الاثنين

!عندما ضحكت العنزه





وصف الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر قدرة الانسان على التفكير بأنها القدره على تخيل اللاممكن . دعوني أزيد على ما قال، بأنها ليست فقط تخيل اللاممكن.. بل و تصديقه ايضا

حتى في عالم ظهرت فيه العلوم بطريقة لم تترك مجالا للخرافه، مازال الانسان يبحث في عقله عن اللاممكن ليصدقه،فكثير من الناس يصدقون الابراج و يؤمنون بالحسد و الخرز الزرقاء و الاطباق الطائره و أم الدويس

نحن في بلاد الرمال ،كغيرنا من البشر في هذا العالم نؤمن ايضا بمالايعقل و لكننا قمنا بخطوة اضافيه، لم نكتفي بتخيل فكرة غير معقوله معارضه لأبسط قوانين الاقتصاد،وتصديقها ..بل ذهبنا الي تطبيقها

في بلاد الرمال التي يرفض المسلمون فيها اسباب الحضاره من حولهم و يحاولون جاهدين بدئها من الصفر، وباستخدام العلم المنزل من السماء فقط ، اي القرأن. ليس هناك مكان للعقل الا للبحث في علم و ملكوت الكلمه الموحاه الي نبي الصحراء. وعندما واجهتنا مشكلة التعامل مع الربا المحرم..أوجدنا حلا من عالم الخيال اللامعقول

ربما نكون نحن في الامارات السبب الرئيسي لخلق خرافة البنوك الاسلاميه، فبعد قيام هذه الدوله كان واضحا جدا أن خلق مؤسسات مصرفيه هو ضرورة حتميه لدعم الانتاج و النمو في الدولة الاتحاديه الجديده، فقامت الدوله بتأسيس البنوك و منها ماكان بمساهمات من الدولة نفسها. ولكن ذلك اغضب الاسلاميين في السبعينيات حتى قرر رجل من اكبر أثرياء الامارات اسمه سعيد لوتاه أن يؤسس اول بنك اسلامي في العالم مستخدما افكار شخص من دلتا مصر اسس شيئا شبيها بالبنك الاسلامي في ثلاثينيات القرن السابق اسمه أحمد النجار،فكان بنك دبي الاسلامي و الذي قلدته كل البنوك الاسلاميه في العالم من بعد

فكرة البنوك الاسلاميه لاتتفق مع علم الاقتصاد، لا أريد ان أطيل عليكم بشرح ذلك فقد غطيت الموضوع بمقال سابق ولكن ببساطه دعوني أقول، أن كانت العنزة تطير..اذا فالتمويل الاسلامي نظريه اقتصاديه

اليوم رجعت من مدينة أكسفورد الي لندن الساعه الثانية و الربع ظهرا،تمشيت في شارع ايدجوار قليلا لأشترى بعض الصحف العربيه، رأيت فرع البنك البريطاني الاسلامي، أول بنك اسلامي في بريطانيا. دخلت الفرع و تكلمت مع رجل من اصل باكستاني بلحية منفوشه على التقاليد الأسلاميه، وقد قال لي انهم لا يمولون البيوت و السيارات حاليا و لكنهم يفتحون حسابات فقط. ولأنني تذكرت حديثا دار بيني و بين صديق يعمل في بنك الامارات المركزي ،تعلمت فيه بعض الحقائق المضحكه والتي أردت ان اشارككم فيها اليوم، و هي متعلقه بالسبب الذي لا يستطيع هذا البنك ان يقوم بالتمويل الاستهلاكي

بدأت هذه الكذبه، او البنوك الأسلاميه اولا.. عندما بدأ كهان بلاد الرمال بزرع الشعور بالذنب و التخويف من العقاب لمن يتعامل مع البنوك و صاروا يلعنونهم في كل خطبة جمعه كجزء من الدعاء الأستاندارد ، ثم خلق هؤلاء الشيوخ،انفسهم، بديلا اخر للبنوك، سموه البنوك الاسلاميه. ثم صاروا يطبلون لها حتى تبعهم مئات المساكين*. و بما ان الكعكه لذيذه للحصول على سيولة هؤلاء المسلمين بدأت البنوك الغربيه أيضا بدخول السوق ، و لم لا طالما ان هناك من يشترى، فقام بنك عالمي محترم مثل اتش اس بي سي بأنشاء بنك اتش اس بي سي أمانه كبنك يقدم خدماته الاسلاميه، وغيره كثير من مثل سيتي غروب و دوتشه بنك و كريديه سويس وغيرهم من البنوك الكبيره، و صار دعاة هذه الكذبه يستخدمون تدافع البنوك الغربيه كدليل على نجاح فكرة البنك الاسلامي يبيعونها في كل مؤتمرات الكذب التي يشاركهم فيها مؤسسات المال الغربيه طمعا في الفلووووووووس، أود ان اقول احيانا لهم: يا سذج لو لم تكن هناك سيولة بيره! عفوا نسيت انني في لندن ....أقصد كبيره!! بسبب اسعار النفط في بلاد الرمال، فهل سينظر اليكم احد؟
في شارع ايدجوار اليوم كان لويدز بنك المقابل لبنك بريطانيا الاسلامي يعرض دعايه لحسابات اسلاميه.. كلهم الان يقدمون مايسمى بالنوافذ الاسلاميه، أن هناك من يتنبأ بأن جميع البنوك في السعوديه و معظم بلاد الرمال الخليجيه ستتحول او تشهر اسلامها هي الاخري..الا ان حدثت ثورة مضاده للفكر المتخلف الذي نعيشه في يوم ما

يحرم شيوخ المال التعامل بالفائده على اساس انها الربا الذي يحرمه الاسلام. الديانه اليهوديه و المسيحيه تستنكران الربا ايضا ولكن لا تعتبراه من الخطايا .يطلق شيوخ المال الذين يكونون مايسمى في البنك الاسلامي بالهيئة الشرعيه،شعار ان الاسلام يحرم الربا و يحل البيع و بالتالي فالبنك الاسلامي هو تاجر و ليس ممول،وهكذا اوجدوا عمليات لها اسماء مضحكه مثل المرابحه و المضاربه و الاستصناع و الاستزراع و الاستغراس و المساطحه و المباكسه* الخ

على فكره شيوخ البنوك الاسلاميه قليلين ومحدودي العدد و كلهم يستلمون الاف الدراهم و الدولارات و الدنانير مقابل فتاوي و شعوذات السحر التي يقدمونها،و لذلك أصبحوا نادي مغلق لايدخله غيرهم فمنذ تسعه وثلاثين سنه ليس هناك الا عدد محدود منهم يتحكم في مايسمى بصناعة المال الاسلاميه فهذا الشيخ حسين حامد في الامارات و الشيخ عبد الستار أبوغده في مجموعة البركه و الشيخ نظام اليعقوبي يخدم مؤسسات البحرين الاسلاميه و الشيخ المعجل في بيت التمويل الكويتي،بنك المسلمين الوحيد هناك، والشيخ القاري من السعوديه و القره داغي في قطر..وكلهم بلغ من العمر عتيا و لا يريد ان يسمح لغيره بتذوق الكعكه اللذيذه، فلا يوجد جديد ليستلم من بعدهم الشعوذه، وكل منهم يتمتع بدخل سنوي لا يقل عن ستة الي عشرة مليون دولار بالسنه تدفعها لهم بنوك الاسلام و مؤسسات التمويل الاسلاميه من أرباحها التي تجنيها من الملتزمين بهذه الخرافه

و لكن هل تمكن هؤلاء الشيوخ و بنوكهم من الغاء عملية التمويل من الوجود؟ التمويل هو اساس عمليه ألأنتاج، و شحّه او توقفه يؤثر على الاقتصاد ككل. عملية التمويل هي التي تجسر الوقت بين الانتاج و البيع و تجعل عملية الانتاج مستمره. عمليات التمويل تعتمد على حقيقة اقتصاديه ثابته هي ان للمال قيمه متناقصه مع الزمن و لها تكلفه،في النظام الاقتصادي الحديث تصبح السيوله سلعه لها قيمه مثلها مثل المعادن و البترول و المحاصيل ترتفع و تنخفض بالعرض و الطلب. حسنا و الان ساشرح لكم بعض عمليات التمويل الاسلاميه لترون الكذبه التي مشى خلفها الجميع و ماهي حقيقتها؟

عند تمويل العقار يستخدم البنك الاسلامي عملية اسمها الاجاره يقوم فيها البنك بشراء العقار و يسجله بأسمه و بعد ان تدفع القيمه كاملة اضافة الي ربح البنك الاسلامي يتم تسجيل العقار بأسمك، تعلمون ان رسوم تسجيل العقارات هي نسب عاليه تصل الي مابين اثنان و خمسه بالمئه، فعندما يشتري البنك العقار و يسجله بأسم البنك اول مره يحملك رسوم التسجيل و عندما يسجله بأسمك بعد التسديد تدفع الرسوم مرة ثانيه. هذا يجعل عملية التمويل الاسلامي أكثر كلفة من البنك التقليدي، تحاول الان البنوك الاسلاميه الضغط على الحكومه لعدم احتساب رسوم تسجيل في هذه العمليات على اساس ان الهدف منها ليس الشراء بل التمويل! نعم ياسيدي الان اعترفوا انها عملية تمويل و ليست بيع و شراء كما كانوا يقولون

العمليه الثانيه المضحكه هي انه عندما تم افتتاح اول بنك اسلامي في بريطانيا ، هذا البنك مر اولا بمشكلة حماية اموال المودعين حيث اراد ان يحمل المودعين الربح و الخساره و هو شيء مرفوض من جميع البنوك المركزيه في العالم، حتى في بلاد الرمال، و البنوك الاسلاميه تتذمر من عدم تعاون البنوك المركزيه معهم في تغريم المودعين الخساره لليوم، فحلت المشكله بأن البنك الاسلامي البريطاني يتعهد للسلطات الماليه في بريطانيا بحماية اموال المودعين و لكن البنك كتب على استمارة فتح الحساب شيئا يقول للزبون المسلم بأنه و بناء على دينه الاسلامي الحنيف فأن ليس له حق في ذلك! نعم سيدي البنك الربوي يتعهد بحماية اموالك و يعطيها الاولويه قبل اصحاب رأس المال، و البنك الاسلامي لايفعل،فهل هذا افضل؟ و لكن النكته لم تنتهي بعد، توقف هذا البنك عن عمليات مرابحات السيارات و السلع التي يقوم بها الي اشعار اخر..لماذا؟ تابعوا معي لتعرفوا

بما ان مرابحات البنك الاسلامي هي عباره عن مجموعة عقود، الاول عقد شراء يشترى فيه البنك السياره ثم يخلق عقدا اخر يبيعها فيه بالتقسيط اضافة للفائده التي يسميها البنك ربحا،على المشتري، ولكن الذي حدث ان ذلك جذب انتباه سلطة الضرائب في بريطانيا و التي الزمت البنك بدفع ضريبة القيمه المضافه* على البضائع او السيارات او تحميلها للزبائن! نعم مرة اخرى البنك الربوي افضل و ارخص و لم يخلق اللف و الدوران و لعبة العقود المتعاقبه واحد يلغي الاخر حتى يتم توصيل النقد للمقترض اي نظريه اقتصاديه يمكن ان تدرس في اكسفورد ، كامبريدج او يال.ولكن من الممكن جدا ان تدّرس في جامعة ام القرى بمكه او جامعة عجمان للتكنولوجيا و التي وقعت مؤخرا عقدا مع الدكتور زغلول النجار لتدريس علم زغللة الاعجاز القرأني ، والذي قد يستبدل يوما ما علم الفيزياء

البنوك الاسلاميه، رغم نجاحها هي اكبر دليل على فشل خرافة الاقتصاد الاسلامي او التمويل الاسلامي، كل ماتحتاج هو ان تنظر بدقه من الداخل، لترى الكذب و التدليس، ولكن في بلاد الرمال الجميع يصدق اللاممكن و اللامعقول..سمعت مرة شخصا عربيا يتصل ببرنامج البث المباشر و يطالب بأدخال اقسام الطب النبوى الي مستشفيات الدوله..ومن يعلم الي متى سيستمر هذا التخريف الذي يدفع به ارباب و كهان الدين. في احد مؤتمرات المصارف الاسلاميه كان هناك بروفيسور اقتصاد الماني تحدى كل مايقال و اوضح ان هذه العمليات تخفي ورائها خدع تدور حول فكرة التمويل بدون ان تقول ذلك، و الزبون يدفع تكاليف أكثر لخطوات لا داعي لها لأنها تكبده مخاطر اكبر و تكلفة اكثر فثار احد شيوخ المال الاسلاميين المعروفين ضده و قال له: ماذا تريدون منا؟..هذه حياتنا! نحن مسؤلين عنها يوم القيامه، اننا نقوم بتنفيذ رغبته سبحانه و تعالى و هو الذي يطرح البركه التى نراها في النجاح الذي حققته المصارف الاسلاميه

الاقتصاد علم، و سيبقي علما حتي لو كذبوا و صدقوا كذبتهم و لن يأتوا بنظريه اقتصاديه مغايره مهما حاولوا، هذا هو الفرق بين العلم و الخرافه.. لن تطير العنزه ابدا..و لكن ذلك لن يمنعها.. من أن تضحك علينا

بن كريشان
من رويال لانكستر لندن

***
V.A.T ضريبة القيمه المضافه
أم الدويس : اسطوره اماراتيه يعتقد انها من تأليف النساء حول امرأة تغوي الرجال بجمالها..ثم تقتلهم-حتى لا يفكروا بخيانة زوجاتهم

المساطحه: هي ان تبنى على ارض لا تملكها
المباكسه : ضرب بوكس بالطريقه الاسلاميه

يصدر بنك دبي الاسلامي مجله اسمها الاقتصاد الاسلامي و يصدر بيت التمويل الكويتي مجله اسمها النور توزعان مجانا..كل ماتقرأ فيهما هو تعميق الشعور بالذنب للقاريء المسلم ان لم يترك البنوك الربويه و يتعامل معهم

ليست هناك تعليقات: