الانعجازات العلميه..في الاسلام




تكتب الصحافه الرومانيه هذه الايام عن حادثة بشعه لراهبة، شقت صدر قسيس متوفي و اخرجت قلبه و غسلته بالماء المقدس، ثم ارجعته الي مكانه و خاطت مغلقة صدره ، ليس هذا غريبا في هذه البلاد التي انجبت دراكولا، اعتقدت انها بغسلها قلبه، لن يكتشف الرب ذنبه، وكان بالاحرى بها ان تستخدم الديتول مطهر الذنوب الاول في العالم.. او بالطريقه الاسلاميه كان يجب ان تغسل قلبه سبع مرات و السابعه بالتراب، و هي من المعجزات الاسلاميه الكثيره

في مشهد أتذكره على تلفزيون اقرأ كان هناك كليبات من مؤتمر القرأن في دبي ، حيث كان هناك محاضرين يقدمون بحوثا، عن معجزات قرأنيه تثبت ان القرأن او السنه كانا قد تنبئا ببعض المعارف العلميه التي نعرفها الان، و شهدت مجموعه مقتطفه من هؤلاء المفترين على العلم يتحدثون لجمهور منصت تصطبغ وجوههم بالخشوع..و الغباوة

في هذه البحوث يقدم هؤلاء ما يفترض انها حقائق اثباتيه، وحتى نفصل بين حقائق العلم التي اثبتت بتجارب متعدده..و ادعاء الادعياء المتطفلين على العلم ..دعونا في سياق هذا المقال، ان نسميها.. اي هذه البحوث اسما يفرقها عن الحقائق العلميه، فلنسميها هنا الحقائق العلمزيفيه، و هي كلمه مشتقه من كلمة حقيقه ، وطبعا العلم المزيف

ينتشر في العالم اليوم مدعى العلم من الساعين وراء الثروة بغش البسطاء من الناس، فمن يبيع الابراج على انها ظاهره علميه و انك تأثرت يوم ولادتك بموقع كوكب في مدار معين، عندما كانت الكواكب المعروفه هي اثناعشر و من ضمنهم الشمس والقمر.. الى الريكيه و الاورا و خرافات العصر الجديد و هناك البرمجه العصبيه و البيوانيرجي وهما من العلوم المزيفه الجديده التي بدأ اصحاب الاعجاز العلمي الاسلامي يستعملونها و كأنها علوم معترف بها، هذا نوع من التدليس الذي يأخذ كلمه علميه لاتينيه مثل سيكو او بيو ثم يضيف اليها كلمه اخرى لتوحي بأن مايتحدثون عنه هو علم فعلا، فلو مثلا اخذت كلمة بيو وتعني طبيعي بالاتيني و كلمة رطب ثم اضف اليها كلمة بيو اللاتينيه تصبح: بيورطب، ثم تخترع فن التداوى بالرطب لتسهيل الولاده حيث ان الله نصح مريم ان تاكل الرطب البرحي اثناء مخاضها مما ادى الي حصولها على بيبي يتكلم..و هكذا، تصبح احد اكبر النصابين في فن الاعجاز العلمي في القرأن

بعض النصائح لتميز الحقائق العلميه من الحقائق العلمزيفيه

اولا: يشير هؤلاء المدعين الي بحوث اجريت و أثبتت، و يستخدمون كلمات من مثل مما لا يدع مجالا للشك، في حين ان عقلك يدور في دائرة الشك، ولكنهم لايشيرون الي هذه البحوث في الحاشيه و لا الي العلماء و المراكز و السنوات التي تمت بها هذه البحوث، فيقولون مركز دراسات الفضاء في ناسا؟؟ العالم البريطاني السير جيمس، علماء جامعة اكسفورد في هولندا..طبعا الجموع و القراء الخاشعين بكل غباء لا يسألون انفسهم ان كانت هذه مراجع صحيحه يمكن الرجوع اليها للتحقق من كذبهم.. او حتى اذا كانت هولندا هي احد ضواحى اكسفورد في موسكو

ثانيا: البحوث المذكوره اعلاه تنتهي و لاتأتي أصدارات جديده او مراجعات او تجديدات لها على عكس الابحاث العلميه الحقيقيه

ثالثا: هذه الابحاث لاتقدم لمجامع علماء و متخصصين في العلم ، فقط للمهتمين من مشايخ ومهوسيين بأثبات ان دينهم جاء بكل شيء و ان القرأن هو الجامع المانع..مثلا المؤتمر هو عن الاعجاز في القرأن ويحضره كل من لايفهم طبيعة البحث العلمي واصوله من العوام و الدبش الذين رأيتهم خاشعين بغباء في مؤتمر القرأن الكريم بدبي و عى رأسهم الكبش الابيض كاهن المؤتمر ابراهيم بوملحه مستشار الشئون الاسلاميه لحكومة دبي

رابعا : تتميز هذه الالقائات بوضع فرضيات في بدايتها، لم تثبت و مشكوك فيها على انها ثوابت علميه مثلا يقولون: و من المعروف ان اربعين بالمائه من وفيات الاطفال المفاجئه سببها النوم على البطن- لاحظ ان هذا ادعاء و ليس هناك مايثبته- ثم يقول و قد قال احد العلماء النيوزلندين..على علمي النيوزلندين خبراء خرفان فقط!..كذا و كذاُ ثم يضع علامة استريكس او رقم مرجع ، و عندما تصل الي اسفل البحث تجد مكتوبا: مجلة العلوم الطبيه ، دمشق العدد كذا..عالم مواشى نيوزليندي لا اسم له يكتب في مجله سوريه..ليس لها وجود، لأثبات حقيقه علمزيفيه افتراضيه قدمت لك و كأنها حقيقه علميه..فالنوم الاسلامي الصحيح هو على الجانب الايمن و في حديث صحيح فقد شات الرسول اي ركل بقدمه رجلا كان نائما على بطنه بالمسجد..فأذا كان الرسول لا يحب النوم على بطنه..فكل الحقائق العلميه يجب ان تثبت ذلك

خامسا: الاعتماد على امثله وصفيه بدل اثباتات واقعيه علميه متكرره موثقه، من مثل يقول احدهم قد لوحظ انه عندما يضع المرء قليلا من العسل في اذنيه ممزوجا بحبة البركه يشفى من الصداع في الحال، و لكن هل هناك اثبات بتجارب مثبته متكرره مدونه..طبعا لا..فقد يلاحظ ايضا ان هذا المرء قد يضع العسل ممزوجا بحبة البركه في مؤخرته ايضا و قد يشفي من السكرى..من يعلم؟

سادسا: القفز الي استنتاجات سريعه بعد ربط ماهوغير مترابط اصلا..وهنا دعوني ارجع الي موضوع الرطب و هو موضوع مهم في بلاد الرمال و تابعوا معي هذا المثال: بما ان العضلات تحتاج الي السكركمصدر للطاقه.. وبما ان عضلة الرحم هي اكبر عضله عند المرأه..و بما ان الاطباء يعطون المرأه اثناء الولاده الجلوكوز و هو من السكاكر.. و بما ان العلماء اثبتوا ان الرطب من افضل مصادر السكاكر و هو يحتوى على الجلوكوز فهو يسهل المخاض لذا قال ربك لمريم فكلي واشربي، كلى رطب بس اشربي شو؟؟ عرق الدبس؟ ماعلينا بس ماهو الترابط بين هذه الاشياء..هل هكذا تتم ميثودية البحث العلمي؟

سابعا: عشوائية تنطلق من الثقافه الشعبيه السائده، فيقول قائلهم : فكم من الاسرار لم يعرفها العلم مثلا..مثلث بيرمودا؟؟ وهنا ليقنع المستمع ان القرأن فيه من الاسرار التي تفوق العلم، فالعلم ينهل من القرأن ..و ليس العكس ، ذلك لأنهم يتمسحون بالعلم..و يخشونه.. الثقافه الشعبيه عاطفيه تؤثر في الناس الذين يستحسنون مايسمعون، مثلا اسمع هذا..دلت دراسة اجريت في المملكه العربيه السعوديه ان حفظ القرأن يقوي الذاكره و قد ثبت –لاحظ قوة الافعال المستخدمه- ان الطلبه الذين حفظوا القرأن في صغرهم في السعوديه انتهوا في كليات الطب والهندسه؟؟ غريب.. سيفوه ولد مطوعه موزه حفظ القرأن عندما كنا صغارا..و الان يشتغل عريف في الحرس الاميري؟؟

ثامنا: الكذب المطلق، مثلا يقول وردت كلمة يوم 365 مره و كلمة شهر 12 مره في القرأن، فتصيح انت و انا و جموع الخاشعين بغباء سبحان الله..و لكن و قبل ان تسأل نفسك لماذا يستخدم القرأن السنه الجريجوريه المسيحيه بدل الهجريه؟ هل جربت ان تحسبهم بنفسك؟ انا فعلت و حسبت كم مره وردت كلمة يوم في القرأن.. و توقفت بعد ان تجاوز الرقم الاربعمائه و خمسين

تاسعا: هذه البحوث الاعجازيه لاتقدم كدراسات للدكتوراه و الماجستير في جامعات مثل السوربون و هارفاراد وكامبريج..فقط في جامعات الملك فهد و عبد العزيز و فيصل و أم القرى و جامعة الازهر و جامعة الشارقه و جامعة العقيد الفقيد..لاتوجد جامعه محترمه تقبل هذا التدليس..و سيجيبونك ان هذه الجامعات مسيحيه؟ مع العلم ان هذه الجامعات العريقه تدرس الفلسفه المعارضه للدين الذي ترتعد فرائص الاسلاميين من التفكير بالسماح بتدريسها..حتى لاينكشف الوهم

عاشرا: الاقتباس او الاشاره الي الدكتور موريس بوكاي كمرجع، و يسمي احيانا العالم الفرنسي الفذ، و تروى قصة كاذبه عنه عندما استقبال الرئيس الفرنسي بومبيدو له.. و في رواية اخرى الرئيس ديجول و اطلق حرس الشرف واحد و عشرين طلقه له لأنه جاء ليفحص مومياء مصريه في باريس و اثبت انها مومياء فرعون موسي الغارق..طيب اذا غرق متى حنطوه؟..الى اخر تخاريف المواقع الاسلاميه التي حان الوقت ان تتعلم توحيد الروايات حتي يصدق الناس كذبهم..ربما تعتمد هذه المواقع التدوين الشفهي اتباعا للسنه الشريفه مثل الاحاديث و غيرها في تراث الصحراء الغابر المختلف عليها.. د. موريس بوكاي كان مدرسا في جامعة الملك عبد العزيز بن سعود لم يكن فرنسيا بل كنديا و قبض من المملكه الصحراويه الوهابيه العظمى سبعه مليون دولار لكتاب اسمه القرأن و الانجيل في ضوء العلم و التاريخ، ثم اختفي من الوجود و لم يعلن حتى اسلامه، معظم الاعجازين يشيرون الي كتابه لأنه لايوجد احد ممن كتب عن الاعجاز في القرأن من الكفار الاجانب..وعقدة النقص فيهم..تبحث عن احد الاجانب ليعترف بعبقرية القرأن و الاسلام..حتى لو دفعوا له


و في النهايه هل تعلمون يا اعزائي ان الهدف من اي دراسه علميه هو الوصول الي حقيقه علميه و ليس اثبات خرافه دينيه..هؤلاء المدعين المتطفلين علي العلم يعرفون من البداية مايريدون ان يثبتون ..بينما العلماء الحقيقيون يبدأون البحث بدون ان يقرروا النتيجه و الاثبات

فأذا عرف السبب ..بطل العجب

بن كريشان

ورد عن الرسول الكريم حديثا يقول من اكل ثوما او بصلا فاليعتزلنا أو فاليعتزل مسجدنا..و قال لي الرومانيون هنا ان دراكولا..لايحب رائحة الثوم ، فهل كان رسولنا..دراكولا!..ماهو وجه الشبه؟..أعتقد الموضوع بحاجه الي دراسه علمزيفيه..من اياهم




إرسال تعليق

0 تعليقات