهما بل إن مايكتبونه لايعدو ان يكون سوى مجرد حملات دينيه ايدولوجيه.





هؤلاء الكتاب من المسلمين في حقيقة الأمر لايكتبون عن أناس حقيقيون خلفهم فكر حقيقي وتاريخ حقيقي وأحداث حقيقيه ولديهم مشاعر حقيقيه، أنهم يكتبون عن صور ورسوم قصوها من ورق الكارتون لإلصاق أكبر قدر من الهراء الأيدولوجي الإسلامي بها.








في مقال وجدته بجريدة

الشرق الأوسط لخالد القشطيني يقول فيه:





"من مشاكل الملحد أنه إذا حالفه الحظ ونجح في شيء لايعرف من يشكر على حسن حظه. فإذا إعتقلت المخابرات أيا منا ولم تعذبه يخرج من السجن ويقول الحمدالله، او شكرا لله، ولكن الملحد لايدري من يشكر على حسن حظه. وهي مشكلة في رأيي. كم شعرت بالأحراج عندما ذهبت لزيارة مريض ملحد فلا ادري ماذا اقول له. إذا قلت الله يعطيك العافيه او إن شاء الله نشوفك بالسلامه، ربما يدخل معي في مناقشة فلسفيه حاده تنتهي بموته بجلطه فأتحمل خطيئته. ذهبت لأعود صديقا شيوعيا على فراش الموت أستقبلتني زوجته وراحت تتوسل بي ان اقنعه بقول الشهادتين والأستغفار من ربه قبل موته وقالت حاولت أن أقنعه فلم انجح. كان يقول لها بعد كل هذا العمر الطويل في النضال أخلى الناس يقولون عني انحرفت"







هل سأل خالد القشطيني أي ملحد من سيشكر في عيد الفطر أو عيد الأضحى؟ هل توجه خالد القشطيني بهذا السؤال الى أحد منتديات الملحدين ليسمع بنفسه جوابا على موضوع مقاله الساذج؟ الأجابه هي النفي طبعاً فهو يعرف أكثر مما يعرفون هم عن انفسهم.

هل قام أخينا القشطيني بأي بحث في قوقل او ياهو عن من يشكر الملحد على حسن حظه؟ بالطبع لم يفعل فهو لايحتاج الى ذلك فأيدولوجيته تكفيه وتغنيه وتزوده بالأجابات الشافيه على كل شيء. القشطيني يفترض بأنه في عدم وجود رب للرمال نشكره، فلن نجد شخصا أخر لنشكره اليست هذه سذاجه؟ لقد قص ورق كارتون وإفترض أن هذا هو الملحد او الشيوعي او النصراني ثم أطلق رأيه من خلال منظوره الأيدولوجي الضيق.



يا اخ قشطيني انا سأشكر ابي وامي على تربيتي ، وسأشكر اصدقائي الذين وقفوا بجانبي وسأشكر هؤلاء الذين ساعدوني في محني وسأشكر كل من قرأ لي وسأشكر كثيرا ممن حولي، وسأشكر الكتاب الشجعان الذين نوروني، سأشكر حتى زيزبونه..ولكنني لست معتوها اشكر شبحا خياليا في السماء.

إن المثال السابق لهو دليل حي على مايقوم به المسلم المؤمن في وصف الأخرين، لماذا لم يكلف الأستاذ قشطيني نفسه بالسؤال والبحث فالموضوع لايتطلب دكتوراه في الفلسفه أو شهاده في هندسة الصواريخ. هل لأن القشطيني مثله مثل غيره من هؤلاء المُعممين الذين لايكترثون بجوهر الموضوع.لا استطيع أن أجيب نيابة عنه، ولكن دعوني أقول لكم هكذا يفكر اغلب الناس في بلاد الرمال..بالتحيز وإطلاق الأحكام جزافا بناء على تفكير أيدولوجي مغلق.

بماذا يفكر الملحد الحقيقي؟ بماذا يشعر؟ كيف يعيش حياته؟



بماذا يفكر الشيوعي الحقيقي؟ بماذا يشعر؟ كيف يعيش حياته؟






بماذا يفكر العلماني الحقيقي؟ بماذا يشعر؟ كيف يعيش حياته؟

بماذا يفكر الأنسان الغربي الحقيقي؟ بماذا يشعر؟ كيف يعيش حياته؟






بماذا تفكر المرأه الحقيقيه؟ بماذا تشعر؟ كيف تعيش حياتها؟

كل ماورد أعلاه لايهم ابداً فهؤلاء ليسوا بشرا حقيقيين، ليست لهم افكار ولارغبات ...أنهم مجرد رسوم على أوراق كارتونيه تعيش داخل أيدولوجية مغلقه في عقل المسلم المؤمن. فنحن جميعا ومهما كنا مجرد أهداف مبرر الهجوم عليها لأنها تخالف معتقدهم. فهذا كافر وهذا مشرك وهذا نصراني وهذا منحل وهذه سافره وهذا من بني علمان..وهذه من بني يابان.








ان الفكر الذي نحمله يخترق أنانية أيدولوجيتهم لذا تحافظ على غرورها بمهاجمة ورق الكارتون. أتذكرون محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام في العراق قبل سقوط بغداد..إنها قصة

دون كيخوت..هذا هو اصدق مثال على تصرفات المسلم المؤمن في إنكاره لوجود فكر حقيقي واناس حقيقيون يستطيعون ان يعطوه إجابات حقيقيه إن هو إستقصى و سأل.

هؤلاء الذين لايريدون معرفة الحقيقه لايبحثون عنها. أنهم يعتمدون على أيدولوجيتهم لأجابة سؤالهم هم. إنهم كمن يسأل نفسه سؤالا..ثم يجيب عليه بنفسه.أنهم يكلمون انفسهم. هؤلاء لايعيرون اي اهتمام للواقع وللحقيقه. انهم يعيشون على إفتراضات عنك أطلقها مشايخهم ومدعوذيهم و منظريهم، انهم ليسوا صادقين بنواياهم وامانتهم في الكتابه..أتعرفون لماذا؟








لإنهم يجدون انفسهم مجبرين على الأفتراء والكذب وذلك لضعف إيمانهم بدينهم وهشاشة عقيدتهم هم..والأنسان الذي يقوم بذلك ..ليس أكثر من شخص يحس أنه فعلا مُهدد.


بن كريشان

ليست هناك تعليقات: